المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرف الظاهر و الشرف الخفي



mostefaouiriadh
15-11-2007, 07:40 PM
الشرف الظاهر و الشرف الخفي

كتب: رياض مصطفاوي

إن أغلب الناس في المجتمعات المحافظة على قيمها الروحية و خاصة المجتمعات العربية على اختلاف أديانها تعتبر الشرف أغلى شيء يملكه الإنسان، و ربما يعتبر ثروة يملكها الغني و الفقير على حد سواء، لكن هذا الأمر رغم وضوحه إلا أنه يدعونا إلى طرح إشكالية لخوض فيها ليس بهدف التنوير فقط و لكن أيضا بهدف الدعوة لإيقاظ العقل ليفكر بصفة شخصية في هذه المسألة الهامة بغرض إخراجها من قوقعة العادات و التقاليد و الوعاء الديني و الأخلاقي لنطرحها في ساحة فكرية.

و أول ما نبدأ به في هذا الموضوع هو محاولة تحديد مفهوم للشرف، إن هذا الأمر صعب الإختصار بعض الشيء لذلك سأتجاوز الكثير من التعريفات اللغوية و أنتقل مباشرة إلى أقرب مفهوم شامل للشرف، إن الشرف هو البعد المعنوي للكرامة و الفخر، و على هذا المفهوم المبسط سنبني بقية المقال.

هل تساءل أحدنا في يوم من الأيام؛ ما هو الشيء الغالي في الشرف؟ و ما هو البعد المادي له؟ و لماذا يصر الإنسان على أن شرفه هو أغلى ما يملك؟ و ماذا يضر الإنسان لو خسر شرفه؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في أعماق النفس البشرية، فالإنسان يحتاج في حياته للكثير من الضرورات التي لا يمكنه الإستغناء عنها مثل الطعام و اللباس و المأوى، كما أنه يحتاج إلى الكثير من الضرورات التي تعمل على ترقيته و لكنه بإمكانه الإستغناء عنها؛ مثل النقل و التسلية و التعليم و الفن و غيرها، و بما أن الإنسان يتركب من جانب مادي جسدي و جانب معنوي عقلي أو نفساني؛ فإن هذا التركيب فرض على الإنسان حاجات أخرى معنوية مثل الحب، الإرادة، الإيمان، الكرامة، الفخر، ... و غيرها. و رغم أن الحاجات المعنوية للإنسان لا تزن شيئا في لغة الأرقام إلا أنها المحرك القوي لدفعه للحصول على حاجاته المادية، فحاجة الإنسان إلى الحب تدفعه إلى العمل على توفير مأوى و مصدر للدخل لأجل توفير الطعام و اللباس ليحصل على الحب من طرف آخر، و لكي يعيش الإنسان حياة كريمة يتوجب عليه توفير الحماية اللازمة لنفسه و لمن يحب، أي أن الدافع من وراء السعي للحصول على ضرورات الترقية نابع من حاجاته المعنوية، و المفارقة في الأمر أن الإنسان إذا كان يسعى لتوفير أكبر قدر ممكن من الضرورات المادية من أجل حاجاته النفسية، فإنه في نفس الوقت مستعد للتنازل على كل حاجاته المادية للحفاظ على إشباع حاجاته المعنوية، و هذه الحقيقة تؤدي بنا للإعتراف بأن الحاجة النفسية للإنسان أقوى بكثير من حاجاته المادية، و أن الحاجة المعنوية هي المحرك الدافع لحياته، فالإنسان الطبيعي قد يقتل أو ينتحر إذا تعلق الأمر بفقدان الشرف أو الكرامة، و لكن القتل من أجل المال لا يقوم به إلا إنسان منحرف غير سوي، و الإستنتاج القائم من هذه فكرة هو أن الإنسان يحتاج لأن يحس بالقوة.

فلنخرج قليلا عن الموضوع؛ يقول "سيغموند فرويد" أن كل ما يقوم به الإنسان من تصرفات و أعمال و إبداع متعلق بالجنس؛ حيث يرى أن الإنسان بحاجة متواصلة للجنس، و هو يعمل من أجل توفير المال للحصول على شهوته، و إن لم يتمكن من ذلك فإنه سيكبت رغباته الجنسية و ستتحول إلى إبداع أو إجرام، و الذين يعارضون هذه الفكرة يعتبرون أن "فرويد" يبالغ في اعتبار كل أفعال الإنسان متعلقة بالجنس، أي أنهم يتفقون معه في مبدأ الفكرة و يختلفون معه في نسبتها فقط. شخصيا أرى أن العالم الكبير ذو اللحية البيضاء التي تضفي على وجهه وقار العباقرة، مؤسس مدرسة التحليل النفسي الذي أمضى كل حياته يحلل عينات النفس البشرية، أرى أن هذا العالم النفساني العظيم ما هو إلا مريض نفسيا، مريض بالعقدة التي عممها على كل سكان المعمورة من خلال نظرية عقيمة تعبر عن إسقاطه لكبته الشخصي على الناس، و المقام هنا يمنعني من التصريح بالحقيقة الخفية من وراء الإنتشار الواسع لهذه النظرية لأن ذلك موضوع آخر في مجال آخر، و سأقدمه في مقال آخر، و سأكتفي بمناقشة النظرية كما هي؛ لو اعتبرنا أن كبت الإشباع الجنسي هو الدافع وراء الإبداع و الإجرام، فهل يعجز الإنسان المتزوج الذي يمارس العلاقة الطبيعية بشكل منتظم و دائم عن الإبداع؟ و هل كل المبدعين كانوا يكبتون رغباتهم الجنسية؟ و هل كل المجرمين و المنحرفين كانوا يكبتون رغباتهم الجنسية؟ بالطبع الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي لا، لا، لا ...
فالمجتمع مليء بالمصابين بالعجز أو الضعف الجنسي، لكن رغم ذلك نجد أن هؤلاء أناس عاديين لا يبدعون و لا يجرمون، و نجد أيضا أناس يمارسون حياتهم الطبيعية بشكل منتظم و يبدعون إلى أقصى الحدود، و منهم أناس يجرمون إلى أبعد الحدود أيضا.

إن الموضوع لا علاقة له بالجنس، إن النظرية الصحيحة هي أن كل ما يقوم به الإنسان من أفعال و أعمال و إنجازات و إبداع نابع من حاجته للإحساس بالقوة، قد يقول البعض من مساندي "فرويد" أن الجنس يجعل الإنسان يحس بالقوة، و هنا أعارضهم، إن الجنس يجعل الإنسان يحس بالسعادة، مثله مثل الطعام، لكن الطعام أهم للإنسان و يجعله يحس بالسعادة أكثر من الجنس، كيف ذلك؟ ما مدى سعادة إنسان عندما يمارس الجنس لأول مرة إذا كان ذلك مثلا في سن العشرين؟ أكيد أنه سيشعر بعالم مختلف من السعادة الجديدة عليه. و إذا أخذنا نفس الإنسان و قطعنا عنه الطعام لمدة ثلاثة أيام، و أعطيناه بعد ذلك بيضة مسلوقة و حبة زيتون، أكيد أنه سيشعر بلذة و سعادة بهذه الوجبة الفقيرة أكبر عشرات المرات من سعادته بممارسة الجنس لأول مرة، يستطيع الإنسان أن يعيش طبيعيا لعشرين أو خمسين أو كل حياته دون جنس، لكنه لا يستطيع الإستغناء عن الطعام ليوم واحد، و هذا ما يضرب النظرية المريضة لسيغموند فرويد عرض الحائط.

نعود إلى موضوعنا، إذن سنسلم بأن الإنسان بحاجة للإحساس بالقوة، و يمكننا ربط القوة بالكرامة، فالإنسان يبذل النفس و النفيس لأجل الحفاظ على كرامته أمام الناس و أمام نفسه، أما إذا تنازل عنها بأي ثمن أو حتى دون ثمن فإنه سيواجه موجتين من الإنتقاد و اللوم؛ موجة من المجتمع و موجة من داخل نفسه، و سيصبح إنسانا منبوذا و ضعيفا مهما كان الإنجاز الذي حققه من وراء تنازله عن كرامته، و أهم أبعاد الكرامة الشرف، و الشرف أو الفخر يعتبر أغلى شيء يملكه الإنسان، و هو في متناول الجميع بالفطرة، لكن تعقيد المجتمع يجعل الشرف ينقسم إلى قسمين؛ الشرف المشترك و الشرف الفردي.
الشرف المشترك ينقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية هي:

- الشرف القومي:

و هو ذو بعد جماعي مشترك، يتمثل في كرامة الأمة و مكانتها بين الأمم، و يتحدد من خلال الإنجازات الصناعية و العسكرية و السياسية و الدبلوماسية التي تجعل من الأمة أمة قوية و محترمة بين بقية الأمم، و يقاس بمدى قدرة الأمة على الحفاظ على وحدتها الوطنية و المواقف تجاه بقية الأمم و الحفاظ كرامة الشعب و قيمه الأخلاقية الجماعية و خصائصه الحضارية،لكن هذا النوع من الشرف يتغير بتغير العالم و تسارع أحداثه، و رغم أن الشرف هو مصدر قوة إلا أن الشرف القومي بحاجة للقوة لكي تحميه، كما يتطلب الحفاظ عليه التمسك بالمبادئ و الأخلاق العامة للمجتمع و الأمة في مواجهة التيارات التي تهدف إلى هدمها أو تظليلها، و ربما صدق قول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

- الشرف العشائري:

العشيرة، أو القبيلة، أو العائلة؛ هي غصن من أغصان شجرة الأمة، إن لم نقل أنها الجذع أو حتى الجذور، و شرف العشيرة أكثر تعقيدا من شرف الأمة؛ لأنه يشمل نفس نوع شرف الأمة بما أن الأمة تتكون من مجموعة عشائر؛ مضاف إليه فروع أخرى من الشرف، حيث يقاس شرف العشيرة بتماسكها و وحدتها و قدرتها على معالجة مشاكل أفرادها و فرض تقاليد اجتماعية و أخلاقية على أعضائها و معاقبتهم عند الخروج عن التقاليد و الأخلاق، و رغم اختلاف التقاليد بين كل عشيرة و أخرى، إلا أنها تشترك في العديد من الخصائص التي تكمن فيها أركان الشرف مثل عفة الأفراد، التضامن، العدل، آداء الأمانة، و باختصار معظم العلاقة بين الفرد و عشيرته و بين الفرد و العشائر الصديقة أو الشقيقة، لكن و للأسف الشديد التفكك العشائري و حتى التفكك العائلي بسبب تغير متطلبات و شروط الحياة أدى إلى زوال هذا النوع من الشرف تقريبا.
- شرف عالم المصالح:

قال قائل: "لا يوجد في الدنيا أصدقاء أبديون، و لا يوجد أعداء أبديون، و لكن توجد مصالح أبدية"
هذا النوع من الشرف يشمل سمعة و مصداقية الشركات الإقتصادية و التيارات السياسية و المنظمات على اختلافها و أيضا وسائل الإعلام، حيث يكون أصحاب هذه الهيئات مضطرين للحفاظ على بعض المبادئ الأخلاقية تجاه الرأي العام و الجمهور و المستهلك ليس بهدف الحفاظ على البعد المعنوي للشرف، و لكن بغرض تحقيق أكبر كمية من المكاسب حتى و إن كانت تلك المبادئ تناقض مبادئ صاحبها، و هذا الأمر أشبه بالمغازلة لأجل تحقيق المكاسب، فتكتسب الهيئة المغازلة سمعة طيبة و مصداقية أمام الرأي العام، و لكنها مستعدة لتغيير لهجة مغازلتها أو التخلي عنها إن لم يكن لها مصالح مع مجتمع معين، فالمبدأ العام لشرف عالم المصالح هو أن الصياد لا يطعم السمكة بعد أن يصطادها، و لا يطعم البقرة إن توقفت عن إدرار الحليب، وللأسف إن هذا النوع من الشبه شرف هو الذي يسود العالم اليوم، و ما زال يزحف على ما تبقى من مبادئ.

أما الشرف الفردي فينقسم بدوره إلى نوعين:

- الشرف المرن "المكتسب":

و هو بعض الصفات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع و المحيط الذي يعيش فيه مثل شرف الرتبة المهنية، شرف النسب، شرف الواجب، شرف المستوى الثقافي ... و غيرها من الصفات المكتسبة بفضل المجهود الفردي للإنسان أو بفضل مساعدة الآخرين، و قد نجد بعض الشبه بين الشرف الفردي المكتسب و الشرف الجماعي للمصالح، و هذا النوع من الشرف هو شرف لين، مرن، يمكن للإنسان عجنه و تشكيله حسب الظروف، حيث أنه إذا فقد شكله فيمكنه إرجاعه لشكله السابق أو لشكل أجمل منه حسب براعته و مواتاة الظروف.

- الشرف الجامد "الفطري":

و هو الشرف الذي يولد مع الإنسان، و هو جامد و قيمه ثابتة و إذا حاول الإنسان عجنه سينكسر و لن يستطيع إصلاحه، و هو أساسا مرتبط بالقيمة الأخلاقية للفرد وفق مجموعة القوانين و الأسس التي حددها له المجتمع و الدين، و هو أكثر أنواع الشرف شيوعا و خطرا، الإخلال به يؤدي أحيانا إلى القتل، و في أخف العقوبات إلى النبذ طول الحياة، و يرتبط في معظمه بنوع العلاقة بين الرجل و المرأة، حيث يرفض أية علاقة بينهما خارج إطار الزواج، و هذا النوع من الشرف ينتشر كثيرا في المجتمع العربي و المجتمعات الشرقية، أما المجتمعات الغربية الليبرالية فهناك أيدي خفية قامت بمسحه بشكل شبه كلي، و هي تسعى لمسحه من بقية العالم، و لحسن الحظ أن مجتمعاتنا العربية لا زالت تحافظ على الشطر الأكبر من هذا الشرف الذي يسمى أيضا "الشرف القدسي"، لكن هناك مفارقات و تناقضات أو بالأحرى مقياس غير عادل يسود المجتمع في تحديد مفهوم الشرف القدسي، و يربطه دائما بالمرأة و يعتبرها حاملة أمانة عائلتها أو حتى عشيرتها، و يعتبر أيضا أن شرف المرأة ليس ملكها و لكنه ملك لعائلتها، ثم بعد الزواج يصبح ملكا لزوجها، و للأسف هذا المنظور ينكر على المرأة إنسانيتها و يعتبرها مجرد ملك يتم تداوله بعقد بيع بين أبيها و زوجها، كما أنه أيضا يحمل المرأة كامل المسؤولية عن الشرف، و يعتبرها الوعاء الوحيد الذي يحتويه، و هذه نظرة غير عادلة عن المرأة، إن المجتمع يعاقب المرأة عندما تزني، و يفتخر بالرجل إذا فعل ذلك، و يالها من مهزلة تدعو للسخرية، لقد تعارف العرب في الجاهلية على وأد البنت و هي رضيعة و دفنها حية، و تعتبر هذه الجرائم من أبشع الجرائم و أكثرها همجية في تاريخ الإنسانية، إلى أن جاء الإسلام و كشف للجاهلين مكانة المرأة الحقيقية و قيمتها المقدسة، كيف لا و الإسلام يضع الجنة و ما أدراك ما الجنة تحت أقدام الأمهات، و المفارقة في الموضوع أن مفكري المجتمع العربي عبر العصور أصروا على طمس الحقيقة الإنسانية للمرأة و سعوا لإبقائها دائما في صورة قنبلة موقوتة للخزي و للعار، كيف لا و المجتمع في القرن الواحد و العشرين يفضل إنجاب الأولاد عن إنجاب البنات، رغم أن الواقع يثبت أن المشاكل التي يتسبب فيها الأولاد أكثر بكثير من المشاكل التي تتسبب فيها البنات، إن المجتمع يعتبر زنا المرأة جريمة، و زنا الرجل مفخرة، رغم أن الإسلام يساوي بين الرجل و المرأة في كل شيء، فالله عندما تطرق للزنا في كتابه الحكيم قال "الزاني و الزانية" أي أن حمل المسؤولية للرجل قبل المرأة، و التقديم في كتاب الله عز و جل ليس مجرد صدفة، إن الرجل يفقد شرفه إذا زنا، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعترف بها المجتمع الذي تذرع كثيرا باعتبار أن المرأة تحمل دليل الزنا إما بالحمل و إما بفقدان العذرية، أما الرجل فإن زناه سري و يمكن مداراته لأنه لا يحمل دليلا، لكن دعوني أتوجه للمجتمع بهذا السؤال؛ إن العلم تطور، و أصبح من السهل أن تزني المرأة كما تشاء و لا تحمل، و أصبح من السهل أيضا أن تكتسب غشاء عذرية جديد بواسطة الجراحة حتى و إن سبق لها الولادة، أي أن المرأة أيضا يمكنها أن تداري على ارتكابها فاحشة الزنا مثلها مثل الرجل، فهل سيسمح لها المجتمع بالتمادي؟ لماذا نكيل بمكيالين؟ لماذا لا نعاقب الرجل مثلما نعاقب المرأة؟ هل شرف الرجل خفي و شرف المرأة ظاهر؟ يجب على المجتمع أن يعتبر أن الشرف مرتبط بالفعل في حد ذاته، و ليس بجنس الفاعل، إن الشرف القدسي هو ملك شخصي للمرأة، و يتعدى إلى الشرف العشائري أو العائلي، إن الرجل أيضا يجب أن يكون شريفا و أن يحافظ على شرفه، لأن شرفه يتعدى أيضا إلى الشرف العشائري أو العائلي، أي أن شرف المرأة ملك للرجل و شرف الرجل ملك للمرأة، تلك هي العدالة، يجب على المجتمع أن يتوقف على سرقة حقوق المرأة، إن المرأة تسمح من حقها كثيرا من باب الحكمة و التسامح، لكن المجتمع ينظر إلى هذا التسامح على أنه الطبيعة البشرية، أي أن المرأة هي ملك من ضمن الممتلكات التي يسيرها صاحبها كما يشاء، و ينكر على المرأة إنسانيتها التي منحها لها الله، إن القانون المصري مثلا لا يعاقب الرجل الذي يقتل زوجته بسبب الخيانة، لكنه يعاقب المرأة التي تقتل زوجها بسبب الخيانة بالإعدام، و العديد من القوانين في العالم تعاقب المرأة على الدعارة إن مسكت متلبسة بالسجن، و تكتفي نفس القوانين بتحرير محضر إثبات للرجل الذي مسك متلبسا معها باعتباره شاهد على جريمتها، إن الوضع كارثي حقا، و يحتاج لإعادة النظر، و تكاتف الجهود لنشر الوعي بخصوص الشرف القدسي، كما أن المرأة التي زنت مرة واحدة دون زواج فقدت شرفها فإن الرجل الذي زنى مرة واحدة دون زواج فقد شرفه أيضا، هذه هي الحقيقة مهما حاول المجتمع إنكارها، و هنا أذكر حادثة حصلت قبل سنوات في إحدى المدن الجزائرية؛ حيث قام شاب باغتصاب فتاة أفقدها عذريتها، و تم حبسه، و أثنا محاكمته كان في قفص الإتهام بالمحكمة مطأطأ الرأس فخاطبه أبوه من بين الجمهور بصوت عالي قائلا: "إرفع رأسك يا ولد، إنك أنت الفاعل و ليس المفعول به"، إن الوالد يفتخر بجريمة إبنه، و ربما كل العائلة تفتخر بها، و ربما أيضا عائلة الضحية المسكينة ترى أن هذا المجرم بطل و أن إبنتهم جلبت لهم العار، و كل ذلك رغم أن الحقيقة هي أن الشاب هو من فقد شرفه و ليست الفتاة، فمتى سيعترف المجتمع بالشرف الخفي كما يعترف بالشرف الظاهر؟

عارف البرنس
18-11-2007, 10:26 PM
نشكر موضوعكم الجميل

دمتم بود

mostefaouiriadh
19-11-2007, 06:20 PM
شكرا على المرور و التعقيب