-Cheetah-
08-09-2007, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عاشرت الناس فوجدتهم أنواعا عديدة، وأصنافا كثيرة، يختلفون في الطباع والفكر والخلق، حتى أني وجدت مجموعات تبلورت على لب واحد، لكن كل فرد منهم يدفعه دافع مختلف عن غيره، فمنهم من التزم ذاك الطريق أملا في الشهرة وإشباع الغرور، بالرغم من التشدق بالشعارات اللامعة خاطفة الأبصار، المجمع عليها بين العامة والخاصة متخذا منها درعا يتقي به سهام الناقدين الفاضحين لحقيقة ما خلف القناع، يرى عيوب الناس ولا يرى عيبه، يهجم بالمنشار والفأس ويلوم من رفع في وجهه الشكة ويعيب عليه همجيته! عاميا عما فعل وأذنب، بل تجد فه عجبا عجبا، حتى أنك تخاف عليه من قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر."، فأين يذهب هذا الذي قطر قلبه مما طفح به من كبر وعحب، حتى أنك لا تسمع منه إلا ضمائر المتكلم في حديثه، ولا تعرف منه إلا عنه.
وآخرون التصقوا بذات الركب لوجود أرض وأرضية مشتركة أولا، يلتقي عليها مع ذاك، لكن ما يدفعه حقا في ذات الاتجاه هو ثأر يستعر في قلبه ضد جماعة ما أو فكر ما، يريد أن يأخذ به، رغم أن من يلام على ما أصابه من مهانة، ومن استصغار لعقله هو نفسه ولا أحد غيره، لكنه في سعيه للتهرب من المسؤولية يلوم أولئك "الضلاليين" الذين أوقعوا به في شباكهم بداية، ووصلت به الحساسية منهم ومن كل ما يدعون إليه إلى أن يرفضه كله، حتى ولو على صحة فيه، ولو من آخرين غيرهم، ما يهمه ويقلق منامه أن هذا المنادى به، مهما كان وضعه من صحة أو مرض، علته أن أولئك القوم ينادون به، فكان لا بد من معارضته حتى يثبت وجوده، ويعلم القاصي والداني بأنه مازال، وأنه لم يذب، ناسيا أو متناسيا أن الحق هو ما يتبع، بالدليل والحجة لا الكيف والهوى، ومغمضا عينيه عن قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
ومن الناس من تعلم وجهل، وما زاد معرفة إلا زاد حمقا وخف عقلا، اتخذ مما لديه فرحا ومنطادا يعلو به على من سواه، ولا يدري متى يهوي به منطاده، فيكف عن بلاهته واستصغاره، ويقف لحيظات فيتدبر فيما أمامه، ويعلم أن المراد غير ما أراد، لكن الأمل أن لا يطول بهم المقام في مناطيدهم، كي لا تعلو بهم إلى علو يخرج بسقطتهم من تصنيف "مؤلمة" إلى "قاتلة".
وآخرون لا ننكر ما هم عليه من نعمة علم واطلاع، لكنهم على بله أو طيبة في نفوسهم مالوا مع من صاحبوا، أو فلنقل مع من صاحبهم عنوة طلبا لما هم فيه من لمعان، وأعجبتهم قطار العسل تنهال عليهم من أولئك، فأخذوا كل ما جاء منهم بلا تبصر ولا تدقيق، وخالفوا قول الحق تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ".
وآخرون على ما لهم من علم وما هم عليه من معرفة، لا نراهم إلا زادهم ذلك عقلا ووسامة، وسامة فكر وخلق، يتعلمون فيعملون، نحسبهم والله حسيبهم مهمومين بالإسلام لا بغيره، ورغم الاختلاف مع بعضهم في بعض الآراء والأفكار، إلا أنه لا يخالجك تجاههم إلا كل احترام وتقدير، وتتخذهم مثالا يحتذى ومنارا يستهدى.
ومن الناس من ضعف واشتد، فأرخى وشد، فأعوج وكسر، حتى استوطئ سوره من بعضهم فرأوا فيه ملاما صامتا، واستوطأ البعض الآخر أنفسهم أمامه فرأوا فيه جبارا قاصما.
ومن الناس من تناصحه فيصب لك المديح بطعم الشكر ورائحة الامتنان، ويرى في نصحك له رأس المحبة ولبها، فإذا ما أخطأت هرع إليك مناصحا محبا يرد الدين، وهؤلاء بلاسم الجروح، وأدوية الأدواء، يطرب برؤيتهم القلب ونشط بقربهم النفس.
ومن الناس من يضع الله له القبول في القلوب، فتحبه في الله ولله، رغم الاختلاف الكبير، والشبه القليل، لكن ما يجمع نفسين تحت مظلة المحبة في الله هو وحدة المحبة والإخلاص لهذا الدين، فكان الهم واحدا، والغاية هي هي.
وصنف عشير أخ للروح، مهما افترقت الأبدان فإن القلوب "عند بعضها"، تتسامر وتزداد شوقا وقربا من بعضها، وإنك تخاف مع شوقك لهم أن تهاتفهم فيخفت شوقك ويذبل ما في نفسك، لكنك في النهاية تستسلم وتهاتف مخافة أن يفهم استغراقك في الشوق تقصيرا.
وغيرهم كثير.
عاشرت الناس فوجدتهم أنواعا عديدة، وأصنافا كثيرة، يختلفون في الطباع والفكر والخلق، حتى أني وجدت مجموعات تبلورت على لب واحد، لكن كل فرد منهم يدفعه دافع مختلف عن غيره، فمنهم من التزم ذاك الطريق أملا في الشهرة وإشباع الغرور، بالرغم من التشدق بالشعارات اللامعة خاطفة الأبصار، المجمع عليها بين العامة والخاصة متخذا منها درعا يتقي به سهام الناقدين الفاضحين لحقيقة ما خلف القناع، يرى عيوب الناس ولا يرى عيبه، يهجم بالمنشار والفأس ويلوم من رفع في وجهه الشكة ويعيب عليه همجيته! عاميا عما فعل وأذنب، بل تجد فه عجبا عجبا، حتى أنك تخاف عليه من قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر."، فأين يذهب هذا الذي قطر قلبه مما طفح به من كبر وعحب، حتى أنك لا تسمع منه إلا ضمائر المتكلم في حديثه، ولا تعرف منه إلا عنه.
وآخرون التصقوا بذات الركب لوجود أرض وأرضية مشتركة أولا، يلتقي عليها مع ذاك، لكن ما يدفعه حقا في ذات الاتجاه هو ثأر يستعر في قلبه ضد جماعة ما أو فكر ما، يريد أن يأخذ به، رغم أن من يلام على ما أصابه من مهانة، ومن استصغار لعقله هو نفسه ولا أحد غيره، لكنه في سعيه للتهرب من المسؤولية يلوم أولئك "الضلاليين" الذين أوقعوا به في شباكهم بداية، ووصلت به الحساسية منهم ومن كل ما يدعون إليه إلى أن يرفضه كله، حتى ولو على صحة فيه، ولو من آخرين غيرهم، ما يهمه ويقلق منامه أن هذا المنادى به، مهما كان وضعه من صحة أو مرض، علته أن أولئك القوم ينادون به، فكان لا بد من معارضته حتى يثبت وجوده، ويعلم القاصي والداني بأنه مازال، وأنه لم يذب، ناسيا أو متناسيا أن الحق هو ما يتبع، بالدليل والحجة لا الكيف والهوى، ومغمضا عينيه عن قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
ومن الناس من تعلم وجهل، وما زاد معرفة إلا زاد حمقا وخف عقلا، اتخذ مما لديه فرحا ومنطادا يعلو به على من سواه، ولا يدري متى يهوي به منطاده، فيكف عن بلاهته واستصغاره، ويقف لحيظات فيتدبر فيما أمامه، ويعلم أن المراد غير ما أراد، لكن الأمل أن لا يطول بهم المقام في مناطيدهم، كي لا تعلو بهم إلى علو يخرج بسقطتهم من تصنيف "مؤلمة" إلى "قاتلة".
وآخرون لا ننكر ما هم عليه من نعمة علم واطلاع، لكنهم على بله أو طيبة في نفوسهم مالوا مع من صاحبوا، أو فلنقل مع من صاحبهم عنوة طلبا لما هم فيه من لمعان، وأعجبتهم قطار العسل تنهال عليهم من أولئك، فأخذوا كل ما جاء منهم بلا تبصر ولا تدقيق، وخالفوا قول الحق تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ".
وآخرون على ما لهم من علم وما هم عليه من معرفة، لا نراهم إلا زادهم ذلك عقلا ووسامة، وسامة فكر وخلق، يتعلمون فيعملون، نحسبهم والله حسيبهم مهمومين بالإسلام لا بغيره، ورغم الاختلاف مع بعضهم في بعض الآراء والأفكار، إلا أنه لا يخالجك تجاههم إلا كل احترام وتقدير، وتتخذهم مثالا يحتذى ومنارا يستهدى.
ومن الناس من ضعف واشتد، فأرخى وشد، فأعوج وكسر، حتى استوطئ سوره من بعضهم فرأوا فيه ملاما صامتا، واستوطأ البعض الآخر أنفسهم أمامه فرأوا فيه جبارا قاصما.
ومن الناس من تناصحه فيصب لك المديح بطعم الشكر ورائحة الامتنان، ويرى في نصحك له رأس المحبة ولبها، فإذا ما أخطأت هرع إليك مناصحا محبا يرد الدين، وهؤلاء بلاسم الجروح، وأدوية الأدواء، يطرب برؤيتهم القلب ونشط بقربهم النفس.
ومن الناس من يضع الله له القبول في القلوب، فتحبه في الله ولله، رغم الاختلاف الكبير، والشبه القليل، لكن ما يجمع نفسين تحت مظلة المحبة في الله هو وحدة المحبة والإخلاص لهذا الدين، فكان الهم واحدا، والغاية هي هي.
وصنف عشير أخ للروح، مهما افترقت الأبدان فإن القلوب "عند بعضها"، تتسامر وتزداد شوقا وقربا من بعضها، وإنك تخاف مع شوقك لهم أن تهاتفهم فيخفت شوقك ويذبل ما في نفسك، لكنك في النهاية تستسلم وتهاتف مخافة أن يفهم استغراقك في الشوق تقصيرا.
وغيرهم كثير.