المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبير البهجة



صقر المغرب الأقصى
16-10-2007, 08:47 PM
http://www.saaid.net/mktarat/12/10.jpghttp://www.saaid.net/mktarat/ramadan/n1.jpg


عدتَ يا عيد ..
عدت إلينا من جديد ..
بنفحاتك النورانية ، و نسماتك الإيمانية ،
بعبيرِ البهجة في كفيك ، بسُحُب الرحمة في طيات عباءتك ،
بالفرحة البريئة تملاً وجهك الصَبِيح ،
بكل معاني الحب و السلام و الجود و العطاء .

عدتَ يا عيد ..
لم تخلف وعدك أو موعدك ..
رُغم الأسوار التي تحجبنا عنك ، و الحواجز في طريقك إلينا ، والحدود التي تفصل بيننا .

عدتَ يا عيد ..
عدت و ما تهيأنا بعدُ لقدومك ؛ ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك ..
فما زالت الوجوه شاحبة ، و العيون باكية ، والضحكات ميتة ، و الفرحة مبتورة ،
والأحلام مسروقة ، و الآمالُ مشنوقة على جدرانِ انكساراتنا .
عدتَ يا عيدُ و مازال الأقصى في الأسرِ يئنُ ، وبغدادُ تجاهد لتضميد جراح اغتصابها ،
و أمتنا تنعي حالها ..
عدت و مازلنا غرباء في أوطاننا ؛ غرباء في ديارنا .

عدتَ يا عيد ..
عدتَ و في القلبِ ما فيه من الأحزان ، و في النفسِ ما فيها من الهموم .. تسكننا إحباطاتنا ،
وتكسرنا جراحنا ، و يفرقنا شتاتنا .. تظللنا غيومٌ قاتمة ، تطاردنا أشباح القهر و الهزيمة ، يصاحبنا الأسى أينما كنا .
عدتَ يا عيد و نحن كما نحن ؛ غارقون في فوضى الهزيمة .

و رغم كل هذا ..
أهلاً بك يا عيد
نقولها لك فرحين مستبشرين .
سنفتح لك أبوابنا مرحبين ؛ سنفتح لك قلوبنا ليتسلل إليها قبسٌ من فرحتك .
سنحتفل بقدومك ، ونعلقُ أوراق الزينة على الشرفات ، و نضئ دوربنا بمصابيحك ؛ .
سنرتدي أزهى ثيابنا ، و نأخذ زينتنا متوجهين لأداء الصلاة .
سنتبادل التهانئ بقدومك ، نتصافح بقلوبنا قبل أيدينا ؛ نتعانق ليسري الدفء في صدورنا ؛ نتزاور لنعمر بيوتنا بالمحبة و السلام .
سنصحبُ الصغار إلى الحدائق و المتنزهات ، نمنحهم ( العيدية ) و الحلوى ،
(javascript:ol('http://av.rds.yahoo.com/_ylt%3dA9ibyKSsM5dB0AgA9TNXDqMX;_ylu%3dX3oDMTBvMmFkM29rBHBndANhdl9pbWdfcmVzdWx0BHNlYwNzcg--/SIG%3d12rbc6rhv/**http%253a//wallpapers.graphicfreebies.com/detail.html%253f1024-candy7%2526Candy%252bSugar%252bFree');)

سنطلق العنان لضحكاتهم و ضحكاتنا لتصبغ الحياة بألوانِ جديدة .
وعندما يحين رحيلك يا عيد ..
سنودعك و في النفوس بقايا من أصداءِ ساعاتك القليلة ،
وشعائرك الجميلة ،
وفرحتك الغامرة .
سنودعك على أمل أن تعود العام القادم في نفس موعدك ؛
وقد تهيأنا لاسقبالك .

أما الآن ..
فنقولها لك بكل الفرحة و الحب ..
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك رُغم أنف الأحزان و الهموم و الآلام و الجراح و الإحباطات و الانكسارات .
أهلاً بك رُغم أنفِ سارقي البسمات و مغتالي الأفراح و هادمي الأحلام .
أهلاً بك رُغم القبح المتغلغل في حياتنا .
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك يا عيد


يا أيها الراغبون في الاستقامة ، المقبلون عليها ، الخائفون من آثارها ، المترددون في اتخاذ قرارها ، إلى متى ستحلمون بالآمال لا تحققوها ؟ ! إلى متى تظلون تراوحون في أماكنكم وقراراتكم ؟!