المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية البيـــــــ السعيد ــــــــــــــت



المـ ح ـب
06-09-2007, 04:44 PM
السلام عليكم
هذي مقاله قريتها للكاتبة والصحفية المصرية أمينة السعيد
طبعا المقاله طويله بس انا تصرفت فيها :p
انشاء الله تعالج الكثيييييييييييير من الاخطاء في المعتقدات
واذا كانت موجوده من قبل اعذروني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن السعادة هبة من الله يمنحها من يشاء ويسلبها من يشاء ، ولله في حكمه شؤون . ولو كانت السعادة تصنع ما بقى شقي على ظهر الوجود ، فما من إنسان في هذه الدنيا الواسعة إلا ويسره أن يضحي بنصف عمره إذا ضمن السعادة في نصفه الآخر ، ولو كانت السعادة في أقاصي المعمورة ما توانينا عن المسير إليها ، ولو اقتضى منا ذلك أن نسير فوق النيران والأشواك.




إن السعادة أرقى مراتب الحياة ، وهي الهدف المنشود الذي نسعى إلى تحقيقه راغبين طامعين ، سواء أكنا ملوكا جبابرة ، أم سوقة أذلاء ، وهي الأمل الذي يسوقنا إلى الخير أو الشر.




والسعادة في البيت – كـ السعادة في مختلف نواحي الحياة – مرتبة معنوية تصنعها المشيئة الربانية ، وتحرك الأقدار فيها أصابعها ، وتترك طابعها ، ولكن بيدنا أن نعبد طريقنا إليها ، ونحوط أنفسنا بالأجواء الملائمة لها ، حتى نجد في حياتنا البيئة الصالحة التي تجذبنا إليها ، وتغرينا بها.




والذي لا شك فيه أن السعادة تزور البيت مرة على الأقل ، فإن وجدت الجو ملائما بقيت فيه ، وإن وجدته مجافيا تولت عنه مدبرة ، والحكيم من انتهز الفرصة السانحة وتأهب لها بتوفير العوامل الرئيسة في خلق البيت السعيد.




وهذه العوامل ميسورة لمن يريد – مخلصا – أن يكون سعيدا ، وفي مقدورنا أن نصنعها في بيونا ، فنكون بذلك قد كسبنا نصف المعركة ، وهو جهاد مشكور قلما يضيع هباء ، فإن الله في عون المرء مادام في عون نفسه.




إن الحبة أهم عامل في تهيئة البيت السعيد ، ولسنا نقصد بها ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب وينطفئ فجأة ، فإنه نداء الغريزة القائم على إرضاء مطالب الجسد لا الروح ، وكثيرا ما تختلط الشهوة بالمحبة على ما بينهما من بون شاسع ، ولذلك نخفق في بلوغ السعادة المنتقاة ، ولن نبلغها حتى نميز بين هذه وتلك ، ونؤمن بأن لهفة الجسد تزول بعد وقت قصير ، والبقاء بعدها للمعنويات الكريمة.




والمحبة التي نقصدها : هي التوافق الروحي ، والامتزاج الشعوري ، أو ذلك الإحساس الصافي النبيل الذي يرتقي بصاحبه فوق مستوى الفردية ، فيربط حياته بحياة من يحب ، ويبذل من نفسه كثيرا ، ليمكن الآخر من بلوغها ، وهي بهذه العين السحرية التي تحول المدركات رؤى ً جميلة ، فتذلل الصعاب ، وتهون المشاق ، وتعين النظر على احتمال الآلام في سبيل سعادة جميع افرد الأسرة ، ثم إن اللون الخالص منها شعور هادئ يتولد بالثقة الكاملة ، ويقوى بالاطمئنان إلى وفرة الصفات الأدبية والمحبة الصادقة ، ويرتقي بالزوجية ويسمو بها ؛ لكي تكون أمينة على العرض والنفس والفكر والمال والبنين.




وقد تكون المحبة - على وفرتها - غاشمة ، فتتحطم على صخرة الحياة الخشنة ذات النتوءات الحادة والحفر العميقة ، ولهذا لا يقوم البيت السعيد على المحبة وحدها ، وإنما يلزمه أن يتبعها روح التسامح بين الزوجين ، والتسامح لا يأتي بغير تبادل حسن الظن والثقة ، وتوافر الرغبة في الهدوء والسلام ، مع القدرة على الحكم العادل المنزه عن الأغراض والأهواء.




وقد نوفق كثيرا في بيوتنا إذا آمنا بأننا بشر ، والبشر عرضة للخطأ ، فليس مستغربا أن يتنكب ( يميل ) احد الزوجين طريق الصواب في قول أو فعل ، إنما الغريب حقا أن يتبين خطأه فلا يعترف به ، أو يعمل على إصلاحه ، والغريب أيضا أن يضيق صدر الآخر بالأخطاء فيراكمها في نفسه ، ويبني منها على مر الأيام بركانا لا يلبث أن ينفجر ، فيودي بهدوء البيت واستقراره.




وسوف تكون السعادة من نصيب من يعرفون أن الحياة كتاب ضخم ، الصفحة فيه يوم قائم بذاته ، فعليهم أن يفتحوا كل صباح صفحة جديدة منه ، بيضاء في رغباتها وأهدافها ، نقية من شوائب سابقاتها ، وليس أجمل من أن يروضوا أنفسهم على التخلص من متاعبها أولا فأول ، حتى لا يدعوا للهموم سبيلا إلى تعكير مرحلة جديدة من الحياة ، وحتى يمنحوا أنفسهم فرصا متجددة للسعادة ولاستقرار النفسي.




والتعاون عامل رئيس في تهيئة البيت السعيد ، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح ، فإن لأحكام العقل والمادة أثرها في تسهيل مهام الأسرة أو تعقيدها.




ورسالة التعاون السامية لا تكتمل إلا إذا كان متبادلا ؛ حتى يشعر كل من الزوجين انه ليس رئيسا وحده ، أو حاكما مطلقا ، وإنما هو مجرد شريك ، فإن أراد أن يصل بمصالحه إلى بر الأمان ، فعليه أن يعطي بقدر ما يأخذ ، ولا يطلب فوق ما يستحق.




والتعاون لونان : أدبي ومادي . أما التعاون الأدبي فيتمثل في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض من مشكلات ، وفي حرصهما على الوصول إلى نتيجة مرضية وأن يكون كل منهما – مع ذلك – سندا وعونا لصاحبه ، فمعظم الشقاء ينشأ عن عدم تقدير احد الزوجين لمتاعب الآخر ، أو ميله إلى نيل حقوقه على حسابه ، ونضرب بالأولاد مثلا ، إنهم ليسوا ملكا لامهم ، وليسوا ملكا لأبيهم ، وإنما هم نتاج حياتهما معا ، فالتبعة ( المسؤولية ) مشتركة متبادلة ، وعلى المرأة أن تضطلع بنصيبها منها ، وعلى الرجل أن ينهض بنصيبه في غير تواكل ، أو تعصب ، أو أثرة ، أو كبرياء كاذب.




وأما التعاون المادي فيتمثل في العمل على حفظ كيان الأسرة الاقتصادي ، ومهمة الرجل أن يكدح ويكدح ، ثم يضع حصاده ذلك رهن إشارة أسرته راضيا مختارا ، ومهمة المرأة أن توفق بين رزق زوجها ومطالب مملكتها ، فتضيّق من دائرة ما تنفق بما يلائم الدخل ، وتستغني عن الكماليات إذا لم تسمح بها موارد البيت.




واهم من هذا وذاك ، أن تخوض معترك الحياة عاملة مجدة ما دامت حالة الأسرة معسرة ، وبيدها أن تيسرها ، فنحن نعيش في زمن يقوم على تبادل النفع والانتفاع وعلى كل من الزوجين أن يسهم بنصيبه من الجهاد في معركة الرزق.




ولسنا نستطيع أن نعدد العوامل الرئيسة في تهيئة البيت السعيد دون أن نذكر العفة بإجلال وخشوع ، فإنها محور الحياة ، ودعامة الخير في صلات الإنسان ومعاملاته . والعفة الحقة تشمل : اللفظ والفكر والفعل ، لتحفظ اللسان من الزلل ، وتقي الذهن من الانحلال ، وتقف من تصرفات المرء رقيبا أمينا ، يطرد عنها الشر لا خوفا من نتائجه ، ولكن إيمانا بسمو المبدأ وجمال المظهر.

غالي الساهر
07-09-2007, 04:10 PM
هلا أخوي :)

مقالة مميزة ونقل مميز شاكر لك هذه الوصله الممتعة التي بها من الفوائد الجمّه ..

خالص أحترامي وتحياتي لك ..

المـ ح ـب
10-09-2007, 05:29 PM
هلا أخوي :)


مقالة مميزة ونقل مميز شاكر لك هذه الوصله الممتعة التي بها من الفوائد الجمّه ..


خالص أحترامي وتحياتي لك ..


مرحبا استاذي الغالي :)
ومشكور على مرورك الجميل

والاهم كل اللي يقرا يستفيد

مشكور على مرورك
تحياتي