Danger_Scorpion
15-09-2007, 10:40 AM
سلام اخوتي شو الاخبار ان شاء الله بخبر هذه اول مشاركة لي في هذا القسم وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم واكون وضعت الموضوع في مكانه الصحيح
كان ممدداً الى طرف السرير منكمشاً إلى نفسه فغطاؤه لم يمتدّ كثيراً ليستر ذراعيه وصدره ، كان متعباً جداً لدرجة أن الساعة قاربت على الثانية عشرة ظهراً وهو غارق في نومه ، استيقظ فزعاً فجأة ربما لشعوره بالبرد يقرص اطرافه السمراء ، هبّ من رقدته واقفاً وسرعان ما نادى على زوجته ..
- رانيا ... رانيا
كانت تقف خلف " قلاية البندورة " وهي ترشّ قليلاً من الملح عليها وتهرسها بملعقة خشبية طويلة ، كان صوتها جميلاً حين كانت تغنّي ، يا زريف الطول وقّف تقولك .. رايح عالغربة وبلادك أحسنلك .. خايف يالمحبوب تروح وتتركني ...
كان صوتها رخيماً جداً ، كأنها تغني لفراخ الحمام الأبيض حين تنثر الذرة إليه بسعادة ، إقترب منها بهدوء واتكأ على جانب باب المطبخ فانتبهت لسكونه والتفتت باسمة
- كمّلي كمّلي .. صوتك حلو
خجلت قليلاً ، ثمّ عادت برأسها حيث كانت وضحكت بخفّة وعادت الى غنائها الجميل فيما هو منطرب ، حتى إذا انتهت مما في يدها وأرادت تجهيز الفطور اعترضها على باب المطبخ ، هي تذهب هكذا وهو يقف لها ، فتذهب هكذا فيقف لها ، ضحكت قائلة
- بعّد ، بدي أجهّز الفطور
كان رائقاً جداً ، فسح لها المجال فوضعت الفطور على عجل ليلحق صلاته ، فجلسا يتآكلان ، صبت له الشاي ثقيلاً كما يحبّ ، ارتشف رشفة وراح يغدق نظراً فيها ..
- إنت مش على بعضك اليوم ... في إشي ؟
ابتسم ، وقبل أن يتحدّث رنّ جرس هاتفه ، طال حديثه مع من اتصل به فملّت هي الجلوس وحدها ، فرفعت الفطور الى المطبخ وراحت تدخل بعض التموين الى خزانات مطبخها ببطء ريثما ينتهي .. أغلق هاتفه منهياً مكالمته صائحاً
- كويتي لي البنطلون الكحلي ، والقميص المقلّم ؟
- آه ، هَيْهُم على باب غرفة الضيوف ..
مضى سريعاً للبس ملابسه ، ولم ينتظرها لتسأله عن وجهته ، فقد تعودت منه ألا يخبرها بأماكن ومواعيد ذهابه أو إيابه ، لربما لأنه لا يحب الالتزام بموعد نتيجة ضغط العمل عليه في الفترة الماضية والحاضرة ... غادر سريعاً ، رمقته بنظرة لم ينتبه لها ، نكّست رأسها وحاولت الانشغال بأي شيء تشاهده في طريقها ..
..
..
عاد متأخراً فوجدها مستيقظة قد غطّت طعام العَشاء بأغطية الطناجر ، وجهّزت له رغيفين لم تمسهما يدٌ قبلاً ، سلّم عليها ، واعتذر مسرعاً لتأخره ، وذهب يغيّر ملابسه سريعاً
- أجهّز لك العشا
- لا ، كُلي إنت ... أنا تعشيت !
زادت في عينيها تلك النظرة الأسيانة ، وانسدّت شهيتها عن الطعام الذي حضّرته بيديها التي يلوك منهما كلّ ما لذّ دائماً ، هو بانشغاله عنها - نسيَ - أن يعتذر لها عن عزوفه عن طعامها ليلتهما تلك ، وهي تركته في انشغاله ، وغطّت رأسها بـ " حرامهما " وراحت تحدّث نفسها بشيء من محاولة الصبر على الحاضر ، وربما الآتي ..
مدّ يده تجاه رأسها ، لكن صوت أنفاسها أعاد يده الى صدره يفكّر ، لأول مرة أحسّ أنه يظلمها كثيراً .. كانا كأجمل حبيبين مذ تزوجا ، وفي لياليهما الأولى أسرّ لها أنه سيكون سعيداً وسيحرص على إسعادها .. ظنّ نفسه قد عجز عن تحقيق وعده ، لاح له أن ينظر الى وجهها برفق ، ففعل .. واختبأ خلف سكون ليله تحت " حرامه " داعياً ربه أن يبرّ بها قدر ما تبرّه ولو ليوم واحد في حياتهما !
.. يتبع
كان ممدداً الى طرف السرير منكمشاً إلى نفسه فغطاؤه لم يمتدّ كثيراً ليستر ذراعيه وصدره ، كان متعباً جداً لدرجة أن الساعة قاربت على الثانية عشرة ظهراً وهو غارق في نومه ، استيقظ فزعاً فجأة ربما لشعوره بالبرد يقرص اطرافه السمراء ، هبّ من رقدته واقفاً وسرعان ما نادى على زوجته ..
- رانيا ... رانيا
كانت تقف خلف " قلاية البندورة " وهي ترشّ قليلاً من الملح عليها وتهرسها بملعقة خشبية طويلة ، كان صوتها جميلاً حين كانت تغنّي ، يا زريف الطول وقّف تقولك .. رايح عالغربة وبلادك أحسنلك .. خايف يالمحبوب تروح وتتركني ...
كان صوتها رخيماً جداً ، كأنها تغني لفراخ الحمام الأبيض حين تنثر الذرة إليه بسعادة ، إقترب منها بهدوء واتكأ على جانب باب المطبخ فانتبهت لسكونه والتفتت باسمة
- كمّلي كمّلي .. صوتك حلو
خجلت قليلاً ، ثمّ عادت برأسها حيث كانت وضحكت بخفّة وعادت الى غنائها الجميل فيما هو منطرب ، حتى إذا انتهت مما في يدها وأرادت تجهيز الفطور اعترضها على باب المطبخ ، هي تذهب هكذا وهو يقف لها ، فتذهب هكذا فيقف لها ، ضحكت قائلة
- بعّد ، بدي أجهّز الفطور
كان رائقاً جداً ، فسح لها المجال فوضعت الفطور على عجل ليلحق صلاته ، فجلسا يتآكلان ، صبت له الشاي ثقيلاً كما يحبّ ، ارتشف رشفة وراح يغدق نظراً فيها ..
- إنت مش على بعضك اليوم ... في إشي ؟
ابتسم ، وقبل أن يتحدّث رنّ جرس هاتفه ، طال حديثه مع من اتصل به فملّت هي الجلوس وحدها ، فرفعت الفطور الى المطبخ وراحت تدخل بعض التموين الى خزانات مطبخها ببطء ريثما ينتهي .. أغلق هاتفه منهياً مكالمته صائحاً
- كويتي لي البنطلون الكحلي ، والقميص المقلّم ؟
- آه ، هَيْهُم على باب غرفة الضيوف ..
مضى سريعاً للبس ملابسه ، ولم ينتظرها لتسأله عن وجهته ، فقد تعودت منه ألا يخبرها بأماكن ومواعيد ذهابه أو إيابه ، لربما لأنه لا يحب الالتزام بموعد نتيجة ضغط العمل عليه في الفترة الماضية والحاضرة ... غادر سريعاً ، رمقته بنظرة لم ينتبه لها ، نكّست رأسها وحاولت الانشغال بأي شيء تشاهده في طريقها ..
..
..
عاد متأخراً فوجدها مستيقظة قد غطّت طعام العَشاء بأغطية الطناجر ، وجهّزت له رغيفين لم تمسهما يدٌ قبلاً ، سلّم عليها ، واعتذر مسرعاً لتأخره ، وذهب يغيّر ملابسه سريعاً
- أجهّز لك العشا
- لا ، كُلي إنت ... أنا تعشيت !
زادت في عينيها تلك النظرة الأسيانة ، وانسدّت شهيتها عن الطعام الذي حضّرته بيديها التي يلوك منهما كلّ ما لذّ دائماً ، هو بانشغاله عنها - نسيَ - أن يعتذر لها عن عزوفه عن طعامها ليلتهما تلك ، وهي تركته في انشغاله ، وغطّت رأسها بـ " حرامهما " وراحت تحدّث نفسها بشيء من محاولة الصبر على الحاضر ، وربما الآتي ..
مدّ يده تجاه رأسها ، لكن صوت أنفاسها أعاد يده الى صدره يفكّر ، لأول مرة أحسّ أنه يظلمها كثيراً .. كانا كأجمل حبيبين مذ تزوجا ، وفي لياليهما الأولى أسرّ لها أنه سيكون سعيداً وسيحرص على إسعادها .. ظنّ نفسه قد عجز عن تحقيق وعده ، لاح له أن ينظر الى وجهها برفق ، ففعل .. واختبأ خلف سكون ليله تحت " حرامه " داعياً ربه أن يبرّ بها قدر ما تبرّه ولو ليوم واحد في حياتهما !
.. يتبع