محمد الخزاعي
13-12-2001, 04:10 AM
لقد ورد لفظ الخلافة في القرآن في موردين
الاول : هو قوله تعالى: (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )).
الثاني: هو قوله تعالى: (( يا داود إنّا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق )).
وهنا تستوقفنا عدة اسئلة:
1- كيف يكون الانسان وهو العبد المخلوق خليفة لله؟
2- ماهي خصائص الخليفة؟
3- هل ان الخلافة باقية الى يوم القيامة؟ ام انها قد انتهت؟
4- هل ان خليفة الرسول الاعظم (ص) خليفة لله ايضا؟
5- هل يمكن ان يتعين الخليفة بلا تنصيب وجعل من الله ورسوله؟
6- ما هو عدد الخلفاء بعد رسول الله؟
وعلى ضوء هذه الاسئلة نحاول ان نسترسل في البحث من اجل ان نصل الى فكرة واضحة حول مفهوم الخلافة
اما السؤال الاول فقد يقال لا معنى لان يكون الانسان خليفة لله لان الخليفة هو من يقوم مقام غيره ، فكيف ينطبق هذا المعنى على ما نحن فيه و يقوم الانسان مقام الله؟
لكن نقول:
ان قيام الانسان مقام الله يعني ان هذا الانسان يكون معبراً عن أرادة الله فاذا امر امر الله وذا نهى فقد نهى الله وغضبه غضب الله ورضاه رضى الله
فاذا صار امر الانسان هو امر الله ونهيه نهيه صار هذا الانسان قائماً مقام الله في الارض فيقال انه خليفه الله
فأذن لا تنافي بين ان يكون الانسان عبداً لله وفي نفس الوقت يكون خليفة له بل ان سر الخلافة الالهيه يكمن في العباده لذا ورد: ((محمد عبده ورسوله)) فالعبادة اولاً ثم الرسالة.
اما السؤال الثاني فنقول في جوابه:
ان لخليفة الله عدة خصائص نذكر منها اثنين:
1- العصمة: وهذه الخصيصة والسمة تثبت لخليفة الله اذا التفتنا الى انه لا يكون معبراً عن ارادة الله الا اذا كان معصوما
ولذا فان الملائكة قد استغربت عندما خاطبها الله وقال: (( اني جاعل في الارض خليفة ))
فقالت(( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك))
ولكن الله بين لهم ان الخليفة ليس انسان عادياً بل هو مما يحيط بحقائق الاشياء ((وعلم ادم الاسماء كلها))
ومن هنا ينقدح لك دليلاً اخراً لعصمة خليفة الله وهو:
ان خليفة الله لما كان مزودا بعلم فوق علم الملائكة فهو كاف في منع حدوث المعصية والخطأ لان الجهل هو المنشأ لحدوث المعاصي كلها ولذا نجد في كثير من الايات تقرن المعصية بالجهل والسفاهة
ولذا فان ابراهيم (ع) عندما طلب الخلافة لذريته من الله قال له تعالى: (( لا ينال عهدي الظالمين )) والظالم هو من تلبس بالظلم والمعصية ولو في انٍ من انات الزمان.
2- لاحاطة التامة بمعرفة حقائق الاشياء: وهو قد تبين بما ذكرناه انفاً.
اما السؤال الثالث فنقول في جوابه:
انه ماهي الغاية من ان يجعل الله خليفة له في الارض؟
والجواب ان الغايه قد اشارت لها الملائكه في قولهم (( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) فالغاية هو ان يجعل مخلوقاً في هذه الارض يسبحه ويقدسه ولكن بأعلى المراتب التي تحصل بالتحقق باعلى درجات العلم الذي هو فوق علم الملائكة وايضاً هناك غايات اخرى طولية وهو هداية الناس وارشادهم والحكم بينهم بالحق كما اشاراليه تعالى بقوله: (( يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين التاس بالحق )) وقوله تعالى: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا )) وغيرها من الايات الشريفة
فاذا عرفنا الغاية من جعل الخليفة فنقول من هذا الغاية لا تختص بزمانٍ دون زمان ومع تحقق هذه الغاية في كل زمان فيثبت ان خليفة الله لابد ان يتحقق في كل زمان
ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون )) حيث اجمع المفسرين على ان المراد من الكلمة هي كلمة التوحيد وهي لاتتحقق في اعلى مراتبها الا عند خليفة الله.
وايضاً وردت روايات اوردها الاسكافي وابن قتيبة واليعقوبي وابن عبد ربه وابو طالب المكي والبيهقي والخطيب البغدادي ومضمون هذه الروايات (( لا تخلو الارض من قائم لله بحجة ))
وقال ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري:
(وفي صلاة عيسى عليه السلام خلف رجل من هذه الامة مع كونه في اخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحبح من الاقوال : ان الارض لا تخلو من قائم لله بحجة )
اما السؤال الرابع فنقول في جوابه:
ان خليفة رسول الله محمد (ص) لابد ان يكون خليفة لله لان المفروض ان خليفة الله لا يخلو منه مقطع زماني اصلاً كما تقدم
اما السؤال الخامس فنقول في جوابه:
ان الخليفة لا يتعين الا بتنصيب من الله ورسوله وذلك :
1- لانه كما ثبت ان خليفة الرسول( ص) هو خليفة لله وخليفة الله لا يتعين الا بجعل من الله.
قال تعالى: (( اني جاعل في الارض خليفة))
2- انه قد ثبت ان الرسول الكريم(ص) قد عين خليفته وهو يقطع النزاع في هذه المسألة.
وتوجد وجوه اخرى كثيره تثبت ذلك.
اما السؤال السادس فنقول بجوابه ان الخلفاء بعد رسول الله اثتا عشر خليفة متصلون امام بعد امام اخرهم المهدي
ويدل على ان عددهم اثنا عشر خليفة عدة روايات
منها: ما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله(ص): (( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفه كلهم من قريش))
وغيرها كثير
اما انهم متصلون امام بعد امام فللوجوه التالية:
1- ما تقدم من ان خليفة الله موجود في كل زمان
2- روايات لا تخلو الارض من قائم لله بحجة المتقدمة.
3- ما رواه البخاري ومسلم واحمد والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم كثير
((من مات بغير امام مات ميتة جاهلية))
اما ان اخرهم المهدي فهو مجمع عليه وهو من ضروريات الدين.
والحمد لله
الاول : هو قوله تعالى: (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )).
الثاني: هو قوله تعالى: (( يا داود إنّا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق )).
وهنا تستوقفنا عدة اسئلة:
1- كيف يكون الانسان وهو العبد المخلوق خليفة لله؟
2- ماهي خصائص الخليفة؟
3- هل ان الخلافة باقية الى يوم القيامة؟ ام انها قد انتهت؟
4- هل ان خليفة الرسول الاعظم (ص) خليفة لله ايضا؟
5- هل يمكن ان يتعين الخليفة بلا تنصيب وجعل من الله ورسوله؟
6- ما هو عدد الخلفاء بعد رسول الله؟
وعلى ضوء هذه الاسئلة نحاول ان نسترسل في البحث من اجل ان نصل الى فكرة واضحة حول مفهوم الخلافة
اما السؤال الاول فقد يقال لا معنى لان يكون الانسان خليفة لله لان الخليفة هو من يقوم مقام غيره ، فكيف ينطبق هذا المعنى على ما نحن فيه و يقوم الانسان مقام الله؟
لكن نقول:
ان قيام الانسان مقام الله يعني ان هذا الانسان يكون معبراً عن أرادة الله فاذا امر امر الله وذا نهى فقد نهى الله وغضبه غضب الله ورضاه رضى الله
فاذا صار امر الانسان هو امر الله ونهيه نهيه صار هذا الانسان قائماً مقام الله في الارض فيقال انه خليفه الله
فأذن لا تنافي بين ان يكون الانسان عبداً لله وفي نفس الوقت يكون خليفة له بل ان سر الخلافة الالهيه يكمن في العباده لذا ورد: ((محمد عبده ورسوله)) فالعبادة اولاً ثم الرسالة.
اما السؤال الثاني فنقول في جوابه:
ان لخليفة الله عدة خصائص نذكر منها اثنين:
1- العصمة: وهذه الخصيصة والسمة تثبت لخليفة الله اذا التفتنا الى انه لا يكون معبراً عن ارادة الله الا اذا كان معصوما
ولذا فان الملائكة قد استغربت عندما خاطبها الله وقال: (( اني جاعل في الارض خليفة ))
فقالت(( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك))
ولكن الله بين لهم ان الخليفة ليس انسان عادياً بل هو مما يحيط بحقائق الاشياء ((وعلم ادم الاسماء كلها))
ومن هنا ينقدح لك دليلاً اخراً لعصمة خليفة الله وهو:
ان خليفة الله لما كان مزودا بعلم فوق علم الملائكة فهو كاف في منع حدوث المعصية والخطأ لان الجهل هو المنشأ لحدوث المعاصي كلها ولذا نجد في كثير من الايات تقرن المعصية بالجهل والسفاهة
ولذا فان ابراهيم (ع) عندما طلب الخلافة لذريته من الله قال له تعالى: (( لا ينال عهدي الظالمين )) والظالم هو من تلبس بالظلم والمعصية ولو في انٍ من انات الزمان.
2- لاحاطة التامة بمعرفة حقائق الاشياء: وهو قد تبين بما ذكرناه انفاً.
اما السؤال الثالث فنقول في جوابه:
انه ماهي الغاية من ان يجعل الله خليفة له في الارض؟
والجواب ان الغايه قد اشارت لها الملائكه في قولهم (( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) فالغاية هو ان يجعل مخلوقاً في هذه الارض يسبحه ويقدسه ولكن بأعلى المراتب التي تحصل بالتحقق باعلى درجات العلم الذي هو فوق علم الملائكة وايضاً هناك غايات اخرى طولية وهو هداية الناس وارشادهم والحكم بينهم بالحق كما اشاراليه تعالى بقوله: (( يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين التاس بالحق )) وقوله تعالى: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا )) وغيرها من الايات الشريفة
فاذا عرفنا الغاية من جعل الخليفة فنقول من هذا الغاية لا تختص بزمانٍ دون زمان ومع تحقق هذه الغاية في كل زمان فيثبت ان خليفة الله لابد ان يتحقق في كل زمان
ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون )) حيث اجمع المفسرين على ان المراد من الكلمة هي كلمة التوحيد وهي لاتتحقق في اعلى مراتبها الا عند خليفة الله.
وايضاً وردت روايات اوردها الاسكافي وابن قتيبة واليعقوبي وابن عبد ربه وابو طالب المكي والبيهقي والخطيب البغدادي ومضمون هذه الروايات (( لا تخلو الارض من قائم لله بحجة ))
وقال ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري:
(وفي صلاة عيسى عليه السلام خلف رجل من هذه الامة مع كونه في اخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحبح من الاقوال : ان الارض لا تخلو من قائم لله بحجة )
اما السؤال الرابع فنقول في جوابه:
ان خليفة رسول الله محمد (ص) لابد ان يكون خليفة لله لان المفروض ان خليفة الله لا يخلو منه مقطع زماني اصلاً كما تقدم
اما السؤال الخامس فنقول في جوابه:
ان الخليفة لا يتعين الا بتنصيب من الله ورسوله وذلك :
1- لانه كما ثبت ان خليفة الرسول( ص) هو خليفة لله وخليفة الله لا يتعين الا بجعل من الله.
قال تعالى: (( اني جاعل في الارض خليفة))
2- انه قد ثبت ان الرسول الكريم(ص) قد عين خليفته وهو يقطع النزاع في هذه المسألة.
وتوجد وجوه اخرى كثيره تثبت ذلك.
اما السؤال السادس فنقول بجوابه ان الخلفاء بعد رسول الله اثتا عشر خليفة متصلون امام بعد امام اخرهم المهدي
ويدل على ان عددهم اثنا عشر خليفة عدة روايات
منها: ما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله(ص): (( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفه كلهم من قريش))
وغيرها كثير
اما انهم متصلون امام بعد امام فللوجوه التالية:
1- ما تقدم من ان خليفة الله موجود في كل زمان
2- روايات لا تخلو الارض من قائم لله بحجة المتقدمة.
3- ما رواه البخاري ومسلم واحمد والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم كثير
((من مات بغير امام مات ميتة جاهلية))
اما ان اخرهم المهدي فهو مجمع عليه وهو من ضروريات الدين.
والحمد لله