المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناقوس الخطر 1 ( جحيم الفوز ! )



رفعت خالد
17-10-2007, 11:30 PM
http://www.4img.com/up/07/10/17/27659711aa80913c6ffb5c7afb910f8fed6a4e02.bmp






http://www5.0zz0.com/2007/10/24/21/80832634.gif
الحلقة 1


http://www.4img.com/up/07/10/17/adf507367ea37d21285ab126e353d40dab74fd32.bmp



جحيم الفوز !..



بسم الله الرحمن الرحيم


'' كمااال... كمااااال... سدد.. سدد.... وووييــــــي !! ''

صاحت الفتيات بلوعة و ارتفعت الأكف و تناثرت القصاصات الملونة بالقاعة المغطاة.. حيث مباراة نصف النهاية من بطولة الثانويات لكرة السلة.

( كمال متوكل ) ذلك الشاب فارع الطول الذي تتابعه العيون بذهول و هو يخترق المدافعين ببراعة ليرتقي كالفهد و يتعلق بالسلة و قد تحرك العداد الإلكتروني الضخم مسجلا فارقا مروعا بين الفريقين !..

- كم هو وسيم و رشيق !..

قالتها (كوثر) للفتاة بجانبها و هي شاردة تضم يديها إلى صدرها بإعجاب شديد.. نظرت لها صديقتها نظرة طويلة، غير مريحة.. ربما هي الغيرة !..

و هاهو ذا يركض و أصدقائه خلفه و قد أعلن الحكم عن نهاية المباراة بحصة أمريكية لصالح كمال و رفاقه... إنهم يتكومون فوقه و لا يكاد يظهر إلا وجهه و هو يبتسم ابتسامة واسعة.. ابتسامة الفوز.


* * *

كان يجفف وجهه و عنقه بمنشفة حمراء و قد انتفش شعره و برزت عليه قطرات العرق، ثم توقف عن المسح لما لمحها تتقدم نحوه باستحياء و هي تعبث بأصابعها و تلتفت من حين لآخر إلى صديقتها التي تبتسم بخبث..

- آآآ... مرحبا !

- مرحبا..

قالها و مرر المنشفة على شعره..

- آآآ.. هنيئا لكم التأهل للنهاية.. كان أدائكم رائعا.. خصوصا...

- شكرا... وليييد يا وغد إنه عصيري !..

التفت يصيح في صديقه الذي يعبّ من قنينة عصير..

- خصوصا.. أنتَ !..

انتبه كمال للفتاة المسكينة التي تبدّلت ملامحها و احتشدت العبرات بعينيها و هي تلفظ كلماتها الأخيرة.. ثم ركضت مبتعدة، مدارية خيبتها..

لم يفهم كمال شيئا من هذا كله.. و ظل ذاهلا يرمقها و هي تبتعد حتى لمح، فجأة، جسما لامعا يسقط من شعرها و هي تجري.. فتقدم و انحنى يحمله.. إنه دبوس شعر !..

رفعه بيده و هتف عدة مرات.. لكنها كانت قد انصهرت وسط الزحام.

تأمل الدبوس للحظات ثم دارى إبرته في تجويفه و دسّه بجيبه.


* * *

تمتم وليد بغموض و هو يستحم إلى جانب كمال:

- أنا أحسدك حقا !..

- في عصير الليمون ؟..

- لا يا أحمق !.. في تعدد مواهبك..

ثم مرر الكيس على وجهه فتقلصت ملامحه و تحركت شفتاه بين فقاعات الصابون مستطردا:

- أنت بطل ثانويتنا لكرة السلة و في نفس الوقت تلميذ متفوق ثم شاعر محترف !..

- و ما الذنب الفظيع الذي ارتكبته في هذا ؟..

- أنك لم تترك موهبة لمسكين مثلي..

أغلق كمال الصنبور و مسح على شعره المبعثر قبل أن يقول:

- لا توقظ الموهبة نائما و تعانقه..

ثم همّ بالذهاب إلا أنه توقف ملتفتا إليه و قال:

- بالمناسبة.. لن تصدق أن زعيم الفريق المهزوم قد هدّدني !..

- هدّدك ؟..

- نعم.. عندما صفّر الحكم صافرة النهاية رأيته يتقدم نحوي بسرعة و قد تعمد الارتطام بي.. ثم إنه توقف للحظة و قال أنه كان من الأفضل لي أن أستجيب لرسالتهم !..

- رسالة ؟!.. أي رسالة ؟..

لفّ كمال منشفة طويلة على خصره و هو يقول بملل:

- إنه أمر تافه لا يستحق الذكر.. كنت قد وجدت صباحا لما دخلت مستودع الملابس ورقة بين حاجياتي.. قطعة ورق عليها خط بشع يقول أن من مصلحتي عدم التظاهر بالاحتراف و أن كل هدف أسجله سأدفع ثمنه أغلى مما أتصور... تراهات.. أ وَ يحسبون أنني رعديد أبلل سروالي بهذه البساطة !..


* * *

- كـفّي يا حمقاء ستقتلين نفسك..

قالتها و هي تهز صديقتها (كوثر) التي تبكي دون توقف..

- انظري لحالك أيتها البائسة.. إنه حتى لم ينظر إليك.. يا له من متعجرف، وقح..

ثم زفرت بعصبية لما لم تستجب لها..

- حسنا.. ستبقين على هذا الحال للأبد ؟.. إذن، سلام... لن أعيش بقية حياتي و أنا أحاول إقناع فتاة غبية !..

و توجهت بخطى عصبية مغادرة مرحاض الإناث بالثانوية.. ثم توقفت لما سمعت صوتا باكيا من ورائها:

- لكنني.. ضـ..عيفة و لم.. أتحمل الصدمة...

و دفنت (كوثر) وجهها من جديد و هي تغمغم:

- و غـ..بية كذلك... هأهأهأ.. آآآآآآآآآآ..


* * *

أغلق كتاب الرياضيات الذي كان منهمكا فيه طيلة ساعتين و تنهد بعمق و هو ينظر إلى ساعة الحائط التي تشير إلى الثامنة و عشر دقائق..
حمل المفاتيح و غادر المنزل..

هدوء منعش بالخارج.. و القمر يسبغ الوجود بذلك اللون الشاحب ثم النسيم الرقيق، اللذيذ إياه.. إن أمكن وصفه بذلك !..

توقف بعد بضع خطوات و رفع رأسه إلى السماء.. تنشق ذرات الهواء الباردة طويلا ثم ترنم ببيت شعري ما و ابتسم بصفاء حتى تخلل النسيم أسنانه البيضاء.. ثم دس يديه بجيبيه و خطى خطوات واسعة..

تذكر فجأة تلك الفتاة التي تصرفت بغرابة هذا الصباح.. تذكر طريقة كلامها المرتبكة ثم عينيها المبتلتين بالدموع و هي تهرول مبتعدة !...

ربما تجاهلها !..

نعم.. هذا هو التفسير المناسب، لقد كان مليئا بالحماس و الفرحة لدرجة أنسته رد المجاملات.. إنه خطأ قاسي يوجب الاعتذار.. نعم، سيفعل !..

- كيف يكون بطل شهير وحيدا... غريب هذا !..

جاء هذا الصوت مفاجئا، و من مكان غير متوقع وسط كل هذا الصمت !..

- أنت لا تعلم يا عزيزي أنه شاعر..

- شاعر... وااو..

برز ثلاثة أشباح من زقاق جانبي.. فتوقف كمال و توترت ملامح وجهه التي كانت هادئة، مسترخية..

- لا تخش شيئا أيها البطل الوسيم.. اعتبرنا أصدقاء أو معجبين..

المشكل أنهم يرتدون معاطف ذات أغطية رأس !.. فلا يستطيع التعرف على أحدهم !..

يقتربون الآن منه بتؤدة و يتراجع هو بحذر و عيناه تلتهمان المكان حوله !..

غمغم أحدهم:

- فلنكن عمليين و لندخل كبد الموضوع..

ثم قال آخر بصوت بارد كالثلج:

- كانت حياتك واعدة و مستقبلك منير.. لو أنك فقط كنت متساهلا.. و لكن للأسف، هناك أخطاء لا يمكن إصلاحها... للأسف !..

قال هذا و أخرج يده من داخل معطفه و هي تحمل شيئا أسودا ضخما.. ربما هي عصا أو قضيب حديد !...

قام الآخران بذات الشيء !..

صدقت شكوك كمال لسوء حظه.. و دارت عيناه بهلع تصفان المكان للمرة الألف و لكنه وجد نفسه بالنهاية محاصرا من كل جهة.. فصرخ بغضب و اندفع يكيل لهم اللكمات و الركلات.. و لكن الهراوات تهاوت عليه فأنّ من الألم و واصل المقاومة حتى آخر نفس... ليخرّ ساقطا بينهم !..


* * *

- حسنا.. عندما يأتي أخبريه أن وليد اتصل.. اتفقنا ؟.. باي !

وضع وليد السماعة و خرج من مخدع الهاتف فلحق به صديقه (خالد) الذي كان ينتظره..

- إنها أخته الصغيرة.. تقول أنه خرج منذ الثامنة مساءا و لم يعد !..

- غريب !.. الحادية عشرة الآن.. لم أعهد به التخلف عن المواعيد !..

- نعم، هذا ما يزعجني بالضبط... قد اتفقنا على الثامنة و النصف.. فأين ذهب يا ترى ؟..

- اللهم استر !


* * *

رفعت خالد
17-10-2007, 11:42 PM
من يحدّث من ؟.. و من يجر شيئا على الأرض ؟..

ما هذا المكان ؟.. و لماذا لا أرى شيئا ؟..

هل أنا أحلم ؟..

أقنع نفسه بالاحتمال الأخير و جاهد كي يزيل الثقل من على عينيه و بعد محاولات عدة بدأ النور يحدد أشيائا أمامه !..

كان النور نابعا من مصباح ضخم فوق رأسه.. و كان قويا لدرجة أنه تأوه و أراد رفع كفه لحجبه.. لكنه فوجئ بذراعه متسمرة ورائه !.. و أشاح بوجهه متذمرا..

مصاب بكل عظم و عضلة من جسده و عاري إلا من سرواله الداخلي كان مقعدا على كرسي حديدي صدأ و قد التف حول خصره و صدره حبل يثبته إلى الكرسي.. و كان يتململ بعنف محاولا الفكاك !..

- هلموا لترو بطل كرة السلة يستيقظ من نومه اللذيذ !..

- هاهاهاها..

- صباح الفل..

- أين أنا ؟..

صمت الكل و نظروا إلى بعضهم البعض ثم ابتسموا فقهقهوا..

تقدم أحدهم، الكابتن، و أدنى وجهه من كمال ليقول ضاغطا على كلماته:

- إنه يوم الحساب !..



* * *


- ألووه.. نعم ؟..

- كوثر !.. كيف أنت ؟..

- سهام ؟.. عزيزتي.. بخير، الحمد لله.. كنت أراجع درس اليوم للطبيعيات.. لماذا أجده مستعصيا لهذه الدرجة ؟..

- هههه !.. لأنك غبية، ألم تفهمي هذا بعد ؟.. المهم، هل ما زلت حزينة لحادثة الصباح ؟..

- أممم.. لا، لا... نسيت الأمر، فمتى تنسيه أنت ؟.... آآ.. سهام، أخبريني ؟..

- نعم ؟..

- لا أجد دبوسي الفضي.. ألم تعثري عليه ؟..



* * *


- تبا لك يا حقير !.. ألا تعرف قوانين اللعبة ؟.. الفريق الأفضل يفوز !.. آآآه..

قالها كمال بانفعال ثم تأوه لما وخزه ألم حاد بجانب فمه المنتفخ !..

- حسن يا عزيزي.. و لكن الأمور لا تسير دائما على هذا المنوال.. أحيانا يجب على المرء تخطي هذه القاعدة المملة !..

ثم التفت ورائه و أشار بيده إشارة لم يفهمها كمال.. فتحرك أحدهم مبتعدا.. ثم عاد يحمل صندوقا صغيرا..

لقد عرفه.. إنه واحد من أعضاء الفريق اللعين !..

تابعه كمال بعين شاخصة و هو يضع الصندوق أمام (الزعيم) ثم ينصرف..

- ههه.. كما ترى نحن متأثرون حتى النخاع بالأفلام الأمريكية.. فلا تآخذنا إن اقتبسنا بعض المشاهد منها !..

و فتح الصندوق ببرود..

شهق كمال لما رأى إبرا و سكاكين صغيرة تشبه الأدوات الجراحية !..

- ماذا تنوون فعله ؟.. هه ؟

- ...

- ماذا تفعل يا وغد ؟.. كل هذا من أجل مباراة ؟..

- ...

- أنتم حيوانات... حيوانااااااااااات !..



* * *


و في المقهى زفر وليد بملل و نظر إلى ساعته قبل أن يقول بعصبية:

- المشكل أنه لا يحمل معه هاتفه.. ثم إني بدأت أعتقد أن أمرا فظيعا حدث له..

قال خالد دون أن يرفع عينيه من فنجان القهوة:

- إنه يوم سعده و كنا نريد الاحتفال قليلا.. خسارة !..

- لحظة !.. ذكرتني بشيء خطير يا خالد... كان قد أخبرني عن تهديد تلقاه هذا الصباح من الفريق الذي هزمناه !..

- يا للهول !..



* * *


صرخ كمال و تنثر محاولا بيأس الفرار.. إلا أن الرباط كان محكما !..

و تقدم ذلك الشاب الضخم بعد إشارة أخرى من (الزعيم).. حمل الإبر من الصندوق و ابتسم بوحشية في وجه كمال...

- لااااااااااااااااااا......

و بدأ يغرسها في الصدر و الفخذين !...

ارتفع الصراخ الهستيري و العيون تنظر له بتلذذ و هو يتلوى من الألم !..

توقف المعذب ببرود و بدأ ينتزع الإبر من مكانها و كأنه عمل عادي، ممل..

تدفقت خيوط الدم و تكرر أنين منهار لكمال..

ثم تناول شيئا لامعا من الصندوق... إنه سكين صغير..

رفعه و تأمله بإعجاب للحظات ثم أداره في جميع الاتجاهات فانعكس على سطحه الضوء.. ابتسم ابتسامته الوحشية، الخشنة و..

و هوى به على كف كمال فانغرس بظهرها و برز من الجهة الأخرى !..

صرخة ألم مرعبة ترددت طويلا بالمكان.. و رفرفت الأجنحة بالخارج !..



* * *


من جديد ذلك الثقل بعينيه و أصوات الهمس بكل مكان.. و النور !..

لقد فقد الوعي مرة أخرى !..

انتبه أول الأمر إلى السكين الصغير الذي يخترق كفه و بكى و هو يئن..

- استيقظ الحمل الوديع من جديد !..

ثم اقترب صوت الزعيم أكثر.. و الذي حفظه كمال عن ظهر قلب :

- يبدو أنك محترف في الصراخ كذلك.. لهذا ارتأينا أن نتركك و كلنا أسى.. سنفتقدك كثيرا..

ثم عاد يقول و هو يخطو مبتعدا:

- تذكر أننا لم نقدم لك عشر ما كنا ننوي استضافتك به..

أثار انتباه كمال صوت انسكاب شيء على الأرض فرفع رأسه بتهالك و نظر بعينين منكسرتين إلى أحدهم و هو يسكب سائلا من قنينة ضخمة.. ففهم أنه البنزين !..

- لاااا... لا تفعلوا هذا يا جبناء.. لاااااا..

صرخ بوهن و هو يميل للأمام.. و لكن صراخه ذهب هباء و واصل ذلك الضخم سكب البنزين و قد اقترب السائل من كمال قبل أن يصيح الزعيم ساخرا:

- حسبك.. لن نحرم ضيفنا الكريم من التملّي بمنظر النيران و هي تتأجج حوله..

ثم ضحك ضحكة قذرة و واصل:

- قبل أن تدغدغه !.. نياهاهاهاها..

! ! !..



* * *


داخل غرفة خالد كان وليد يمارس رياضة الذهاب و الإياب.. و خالد مطأطأ رأسه في شرود مهيب كعادته !..

- ماذا بعد إعلام الشرطة ؟..

قالها خالد دون أن يحرك رأسه قيد أنملة..

- أظن أنها أهم عملية وجب القيام بها رغم أننا فعلناها متأخرين... تأخرنا كثيرا !..

- في جميع الأحوال لسنا في أمريكا، و شرطتنا لا تتمتع بحماس زائد كما هناك !..

رفع خالد وجهه الآن و قد بدا عليه الانفعال و هو يواصل:

- هل تظن أن قصة شاب (من المفترض) أن يكون فريق كرة سلة (قد) اختطفه.. تكفي لتدفعهم إلى الصراخ الهستيري و توزيع المهام على القوات المسلحة و طلب تدخل الفرق الخاصة و...



* * *


خرجت العصابة و بقي الزعيم قرب الباب و هو يعبث في جيب سرواله.. ثم أخرج شيئا صغيرا.. لابد أنه علبة ثقاب !..

إنها علبة ثقاب !.. فهم كمال ذلك بهلع !..

- حسنا.. مهلا.. ماذا تريد مني الآن ؟..

ابتسم (الزعيم) بهدوء و هو يتأمل الصندوق الصغير.. أخرج عودا من داخله و هو يتمتم:

- فات الأوان يا حبيبي !.. بلغ تحياتي للجحيم..

و أشعل العود بحركة سريعة جفّفت الدماء بعروق كمال..

ثم ارتفعت الشعلة الحمراء المرعبة في الهواء.. و..

و اشتعل الجحيم !..



* * *




لاااا... لا تفعلوا هذا يا جبناء.. لاااااا..




* * *


بكى كمال بصوت مرتفع و حاول باستماتة الوقوف بالكرسي إلا أنه كان ضخما، ثقيلا !..

انتثرت النار في كل مكان و أصبحت الغرفة حمراء و الدخان يحجب أرجائها..

بووووووووووم !..

ما هذا ؟؟..

ثم تتالت الانفجارات القوية ليفهم كمال أنها قنينات بنزين !.. ما يهدد بانفجار الغرفة في أي لحظة !..

كان يقوم بحركات إرادية و غير إرادية.. ذات معنى و بلا معنى !.. حتى أولج كفه السليمة في جيبه بصعوبة فاتسعت عيناه لما لمست أصابعه شيئا باردا.. أخرجه بأطراف أصابعه و..

بووووووم !

إنه الدبوس !..

سارع في إخراج إبرته و بدأ يخدش الحبل ممسكا بطرف الإبرة لئلا تنكسر !.. تحركت يده بسرعة و عضّ على شفتيه بعصبية..

انقطع الحبل فجأة فصاح كمال بلهفة و شرع يفك باقي الحبال..

انتصب مكانه و تسمر و هو يتأمل السكين المغروس بكفه..

بوووووم !..

و بلا تردد اجتث النصل من لحمه !..

- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...

و انسكبت الدموع من عينيه و تفصدت جبهته عرقا من فرط الألم..

ضم يده الجريحة إلى صدره و ركض بين النيران نحو الباب و هو يمني نفسه بفتحه.. لسبب بسيط !..

إن له دراية لا بأس بها في فتح الأبواب المغلقة باستعمال الأسلاك !..

لامس اللهيب كتفه فأنّ ألما و هو يصوب إبرة الدبوس نحو ثقب الباب..

بووووووووووم !...

انحنى و هو يدير الإبرة بعصبية.. ثمة شيء ليس على ما يرام !..

ثم شهق كمال بذعر و قد فهم المشكل !..

في الحقيقة هناك مشكلان.. الأول أن هذا النوع من الأقفال هو الوحيد الذي لا تنفع معه هذه الحيلة و الثاني أن الزعيم اللعين قد نسي المفتاح من الجهة الأخرى و هو يفر هاربا !..

! ! !..



* * *




في جميع الأحوال لسنا في أمريكا، و شرطتنا لا تتمتع بحماس زائد كما هناك !..




* * *


بدأت الأفكار تتقافز أمام عينيه الشاخصتين و قد تراءى عليهما لهيب النار !..
كان يبحث في أي شيء عن أي شيء !..

بوووووم !..

ثم لمح ما كان يبحث عنه !..

قطعة ورق تأكل النار طرفها !..

راح يحجب وجهه من النيران المسعورة و هو يتقدم حيث الورقة.. حملها و أطفأ اللهيب بطرفها ثم سارع في إدخالها أسفل الباب بحيث بقي جزء صغير منها داخل الغرفة..

ثم عاد يركض وسط النيران يبحث بتوتر عن شيء في الأرض.. جثا على ركبتيه و هو يلهث.. مسحت عيناه الأرض ثم استقرتا أخيرا على جسم يلمع..

إنه السكين الصغير ذو الرأس الحاد.. حمله و عاد يجري إلى الباب..

بوووووم !..

هذه المرة لم تمر ال(بوووووووووم) بسلام !.. فقد طارت القنينة المشتعلة لتضرب رأس كمال بقوة و تطرحه أرضا..

و لم ينهض !..



* * *




و اشتعل الجحيم !..




* * *


لم يدري كمال متى و لا كم و لا كيف طرح أرضا !..

هل تلك انفجارات التي كان يسمع ؟..

لكنه كان مغمى عليه، و لا بد أن ذلك كان لوقت قصير لأن حريقا حادا اجتاح ساقه فقفز صارخا و أمسك رجله متألما.. رأى السكين ملقيا بجانبه فتذكر ما كان ينوي فعله..

عرج نحو الباب.. دفع بالجزء الحاد من السكين في فتحة الباب و سمع سقوط المفتاح من الجهة الأخرى..

انحنى و دعا الله أن يوفقه.. ثم جذب طرف الورقة بحذر و..

و كان المفتاح فوقها !!..

شكر الله و فتح الباب و خرج من... الجحيم !..



* * *


ركض كثيرا و هو يعرج.. و بكى و هو يدعو.. مسافات طويلة هي وسط الحقل المظلم..

حتى سمع انفجارا هائلا ورائه.. فسقط على وجهه من الصدمة و أغمي عليه.





تمت بحمد الله


رفعت خالد.




الحلقة الثانية (http://montada.com/showthread.php?t=559867)

رابعة العدوية
19-10-2007, 01:21 AM
:أفكر:مراحب رفعت ..
جميل جدا .. ويحفزك لمتابعة البقية , طبعا كانت الاثارة ستزداد لو تركت كمال بوسط النيران ..
وهناك مسالة كلمة "مشكل " , أليس من المفروض ان تكون مشكلة ؟!!
عموما ساتابع البقية , وسأقوم بإجراء تعديل لتبقى القصة على القمة ..
دمتْ

yugi motoo
19-10-2007, 03:09 AM
السلام عليكم..

عمل رائع :bigeyes:..

أعجبني وصفك للقصة ^^.. الأحداث رائعةحتى الآن وتشويق لا حدود له..

انتظر التتمة..

وشكراً..

bak90mk
19-10-2007, 07:07 AM
القصة رائعة ومشوقة

مشكووووووور

رفعت خالد
19-10-2007, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.


السلام عليكم :)..


رابعة يا عدوية:p..
شكرا..

فكرة رومانسية أن أترك كمال وسط النيران.. لكن يجب أن تكون الحلقة كاملة و منفصلة نوعا عن باقي الحلقات إلا ما ندر من الحلقات الطويلة و التي تستدعي أجزاءا.. أظن أنك من الذين يمقتون الأجزاء :33:..


مشكل أو مشكلة أظن أنه لا مشكلة هناك :D..


نفس الشيء بالنسبة ل.. سكين جميلة... أو سكين جميل.


يو جي..


شكرا عزيزي.. و انتظر الأكثر تشويقا و رعبا. :D

ياسمين الشام
20-10-2007, 04:19 PM
السلام عليكم...
البداية موفقة..رغم أنني وجدت فيها اختلافاً عن مواضيعك السابقة..
لكن الرعب وهو الفكرة الأساسية لم يتغير..
سواء كان من شبح أو عصابة..:blackeye:
الأسلوب كالعادة مميز..
لكنك وقعت في خطاً في سياق الأحداث..
وسأوضح لك ذلك...:o


مصاب بكل عظم و عضلة من جسده و عاري إلا من سرواله الداخلي كان مقعدا على كرسي حديدي صدأ و قد التف حول خصره و صدره حبل يثبته إلى الكرسي.. و كان يتململ بعنف محاولا الفكاك !..


كان يقوم بحركات إرادية و غير إرادية.. ذات معنى و بلا معنى !.. حتى أولج كفه السليمة في جيبه بصعوبة فاتسعت عيناه لما لمست أصابعه شيئا باردا.. أخرجه بأطراف أصابعه و..

بووووووم !

إنه الدبوس !..


كيف يخرج الدبوس من جيب سرواله الداخلي..إذا كان كما ذكرت...:dead::boggled:
مجرد أمر لاحظته أثناء القراءة..
لذا اعذرني لدقة ملاحظتي...:bigeyes:
بانتظار الحلقات القادمة...
:)

رفعت خالد
20-10-2007, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم..

الأخت ياسمين..

شكرا للمتابعة أما الخطأ فهي ملاحظة جيدة فعلا... لكن، آسف، ليس خطأ :)..

ربما معنى السروال الداخلي يختلف قليلا بيننا و بينكم و ربما لا.. المهم، السروال الداخلي يحتمل معنيين.. إما ذلك الشورط الداخلي الصغير... أو الشورط الرياضي الذي يلبسه لاعبي كرة القدم أو كرة السلة..

فاللاعبين المحترفين، طبعا بالشارع.. لا أتكلم هنا عن بيكام أو رونالدينهو.. من عادتهم لبس شورط اللعب تحت السروال... أتدرين لماذا ؟.. كي يكون بإمكانه اللعب في أي وقت.. يعني مثلا.. كان بالشارع فالتقى بأصدقائه يلعبون يمكنه أن يوافيهم في الحال..

و إن تذكرت جيدا فكمال وجد الدبوس في الملعب مباشرة بعد انتهاء المقابلة.. عندما سقط من كوثر.. أي قبل أن يتوجه لمستودع الملابس.. أي أنه كان بشورط رياضي..

وهذا الشورط هو الذي، تعمدت أن يكون يرتديه عند التعذيب.. و إن لن تقبلي هذا (الحل) الذي وضعته كي ينجو البطل فلن تقبلي أي فلم في العالم..

ربما كان علي توضيح ذلك أكثر في القصة.. شكرا.

ياسمين الشام
20-10-2007, 07:41 PM
شكراً للتوضيح رفعت...
فهمت قصدك ..
وأقبل الحل الذي وضعته..
لست بالتعقيد الذي تعتقد أنني هو...
تحياتي..

رفعت خالد
22-10-2007, 02:40 PM
شكرا :).. و أتمنى أن تبقي من القلائل المتابعين للسلسلة.

bnt alislam
22-10-2007, 09:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصتك حلوة اثارت انتباهي من العنوان

هاي اول مرة أقرأ قصصك و اعجبتني جدا

في انتظار الاجزاء القادمة ان شاء الله

تقبل مروري;)

Amal Sayed
15-11-2007, 01:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالفعل القصة مثيرة
أعجبني أسلوب السرد , يجذب انتباه القارئ

layte
15-11-2007, 03:51 PM
كالعادة القصة رائعة جدا ومازادها روعة انني من المحبين للقصص المرعبة

وفيها طابع تشويقي رائع ومشكور اخي خالد جدا على القصة الروعة

واسف على التاخير في الرد

وتقبل ردي واطيب تحياتي

Exodia
15-11-2007, 09:14 PM
رائع كعادتك صديقي رفعت :D
ملاحظتي حول سبب التعذيب ..
أقصد لو كانت المباراة ضمن مباريات الـ NBA لأصبح سبب التعذيب أكثر واقعيه..
ولكن من أجل لقاء في مرحلة الثانوية قد أتوقع الضرب ولكن القتل كان نوعاً ما مبالغ << أعلم ماذا تعني كرة السلة في بعض الدول ..
ملاحظة أخرى : لديك أسلوب الحلول المفاجأه الرائعه والتي لا تخطر على بال القارئ أحياناً ..
سأتابع البقية ^^

أطيب تحية