المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية 700 يمني غادروا خلال السنوات العشر الماضية للقتال مع طالبان أو القاعدة



Black_Horse82
13-12-2001, 03:12 AM
700 يمني غادروا خلال السنوات العشر الماضية للقتال مع طالبان أو القاعدة
يمنيون عائدون من أفغانستان بعضهم يسير على قدميه وآخر محمول على نعوش

صنعاء: الصادق السلمي
استقبل اليمن خلال الأيام الماضية عدداً من أبنائها ممن ذهبوا إلى أفغانستان، البعض منهم يسير على قدميه وآخر عاد محمولاً على الأكتاف بعد أن قتل على الأراضي الأفغانية في حرب لا معنى لها ولا هدف.
مطار صنعاء الدولي استقبل خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من زوجات يمنيين كانوا يعيشون في أفغانستان منذ مغادرتهم اليمن قبل سنوات طويلة، لم يعدن من هذه الرحلة سوى محملات بمآس وذكريات مؤلمة تركتها الحرب القذرة التي دارت رحاها في هذا البلد الذي عاش سنوات من الفوضى في إطار "حرب الإخوة الأعداء" التي أحرقت الأخضر واليابس منذ تسلموا السلطة على إثر رحيل القوات السوفييتية مطلع التسعينيات.
وبحسب المعلومات التي توفرت، فإن سبعة يمنيين على الأقل قتلوا في مدينة قندهار، وهي آخر المعاقل الهامة لحركة طالبان بعد أن بدأت تتساقط من يدها المدينة تلو الأخرى كحبات السبحة، حيث كان هؤلاء السبعة يقاتلون في صفوف حركة طالبان ويعيشون في المدينة منذ سنوات.
وتشير ذات المعلومات إلى أن شخصاً يدعى إبراهيم علوي، ويعرف باسم "أبو خلود" كان من ضمن القتلى السبعة، وقد غادر اليمن باتجاه أفغانستان قبل خمس سنوات مع زوجته وولديه، الذين عادوا إلى صنعاء برفقة أخ للزوجة يدعى بشير، حيث اعتقلته السلطات الأمنية فيما أفرجت عن الزوجة بعد إجراء تحقيق معها.
ومن ضمن القتلى هناك شخص يدعى جمال بروق، البالغ من العمر 29 عاماً وشخص ثالث يدعى رياض عتيق، يبلغ من العمر 25 عاماً ونوفل منصور وجمال الشيباني وجميعهم من محافظة تعز، الواقعة جنوبي العاصمة صنعاء.
وعلى الرغم من أن عدد القتلى في أفغانستان من اليمنيين يتزايد، إلا أن عدداً قليلاً منهم من أعيدت جثثهم إلى البلاد، من بينهم شخص ينتمي إلى محافظة أبين يدعى أبو العزاء، وقد أبلغ عدد من الأسر اليمنية في بعض محافظات البلاد عن مقتل أبنائهن في أفغانستان، بخاصة أولئك الذين كانوا في صفوف تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
ويبدو أن صورة مأساة اليمنيين في أفغانستان سنراها تتكرر كثيراً، إذ إن الإحصائيات تشير إلى أن نحو 700 يمني غادروا إلى أفغانستان خلال السنوات العشر الماضية للقتال إما في صفوف حركة طالبان أو في صفوف تنظيم القاعدة، ويتوقع مسؤولون يمنيون أن يكون أكثر من 80% من هؤلاء قد قتلوا في الحرب ولا يعرف لهم مكان ولا تعرف لهم جثة، كما تتوقع أن تكون جثثهم قد رميت في أماكن لا يمكن العثور عليها أو معرفتها، بخاصة مع التصفيات الوحشية التي أقدمت عليها القوات المناهضة لطالبان بعد أسر مقاتلي الحركة، بخاصة من المقاتلين العرب.
وأشارت معلومات مقربة من الداخلية اليمنية إلى أنها أجرت بالتنسيق مع الخارجية اليمنية اتصالات مع المسؤولين الباكستانيين للمساعدة في العثور على أي يمني حياً كان أو ميتاً، بخاصة ممن تمكنوا من التسلل عبر الأراضي الباكستانية هرباً من انتقام خصوم طالبان، وأوكل إلى السفارة اليمنية في إسلام أباد مهمة متابعة هذه القضية مع المسؤولين الباكستانيين والتواصل مع الداخل وتزويدها بالمعلومات الكافية لذلك.
في الوقت نفسه بدأ جهاز الأمن السياسي التحقيق مع من عاد إلى البلاد من أفغانستان أملاً في العثور على معلومات يمكن أن تفيد في رسم صورة لوضع اليمنيين في أفغانستان وحصرهم بعد أن ظلت الأجهزة الأمنية في البلاد طوال هذه السنوات تعتمد في معلوماتها عن "أفغانها" الذين غادروها منذ سنوات على أشخاص لهم ارتباطات بالأفغان، حيث سهلوا لهم عمليات الخروج والاتصال بأسامة ابن لادن.
ويأمل ضباط الأمن السياسي في الحصول على صورة واضحة على خريطة توزع اليمنيين في أفغانستان وتحديد أدوارهم واحتمالات ارتباطاتهم بقادة طالبان وتنظيم القاعدة، وفيما إذا كانوا شاركوا في عمليات إرهابية خارج أفغانستان، وذلك في إطار التحرك الذي بدأت به الحكومة اليمنية بالتنسيق مع الولايات المتحدة لكشف وتفكيك شبكة تنظيم القاعدة.