المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة الطب بالدين



Metal GearSolid
26-09-2007, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,


أحببت أن أتكلم عن موضوع في غاية الأهمية ، وكثيراً من الناس يتساءلون عنه ولا يجدون الإجابة الشافية ألا وهو:-


ماهي العلاقة بين مهنة الطب وديننا الإسلامي؟ :33: :أفكر:



فهذا الموضوع يثير الجدل عند عامة الناس ،لذا أتمنى من الله أن تكون إجابتي شافية وشاملة وملمة بالموضوع.:)



هناك علاقة تثير الجدل بين الطب والدين، باعتبار أن كلاهما يصب في خدمة المشروع الإنساني، وعليه، كان لا بد من أن ترسم حدود العلاقة فيها بين المريض والطبيب، باعتبارهما المجال الحيوي للعملية الطبية، والتي لا يمكن أن تتقوم من دون انفتاحها على المدى الأخلاقي، ليتشكل بذلك وحدة عناصر الشخصية الإنسانية.:yup:

عندما نتحدث عن الطبِّ والدين، قد يبدو لأول وهلة حديثاً عن شيئين لا علاقة بينهما، ولكن هذا الالتباس يزول عندما نفهم أنَّ الدين جاء لخدمة الإنسان، وأنَّ الطبَّ هو العلم الذي يتحرك من أجل الإنسان، ويتضح الأمر أيضاً، إذا فهمنا أن الدين ليس مجرد حالة روحية تنفتح على الغيب وتعيش في التجريد لتجعل الإنسان في غيبوبة عن الواقع، كما يخيّل للكثيرين عندما يصفون الدين بأنّه حالة روحية، وعندما يصفون المقامات الدينية بأنها مقامات روحية، تماماً كما لو أردنا أن نعزل الدين عن الحياة وعن الإنسان في حركيته الإنسانية.:yup:


فهناك شيء أساسي يجب أن نفهمه، وهو أنَّ الدِّين جاء من أجل أن يجعل حياة الإنسان أفضل، وحياة الإنسان ليست هي المفاهيم التجريدية التي يحلّق من خلالها في الفراغ، ولكن المسألة تتصل بالإنسان عقلاً، وقلباً، وجسداً، فالدين لم يتنكر للجسد، لأنّ الجسد حقيقة، ما يجعلنا نتحدث عن روحٍ تتفاعل مع الجسد، فتعطي الجسد أحاسيسه ومشاعره، وتحرّك القيمة حتى في حاجاته.:33:


*بين الفقه الديني والعلوم الطبية:-

في الواقع، جاء الطب لخدمة الإنسان، ولم يأت الإنسان لخدمة الطب، وهكذا الدين جاء لخدمة الإنسان ولم يأت الإنسان لخدمة الدين. الدين ليس شيئاً نخدمه، إنه شيء نعيشه، والطب ليس شيئاً نعظمه كوثن، ولكن أن نحركه في حياتنا وأن نغتني به.:أفكر: :biggrin2:


ولذلك، فإنّ الذي يتعلّم الطب ويُدرِّسه ويمارسه، إنما يفعل ذلك لأجل الإنسان، ابتعاداً به عن الألم، وابتعاداً به عن الموت الذي لم يأتِ وقته. ولهذا، فإنَّ معنى أن يكون الذين يعيشون الدين متديّنين، أن يتأنسنوا ويتعمق الإنسان في داخل وعيهم، حتى لا يمارسوا الدين نصوصاً جامدة باردة، وإنما ينطلق الدين بحسب تمثلهم له ليكون شيئاً في الروح.:yup:



*الطب رسالة لامهنة:-
فالطبيب لا بُدّ وأن ينقذ المريض في أية حالة من حالاته، وأن يبذل كل علمه وخبرته لمساعدته، وأن يجهد نفسه، وأن يذوب في مريضه، لأنّ ذلك يلخِّص معنى مسؤوليته في الحياة.:)




*سر المريض أمانة:-
ومن هنا نعلم أن أهم خصلة في ديننا الإسلامي ربطت بالطب ألا وهي الأمانة.
ومن هنا، ننطلق لنتحدث عن سرّ المريض، فإنّ مسألة أن يَطَّلع الطبيب على سر مريضه وسرّ مرضه، وسرّ الظروف المحيطة بمرضه، والسلبيات الذاتية والاجتماعية التي تحيط بمريضه؛ إن هذه المسألة في ميزان الأخلاق الإنسانية تعني سرّية الأمانة، وسرّ المريض أمانة. وفي الأخلاق، ومنها الأخلاق الدينية، "أن السرّ أمانة"، فليس لأحد أن يذيع سراً لأيِّ إنسان، وفي أية مسألة، إلا أن يكون ذكراً له بخير، كما يقول بعض الحديث الشريف.:)





وأخيراً أتمنى من الله أن أكون قد استطعت الإلمام بهذا الموضوع المهم والمثير للجدل عند الكثير.وأدعوا الله أن لا يضيع جهدي وأن يكون الجميع قد استفاد. وأتمنى من الله أنيديم علينا نعمة الإسلام الذي لم يترك صغيرةولاكبيرة إلا وشملها. :)

فارس المجد
26-09-2007, 04:26 PM
موضوعك رائع وجميل

*الطب رسالة لامهنة:-
لا تنسى أيضاً أن الذي يعيد المرضى كأنه في الجنة , لذلك الطبيب المخلص دائماً في الجنة ;)

ســــــاهــــر
26-09-2007, 06:47 PM
نعم أخي الفاضل
ولكن للأسف الشديد هناك خلط في المفهوم الديني مع الحياة بل ان البعض
رمى بتأخر الطبي العربي بسبب الدين ... لانه يمنع الاختلاط مثلا وقت الدراسة وفي التطبيق خاصة فيجبر الرجل على لاحظ يجبر الدكتور على العمل في الاقسام النسائية او الامراض التي تعني المراءه والعكس صحيح مع المرءه بأجبارها على التطبيق والعمل على أمراض الذكرو الخاصة ..وهذا هو احد أهم أسباب التخلف الطبي لدينا ...

Metal GearSolid
26-09-2007, 07:34 PM
موضوعك رائع وجميل

لا تنسى أيضاً أن الذي يعيد المرضى كأنه في الجنة , لذلك الطبيب المخلص دائماً في الجنة ;)

شكراً على الرد يا ديك ووكلامك صحيح والله .


نعم أخي الفاضل
ولكن للأسف الشديد هناك خلط في المفهوم الديني مع الحياة بل ان البعض
رمى بتأخر الطبي العربي بسبب الدين ... لانه يمنع الاختلاط مثلا وقت الدراسة وفي التطبيق خاصة فيجبر الرجل على لاحظ يجبر الدكتور على العمل في الاقسام النسائية او الامراض التي تعني المراءه والعكس صحيح مع المرءه بأجبارها على التطبيق والعمل على أمراض الذكرو الخاصة ..وهذا هو احد أهم أسباب التخلف الطبي لدينا ...

شكراً على الرد .:)

الزاهد الورع
30-09-2007, 02:07 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا و رمضان مبارك سعيد
ما علاقة الطب بالدين و بالتحديد بدين الإسلام ؟
اذا كان هذا هو السؤال فان الجواب من رب العالمين اذ يقول جل جلاله:

و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا

على أن الأدواء التي تصيب بني الإنسان على ضربين :
أحدها تصيب البدن و دواءها يكمن في تناول ما يصفه الأطباء من عقاقير أو ما يقومون به من تحاليل و جراحة
و الأخر يصيب ضمير الإنسان و قلبه فلا راحة و لا طمأنينة و لا دواء لصاحبه الا بذكر الله الذي به تطمئن القلوب
و الإسلام كشريعة جاء ليهدي البشرية للتي هي أقوم و يبين لهم الطريق المستقيم الذي به ينالون سعادة الدنيا و الأخرة ، فسعادة القلب لا تنال بمال و لا متاع انما تنال بمرضاة الله و اتباع ما به أمر نبيه صلى الله عليه و سلم و الإنتهاء عن ما عنه نهى و في ذلك يقول صلى الله عليه و سلم : ليس الغنى عن كثرة العرض و لكن الغنى غنى النفس
و أخذا من هذه المبادئ فقد ركز الإسلام على اصلاح النفوس قبل الأبدان حتى أخذ الطب منه هذه القاعدة فقيل : العقل السليم في الجسم السليم
و كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله : ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح البدن كله ،و اذا فسدت فسد الجسد كله ألأ و هي القلب
و لذلك تجد الله تعالى في محكم تنزيله عندما يذكر حال المعرضين عن كتابه من المنافقين و من شابههم يقول: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا
و هذا المرض يمكن أن نفسره بقوله تعالى في هذا المقام بقوله تعالى :
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ظنكا . ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
لكن قد يحصر بعض الناس الدين في الطرقية و بعض أنواع العبادات التي تمثل جزءا من الدين لا الدين كله و الدين كل لا يتجزأ ينبغي أن يؤخذ كله أو يترك .. فربنا جل جلاله يقول :
و ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ
و قد فسر لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أحكام ذلك كله فما من شيء صغيرا كان أو كبيرا الا و لدينا في شريعة الله بيان حكمها و ان الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس
و نأتي بعد هذه المقدمة الى لب الموضوع و الى أحكام الطب في ديننا الحنيف و الى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :

تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم
لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء بَرأ بإذن الله عز وجل

وجاء في ذِكْر الحبة السوداء : شِفاء مِن كل داء إلا السام . قال ابن شهاب : والسَّام الموت . والحبة السوداء الشونيز . رواه البخاري ومسلم
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حَرّم عليها . رواه أبو داود
و انطلاقا من هذه الأسس بحث المسلمون في الطب النبوي حتى صاروا أئمة في الصيدلة و الجراحة و اقراؤوا التاريخ و كتاباتهم و التاريخ يشهدان على أن الإسلام حضارة و تقدم
و قد تعلمنا أن النظافة من الإيمان و الطهارة في الإسلام مبدأ بدونه لا تصح العبادةو عليه فان مجتمعا طاهرا من الخبث و الحدث مجتمع ليس فيه جراثيم و لا أوبئة فمن يميط الأذى عن الناس لا يؤذي نفسه ، و ان النظافة من أهم ما يقي به الإنسان نفسه من المرض الذي ينال منه نصيبه في الدنيا لا محالة كما قال رسول الله صلى اله عليه و سلم :

لولا ثلاث ما طأطأ ابن ادم رأسه : الفقر و المرض و الموت

ثم نبين أن النبي صلى الله عليه و سلم قدم لنا نصائح و توجيهات لنقي أنفسنا و أهلنا من المرض و منها ثلث لطعامك و ثلث لشرابك و ثلث لنفسك و يبينه قوله عليه الصلاة و السلام:
ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه
و حث على الصيام و القيام فقال : صوموا تصحوا
و قال عليه الصلاة و السلام عن الطاعون:
إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه
ثم اذا ما أصاب الإنسان المرض فقد حث النبي صلى الله عليه و سلم الى دعاء الله السميع العليم الذي يكشف الضر ثم استعمال الأدوية التي شرعها الله و البحث عنها بالطرق المشروعة و منها الرقية الشرعية ، التداوي بالعسل و الحبة السوداء و الأعشاب الطبية
ثم الحجامة
و مما يدل على أن المسلمين أرادوا التعمق في البحث عن الدواء الحلال قولهم : أخر الدواء الكي
على أن الإنسان لابد أن يستعمل كل ماهو مشروع للعلاج حتى يحل قضاء الله فيه على ان الرجاء في الله وحده و الطبيب انما يطيب القلوب حتى تحل عافية الله أو بلاءه
لكن رغم توجيهات ديننا الحنيف نجد أنفسنا في العالم الإسلامي مقصرين في كل ما هو نافع رغم الجهود المبذولة من الجميع للنهوض بهذه الأمة الى ما يرضي الله و العباد و نسأله تعالى للإسلام و المسلمين غدا أفضل رغم المحن التي تمر به الأمة وفألنا في خالقنا أكبر كما أمر نبينا عليه الصلاة و السلام : تفائلوا تجدوا الخير و الله المعين

Metal GearSolid
30-09-2007, 04:32 PM
جزاك الله خير يا أخي الزاهد الورع على الإضافة ومشكور على الرد.:)

Burdoga
05-10-2007, 01:40 PM
وأخيرا وجدت موضوعا جيدا لك ولتعلم أن نظرتي نحوك تغيرت بعدما قرأت موضوعك وأتمنى ألآ تكون مواضيعك السابقة الا كبوت جواد

فارس المجد
05-10-2007, 01:55 PM
خلاص يا بردوجا ممكن تبدي رأيك بطريقة تكون أخف من هالشدة اللي ما لها داعي أتمنى أنك لا تضطرني لحذف ردودك , وكما قلت أنت هذا الموضوع ممتاز فعلاً