The Riotous
21-10-2007, 12:56 PM
لا يُحْكَى أنَّ !
http://www.crodog.org/photos/thumbs2/moon%20occultation-t.jpg
الْلَيْلَة الأولى
(انْكِسار مَا كان صَلْباً)
نُجُومُ السّماء بلا إحْصاء ..
وعلى حِدة كُلّ مجْمُوعة تتْنادمُ ..
في شأن الْقَمَرِ تتْحادّث ..
فإن أمْره المَلْحوظ لعجيب ..
منذ نُهِي عن مُعَانقة الشّمس ..
في تلك اللحْظات الحَمِيمة ..
بين الليل والنهار ..
وبين النهار والليل ..
في السّماء – مِلْكيِّته – يُفكّر الْقَمَرُ ..
مُطالِباً النّجوم بقليل خُفُوت ..
فداخله خَواطِر تَصْطخِبُ ..
وليْلته حزينة ..
بلا سمر .. وبلا سحر ..
فقط أنِين صدْره ..
يدوّي بـعُنْفِ في مُحيطِ صمْتِ ..
وعينه مُلْقاة بإهمال ..
نحو فضاء أصرّ على سَكْناته ..
على الملأ مُجْبَر هُوَ على التَّكشُّف ..
مُفْتقِداً حجاباً يُبْهِمُ خلْجات وجْهه ..
وإلى أعلى مًسْتقْصياً عن الجّمع يرْتقي ..
إلى أعلى .. إلى أعلى ..
ويبْدأ في الاحْتراق الذّاتي ..
مُنْشطِراً إلى روح ذبيحة ..
وجرم مُثْخن ..
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الْثَانِية
(نَفْي النَّفْي)
تمْتدُّ الأيّام لتُصْبح دهوراً ..
وعلى البُعْدِ مُلْتاع هُوَ ..
فعلى إدْراكه يَجْثُم غُبار أبْيض ..
ولـمعْرفة سرّ حياته يشْتاق ..
فكيف هُوَ حيَّاً بَعْد الحِرْمان العظيم ؟!
كَمْ تمنَّي إذْعَان قَلْبه لأمْرِ قَلْبه !
فيتْخلَّى عَنْ التَّمسّْك بضرْباته ..
فرُبْمَا عِنْدئذٍ لا يَشْعُر بكُلِّ هذا الوجَع ..
مِنْ جديد يُحاول التَّنفَّس ..
لَكِنَّ لا يسْتطيع ..
لتِرْياقه القديم يحْتاج ..
ما لَمْ ينسْ ..
ولَنْ يفْعل ..
بسماء تحْويه ..
لم يعُدْ يكْترث ..
أو بنُجُوم للْنُور ظمْآنة ..
في وجْهه ينْشطُ الأسى بضراوة ..
ويزْدردُ العَلْقم أكْواباً أكْواباً ..
يُجَالِسُ الوحدة والظّل ..
فيُضَلُّ التَّائهين ..
ويسْتاء أرْبابُ الْحُبِّ والشِّعْرِ ..
لا يَخْشى فُقْدان عمله بسبب شروده ..
فمَنْ سِواه بـمِثْلِها مُهمّة يَضْطلع ..
ومع كُلِّ رويْداً رويْداً يهْجره إيْمانه بـنفْسه ..
بالسَّماء ..
بالنُّجوم ..
يرى الموتَ مُتْخِذاً الحياة نِدّاً له ..
كَمْ يراه نِضَالَ خاسِر !
مُحْسُوم النّتيجة مُسْبَقاً ..
فـلحْظات يَمْكثُ ..
لا أكْثر !
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الْثَالِثَة
(حَريقُ الْمَحْسُوسِ)
رهْبة تُراود الأنْفُسُ ..
مِنْ تدهْور حال القَمَرِ ..
فندوب الرُّوح تؤلِم الجسد ..
والقَمَرُ في سمائه بلا حِراك يَرْقُدُ ..
فلا دَواء يُنْبِتُ شِفاء ..
فقط الدُّعاء هُوَ نصِير أوْحَد لكُلِّ ضعيف ..
الصَّدْر الرّحِب لمَنْ لَمْ يَجِد له واحداً ..
والْقَمَرُ أبْصَرَ حُنوّهم ..
وبِضعْفِ – مَصْحُوباً بِعزَّة – ابْتسمَ ..
وعليه أجْهزَ الألم ..
فمِنْ فَرطِ وَهْنِه انْقسمَ ..
الكُلُّ في توجُّسِ مُتْقلُّصون ..
أعْيُنهم فيها كُتِب للقَمَرِ رِثاء ..
قلوبهم بين تكْذِيب وذهول ..
أكْثر مُخيّلة جموحاً لَمْ تَذْهب لمِثْلِه احْتمال ..
فذبول القَمَرِ ليْس مِنْ الأعْراف ..
لكنها فعلها – على أي حال – ..
وليْته لَمْ يَفْعل ..
على الليل تجاسر الظلام بسَطْوته ..
وفَرَضَ عليه إرادته ..
وما كان مِنْ الليل سوى التَّشبَّث بأمل ..
أمل انْفراج كرْب القَمَرِ ..
ليعود مِنْ جديد يغْمُر الليل بالفِضَّة ..
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الأخِيرة
(رَمادُ غَيْرُ قَابِل للْنَثرِ)
الكُلُّ مُدْرِك لما حَدَثَ ..
ولَمْ يعُدْ هُناك مَغْزى مِنْ التَّستُّرِ ..
نظْرة واحِدة إلى السَّماء ..
تكْفي لإدْراكِ الخَطْبِ ..
تلك السَّماء الَّتِي مِنْ القَمَرِ خلتَ ..
فقد رَحَلَ !
تلك السَّماء الَّتِي مِنْ النُّجُوم خلتَ ..
فالنُّجُوم ذَهبت لتوْديع رفِيق الدَّربِ ..
وإلْقَاء نظْرة أخيرة ..
على الفِضَّة الَّتِي لَمْ تَعٌدْ ..
تلك السَّماء التي مِنْ روٍَْحِها خلتَ ..
فقد أعْلنت الْحِدَادَ ..
باصْطباغِها باللون الأسْود ..
منها يَهْطِلُ الدَّمع بلا توقُّف ..
الليل حَالِك مُفْتقِداً قنْديله العزيز ..
الكُلُّ في رهْبة يتْسَاءلُ :
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
رُبْمَا – هُوَ كغَيْرَه – فقط يَوْم يُفْقَد .. يُفْتقَد !
إهْدَاء ..
إلى الْقَمَرِ ..
عليه رَحْمة الله !
هو نص مسابقة النثر .. ربما لا ضير من عرضه هنا للتواجد فليس متوافر لدي نصوص جديدة ..
http://www.crodog.org/photos/thumbs2/moon%20occultation-t.jpg
الْلَيْلَة الأولى
(انْكِسار مَا كان صَلْباً)
نُجُومُ السّماء بلا إحْصاء ..
وعلى حِدة كُلّ مجْمُوعة تتْنادمُ ..
في شأن الْقَمَرِ تتْحادّث ..
فإن أمْره المَلْحوظ لعجيب ..
منذ نُهِي عن مُعَانقة الشّمس ..
في تلك اللحْظات الحَمِيمة ..
بين الليل والنهار ..
وبين النهار والليل ..
في السّماء – مِلْكيِّته – يُفكّر الْقَمَرُ ..
مُطالِباً النّجوم بقليل خُفُوت ..
فداخله خَواطِر تَصْطخِبُ ..
وليْلته حزينة ..
بلا سمر .. وبلا سحر ..
فقط أنِين صدْره ..
يدوّي بـعُنْفِ في مُحيطِ صمْتِ ..
وعينه مُلْقاة بإهمال ..
نحو فضاء أصرّ على سَكْناته ..
على الملأ مُجْبَر هُوَ على التَّكشُّف ..
مُفْتقِداً حجاباً يُبْهِمُ خلْجات وجْهه ..
وإلى أعلى مًسْتقْصياً عن الجّمع يرْتقي ..
إلى أعلى .. إلى أعلى ..
ويبْدأ في الاحْتراق الذّاتي ..
مُنْشطِراً إلى روح ذبيحة ..
وجرم مُثْخن ..
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الْثَانِية
(نَفْي النَّفْي)
تمْتدُّ الأيّام لتُصْبح دهوراً ..
وعلى البُعْدِ مُلْتاع هُوَ ..
فعلى إدْراكه يَجْثُم غُبار أبْيض ..
ولـمعْرفة سرّ حياته يشْتاق ..
فكيف هُوَ حيَّاً بَعْد الحِرْمان العظيم ؟!
كَمْ تمنَّي إذْعَان قَلْبه لأمْرِ قَلْبه !
فيتْخلَّى عَنْ التَّمسّْك بضرْباته ..
فرُبْمَا عِنْدئذٍ لا يَشْعُر بكُلِّ هذا الوجَع ..
مِنْ جديد يُحاول التَّنفَّس ..
لَكِنَّ لا يسْتطيع ..
لتِرْياقه القديم يحْتاج ..
ما لَمْ ينسْ ..
ولَنْ يفْعل ..
بسماء تحْويه ..
لم يعُدْ يكْترث ..
أو بنُجُوم للْنُور ظمْآنة ..
في وجْهه ينْشطُ الأسى بضراوة ..
ويزْدردُ العَلْقم أكْواباً أكْواباً ..
يُجَالِسُ الوحدة والظّل ..
فيُضَلُّ التَّائهين ..
ويسْتاء أرْبابُ الْحُبِّ والشِّعْرِ ..
لا يَخْشى فُقْدان عمله بسبب شروده ..
فمَنْ سِواه بـمِثْلِها مُهمّة يَضْطلع ..
ومع كُلِّ رويْداً رويْداً يهْجره إيْمانه بـنفْسه ..
بالسَّماء ..
بالنُّجوم ..
يرى الموتَ مُتْخِذاً الحياة نِدّاً له ..
كَمْ يراه نِضَالَ خاسِر !
مُحْسُوم النّتيجة مُسْبَقاً ..
فـلحْظات يَمْكثُ ..
لا أكْثر !
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الْثَالِثَة
(حَريقُ الْمَحْسُوسِ)
رهْبة تُراود الأنْفُسُ ..
مِنْ تدهْور حال القَمَرِ ..
فندوب الرُّوح تؤلِم الجسد ..
والقَمَرُ في سمائه بلا حِراك يَرْقُدُ ..
فلا دَواء يُنْبِتُ شِفاء ..
فقط الدُّعاء هُوَ نصِير أوْحَد لكُلِّ ضعيف ..
الصَّدْر الرّحِب لمَنْ لَمْ يَجِد له واحداً ..
والْقَمَرُ أبْصَرَ حُنوّهم ..
وبِضعْفِ – مَصْحُوباً بِعزَّة – ابْتسمَ ..
وعليه أجْهزَ الألم ..
فمِنْ فَرطِ وَهْنِه انْقسمَ ..
الكُلُّ في توجُّسِ مُتْقلُّصون ..
أعْيُنهم فيها كُتِب للقَمَرِ رِثاء ..
قلوبهم بين تكْذِيب وذهول ..
أكْثر مُخيّلة جموحاً لَمْ تَذْهب لمِثْلِه احْتمال ..
فذبول القَمَرِ ليْس مِنْ الأعْراف ..
لكنها فعلها – على أي حال – ..
وليْته لَمْ يَفْعل ..
على الليل تجاسر الظلام بسَطْوته ..
وفَرَضَ عليه إرادته ..
وما كان مِنْ الليل سوى التَّشبَّث بأمل ..
أمل انْفراج كرْب القَمَرِ ..
ليعود مِنْ جديد يغْمُر الليل بالفِضَّة ..
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
الْلَيْلَة الأخِيرة
(رَمادُ غَيْرُ قَابِل للْنَثرِ)
الكُلُّ مُدْرِك لما حَدَثَ ..
ولَمْ يعُدْ هُناك مَغْزى مِنْ التَّستُّرِ ..
نظْرة واحِدة إلى السَّماء ..
تكْفي لإدْراكِ الخَطْبِ ..
تلك السَّماء الَّتِي مِنْ القَمَرِ خلتَ ..
فقد رَحَلَ !
تلك السَّماء الَّتِي مِنْ النُّجُوم خلتَ ..
فالنُّجُوم ذَهبت لتوْديع رفِيق الدَّربِ ..
وإلْقَاء نظْرة أخيرة ..
على الفِضَّة الَّتِي لَمْ تَعٌدْ ..
تلك السَّماء التي مِنْ روٍَْحِها خلتَ ..
فقد أعْلنت الْحِدَادَ ..
باصْطباغِها باللون الأسْود ..
منها يَهْطِلُ الدَّمع بلا توقُّف ..
الليل حَالِك مُفْتقِداً قنْديله العزيز ..
الكُلُّ في رهْبة يتْسَاءلُ :
أ عَلَيْهِ كَثِير عِنَاق الشّمْسِ ؟!
رُبْمَا – هُوَ كغَيْرَه – فقط يَوْم يُفْقَد .. يُفْتقَد !
إهْدَاء ..
إلى الْقَمَرِ ..
عليه رَحْمة الله !
هو نص مسابقة النثر .. ربما لا ضير من عرضه هنا للتواجد فليس متوافر لدي نصوص جديدة ..