المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية معسكر «تخوم الذئب» للقاعدة في قندهار يعادل في مساحته 5 ملاعب لكرة القدم



Black_Horse82
14-12-2001, 06:20 PM
معسكر «تخوم الذئب» للقاعدة في قندهار يعادل في مساحته 5 ملاعب لكرة القدم ويضم ساحة تدريب ومكتبة محتوياتها مفهرسة ومقرا لابن لادن و70 منزلا


الهاربون تركوا وراءهم دكانا فيه لوازم نسائية وحليب مجفف وخلفوا في أرجاء الموقع الأراجيح ودراجات الأطفال

قندهار: جون بومفرت *
ينتصب المعقل السابق لاسامة بن لادن في قندهار أسفل طريق ترابي على مقربة من مطار المدينة وسط دفاعات تتوزع بين دبابات ومدافع مضادة للطائرات والألغام. هذا المعسكر الذي يسمى «ليوا سارادي» او «تخوم الذئب»، كان من بين مرافق التدريب الرئيسية في افغانستان لشبكة القاعدة، حسب مسؤولي أمن افغان. يعادل المعسكر في مساحته خمسة ملاعب كرة قدم بطولها وعرضها تقريبا وروعي في تصميمه اجتذاب المجندين لخوض الجهاد. وتقع في احد اطراف هذا المعسكر مناطق التدريب التي توجد فيها العوائق والحواجز ومعدات التدريب البدنية ومجموعة من اهداف الرماية التي لا تزال بقايا الرصاص المستخدم في التدريب منتشرة حولها على الارض. وعلى الجانب المقابل، يتوزع 70 بيتا ذات سقوف منخفضة في صفوف مرتبة تتخللها طرق واسعة. ويمتزج الارهاب هنا بسكون وبساطة ريفية بادية في حقل القمح ودراجات الاطفال وأراجيحهم ودكان صغير فيه مستلزمات نسوية وحليب اطفال مجفف. ويتمدد قرب مدخل احد البيوت وفي وسط الطين جسم دمية صغيرة يلاحظ رأسها المفصول عنها على بعد بوصات.
وفيما تتكثف حملة البحث عن بن لادن وعناصر القاعدة ومسؤولي طالبان البارزين وعلى رأسهم الملا محمد عمر، فان معسكر «تخوم الذئب» يتيح رؤية من الداخل لشبكة القاعدة وعناصرها الذين يعيشون في افغانستان. وقال حبيب الله باراكازي، المقاتل البشتوني الذي عاش قرب المعسكر في عهد طالبان وكان بين من يحرسون بابه، اول من امس «لقد كان من يعيشون هنا يشكلون مجتمعا مغلقا، ولم يتمكن الا عدد محدود من الافغان دخوله، كما كانت السرية تغلفه ولم نكن نرى سوى الدخان او نسمع غير ازيز الرصاص».
وتضم مكتبة المعسكر دوريات منسوخة من مكتبات اماكن بعيدة مثل المكتبة العامة لمدينة كنساس سيتي الاميركية. وكان هذا المعسكر يحظى بشهرة وسط عناصر القاعدة واعدائهم على حد سواء. وسعى الكوماندوز الاميركيون الذين يطلقون على المعسكر تسمية «تورناك فارمز» اول من امس الى تحديد تلك الاماكن في المعسكر التي ظهرت في اشرطة منظمة القاعدة الدعائية. ففي هذا المعسكر صور عناصر القاعدة أشرطة الفيديو التي يبدو فيها رجال ملثمون وهم يقتحمون بيوتا او يقفزون من مجارير. وهنا صور بن لادن نفسه وهو يطلق النار من بندقية كلاشينكوف ترويجا.
وكان هذا المعسكر بين آخر المواقع التي سقطت في قندهار التي هربت منها فلول طالبان صباح الجمعة الماضي بعد ان كانت قد اقسمت على الصمود حتى النهاية. وحسب باشا خان، شقيق غول خان شيرازي، الزعيم البشتوني الذي استعاد موقعه كحاكم سابق لقندهار، فان القتال تواصل هنا حتى الاحد الماضي. وقال خان ان مقاتليه اكتشفوا وجود المعسكر بعد سيطرتهم على المطار القريب منه، وان المقاتلين الاجانب اطلقوا النار على رجاله الذين ردوا بالمثل، مشيرا الى مقتل نحو 40 من عناصر القاعدة.
الآن ان القوات الاميركية كانت قد اكتشفت المعسكر من قبل ودمرته تماما من الجو. والاربعاء الماضي بدا المعسكر وكأنه تعرض لاعصار. فقد دمر المنزل برمته. وتحول مبنى من ثلاثة طوابق يطلق عليه المقر الاداري لشبكة القاعدة الى مجرد هيكل، وانتشرت الحفر الناجمة عن القنابل في انحاء المعسكر. وتحول المنزل الذي كان يعيش فيه بن لادن الى حطام. كما قصف مخبأ بن لادن ايضا. وفي الشارع تناثرت الاوراق من المكتبة المدمرة وسط الحفر الناجمة عن القنابل. وكان نظام الفهرسة في غاية الدقة. فالوثائق ـ من بينها تحليل لقطاع النفط المكسيكي ودوريات مثل «كيميكال ويكلي» من المكتبة العامة في مدينة كنساس سيتي ونشرات وزارة الخارجية الاميركية، مفهرسة ومحددة. وكان كل منزل مجهز بمخبأ ولكن العديد منها تعرض للقصف. وفي واحد من هذه المخابئ بالقرب من وسط المنطقة السكنية كشف القصف عن مخزن للذخيرة به العديد من صناديق المتفجرات البلاستيكية، وأحزمة رصاص بها اعيرة للمدافع الرشاشة الثقيلة وعدة قنابل صغيرة في صناديق من شركات باكستانية. وقال المقاتل الافغاني محمد عباس «قبل ان يأتي طالبان الى هنا كانت هذه مزرعة. جاء طالبان والافغان العرب وفي البداية كانوا لطفاء ومسلمين جيدين. ثم بدأت الحرب وتغيروا فقد تشددوا معنا ثم تعرضوا للقصف».
على صعيد آخر استمر البحث عن الاجانب حول قندهار. فقد فتش المقاتلون التابعون لغول اغا عمارة سكنية صباح الثلاثاء الماضي وقتلوا 6 من الاجانب في معركة بالرصاص، بعد ما تلقوا معلومات من السكان المحليين. وحسب مسؤولين افغان، عثر على رخص سعودية مزورة لقيادة السيارات وصور. واعرب المسؤولون عن اعتقادهم بأن العديد من العرب والاجانب يختبئون في وحول قندهار. وقال يوسف بشتون، وهو من مساعدي غول اغا «ليس لهم من مهرب».
تجدر الاشارة الى ان حميد كرزاي الرئيس المؤقت للحكومة الافغانية الجديدة التي ستتولى السلطة في 22 ديسمبر (كانون الاول) الحالي «مهووس بالعثور على الملا عمر، الذي اوى بن لادن والقاعدة لسنوات». ويقول «لقد دمر هذا الرجل افغانستان. بالطبع انا مهووس».
وقال المقاتلون الافغان انهم يبحثون عن الاجانب وتعهدوا بتطبيق عدالة فورية. وبالرغم من الخطة الواضحة للولايات المتحدة للتحقيق مع اعضاء شبكة القاعدة فإن العديد من المقاتلين الافغان قالوا انهم يفضلون قتل الاجانب. وقد تم اعداد معسكر لقوات مشاة البحرية الاميركية «المارينز» على بعد 55 ميلا جنوب قندهار للتحقيق مع اسرى القاعدة. ولا يوجد بالمعسكر حتى الآن الا سجين واحد، هو الاميركي جون ووكر. وكان في المعسكر اول من امس ثلاثة جنود اميركيين من رجال الكوماندوز، يحملون مدافع رشاشة من طراز «ام ـ 16» ويرتدون نظارات شمسية فاخرة، وقبعات بيسبول وعمامات افغانية، لضمان عدم استيلاء الافغان والصحافيين المتحمسين على وثائق. وفي نفس اليوم نسف لغم رأس حصان كان يرعى بالقرب من حلبة الحواجز. كما فقد افغاني يقود فريقا من التلفزيون الفرنسي في المنطقة نصف قدمه اليمنى بعد انفجار لغم او شحنة متفجرة فيه. وقال أحد الاميركيين «لم تتم بعد السيطرة تماما على معظم المنطقة».

* خدمة ـ «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»