المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية فرنسي يفجر مفاجأة : امريكا فاوضت طالبان 3 سنوات لتمرير أنبوب "الغاز" مقابل الاعتراف



abeali
16-12-2001, 12:41 AM
عكاظ/. ولا يستبعد المتتبعون ان تضع الاسرار الكثيرة التي يكشفها الكتاب ادارة الرئيس بوش في موضع حرج, خاصة انه مليء باتهامات مباشرة وخطيرة. منها استعداد البيت الابيض للاعتراف بطالبان مقابل السماح للشركات البترولية الامريكية ببناء انبوب للغاز على الاراضي الافغانية, وكذلك منع بوش اجهزة الامن من استكمال التحقيقات بشأن بن لادن, تفاديا للتشويش على المفاوضات مع الملا عمر بشأن تسليم زعيم تنظيم القاعدة وما يزيد المعلومات الواردة في الكتابة مصداقية, تأليفه من قبل, شخصيتين معروفتين بعلاقاتهما الوطيدة بأجهزة الاستخبارات في الدول الغربية, وقربهما من مصادر الاخبار ومراكز اتخاذ القرارات في هذه الدول واثارت هذه الدراسة انتباه مكتب التحقيقات الفيدارلي الذي تسلمه خلال ساعات قليلة, بعدما وضعه الرئيس جاك شيراك على مكتب بوش خلال زيارته الاولى لأمريكا بعد التفجيرات ويعتقد غيوم داس كيي وجان شارل بريزارد ان الطبقة السياسية الامريكية, لا تحركها سوى مصالح الشركات المتعددة الجنسيات, التي تتحكم بكل الدروب المؤدية الى البيت الابيض, وهي الناخب الرئيس والحقيقي, خاصة في الاستحقاقات الرئاسية, وتؤثر بشكل حاسم في تحديد التوجيهات الكبرى في السياسة الخارجية الامريكية. ولهذه الاسباب لم تعترض امريكا على خطة استيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول, بل اوعزت لباكستان برعاية النظام الناشئ, لأنها كانت تعتقد ان حكومة طالبان المدعومة من قبل اسلام اباد, بامكانها ان تبسط نفوذهها على كل المقاطعات الافغانية. لقد كانت واشنطن تبحث في المقام الاول عن سلطة مركزية وقوية في آن واحد, تعرض عليها مشروع بناء انبوب للغاز الطبيعي , يعبر الاراضي الافغانية. ودامت المفاوضات بهذا الشأن حوالي ثلاث سنوات, وكانت واشنطن مستعدة لمقايضة مشروع انبوب الغاز, الذي يسمح انجازه للشركات البترولية الامريكية بالتحكم في سوق المحروقات بآسيا الوسطى, بالاعتراف رسميا بسلطة طالبان على افغانستان. وتتطابق هذه المعلومات مع ما ورد في كتاب (ظل طالبان) لمؤلفه احمد راشد من تفاصيل عن الضغط الذي مارسته الشركات البترولية الامريكية على البيت الابيض في واشنطن, للدخول في مفاوضات مع حركة طالبان والحليف الباكستاني وجمهوريات آسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفييتي سابقا, وكذلك الصين والهند وايران, من اجل ارساء الاستقرار في افغانستان, وبالتالي فسح المجال امام عبور انبوب الغاز الطبيعي.غير ان التشكيل العرقي للخارطة البشرية في افغانستان والتضاد بين مصالح امريكا وباكستان من جهة وبين مصالح الدول الاخرى من جهة ثانية, حالا دون توحيد افغانستان تحت راية طالبان. ما يعني استمرار حالة عدم الاستقرار واستحالة تحقيق الاطماع الطاقوية الاميركية بلعب ورقة طالبان وحدها. سعت ادارة بوش مباشرة بعد انتخابه لتفعيل جبهة الاتصالات مع حركة طالبان. ولا يوجد من تفسير آخر للاسراع بربط الاتصال بكابول غير الرضوخ لاطماع بارونات البترول الاميركيين, الذين ساهموا بشكل غير مسبوق في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس بوش. كما ينحدر عدد كبير من رجالات الرئيس الامريكي من لوبي البترول, وكان عدد من المحللين قد علقوا على هذه التعيينات بقولهم أن مراكز اتخاذ القرار بأمريكا أصبحت بيد تجار الذهب الاسود. وقد يكون اصرار بوش على مهادنة طالبان وراء استقالة مكتب التحقيقات الفيدرالي ومنعه من استكمال التحقيقات التي باشرها بشأن اسامة بن لادن وامتدادات تنظيم القاعدة الذي يديره وقد تفسر هذه التضييقات التي طالت المحققين الامريكيين فشل الاستخبارات الامريكية في منع تنفيذ الهجمات ضد نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر, بالرغم من التنبيهات التي تلققتها من اجهزة استخبارات غربية.