DARK ness girl
21-11-2007, 05:14 AM
السلام عليكم......هذه هي تكملة قصة ((وهل يتغير الحب؟؟!!))، أعلم بأني قد أطلت عليكم، ولكني فعلا كنت مشغولة، ولعلمكم هذ الجزء طويييييييييل، ولكن سوف تتضح فيه كل الأمور، آملة لكم قراءة ممتعة............. أدعكم مع القصة الآن:.........
.
.
وهل يتغير الحب؟؟!! الجزء الثاني
.
.
.
عادت الأفكار تتضارب برأس هبة، فتارة ترى وجهها يدل على السكون المميت، وتارة على الكآبة القاتلة، وتارة أخرى من اية تعابير تدل على وجود روح في هذا الجسد.......هكذا كان حال هبة بعد افتراقها عن صديقتها! لم تتحمل المسكينة فكرة البعاد وعدم السؤال، فأخذت تفكر وتضع هذه المشكلة يمينا ويسارا، لعلها تلقى حلا، حتى كادت تجن منها، ولكن في احد الأيام قررت هبة ان ترسل رسالة إلى هدى عبر بريدها الإلكتروني، وقد كانت هذه الرسالة عبارة عن مجموعة من الجمل المكتوبة باللغة الإنجليزية، وهذه الجمل تشعرك وأنت تقرأها بأن هنالك من يهتم بك وينتظرك، ويحتاجك!!، انتظرت هبة لمدة أسبوع علها تلقى ردا أو تلاحظ تغير هدى في تصرفاتها، ولكن لم يحدث شيء!!، فبادرت بكتابة رسالة أخرى، وقد كانت هذه المرة تعاتبها وتأنبها، وتستفسر منها عن السبب الذي يجعلها لا تتكلم معها!!...... انتظرت هبة مدة أسبوع آخر ولكن لا حياة لمن تنادي، فذهبت وطلبت من غحدى زميلات هدى أن تسألها عما غذا كانت قد فتحت بريدها الإلكتروني ام لا؟!، فأتت الإجابة بان هدى لها مدة طويلة لم تفتح بريدها الإلكتروني، هدات هبة بعد ان كادت تجن من جمود صديقتها..........
وفي نهاية الأسبوع وبينما كانت هبة ذاهبة غلى الحمام استوقفتها هدى قائلة: ((السلام عليكم....يجب ان اتحدث معك في الغد ضروري جدا!!)) فردت هبة: ((ولكن الغد إجازة!))، ابتسمت هدى وقالت: ((ههه لا بأس! يوم الأحد..))، فاغتنمت هبة الفرصة لسؤالها: ((هل ستفتحين بريدك اليوم؟؟!))، هدى: ((لا أعلم! لي مدة طويلة لم أفتحه، كما أنني لا أتوقع ذلك فلدي لعبة (بلاي ستيشن) أريد أن أنهيها!)) قالت جملتها الأخير وهي تتبسم بتلك الابتسامة المميزة، وهنا شعرت هبة برجفة قوية: ((لقد عادت هدى كما كانت! لقد عادت طريقتها في الكلام، لقد عادت تلك الابتسامة التي لطالما أشعرتني بأن هنالك شخص أستطيع الاعتماد عليه!! ولكن لماذا تغيرت فجأة؟؟!!))، وبعد أن كررت هذا السؤال على نفسها لعدة مرات، قررت كتابة رسالة اخرى، وقد كتبت فيها التالي: ((السلام عليكم...... أقسم بالله أنك قد حيرتني!هدى... أنا لم أعد أستطيع أن أفهمك! فتارة تريدين الحديث معي، وتارة لا تريدين؟! وتارة تتبسمين لي تلك الابتسامة التي أعجز عن وصفها، وتارة لا تُكِنِّ لي أي اعتبار في الوجود!!!!! أرجوك أخبريني ما الذي يجري معك؟؟!! أخبريني ما هو شعورك اتجاهي بالضبط حاليا!!..... هدى عندما كان عندك كلام أتيت وقلته لي، والآن أنا عندي الكثير لأقوله، لذلك قررت أن اكتبه، ولقد أخبرتك من قبل أني فاشلة بالتعبير عن مشاعري وجها لوجه، لذلك ألجا دائما للكتابة، ولعلها خير طريقة لإخراج جميع مشاعري، ولكني أريد أن أكسر هذه القاعدة معك! أريد أن أتكلم معك من دون أن اشعر بالخجل! أريد أن أتكلم من دون أن أخاف من العواقب!!!! لذلك أرجوك أخبريني بالمواعيد التي أستطيع فيها الحديث معك، لأني وبصراحة لقد تعبت من هذا الموضوع كثيرا....والسلام عليكم ))، وهكذا أرسلت هبة رسالتها الثالثة، وعندما عادت في المساء لتتفقد بريدها وجدت الرد من هدى كالتالي: ((السلام عليكم، نتكلم يوم الأحد إن شاء الله))، فقط هذا كل ما جاء في الرسالة،لم تتمالك هبة نفسها، وأحست برغبة عارمة بالبكاء والصراخ، فبعد كل هذا الكلام يأتي الرد بهذه الطريقة، انفجرت قليلا ومن ثم تمالكت نفسها، وقد أيقنت من أن النقاش الذي سيدور بينها وبين هدى يوم الأحد سوف يكون باردا للغاية، فأخذت تعد نفسها لتلك الردود الباردة، وبدأت تعد الساعات ليوم الأحد، وها هو الأحد قد أتى، فإذا بها تعد الساعات لوقت الفسحة، ولكأن هبة كانت تعد سنينا، وليس مجرد ساعات............ أتت الفسحة، فخرجت هبة من صفها تنتظر رؤية هدى لتذهب إليها، فلم ترها، فسألت بنات صفها عنها فقالوا لها: ((إنها موجودة، ولكنها ليست في الصف!))عندما سمعت هبة هذا الكلام قالت بحنق وغضب شديد: ((إلى هذه الدرجة وصلت برودة الأعصاب!! أنا لي 3 أسابيع وأنا أرسل لها الرسائل، وبالنهاية تعدني بيوم الأحد والآن تختفي!!!، لقد فرغ صبري سوف أنهي هذه العلاقة باسرع وقت!))، وقد كانت صاحبتها تقف إلى جوارها فقالت لها: (( لا أعتقد انك ستفعلين ذلك!!! ولكني لو كنت مكانك كنت سأضربها (بوكس) ))، ضحكت هبة رغم غضبها، وقالت: ((لقد انتهى الأمر! أعتقد بأنها راجعت نفسها ولا تريد الحديث معي، على العموم هذا الأمر عائد إليها هي من ابتدأت هذه العلاقة، وهي التي ستنهيها! ولكني كنت أود أن أعرف ما السبب لذلك، هذا كل ما في الأمر وليس إلا!!، والان دعينا ندخل إلى الصف لقد مللت الوقوف خارجا)) وعندما شرعت هبة بالدخول إلى الصف أحست بان هنالك يد قد امتدت من وراء ظهرها وامسكت بكتفها، فاستدارت لتجد وراءها هدى، فقالت لها بقوة: ((أين كنت بحق الرب؟!! أنا أنتظرك منذ بداية الفسحة وأنت تختفين!!))، قالت هدى: ((لقد كنت في مختبر الحاسوب!))، اعادت هبة جملتها بنوع من العصبية المشوبة بالاستخفاف: ((قلت لي مختبر الحاسوب ها!! لا بأس أين تريدين أن نتحدث؟؟!))، هدى: ((في صفك!))، فذهبت كلتهما للجلوس وبدأ الحوار الساخن بجملة من هدى: ((ما هذه السخافة التي كتبتها، إنه حقا هبل!!))، لم تتفاجأ هبة من هذا الكلام، لأنها كانت قد أعدت نفسها لمثل هذه الردود الباردة، فقالت: ((أي هبل تقصدين؟!!))، هدى: ((تلك الرسائل التي أرسلتها! لقد تفاجأت عندما فتحت بريدي، ورأيت أربع رسائل قد وصلت لي......)) قاطعتها هبة قائلة: ((3 رسائل فقط! في كل أسبوع كنت أرسل واحدة، وهكذا فالمجموع 3 وليس أربعة!!))، هدى: ((المهم! ما هذا الكلام؟!!))، قالت هبة بحزم: ((هــــيه!!! ماذا تريدين مني أن أفعل؟!! لقد تغيرت كلياً، لم أعد أستطيع أن أفهمك حقاً!!))، هدى: ((ولكنك فهمت الموضوع بطريقة خاطئة!))، قالت هبة وقد فرغ صبرها: ((فهمته صح أو فهمته خطأ!!! المهم هو أن تجيبيني: لماذا تتصرفين معي بهذه الطريقة؟؟!!))، فردت هدى وهي خجلة: ((بصراحة....هنالك سبب ولكن لا يجب ان أخبرك عنه الآن!))، هبة: ((يا سلااااام!! ولماذا؟؟!! انظري هذه ثالث مرة تفعلين معي نفس الشي! تتكلمين بالأمر ومن ثم لا تريدين ان توضحي لي!!!))، وبعد جهد جهييييييد قالت هدى: (( انظري! انت فتاة جيدة، وانا لا أريد أن أخربك!!))، تفاجأت هبة، ومن ثم أردفت قائلة: ((ما هذه الخرابيط!!!! معنى هذا أنك لست جيدة؟؟!!)) هدى: ((لا أنا جيدة، ولكن انت ملتزمة، وأنا لا، لذلك فأنا لا أريد ان أخربك!!))، ضحكت هبة بصوت عال ومن ثم قال: ((لقد انهبلت حقا!! ماذا تقصدين بهذا الكلام، أووووه دعيني استوضح الأمر، لقد قلت باني ملتزمة فقط لأني ألبس عباية واسعة،وأرتدي النقاب؟؟!! لا أرجوك لا تقولي ذلك، فانت آخر من كنت اتوقع ان يفعل ذلك بي!، لا تقولي لي بأنك حكمت علي من الظاهر فقط؟!!))، هدى: ((بلى! لقد فعلت))، هبة: ((ولكنك كنت من البداية تعرفين أني البس العباية والنقاب، فلماذا تغيرت الآن؟؟؟ثانيا لحظة......))، واستدارت هبة نحو إحدى زميلاتها، ومن ثم قالت: ((شهد!! هل أنا ملتزمة، أو مطوعة أوما شابه!؟؟؟؟!!!))، ضحكت شهد وقالت: ((أنت!! يعني، ولكن ليس كثيرا، فانت تستمعين إلى الأغاني وتشاهدين اللأفلام، ولكن بإمكاننا الوقول بأنك مؤدبة إن صح التعبير!هاهاهاها))، أعادت هبة وجهها إلى صديقتها، وقالت لها: ((أرأيت! أنا لست ملتزمة بمعنى كلمة الالتزام، ثانيا أنا سبق وقلت لك بان أمي هي من طلبت مني أن ألبس العباية، والنقاب، وقد فعلت ذلك طاعة لها، يعني صحيح أني لست مقتنعة إلى الآن بطريقة الإجبار التي استخدمتها معي أمي للبس النقاب، ولكن هذا لا يعني أني ساتعدى حدودي لمثل السخافات التي يأتي من بعدها الكثير من المصائب، ومثال على ذلك الحديث الخاص مع الأولاد، ولا أعتقد انك تفعلين ذلك صحيح؟!!، وانظري هذا السبب لم يدخل عقلي من شدة سخافته، لأنك كنت من البداية تعلمين بامر النقاب!!!!))، هدى: ((بالطبع انا لا افعل ذلك، وهذا هو السبب الحقيقي!!، والآن قولي لي لماذا كتبت تلك الرسائل؟؟!!))، هبة: ((يا حبيبي!! كل هذا ولم تفهمي بعد؟!!))، هدى: ((لا، لم أفهم!))، هبة: ((لا يوجد سبب، مجرد غباء زيادة عن اللزوم!!!))، ومن ثم دق جرس الفسحة معلناً نهايتها، وذهبت هدى لصفها، وهي ما تزال تردد: ((لماذا كتبت هذا الكلام؟؟!!))................ عادت هبة إلى مقعدها، ووضعت رأسها على الطاولة، وأخذت تفكر بكلام هدى: ((هل انا حقا ملتزمة؟!!!! هل هذا هو السبب الرئيسي؟!!))، فقالت صاحبتها (يسرى) التي تجلس بجوارها ولا تفارقها أبدا: ((هل أنت حزينة لأتها قالت بأنك ملتزمة؟؟!!))، هبة: ((أي هراء هذا؟؟!!! بالطبع لا! لا أحد يحزن إذا قيل له بأنه إنسان ملتزم، ولكني متضايقة لأنها حكمت علي من الظاهر فقط!!، وقد سبق وقلت لها أنني شخصية مصطنعة، فأنا لا أستطيع أن أكون أنا!!! لا في البيت، ولا في المدرسة! لأن الجميع يطالبني بأمور عديدة، فأمي تريدني بهذه الطريقة، ومعلماتي بهذه الطريقة، وصاحباتي وزميلاتي كل واحدة على هواها!!! وهكذا أحس بأن شخصيتي قد ضاعت،، والآن تأتي هي وتحكم على مما يظهر لها، ولم تكلف نفسها عناء النظر إلى جوهري!! ذلك في حالة كان السبب الذي أعطتني إياه صحيحا!!!))، يسرى: ((لا بأس! ليس الموضوع مهما إلى هذه الدرجة!))، هبة في نفسها: ((أوه حقا!.؟ لا اتوقع ذلك,,,,,, يجب ان أعتذر منها في الغد وأخبرها بأنها ليست مجبورة على الحديث معي، فلقد أحسست باني قد جبرتها على الحديث معي اليوم......فذلك السبب لم يدخل رأسي ابدأ!!))................... ومضت ساعات الدوام المتبقية بسرعة فائقة، وحان وقت الانصراف، وفي طريق هبة إلى باصها رأت هدى وهي ترفع يدها عاليا، وتلوح لها بمعنى: ((إلى اللقاء))، فرفعت هي الأخرى يدها، وقالت ليسرى: ((أووووه!! هذه أول مرة في حياتها ترفع يدها بهذا الطول، فلقد كنت انا من يفعل هذا دائما!!! يجب أن أعتذر منها في الغد، فما فعلته كان غباء!!))......
وفي اليوم التالي جلست هبة خارجا، وهي تقرا سيرة ليوناردوا دافينشي، لكي تعد بحث التاريخ، فراتها هدى، فأتت إليها وسلمت عليها وقالت لها بوجه متبسم: ((السلام عليكم..... كيف حالك؟!! هذا الكتاب الوحيد الذي أنهيته كله في حياتي لحد الان!هاهاهاهها))، هبة: ((وعليكم السلام، هههههههه حقا؟,!! إنه كتاب رائع أليس كذلك؟؟!!))، هدى: ((نعم! إنه كذلك....هيا إلى اللقاء!))، هبة: ((إلى اللقاء))، ومن ثم قالت هبة في نفسها: ((أكيييييد لقد أجبرتها على فعل ذلك، كانت لها مدة لم تتكلم معي والآن أشعر بأني قد أثرت شفقتها!!! كل تلك السخافات التي كتبتها هي التي أجبرتها على هذا!!!!!! يجب ان اعتذر، يجب ان افعل ذلك في الفسحة، وأنا مصممة!!!))....
ولكن عندما حان وقت الفسحة قررت مشرفة القسم أخذ طالبات صف الأول ثانوي إلى محاضرة في نادي المدرسة، مما يعني إخفاق هبة في تحقيق مبتغاها والاعتذار، ومما زاد قهرها أنهم ذهبوا للمحاضرة، ولكن الشخص الذي سيلقي المحاضرة لم ياتي!!!!!!! وهكذا انتظرت هبة إلى اليوم التالي، لتخبرها بالاعتذار.............. في صباح اليوم التالي انتظرتها خارجا، وعندما رأتها قالت لها: ((هدى! ضعي حقيبتك وتعالي,...أريد أن أتحدث معك!!))، هدى: ((ما الأمر؟؟!))، هبة: ((ضعيها، وتعالي!))، ذهبت هدى ومن ثم عادت، فانتصبت هبة واقفة، وأخذت تتمشى معها، ومن ثم قالت: ((هدى انا آسفة!!))، هدى: ((على ماذا؟!!))، هبة: ((على كل الكلام الذي قلته، لقد كان مجرد غباء غير طبيعي!!))، هدى: ((هو من ناحية أنه غباء فهو غباء!!هههه ولكن لا بأس!!))، هبة: ((هدى! أريد أن أخبرك لماذا كتبت ذلك الكلام، وتلك الرسائل، ولكني خائفة، وخجلة مما سيحصل لاحقا!!!))، هدى: ((تكلمي! لا بأس))، هبة: ((سوف أقول ولكن بشرط! هو ألا تقاطعيني وأنا أتحدث، وألا تفعلي شيء وأنت مجبورة عليه!))، هدى: ((أنا لا أفعل شيء وأنا لا أريده!!))، هبة: ((حسنا!! انا سبق وقلت لك أنني إنسانة شبه مصطنعة، فأي إنسان في العالم يستطيع أن يؤثر بي، طبعا لا أقصد بأي إنسان الأولاد وسخافاتهم المعتادة، وقصص الغرام الكاذبة، ولكني أقصد الناس المحيطين بي، أهلي، زملائي، مدرساتي ومن هذا القبيل، وسبب هذا التأثير هو أني لا أستطيع رفض أي شيء!!! مثال: أمي تريد مني أن أكون متدينة لدرجة غير طبيعية، وبنات المدرسة يريدون مني أن أكون مرحة أو أن أكون كما يقولون ((COOL & FUNY)) طبعا لدرجة غير طبيعية أيضا، ولامعلمات يريدون مني أن أكون هادئة وملتزمة وعلى قولتهم ((ولا حرف ولا نفس))، وأنا نفسي أريد أن أكون أنا !!! لا أريد من أحد أن يفرض علي الدين والمرح، والهدوء،!! أفعل ما أريد كما أشاء أنا وبطريقتي أنا، ولكن هذا لا يحدث لأني لطالما فضلت ما يريده الآخرين على ما أريده انا، وأنا أعلم أن هذا شيء جيد ولكني تعديت الحد المعقول منه!!!!! ولا تنسي أني كنت أعرفك عندما كنت بالصف الثامن وانا بالسابع، وبصراحة منذ ذالك اليوم وأنا أراقب تصرفاتك، وأيقنت بلا شك بأنك تشبهين ذاتي الضائعة، ولكني لم أتجرأ على أن أسألك بان تكوني صديقتي!!! إلى أن تجرأت انت وسألتني عن راي في أن أكون صديقتك المقربة، فوافقت حينها من دون تردد!! ها تعتقدين أني غبية لدرجة أني أقبل أن أكون صديقة فتاة لا أعرفها، لذلك وافقت، ومنحتك كل الحب الأخوي الذي أستطيع أن أعطيك إياه، وذلك لما رأيت فيك من أخلاق ومن صفات تنطبق علي ولكنها تاهت مني في أحد الأزمان، ولا أدري بالتحديد أي زمن كان، ومن هنا شعرت بالخوف الشديد عندما رأيتك تغيرت في هذه السنة، ولم تتكلمي معي، فهنالك العديد من الأشياء التي أريد أن اخبرك عنها، ولكن الوقت لا يسمح!!))، وبعد هذه المحاضرة الطويلة، تنهدت هدى ومن ثم قالت: ((إن الجميع هكذا! إن الجميع يفعل ما يريده الآخرون، وأنت لم تظهري لي بأنك تشبهيني! لماذا؟؟!! فأنا أيضا صادقتك لأني أحسست بانك تشبهيني في بعض الحركات والتصرفات!!))، هبة: ((لكل حالة شواذ! وأنا واحدة منها، أنت لا تفهمي أن الضغوط التي علي غير طبيعية،وخاصة من ناحية أمي، كما أنني محاطة بالكثير من الناس، وهذا الذي يجعل مهمتي صعبة، فاي تغير فجائي في تصرفاتي قد يفتح علي أبواب لا نهاية لها!!!))، دق جرس الحصة الأولى، فقالت هدى: ((أراك في الفسحة..))، وبدأت الحصص الدراسية، وحان موعد الفسحة، هبة: ((اين ستتمشين؟!!))، هدى: ((في الخارج كالعادة!))، هبة: ((جيد، والآن دعيني أكمل لك ما كنت اقوله في الصباح....)) قاطعتها هدى: ((هذا الكلام لا يهمني! دعينا نتحدث بشء آخر؟!))، هبة: ((هو لا يهمك، ولكنه يهمني، وثانيا إذ لم نتحدث بهذا الموضوع فسوف تصمتي ولن تتحدثي في شيء كالمرة الماضية !!))، هدى: (( ما رأيك أن نتحدث عن مسلسل (SAD LOVE STORY) ))، هبة: ((هذا جيد!))، هدى: ((هل تعرفين اسم البطل الحقيقي (جوان يونغ) ))، هبة: (( بالتأكيد............. .........))
، وهكذا انقضت هذه الفسحة، ولم تعرف هبة ، ما غذا كانت المياه قد عادت إلى مجاريها أم لا، حتى أتت هدى، وقالت لها: ((أراك غدا في الفسحة!))، هبة: ((موافقة))، ولكن لسوء الحظ لقد كانت هدى مريضة في ذلك اليوم، ولم تتمكن هبة من أن تتمشى معها........................
وهكذا انتهى الموضوع بطريقة غامضة، وغير مباشرة، انتهت المشكلة ولكن هبة ما زالت تشعر بان هدى ليست كما كانت في السابق..........................
.
.
ولكن لهذا الموضوع نهاية.....لقد انتهى الموضوع بطريقة قاسية بعض الشيء، فبعد هذه الأحداث وبينما كانت هبة تتمشى مع هدى، قالت هدى بطريقة يشوبها الخجل والاستحياء: ((هيه!!! لا تأخذي علاقتنا على محمل الجد! دعينا نكن مجرد اصحاب وليس أصدقاء!!))، تفاجأة هبة، ولكنها لم تظهر ذلك، بل قالت: ((لقد كنت أعلم ذلك منذ البداية، فلا داعي لأن تقوليه!!))، ومنذ ذلك اليوم وهما يمران من جانب بعضهما وبالكاد يلقيان السلام على بعضهما................!!!!!!!
.
.
:: النهاية ::
.
.
.
هكذا كانت خاتمة القصة! لا أدري ما إذا كانت الخاتمة المنايبة ام لا؟!ولكن هذا ما حدث بالضبط، ولكن ما زال عندي أمل أن تعود صداقتنا كما كانت، مع أن الحبل انقطع، والجسر تهدم، ولكني أشعر ببصيص من الأمل اتجاه هذا الموضوع.......لا أخفيكم أني أصبحت لا أهتم عندما أمر من قبالها، ولكن احيانا أشعر برغبة في جذب انتباهها لعلها تتذكر تلك الأيام التي قضيناها سويا، وتحن وتعود كما كانت!!!!...
.
.
وبصراحة لقد بدأت أكون لنفسي شخصية قوية، وهذا الشيء سبب لي مشكلات في البداية ولكني بدات اعتاد عليها......أتمنى ان تكون القصة قد نالت إعجابكم، شاكرة كل من تفاعل معي وأمدني برأيه، وأقولها بملأ الفيه :: لقد استفدت من آراءكم ومقترحاتكم...ولعلها كانت اول خطوة لي اتجاه صناعتي لشخصيتي، ونساني لماضي الأليم............. وشكرا
.
.
وهل يتغير الحب؟؟!! الجزء الثاني
.
.
.
عادت الأفكار تتضارب برأس هبة، فتارة ترى وجهها يدل على السكون المميت، وتارة على الكآبة القاتلة، وتارة أخرى من اية تعابير تدل على وجود روح في هذا الجسد.......هكذا كان حال هبة بعد افتراقها عن صديقتها! لم تتحمل المسكينة فكرة البعاد وعدم السؤال، فأخذت تفكر وتضع هذه المشكلة يمينا ويسارا، لعلها تلقى حلا، حتى كادت تجن منها، ولكن في احد الأيام قررت هبة ان ترسل رسالة إلى هدى عبر بريدها الإلكتروني، وقد كانت هذه الرسالة عبارة عن مجموعة من الجمل المكتوبة باللغة الإنجليزية، وهذه الجمل تشعرك وأنت تقرأها بأن هنالك من يهتم بك وينتظرك، ويحتاجك!!، انتظرت هبة لمدة أسبوع علها تلقى ردا أو تلاحظ تغير هدى في تصرفاتها، ولكن لم يحدث شيء!!، فبادرت بكتابة رسالة أخرى، وقد كانت هذه المرة تعاتبها وتأنبها، وتستفسر منها عن السبب الذي يجعلها لا تتكلم معها!!...... انتظرت هبة مدة أسبوع آخر ولكن لا حياة لمن تنادي، فذهبت وطلبت من غحدى زميلات هدى أن تسألها عما غذا كانت قد فتحت بريدها الإلكتروني ام لا؟!، فأتت الإجابة بان هدى لها مدة طويلة لم تفتح بريدها الإلكتروني، هدات هبة بعد ان كادت تجن من جمود صديقتها..........
وفي نهاية الأسبوع وبينما كانت هبة ذاهبة غلى الحمام استوقفتها هدى قائلة: ((السلام عليكم....يجب ان اتحدث معك في الغد ضروري جدا!!)) فردت هبة: ((ولكن الغد إجازة!))، ابتسمت هدى وقالت: ((ههه لا بأس! يوم الأحد..))، فاغتنمت هبة الفرصة لسؤالها: ((هل ستفتحين بريدك اليوم؟؟!))، هدى: ((لا أعلم! لي مدة طويلة لم أفتحه، كما أنني لا أتوقع ذلك فلدي لعبة (بلاي ستيشن) أريد أن أنهيها!)) قالت جملتها الأخير وهي تتبسم بتلك الابتسامة المميزة، وهنا شعرت هبة برجفة قوية: ((لقد عادت هدى كما كانت! لقد عادت طريقتها في الكلام، لقد عادت تلك الابتسامة التي لطالما أشعرتني بأن هنالك شخص أستطيع الاعتماد عليه!! ولكن لماذا تغيرت فجأة؟؟!!))، وبعد أن كررت هذا السؤال على نفسها لعدة مرات، قررت كتابة رسالة اخرى، وقد كتبت فيها التالي: ((السلام عليكم...... أقسم بالله أنك قد حيرتني!هدى... أنا لم أعد أستطيع أن أفهمك! فتارة تريدين الحديث معي، وتارة لا تريدين؟! وتارة تتبسمين لي تلك الابتسامة التي أعجز عن وصفها، وتارة لا تُكِنِّ لي أي اعتبار في الوجود!!!!! أرجوك أخبريني ما الذي يجري معك؟؟!! أخبريني ما هو شعورك اتجاهي بالضبط حاليا!!..... هدى عندما كان عندك كلام أتيت وقلته لي، والآن أنا عندي الكثير لأقوله، لذلك قررت أن اكتبه، ولقد أخبرتك من قبل أني فاشلة بالتعبير عن مشاعري وجها لوجه، لذلك ألجا دائما للكتابة، ولعلها خير طريقة لإخراج جميع مشاعري، ولكني أريد أن أكسر هذه القاعدة معك! أريد أن أتكلم معك من دون أن اشعر بالخجل! أريد أن أتكلم من دون أن أخاف من العواقب!!!! لذلك أرجوك أخبريني بالمواعيد التي أستطيع فيها الحديث معك، لأني وبصراحة لقد تعبت من هذا الموضوع كثيرا....والسلام عليكم ))، وهكذا أرسلت هبة رسالتها الثالثة، وعندما عادت في المساء لتتفقد بريدها وجدت الرد من هدى كالتالي: ((السلام عليكم، نتكلم يوم الأحد إن شاء الله))، فقط هذا كل ما جاء في الرسالة،لم تتمالك هبة نفسها، وأحست برغبة عارمة بالبكاء والصراخ، فبعد كل هذا الكلام يأتي الرد بهذه الطريقة، انفجرت قليلا ومن ثم تمالكت نفسها، وقد أيقنت من أن النقاش الذي سيدور بينها وبين هدى يوم الأحد سوف يكون باردا للغاية، فأخذت تعد نفسها لتلك الردود الباردة، وبدأت تعد الساعات ليوم الأحد، وها هو الأحد قد أتى، فإذا بها تعد الساعات لوقت الفسحة، ولكأن هبة كانت تعد سنينا، وليس مجرد ساعات............ أتت الفسحة، فخرجت هبة من صفها تنتظر رؤية هدى لتذهب إليها، فلم ترها، فسألت بنات صفها عنها فقالوا لها: ((إنها موجودة، ولكنها ليست في الصف!))عندما سمعت هبة هذا الكلام قالت بحنق وغضب شديد: ((إلى هذه الدرجة وصلت برودة الأعصاب!! أنا لي 3 أسابيع وأنا أرسل لها الرسائل، وبالنهاية تعدني بيوم الأحد والآن تختفي!!!، لقد فرغ صبري سوف أنهي هذه العلاقة باسرع وقت!))، وقد كانت صاحبتها تقف إلى جوارها فقالت لها: (( لا أعتقد انك ستفعلين ذلك!!! ولكني لو كنت مكانك كنت سأضربها (بوكس) ))، ضحكت هبة رغم غضبها، وقالت: ((لقد انتهى الأمر! أعتقد بأنها راجعت نفسها ولا تريد الحديث معي، على العموم هذا الأمر عائد إليها هي من ابتدأت هذه العلاقة، وهي التي ستنهيها! ولكني كنت أود أن أعرف ما السبب لذلك، هذا كل ما في الأمر وليس إلا!!، والان دعينا ندخل إلى الصف لقد مللت الوقوف خارجا)) وعندما شرعت هبة بالدخول إلى الصف أحست بان هنالك يد قد امتدت من وراء ظهرها وامسكت بكتفها، فاستدارت لتجد وراءها هدى، فقالت لها بقوة: ((أين كنت بحق الرب؟!! أنا أنتظرك منذ بداية الفسحة وأنت تختفين!!))، قالت هدى: ((لقد كنت في مختبر الحاسوب!))، اعادت هبة جملتها بنوع من العصبية المشوبة بالاستخفاف: ((قلت لي مختبر الحاسوب ها!! لا بأس أين تريدين أن نتحدث؟؟!))، هدى: ((في صفك!))، فذهبت كلتهما للجلوس وبدأ الحوار الساخن بجملة من هدى: ((ما هذه السخافة التي كتبتها، إنه حقا هبل!!))، لم تتفاجأ هبة من هذا الكلام، لأنها كانت قد أعدت نفسها لمثل هذه الردود الباردة، فقالت: ((أي هبل تقصدين؟!!))، هدى: ((تلك الرسائل التي أرسلتها! لقد تفاجأت عندما فتحت بريدي، ورأيت أربع رسائل قد وصلت لي......)) قاطعتها هبة قائلة: ((3 رسائل فقط! في كل أسبوع كنت أرسل واحدة، وهكذا فالمجموع 3 وليس أربعة!!))، هدى: ((المهم! ما هذا الكلام؟!!))، قالت هبة بحزم: ((هــــيه!!! ماذا تريدين مني أن أفعل؟!! لقد تغيرت كلياً، لم أعد أستطيع أن أفهمك حقاً!!))، هدى: ((ولكنك فهمت الموضوع بطريقة خاطئة!))، قالت هبة وقد فرغ صبرها: ((فهمته صح أو فهمته خطأ!!! المهم هو أن تجيبيني: لماذا تتصرفين معي بهذه الطريقة؟؟!!))، فردت هدى وهي خجلة: ((بصراحة....هنالك سبب ولكن لا يجب ان أخبرك عنه الآن!))، هبة: ((يا سلااااام!! ولماذا؟؟!! انظري هذه ثالث مرة تفعلين معي نفس الشي! تتكلمين بالأمر ومن ثم لا تريدين ان توضحي لي!!!))، وبعد جهد جهييييييد قالت هدى: (( انظري! انت فتاة جيدة، وانا لا أريد أن أخربك!!))، تفاجأت هبة، ومن ثم أردفت قائلة: ((ما هذه الخرابيط!!!! معنى هذا أنك لست جيدة؟؟!!)) هدى: ((لا أنا جيدة، ولكن انت ملتزمة، وأنا لا، لذلك فأنا لا أريد ان أخربك!!))، ضحكت هبة بصوت عال ومن ثم قال: ((لقد انهبلت حقا!! ماذا تقصدين بهذا الكلام، أووووه دعيني استوضح الأمر، لقد قلت باني ملتزمة فقط لأني ألبس عباية واسعة،وأرتدي النقاب؟؟!! لا أرجوك لا تقولي ذلك، فانت آخر من كنت اتوقع ان يفعل ذلك بي!، لا تقولي لي بأنك حكمت علي من الظاهر فقط؟!!))، هدى: ((بلى! لقد فعلت))، هبة: ((ولكنك كنت من البداية تعرفين أني البس العباية والنقاب، فلماذا تغيرت الآن؟؟؟ثانيا لحظة......))، واستدارت هبة نحو إحدى زميلاتها، ومن ثم قالت: ((شهد!! هل أنا ملتزمة، أو مطوعة أوما شابه!؟؟؟؟!!!))، ضحكت شهد وقالت: ((أنت!! يعني، ولكن ليس كثيرا، فانت تستمعين إلى الأغاني وتشاهدين اللأفلام، ولكن بإمكاننا الوقول بأنك مؤدبة إن صح التعبير!هاهاهاها))، أعادت هبة وجهها إلى صديقتها، وقالت لها: ((أرأيت! أنا لست ملتزمة بمعنى كلمة الالتزام، ثانيا أنا سبق وقلت لك بان أمي هي من طلبت مني أن ألبس العباية، والنقاب، وقد فعلت ذلك طاعة لها، يعني صحيح أني لست مقتنعة إلى الآن بطريقة الإجبار التي استخدمتها معي أمي للبس النقاب، ولكن هذا لا يعني أني ساتعدى حدودي لمثل السخافات التي يأتي من بعدها الكثير من المصائب، ومثال على ذلك الحديث الخاص مع الأولاد، ولا أعتقد انك تفعلين ذلك صحيح؟!!، وانظري هذا السبب لم يدخل عقلي من شدة سخافته، لأنك كنت من البداية تعلمين بامر النقاب!!!!))، هدى: ((بالطبع انا لا افعل ذلك، وهذا هو السبب الحقيقي!!، والآن قولي لي لماذا كتبت تلك الرسائل؟؟!!))، هبة: ((يا حبيبي!! كل هذا ولم تفهمي بعد؟!!))، هدى: ((لا، لم أفهم!))، هبة: ((لا يوجد سبب، مجرد غباء زيادة عن اللزوم!!!))، ومن ثم دق جرس الفسحة معلناً نهايتها، وذهبت هدى لصفها، وهي ما تزال تردد: ((لماذا كتبت هذا الكلام؟؟!!))................ عادت هبة إلى مقعدها، ووضعت رأسها على الطاولة، وأخذت تفكر بكلام هدى: ((هل انا حقا ملتزمة؟!!!! هل هذا هو السبب الرئيسي؟!!))، فقالت صاحبتها (يسرى) التي تجلس بجوارها ولا تفارقها أبدا: ((هل أنت حزينة لأتها قالت بأنك ملتزمة؟؟!!))، هبة: ((أي هراء هذا؟؟!!! بالطبع لا! لا أحد يحزن إذا قيل له بأنه إنسان ملتزم، ولكني متضايقة لأنها حكمت علي من الظاهر فقط!!، وقد سبق وقلت لها أنني شخصية مصطنعة، فأنا لا أستطيع أن أكون أنا!!! لا في البيت، ولا في المدرسة! لأن الجميع يطالبني بأمور عديدة، فأمي تريدني بهذه الطريقة، ومعلماتي بهذه الطريقة، وصاحباتي وزميلاتي كل واحدة على هواها!!! وهكذا أحس بأن شخصيتي قد ضاعت،، والآن تأتي هي وتحكم على مما يظهر لها، ولم تكلف نفسها عناء النظر إلى جوهري!! ذلك في حالة كان السبب الذي أعطتني إياه صحيحا!!!))، يسرى: ((لا بأس! ليس الموضوع مهما إلى هذه الدرجة!))، هبة في نفسها: ((أوه حقا!.؟ لا اتوقع ذلك,,,,,, يجب ان أعتذر منها في الغد وأخبرها بأنها ليست مجبورة على الحديث معي، فلقد أحسست باني قد جبرتها على الحديث معي اليوم......فذلك السبب لم يدخل رأسي ابدأ!!))................... ومضت ساعات الدوام المتبقية بسرعة فائقة، وحان وقت الانصراف، وفي طريق هبة إلى باصها رأت هدى وهي ترفع يدها عاليا، وتلوح لها بمعنى: ((إلى اللقاء))، فرفعت هي الأخرى يدها، وقالت ليسرى: ((أووووه!! هذه أول مرة في حياتها ترفع يدها بهذا الطول، فلقد كنت انا من يفعل هذا دائما!!! يجب أن أعتذر منها في الغد، فما فعلته كان غباء!!))......
وفي اليوم التالي جلست هبة خارجا، وهي تقرا سيرة ليوناردوا دافينشي، لكي تعد بحث التاريخ، فراتها هدى، فأتت إليها وسلمت عليها وقالت لها بوجه متبسم: ((السلام عليكم..... كيف حالك؟!! هذا الكتاب الوحيد الذي أنهيته كله في حياتي لحد الان!هاهاهاهها))، هبة: ((وعليكم السلام، هههههههه حقا؟,!! إنه كتاب رائع أليس كذلك؟؟!!))، هدى: ((نعم! إنه كذلك....هيا إلى اللقاء!))، هبة: ((إلى اللقاء))، ومن ثم قالت هبة في نفسها: ((أكيييييد لقد أجبرتها على فعل ذلك، كانت لها مدة لم تتكلم معي والآن أشعر بأني قد أثرت شفقتها!!! كل تلك السخافات التي كتبتها هي التي أجبرتها على هذا!!!!!! يجب ان اعتذر، يجب ان افعل ذلك في الفسحة، وأنا مصممة!!!))....
ولكن عندما حان وقت الفسحة قررت مشرفة القسم أخذ طالبات صف الأول ثانوي إلى محاضرة في نادي المدرسة، مما يعني إخفاق هبة في تحقيق مبتغاها والاعتذار، ومما زاد قهرها أنهم ذهبوا للمحاضرة، ولكن الشخص الذي سيلقي المحاضرة لم ياتي!!!!!!! وهكذا انتظرت هبة إلى اليوم التالي، لتخبرها بالاعتذار.............. في صباح اليوم التالي انتظرتها خارجا، وعندما رأتها قالت لها: ((هدى! ضعي حقيبتك وتعالي,...أريد أن أتحدث معك!!))، هدى: ((ما الأمر؟؟!))، هبة: ((ضعيها، وتعالي!))، ذهبت هدى ومن ثم عادت، فانتصبت هبة واقفة، وأخذت تتمشى معها، ومن ثم قالت: ((هدى انا آسفة!!))، هدى: ((على ماذا؟!!))، هبة: ((على كل الكلام الذي قلته، لقد كان مجرد غباء غير طبيعي!!))، هدى: ((هو من ناحية أنه غباء فهو غباء!!هههه ولكن لا بأس!!))، هبة: ((هدى! أريد أن أخبرك لماذا كتبت ذلك الكلام، وتلك الرسائل، ولكني خائفة، وخجلة مما سيحصل لاحقا!!!))، هدى: ((تكلمي! لا بأس))، هبة: ((سوف أقول ولكن بشرط! هو ألا تقاطعيني وأنا أتحدث، وألا تفعلي شيء وأنت مجبورة عليه!))، هدى: ((أنا لا أفعل شيء وأنا لا أريده!!))، هبة: ((حسنا!! انا سبق وقلت لك أنني إنسانة شبه مصطنعة، فأي إنسان في العالم يستطيع أن يؤثر بي، طبعا لا أقصد بأي إنسان الأولاد وسخافاتهم المعتادة، وقصص الغرام الكاذبة، ولكني أقصد الناس المحيطين بي، أهلي، زملائي، مدرساتي ومن هذا القبيل، وسبب هذا التأثير هو أني لا أستطيع رفض أي شيء!!! مثال: أمي تريد مني أن أكون متدينة لدرجة غير طبيعية، وبنات المدرسة يريدون مني أن أكون مرحة أو أن أكون كما يقولون ((COOL & FUNY)) طبعا لدرجة غير طبيعية أيضا، ولامعلمات يريدون مني أن أكون هادئة وملتزمة وعلى قولتهم ((ولا حرف ولا نفس))، وأنا نفسي أريد أن أكون أنا !!! لا أريد من أحد أن يفرض علي الدين والمرح، والهدوء،!! أفعل ما أريد كما أشاء أنا وبطريقتي أنا، ولكن هذا لا يحدث لأني لطالما فضلت ما يريده الآخرين على ما أريده انا، وأنا أعلم أن هذا شيء جيد ولكني تعديت الحد المعقول منه!!!!! ولا تنسي أني كنت أعرفك عندما كنت بالصف الثامن وانا بالسابع، وبصراحة منذ ذالك اليوم وأنا أراقب تصرفاتك، وأيقنت بلا شك بأنك تشبهين ذاتي الضائعة، ولكني لم أتجرأ على أن أسألك بان تكوني صديقتي!!! إلى أن تجرأت انت وسألتني عن راي في أن أكون صديقتك المقربة، فوافقت حينها من دون تردد!! ها تعتقدين أني غبية لدرجة أني أقبل أن أكون صديقة فتاة لا أعرفها، لذلك وافقت، ومنحتك كل الحب الأخوي الذي أستطيع أن أعطيك إياه، وذلك لما رأيت فيك من أخلاق ومن صفات تنطبق علي ولكنها تاهت مني في أحد الأزمان، ولا أدري بالتحديد أي زمن كان، ومن هنا شعرت بالخوف الشديد عندما رأيتك تغيرت في هذه السنة، ولم تتكلمي معي، فهنالك العديد من الأشياء التي أريد أن اخبرك عنها، ولكن الوقت لا يسمح!!))، وبعد هذه المحاضرة الطويلة، تنهدت هدى ومن ثم قالت: ((إن الجميع هكذا! إن الجميع يفعل ما يريده الآخرون، وأنت لم تظهري لي بأنك تشبهيني! لماذا؟؟!! فأنا أيضا صادقتك لأني أحسست بانك تشبهيني في بعض الحركات والتصرفات!!))، هبة: ((لكل حالة شواذ! وأنا واحدة منها، أنت لا تفهمي أن الضغوط التي علي غير طبيعية،وخاصة من ناحية أمي، كما أنني محاطة بالكثير من الناس، وهذا الذي يجعل مهمتي صعبة، فاي تغير فجائي في تصرفاتي قد يفتح علي أبواب لا نهاية لها!!!))، دق جرس الحصة الأولى، فقالت هدى: ((أراك في الفسحة..))، وبدأت الحصص الدراسية، وحان موعد الفسحة، هبة: ((اين ستتمشين؟!!))، هدى: ((في الخارج كالعادة!))، هبة: ((جيد، والآن دعيني أكمل لك ما كنت اقوله في الصباح....)) قاطعتها هدى: ((هذا الكلام لا يهمني! دعينا نتحدث بشء آخر؟!))، هبة: ((هو لا يهمك، ولكنه يهمني، وثانيا إذ لم نتحدث بهذا الموضوع فسوف تصمتي ولن تتحدثي في شيء كالمرة الماضية !!))، هدى: (( ما رأيك أن نتحدث عن مسلسل (SAD LOVE STORY) ))، هبة: ((هذا جيد!))، هدى: ((هل تعرفين اسم البطل الحقيقي (جوان يونغ) ))، هبة: (( بالتأكيد............. .........))
، وهكذا انقضت هذه الفسحة، ولم تعرف هبة ، ما غذا كانت المياه قد عادت إلى مجاريها أم لا، حتى أتت هدى، وقالت لها: ((أراك غدا في الفسحة!))، هبة: ((موافقة))، ولكن لسوء الحظ لقد كانت هدى مريضة في ذلك اليوم، ولم تتمكن هبة من أن تتمشى معها........................
وهكذا انتهى الموضوع بطريقة غامضة، وغير مباشرة، انتهت المشكلة ولكن هبة ما زالت تشعر بان هدى ليست كما كانت في السابق..........................
.
.
ولكن لهذا الموضوع نهاية.....لقد انتهى الموضوع بطريقة قاسية بعض الشيء، فبعد هذه الأحداث وبينما كانت هبة تتمشى مع هدى، قالت هدى بطريقة يشوبها الخجل والاستحياء: ((هيه!!! لا تأخذي علاقتنا على محمل الجد! دعينا نكن مجرد اصحاب وليس أصدقاء!!))، تفاجأة هبة، ولكنها لم تظهر ذلك، بل قالت: ((لقد كنت أعلم ذلك منذ البداية، فلا داعي لأن تقوليه!!))، ومنذ ذلك اليوم وهما يمران من جانب بعضهما وبالكاد يلقيان السلام على بعضهما................!!!!!!!
.
.
:: النهاية ::
.
.
.
هكذا كانت خاتمة القصة! لا أدري ما إذا كانت الخاتمة المنايبة ام لا؟!ولكن هذا ما حدث بالضبط، ولكن ما زال عندي أمل أن تعود صداقتنا كما كانت، مع أن الحبل انقطع، والجسر تهدم، ولكني أشعر ببصيص من الأمل اتجاه هذا الموضوع.......لا أخفيكم أني أصبحت لا أهتم عندما أمر من قبالها، ولكن احيانا أشعر برغبة في جذب انتباهها لعلها تتذكر تلك الأيام التي قضيناها سويا، وتحن وتعود كما كانت!!!!...
.
.
وبصراحة لقد بدأت أكون لنفسي شخصية قوية، وهذا الشيء سبب لي مشكلات في البداية ولكني بدات اعتاد عليها......أتمنى ان تكون القصة قد نالت إعجابكم، شاكرة كل من تفاعل معي وأمدني برأيه، وأقولها بملأ الفيه :: لقد استفدت من آراءكم ومقترحاتكم...ولعلها كانت اول خطوة لي اتجاه صناعتي لشخصيتي، ونساني لماضي الأليم............. وشكرا