تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحمة والمكتوب -الجزء1



يوسف كرمي
16-11-2007, 09:28 PM
مشهد1
- قرب الوادي
- بعد الظهر
يتقدم الحاج الطيب،( شيخ مسن تجاوز الستين من عمره،تكسو وجهه لحية بيضاء) ، بخطوات متثاقلة ماسكا بيده لجام بغله.
ترافقه ابنته رحمة (شابة قروية أتمت ربيعها العشرينجميلة الملامح ،يشع من عينيها ذكاء ممزوج ببعض من شقاوة الأطفال) ،كانا عائدين من السوق الأسبوعي للقرية .
يتوقف الحاج من عناء السير قرب الوادي ،الذي يصب من أعالي الجبال المجاورة ويخترق قريتهما ،ثم يلتفت إلى ابنته .
الحاج : (معاتبا)ها أنتي أرحمة عطلتينا فهاد السوق ،حتى قربات المغرب،(ثوان
من الصمت) كنت مني تانمشي ليه بوحدي ، الظهر تايلقاني فالدار.
رحمة : ما سخيتش الحاج نخرج منو ، السلعة كلها لي فيه تاتحمق.
الحاج :بحالك بحال أمك ،الله يرحمها ،ديتها معايا مرة وحدة ، وما باقي عاودتها
،ما كرهاتش نديو معانا السلعة كولها لي كانت فالسوق .
رحمة : ) وهي تتجه نحو الوادي لغسل يديها)صافي الحاج راه قربنا،المغرب
إنشاء الله يلقانا فالدار .
تنظر رحمة وسط النهر و تصرخ صرخة قوية ،أرعدت أباها الذي فك يده الماسكة بلجام البغل وهرول مسرعا نحوها ،فوجدها واقفة تضع يديها على فمها مركزة نظرها نحو النهر .
(توقيف المشهد على هذه اللقطة إلى حين بت جينيريك الشريط )
يلتفت إلى حيت تنظر أبنته ،فيلمح جثة طافية فوق الماء.
الحاج:(يتمتم بفمه كلمات مسموعة) لا حول و لا قوة إلا بالله .
يمسك الحاج بحنان رأس رحمة ويضعه على صدره ،ليهدئ من روعها ،لحظات ثم يبعدها قليلا ويقترب من الجثة . يخرجها من الماء ، ثم يرفع رأسه وينظر إلى ابنته.
الحاج: (بفرحة)الحمد لله راه ما زال حي.
تتنفس رحمة الصعداء وتقترب من أبيها الذي أخرج منديلا من جيب جلبابه وبدأ يمسح الدم من جبين الشخص .
الحاج:(وهو يحدق في وجه الشخص )وجهو غريب على هاد المنطقة ماعمرني
شوفتو ،تنعرف ولاد هاد الناحية كولهم ،إنما هادا ما شي واحد منهم .
تقترب رحمة من أبيها ، تبدأ بالنظر باستغراب في وجه المصاب وهو فاقدا للوعي ويتنفس بصعوبة.
رحمة : (مرتبكة)أش غادي نديرو ليه دابا الحاج؟
الحاج : (متحسرا) الديار ديال الله أبنتى ،(يرفع صوته أكثر )هدا عار تلاح
علينا، الليل قريب،وصعيب نخليوه هنا بوحدو.
يقف الحاج ويقترب من البغل ،يجر اللجام في اتجاه الـوادي.
الحاج :عاوننى ابنتى نديروه فوق البغل.
- مشهد2
·طريق مؤدي إلى القرية
·لغروب
يتابع الحاج وابنته السير ، يتناوبان على جر البغل الذي يحمل الشاب وهو يئن من شدة الألم .
لحظات ،تظهر من بعيد مشارف القرية، (قرية صغيرة ترقد تحت جبل عال ،تتناثر من حولها حقولا خضراء ،على الجانب الأيمن تظهر صومعة شكلت مع غروب الشمس لوحة ساحرة) .
مشهد3
·غرفة بمنزل ح الطيب
·ليل
يدخل الحاج وابنته حاملين المصاب إلى إحدى الغرف ،)أثاثها متواضعة ويتوسطها سرير)، يضعان الشاب.

الحاج : (بلهجة رزينة)يالله ابنتى نخرجو باش نخليوه يرتاح.
ترفع رحمة رأسها بالموافقة ثم يخرجان من الغرفة ويغلقان الباب.
- مشهد4
رواق منزل ح الطيب
- ليل
يجلس الحاج وابنته حول مائدة خشبية ،يتناولان طعام العشاء برواق المنزل، ) وهـو عبارة عن ركن بسطت فيه مجموعة من الزرابي تناثرت فوقهم مجموعة من
الو سادات ،على جداره صورة كبيرة بالأبيض والأسود للحاج عندما كان شابا ،بجانبها صورة أخرى كتب عليها أية الكرسي بخطوط ذهبية) .
تنظر رحمة إلى والدها الذي بدا شارد الدهن.
رحمة : فاش تتفكر الحاج؟
الحاج : (يتكأ الحاج على يـده) القصة ديال هاد الولد ،ما عرفتها باش غادي
تسالي، (ثوان من الصمت ثم يتابع) كون خليتو فالواد مشكلة ،جبتو للدار
مشكلة أخرى،غير الله يحضر السلامة وصافي.... .
رحمة : (تقاطعه كمن وجدت الحل ) نعيطو لعمي الفقيه ايشوفو، راه تايفهم فهاد
الشي،الى قال لينا المشكل صعيب نبلغو الجدارمية ،والى قال ما عندو
باس (ترفع يديها معا وتخفض لهجتها) نخليوه حتى يفيق ويمشي فحالو.
الحاج : (يهز رأسه إلى جانبيه) لا ابنتى هدا الشي صعيب على عمك الفقيه،.....
من هنا لغدا الى مابراش، نديوه للمدينة باش يتعالج (يرفع يديه بالدعاء)
نطلبوا الله يشافيه وينوضو على خير .
يطأطأ الحاج رأسه كمن يبحث في ذاكرته عن حل ينقده من ورطته،فتتكسر لحظات الصمت ،بعد سماع صرخة قوية صادرة من الغرفة المجاورة،فيقومان فزعين ويدخلان الغرفة.
- مشهد5
·غرفة بمنزل ح الطيب
·ليل
يجدان الشاب يتفوه بكلمات غير مفهومة والعرق يتصبب من جبينه ، يضع الحاج يده على وجهه،فيفاجأ بحرارته المرتفعة.
الحاج :راه سخون بزاف ،يا ربي السلامة( ينظر إلى رحمة )جيبي أبنتي شي
خرقة والماء.
تسرع رحمة بالخروج من الغرفة ،لحظات وتعــود حاملة إناء ماء ومنديل،يضع الحاج المنديـل على جبين الشاب بعد أن بلله .
رحمة : (مرتبكة)أنا خايفة غير لا يموت ونوليو واحلين.

الحاج : (يهدئ من روعها) دبا ما كاين مايدار، نصبرو حتى لغدا إلى ما
تحسناتش حالتو، ديك الساع نديرو لازم،(ثوان من الصمت) سيري
ابنتي تنعسي أنا غادي نبقى حداه.
رحمة: خلينى حداك ابا ،يمكن تحتاج لشي حاجة.
الحاج :لا غير سيرى ما غادي نحتاج إنشاء الله لوالو.
رحمة : (وهي تنظر إلى الشاب النائم) وخا.....تصبح على خير
الحاج :تصبحي على خير
تخرج رحمة من الغرفة ،بينما يفتح الحـاج مصحفا ويبدأ في القراءة.
- مشهد6
·نفس المكان
·الصباح

ينطلق صوت المؤذن معلنا حلول صلاة الصبح يصاحبه صياح ديك.
يظهر الحاج وهو نائم قرب السرير (نفس مكان المشهد السابق)،والمصحف بين يديه، يفتح عينيه، ،ثم يرفع يده ويضعها فوق جبين الشاب، الذي لا يزال نائما، ليتحسس حرارته.
الحاج : (يتمتم بكلمات مسموعة) الحمد لله الحرارة نزلت .
يأخذ المصحف يقبله ثم يضع فوق الدرج ،ثم يعيد ترتيب الغطاء على الشاب ،ويخرج من الغرفة .
يتبع

رحّال بأشعاري
06-12-2007, 01:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله
القصة كتييير حلوة ومن بدايتها يبان نهايتها ..
عشان كده أرجو تكون أحداثها غير متوقعة ... بس اللهجة صعبة شوية عليّ يا أخي أظنها لهجة مغربية
لكن الله يحفظك على ها الإبداع الجميل
بارك اله فيك
ولا تحرمنا من تكملتها

يوسف كرمي
09-12-2007, 11:49 PM
أشكرك أخي رحال على كلماتك الرقيقة
فعلا القصة يتخللها مواقف غير متوقعة وشيقة
اليك الرابط حيت تجد جميع الأجزاء
http://youssefkarami.maktoobblog.com/

هــمـسـة
15-12-2007, 01:28 PM
قصة مميزة أخي الفاضل
بارك الله بك فهي جدا جميلة
بانتظار جديدك