المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر في رثاء " محمد عاشير " رحمه الله



ejabe
23-11-2007, 01:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



أخواني وأخواتي في الله ..



هذي قصيدة في رثاء أخي في الله ( محمد عاشير ) رحمه الله تعالى ..
وهي مؤثرة جداً نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته ،،
ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ،،
إنه سميع مجيب ،،

وهذه بضع زفرات بثثتها شعراً أسأل أن ينفع بها ميتنا ، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

تعاظم لي غمي فحقّ التصبر ::: و مانعني شعري وخطبيَ أكبر
وقلبت فكري بين أمسي و حاضري ::: فبان ليَ الفرق الذي ليس ينكر
أحقاً مضى عاشيرُ ؟!! أو حقّ أنه ::: سيودَع في قبرٍ إلى يومِ ينشر؟!!!

***
عليك شآبيب الرحائم تمطر ::: وحولَك أضواء الملائك تُزهر
تقبلك الرحمن في زمرة الهدى ::: و ساقك في ركب إلى عدنَ سُيّروا
و ألبسكم تاج الوقار و نشّرت ::: صحائفكم في من أثيبوا وطهرّوا

***
يلومون صدريَ أن تحشرج بالبكا ::: وما علموا ناراً هناك تَسَّعَر
وما علموا أن الدموع إذا همت ::: فما ثم سلطان عليها يؤمّر
و كيف لها أن تستقر وقد رأت ::: عيون محبيكم تسيل و تَقطر
ينادون أن : صبراً أقلوا دموعكم ::: فقلنا وهل ينفي الدموع تصبرّ؟!
كأن دموع الدافنين قد اكتست ::: مسامُعُها صمماً فهيهات تزجر
وقد سمعوا بالخطب فاشتد حزنهم ::: فكيف بهم لو شاهدوك وأبصروا؟!؟
وكيف بهم لو سال فوق ثيابهم ::: دمٌ منك قانٍ ناصعُ اللون أحمر
و ما حمّلوا بعض الذي قد تحمّلت ::: ضلوعي فكادت بين جنبيَّ تُكسر

***
عشية وافيناك فيها مجندلاً ::: وحولََك أجناد المنية عسكروا
وإذ جئتُ أخترق الصفوف مسارعاً ::: تلاحقني أبصار من قد تجمهروا
توقفت أصغي للتأوّه مطرقاً ::: وقلبي من فرط الأسى يتفطر
كأن لم يكن شخص سواك ولم يكن ::: سوى صوتك الشاكي بأذني يزمجر
وقد ذُهلت روحي عن الناس جملةً ::: وقمت أناجي الله والليل مقمر
:إلهيَ من لي؟ من سواك يغيثني ؟::: أعنّا فأنت القاهر المتكبر

***
وقدناه للإسعاف نرجو نجاته ::: وألسننا بالحمد والذكر تجهر
وأقحمت نفسي قمرة "الفانvan" جاهداً ::: ونفسي بما قد حاطها ليس تشعر
وهدأني الآسي وطمأن مهجتي ::: وراح يواسي روعتي وييسر
و قال لنا : مادام ينبض قلبه ::: فإن جهود المسعفين ستثمر
ولكننا نخشى نزيفاً برأسه ::: و نزف جروح الرأس ليس يبشّر
فمرت دقائقنا هناك عصيبة ::: طوالاً وكانت قبل ذلك تقصر

***
تمدد في جوف السكون كأنما ::: عليه رياحين السكينة تُنشر
وقد جف منه الحلق واصفر وجهه ::: وراحت دماه فوقَه تتخثر
وفُزّعت الأرواح من هول ما ترى ::: وأغمضتُ عيني علّني أتصبر
وأبدى جهاز النبضِ بعض مخاوفي ::: وبان على وجه الطبيب التوتر
ونوديت أن : أقبل و ثبّت دماغه ::: ودعني أقوم بما عساه يؤثر
فظلت يداه تضغط الصدر تارةً ::: وطوراً لأنبوب التنفس تعصر
يحاول دفع دمائه جهد نفسه ::: ليحيى ولكن ليس ثم تغيّر
وأظلم في عيني الوجود بأسره ::: كأني رأيت ملائك الموت تحضر

***
فبات أمامي يسلم الروح راضياً ::: ورأسه في كفي وعيني تنظر
وقاوم جفني دمعَ عيني مكرهاً ::: لئلاّ يرى "عمرُ" الدموعَ تحدّر
وحدقت في عين الطبيب لعلني ::: أرى بعض ما قد كان عنيَ يستر
فأبصرت في عينيه موتَ حبيبنا ::: وقرّرت إضماراً وأنّى سأضمر؟؟
ولما وصلنا للهفوف تدافعوا ::: عليه وساروا مسرعين وأدبروا
وراموا إعادة روحه لعروقه ::: وقد عرجت نحو السماء وما دروا!!

***
وسرت أماشي الناس أكتم زفرتي ::: ورجلي برجلي في الملا تتعثر
وأبصرت من قد كان يسعفه معي ::: فقلت تأخرتم علينا فبشرّوا
فأمسك كفي ثم قام بجذبها ::: وسار معي كي لا يُحسّوا ويشعروا
فقال : تصبر .. أمسكَ الله روحَه ::: وربك يقضي الحق فينا ويقدر
فقلت له : لسنا نخاف عليه من ::: مماتٍٍ فإن الله يعفو ويغفر
وما خاب من كان القراْنُ جليسَه ::: ومن قد نشا يرجو الإله ويحذر
و لكننا نأسى ونحزن أن مضى ::: حبيبٌ لنا كنا بلقياه نفخر
وكان لنا ظلاً إذا الشمس سُعّرت ::: وكان لنا زهراً إذ البر مقفر

***
وأسندت رأسي للجدار محوقلاً ::: وقلبيَ مفجوع وصدريَ يزفر
و عدت لأصحابي ألملم همّتي ::: وفكريَِ مذهول وذهني مبعثر
أحاول إخباراً لهم فيخونني ::: لساني وأعذره فأنى يعبّر ؟؟!!
وزاد معاناتي وآلم مهجتي ::: بأن ليس ثمة غيريَ اليوم مُخبر
تذكرت أحباباً له وأقارباً ::: وأمّاً عليه دمعهم سوف يهمر
وأن قلوباً طالما كان طبَّها ::: سترسو على شط الفراق وتبحر
فضاق لذاك الهم صدري وأشعلت ::: فؤادي لظىً مَن مسََّها سوف يَعذُر
فأخرجت جوالي وجاهدت رجفتي ::: ورحت أصوغ عبارتي وأسطر
" تصبّر أيا من سوف يقرأ أحرفي ::: فقد كان ما قد كان يُخشى ويُحذر"

***
إلى الله نشكو ما نلاقي من الأسى ::: و ما ثم إلا هوْ على الخطب يشكر
محمد يا من كان عصفورنا الذي ::: يغرد في أرجائنا ويصفّر
ويا من سمى خلُقاً وديناً وهمةً ::: ويا من بأمثالٍ له الدين يُنصر
بكتك عيون لم تراك وأجهشت ::: عليك صدور علمها بك يصغر !!
فكيف بمن عاشرتهم بضع أشهر ::: وكنا معاً نصحو ونغفو ونسمر
رصيد مليء بالمواقف عامر ::: وفيه من الأحداث ما ليس يحصر
فيا ليت شعري هل تعيدك أحرفي ؟؟::: إذاً لظللت الدهر أرثي وأنثر
وهل سيعيد الدمعُ شخصَك بيننا ؟؟ ::: إذاً لجرت من جفن عيني أنهر
وهل سنراكم في القيامة عندما ::: نقوم من الأجداث غرلاً ونُحشر؟؟

***
سقى قبرَكم صوبُ الغمام كما سقت ::: مدامعنا ترباً به كنت تقبر
و أبلغك الرحمن أمناً وراحةً ::: وحوراً وفردوساً بها الماء يُفجَر
بها الثغر مبسام وذو الحزن جاذل ::: وذو الألم الفاني سعيدٌ مطهر
فراشك مرفوع وقصرك أبيض ::: وروضك أزهار وسهلك أخضر
وعودك ريان وجسمك ناعم ::: وجارك رحمن و طيبك عنبر
وتغدو تعانق حورك العين هانئاً ::: ونور محياك المنعمِ مسفر
عليك من الرحمن ألف تحية ::: وروح وريحان وخير و أنور


الآسي : الطبيب

وإنا لله وإنا إليه لراجعون ..
http://img.aljasr.com/icon.aspx?m=blank
هو يبي دعوة صاقة منكم لا تبخلوا عليه

hedhly ghassan
20-01-2008, 04:06 PM
انا شفت هذا الموضوع و قلت لازم ارد رغم اللي انو مرت عليه فترة لكن الغاية من ورائه نبيله.
رحمه الله
"عليك من الرحمن ألف تحية ::: وروح وريحان وخير و أنور"

شكرا اخي