المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال .. عن أفعال الإنسان السيئة ؟؟



عويلة
08-12-2007, 04:53 PM
العدل عند المعتزلة معناهأن الله لا يفعل الظلم .. ولما كان الإنسان يأتي أفعالا فيها ظلم كالسرقة والكذب والقتل فإن هذه الأفعال لا يمكن أن تنسب إلى الله , لا يمكن أن يكون هو خالقها. وإذن فيجب أن تنسب إلى الإنسان وحده.ومن هنا قالوا أن الإنسان يخلق أفعاله. ومن هنا كان (العدل) عند المعتزلة يعني أساسا حرية الإرادة البشرية وقدرة الإنسان على الفعل وبالتالي مسؤوليته عن ما يفعل.

----

الفقرة السابقة من مقالة تتحدث عن فكرة المعتزلة .. ولدي سؤال
أليس رأي المعتزلة منطقيا ؟ فكيف لله العادل أن يخلق ظلم الإنسان؟
أليس في هذا الرأي رد على من يتعجبون كيفية سماح الله لظلم البشر.

ألا يعتبر أن القول بأن لله علما قديما يلزم عنه إن الله يعلم منذ الأزل كل شيء بما في ذلك الأفعال التي سيأتيها الإنسان وبالتالي فإذا كان الله يعلم ذلك منذ الأزل فإن علمه يتحول في هذه الحالة إلى نوع من الجبرية إذ سيؤول الأمر في النهاية إلى القول انه تعالى قدر بسابق علمه على الإنسان أفعال. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يأمره بأشياء وينهاه عن أشياء وهو يعلم منذ الأزل ما سيفعل؟؟؟

Son_OF_Liberty
08-12-2007, 07:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أخي عويله لدي بعض التحفظ بخصوص العنوان فالله عز وجل هو الخالق وخالق كل شيء والإنسان مخلوق ليس بيده شيء :)

دعنا من هذا الان



العدل عند المعتزلة معناهأن الله لا يفعل الظلم .. ولما كان الإنسان يأتي أفعالا فيها ظلم كالسرقة والكذب والقتل فإن هذه الأفعال لا يمكن أن تنسب إلى الله , لا يمكن أن يكون هو خالقها. وإذن فيجب أن تنسب إلى الإنسان وحده.ومن هنا قالوا أن الإنسان يخلق أفعاله. ومن هنا كان (العدل) عند المعتزلة يعني أساسا حرية الإرادة البشرية وقدرة الإنسان على الفعل وبالتالي مسؤوليته عن ما يفعل.
كعادة المعتزله وأساس مسلكهم...تقديم العقل على النقل !
لا أرى في هذا النص أي دليل عقلي في الكتاب ولا في السنه وهذا هو أساس كل باطل

يقول الله عز وجل في كتابه
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }
وعن حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً (إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته)

فالله عز وجل خالق كل شيء خلق الحق وخلق الباطل وخلق القدره للإنسان وأعطاه إياها فإن شاء فعل الخير وإن شاء فعل الشر

أحْـــــمَـدْ
09-12-2007, 01:32 AM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى- في عقيدته: (ولم يكلفهم الله -تعالى- إلا ما يطيقون، ولا يطيقون ما كلفهم، وهو تفسير: لا حول ولا قوة إلا بالله، نقول: لا حيلة لأحد ولا تحول لأحد ولا حركة لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله تعالى، وكل شيء يجري بمشيئة الله -تعالى- وعلمه وقضائه وقدره، غلبت مشيئته المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدًا، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون)

.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -عليه رحمة الله-: (ولم يكلفهم الله -تعالى- إلا ما يطيقون) هذه العبارة فيها أمور:
الأمر الأول: دل عليها قوله تعالى: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286] وقوله -سبحانه وتعالى-: ﴿ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [الأنعام: 152] فقال -عز وجل-: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ في هذه الآية قال الإمام سفيان بن عيينة في قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ إلا يسرها، فالله -سبحانه وتعالى- من رحمته أنه -سبحانه وتعالى- لم يكلف عباده إلا ما فيه اليسر، كما قال -عز وجل-: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، هذا أمر.
الأمر الآخر: ينبغي أن ننبه الإخوة وننبه من يشاهد هذه الحلقة: أن الشرائع ليس كما يظن البعض أن فيها معنى الكلفة والمشقة لا.. ليس الأمر كذلك، فهذه الشرائع من صلاة وحج وزكاة وسائر هذه الأمور هي قرة العيون، وبهجة النفوس، فلا نجد الراحة والطمأنينة إلا بالالتزام بشرع الله؛ ولهذا كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) فالمقصود أن هذه لا يقال عنها تكاليف، نعم هي فيها ما تكرهه النفوس وحظوظ النفوس كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار الشهوات) لكن هذا الشيء الذي تكرهه النفوس من جهة الشهوات هذا الأمر الذي تفعله ويفعله المؤمن من صلاة، وإن خالف هواه سيجد من انشراح الصدر وقرة العين وبهجة النفس ما لا يوصف؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- كما سمعنا: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
فهنا بعدها قال -رحمه الله-: (ولا يطيقون إلا ما كلفهم) يقول الطحاوي: لا يطيق العباد إلا ما كلفهم، هذه العبارة كما أشار ابن أبي العز -رحمة الله عليه- هذه العبارة فيها قلق، بمعنى أن الطحاوي لم تكن عبارته دقيقة في هذه الجملة وهو الآن يقول: (ولا يطيقون إلا ما كلفهم) وليس الأمر كذلك، فالله -سبحانه وتعالى- لو فرض علينا صلاة سادسة نطيق أم لا نطيق؟ نطيق، ولو فرض الله علينا صيام شهر غير رمضان لأطقنا ذلك، لكنه -سبحانه وتعالى- من رحمته وكرمه -عز وجل- أنه -سبحانه وتعالى- لم يكلفنا إلا ما فيه اليسر كما سمعنا في قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بعثت بالحنفية السمحة) فهذه الشريعة فيها السماحة واليسر ولله الحمد والمنة، هذا ما ينبغي أن ينبه عليه في هذه العبارة.
يقول: ما الأفضل في مثل هذه العبارة؟
يعني هذه العبارة ليست دقيقة؛ ولهذا ابن أبي العز تعقبها، هو لو قال: ولم يكلفهم الله -تعالى- إلا ما يطيقون، ثم استمر دون هذه العبارة استغني عنها لكان أليق؛ لأنه لما يقول: (ولا يطيقون إلا ما كلفهم) -كما ذكرنا- أن الله -تعالى- لو كلفنا بصلاة سادسة، لو فرض الله علينا مثلًا الزكاة أكثر من مرة في العام لكان هذا في مقدور الناس، لكن الله -سبحانه وتعالى- لم يكلفنا ما فيه طاقتنا، وإنما كلفنا ما فيه اليسر والسهولة علينا ولله الحمد.
يبقى عندنا هنا في تفسير الحوقلة (ولا حول ولا قوة إلا بالله) ذكر عندكم الطحاوي -رحمه الله- التفسير الذي سمعناه قال: (لا حيلة لأحد ولا حركة لأحد ولا تحول لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله) هذا المعنى الذي ذكره الإمام الطحاوي جاء بمعناه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فابن مسعود الصحابي الجليل فسر هذه العبارة بما يلي:
يقول ابن مسعود -رضي الله عنه- في تفسير الحوقلة قال: «لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله تعالى» وهذا الكلام الذي قاله الصحابي الجليل ابن مسعود، قال عنه الخطابي في شأن الدعاء قال: هذا أحسن ما فسرت به الحوقلة، وكلام الطحاوي هنا فيما سمعناه قريب من كلام ابن مسعود -رضي الله عنه-.
لكن الذي يبدو -والله أعلم- الذي عليه الجمهور أن الحوقلة أعم من ذلك كله، تلحظون في تعريف الطحاوي ومن قبل الصحابي الجليل ابن مسعود أنهم جعلوا التحول عن المعصية والقوة على الطاعة، لكن الذي يبدو من خلال لفظ الحوقلة أن الأمر أعم من ذلك كله، فأنت الآن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فهنا لما تنظر إلى "لا" وهذه نافية للجنس، و"حول" هنا نكرة جاءت في سياق النفي فتفيد العموم، إذن هنا الحوقلة لما نقول: "لا حول" أي لا تحول من أي حال إلى حال، لا تحول مثلًا من المرض إلى الصحة إلا بالله، ولا تحول من المعصية إلى الطاعة إلا بالله، ولا تحول من الفقر إلى الغنى إلا بالله.. وهكذا، فلا تحول من أي حال من الأحوال سواءً الدينية أو الدنيوية إلا به -سبحانه وتعالى- فهو المستعان وعليه التكلان.
ثم نأتي إلى كلمة "ولا قوة" "لا حول ولا قوة إلا بالله" فالمعنى بالقوة هنا: القدرة على ذلك، يعني القدرة على ذلك التحول، القدرة على التحول من الفقر إلى الغنى، القدرة على التحول من الجهل إلى العلم، القدرة على التحول من المرض إلى الصحة، فكل ذلك به -سبحانه وتعالى- فهو المستعان، المقصود أن الذي نقل عن الجمهور واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه الكلمة كلمة عامة أم تختص بما جاء عن الصحابي الجليل أو ما قاله الطحاوي؟ أنها عامة، لا تحول من أي حال إلى حال، ولا قوة على هذا التحول إلا به -سبحانه وتعالى-، وهنا في ختام الكلام عن الحوقلة نذكر بكلام مهم ذكره ابن القيم -رحمة الله عليه- في كتابه "الوابل الصيب" لما تكلم عن الحوقلة، قال -رحمه الله- كلامًا ما معناه أن هذه الكلمة كلمة "لا حول ولا قوة إلا بالله" لها تأثير عجيب في ركوب الأهوال واقتحام الأمور، فالإنسان إذا كان عنه أمور عظيمة يريد أن يؤدي عملًا عظيمًا ومشروعًا كبيرًا وعملًا جسيمًا فعليه بالحوقلة، للأسف أن كثير من الناس أو الكثير من المسلمين لا يقولون الحوقلة إلا في حال المصائب، لا.. ليس الأمر كذلك، هذه الحوقلة تقال عندما يريد الإنسان أن يعزم على عمل، أو يعزم على أمر عليه أن يستعين بالله -سبحانه وتعالى-، وكما كان -عليه الصلاة والسلام- يقول (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) هذا ما يتعلق بهذه الحوقلة.
الكلام الذي بعده ظاهر وبيِّن، ومر بنا في موضوع القدر، لما قال الطحاوي -رحمه الله-: (وكل شيء يجري بمشيئة الله وعلمه وقضائه) قضائه طبعًا الكوني (وقدره) نعم، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ ﴾ [الإنسان: 30] ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38] قال بعدها: (وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدًا، لا يسأل عما يفعل وهو يسألون) هنا تحدث -رحمه الله- عن أنه -سبحانه وتعالى- منزه عن الظلم، وهذا الموضوع -كما قلنا- هو من موضوعات القدر، ونتحدث الآن في هذه المسألة عن معنى الظلم، ما معنى الظلم الذي ينزه الله -تعالى- عنه؟
بإيجاز شديد: الظلم معناه في لغة العرب ومعناه عند أهل السنة أيضًا: الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، والله -سبحانه وتعالى- منزه عن الظلم، قال تعالى: ﴿ وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49] وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ﴾ [يونس: 44]، وجاء في حديث أبي ذر الحديث القدسي، قال -عليه الصلاة والسلام-: قال الله -تعالى-: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالمو) فإذن الله -سبحانه وتعالى- منزه عن الظلم وموصوف بأنه -سبحانه وتعالى- أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين -سبحانه وتعالى-.
إذن اتضح لنا ولكم أن الظلم معناه الصحيح الذي جاء في كتب اللغة والذي قرره أهل السنة هو وضع الشيء في غير موضعه؛ ولهذا الذي أشرك بالله هذا يعد ظالمًا، ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]؛ لأنه وضع العبادة في غير موضعها وهكذا، هذا ما يتعلق بالظلم عند أهل السنة.
أما الجبرية بما فيهم الأشاعرة، فقالوا: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير. وقالوا: إن الظلم ممتنع عن الله، يقولون: يستحيل، ممتنع عن الله -سبحانه وتعالى-، فنأتي نناقش هذا الكلام، وهو لما نقول: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير، ويقولون: هذا الظلم ممتنع مستحيل، فقولهم: إن الظلم ممتنع مستحيل، نحن نسألكم أيها الطلاب: أيهما أحق بالكمال، لما يكون هناك أمير أو ملك لا يظلم أو شخص صعلوك لا قدرة له ولا قوة ولا يستطيع أن يظلم لضعفه ومهانته؟! أيهما أكمل؟!
صاحب القدرة.
نعم لا شك؛ لأن صاحب هذا الملك أو هذا السلطان الذي لا يظلم عنده قدرة أن يظلم ولا ما عنده قدرة؟
نعم.
وأيهما أكمل؟ الذي يقدر أن يظلم فلا يظلم؟ أما الذي لا يظلم لعجزة؟ فهنا كذلك لما يقولون: الظلم ممتنع عن الله ليس كمالًا، لكن نحن نقول: الله -سبحانه وتعالى- يقدر على ذلك، لكنه -سبحانه وتعالى- حرم ذلك على نفسه -سبحانه وتعالى-، هذا أمر.
والله -سبحانه وتعالى- له الكمال، فإذا كان المخلوق مثلًا عندما يقال مثلًا في الحديث الصحيح: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) قال -عليه الصلاة والسلام-: (إمام عادل) لما يأتيك إمام صاحب ولاية وصاحب سلطة ولا يظلم، هذا يعد مدحًا.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- أثنى على النجاشي وقال: (إن فيها ملك لا يظلم)، المقصود أن الظلم ليس ممتنعًا عن الله ولا مستحيلًا فهذا لا يعد كمالًا ولا مدحًا، وإنما هو -سبحانه وتعالى- يقدر على ذلك، لكنه -سبحانه وتعالى- حرم ذلك على نفسه تكرمًا وتفضلًا وتحقيقًا لهذا الكمال المطلق له -سبحانه وتعالى-.
أمر آخر لما يقولون الظلم هو التصرف في ملك الغير، التصرف في ملك الغير ليس أمرًا دقيقًا، ليس أمرًا صائبًا، ما وجه ذلك؟ وجه ذلك لما يأتي شخص مثلًا الآن ويأخذ المال من جيبه، يخرج المال من جيبه، ماله الذي في جيبه يخرجه ثم يحرقه، هل هذا يعد عدلًا أم يعد سفهًا؟ سفهًا، طيب الآن هذا تصرف في ملكه ولا تصرف في ملك غيره؟ تصرف في ملكه، فهذا لا يعد عدلًا هذا يعد سفهًا، فليس كل تصرف في ملك الإنسان يعد عدلًا.
في المقابل أيضًا في الرد على من يقول: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير، نرد على هؤلاء: لما القاضي مثلًا القاضي الشرعي لما يحجر على السفيه أليس كذلك؟ هذا رجل سفيه ليس عنده رشد في تصريف ماله، فيرى القاضي من باب المصلحة الشرعية أن يحجر على ماله، فالآن القاضي تصرف في ملك غيره ولا ما تصرف؟ هل يعد ظالمًا؟ لا..لا.. يعد ظالمًا بل هذا هو عين الحكمة أن يحجر على السفيه، فالمقصود أن تعريف الظلم التصرف في ملك الغير ليس تعريفًا دقيقًا ولا صائبًا، هذا تعريف الظلم عند الجبرية بما فيهم الأشاعرة.
ننتقل إلى الطرف المقابل: فإذا قلنا الظلم عند الجبرية ننتقل إلى الظلم عند القدرية، الذين هم المعتزلة ونحوهم، فهؤلاء ماذا يقولون؟ يقولون: الله -تعالى- منزه عن الظلم، لكن الظلم عندهم ماذا؟ يفسرون الظلم ويقيسون الخالق بالمخلوق قياس تمثيل، ما معنى هذا؟ يقولون: إن الله -سبحانه وتعالى- لو قدر المعصية على العبد وعاقبه لكان ظلمًا؛ ولهذا قالوا: العدل عند المعتزلة أن الإنسان يخلق فعل نفسه، وهل هذا مدح لله -سبحانه وتعالى-؟ لاحظوا الآن هم يقولون: الظلم، الظلم عندهم ماذا؟ إن الله -تعالى- يقدر على العبد المعصية ثم يعاقبه عليها، العدل عندهم ماذا؟ أن الإنسان يخلق فعل نفسه، فهم أرادوا أن ينزهوا الله -تعالى- عن الظلم لكن وقعوا في شر من ذلك، وهم أنهم أخرجوا أفعال العباد عن ملك الله -سبحانه وتعالى-، فجعلوا مشيئة العبد تغلب مشيئة الله -تعالى- تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
ونختم هذا الموضوع بحديث ذكره الشارح، وأورد كلام ابن القيم في معناه وهو حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: (لو أن الله عَذَّبَ أهل سماواته وأهل أرضه لعذبه وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم) أخرجه أحمد وأبو داود.


المصدر (http://www.islamacademy.net/index.aspx?function=Item&id=3374&lang=)


و هذا الرابط الصوتي لمن أراد الإستماع


http://www.islamacademy.net/images/save_16.png (http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-010507.rm)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...

moneeeb
09-12-2007, 03:10 AM
----

ألا يعتبر أن القول بأن لله علما قديما يلزم عنه إن الله يعلم منذ الأزل كل شيء بما في ذلك الأفعال التي سيأتيها الإنسان وبالتالي فإذا كان الله يعلم ذلك منذ الأزل فإن علمه يتحول في هذه الحالة إلى نوع من الجبرية إذ سيؤول الأمر في النهاية إلى القول انه تعالى قدر بسابق علمه على الإنسان أفعال. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يأمره بأشياء وينهاه عن أشياء وهو يعلم منذ الأزل ما سيفعل؟؟؟

السلام عليكم...
كيف الحال اخى عويلة
اولاً اتمنى انك لا تتعمق فى مسائل من هذا النوع دون ان يكون معك معلم يرشدك حتى لا تغرق...:biggthump

ثانى شئ نحن البشر لا نعرف و لا نفقة كيفية علم الغيب...
فكيف نستطيع ان نستنتج ما كتبته؟؟؟؟؟
و لماذا و كيف تستنتج انها مسالة جبرية؟؟؟
و ان كانت جبرية ...فهذة مشيئته يعذب من يشاء و يرحم من يشاء
يجب ان تعى ما معنى كلمة " عبد"....

نحن عندنا تعريف مبسط عن علم الغيب .. وهو معرفة المستقبل...فقط
لكن لا يوجد احد فى الكون يعرف كيفية علم الغيب
لانه حتى الملائكة و الرسل ..لو تراجع بعض الايات القرانية تجد انهم لا يفقهون و لا يعلمون كيفية علم الغيب
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (http://javascript<b></b>:ShowAyah('arb','27','65'))( النمل 65)

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/31/1.png
(البقرة)


و اجابة اى سؤال سوف تجدها فى كلمات بسيطة جداً
يفعل الله ما يشاء...
لذلك يجب ان تعلم انه لا توجد اى مقارنة او استنتاج لمثل هذة التسؤلات

سوف تسال نفسك بعد هذا السؤال..
لماذا خلقنا الله؟؟
الاجابة هى لعبادته..
لكن الله لا تنفعة و لا تضرة عبادتك.. بإختصار الله عز و جل لا يحتاجها.. اذا لماذا خلقنا؟؟؟

سوف تصبح فى دوامة كبيرة...
و النهاية لاغلب التسؤالات هى ان الله عز و جل يفعل و يشاء ما يريد

يعنى اخى عويلة لو تريد ان ترتاح ...ابتعد عن هذا المشوار...لن تجد اجابات تفصيلية....لذلك يوجد فرق بين المسلم و المؤمن

فى امان الله

عويلة
09-12-2007, 06:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



بداية أخي عويله لدي بعض التحفظ بخصوص العنوان فالله عز وجل هو الخالق وخالق كل شيء والإنسان مخلوق ليس بيده شيء :)


أعرف أن العنوان خطير شوية :D.. لكني لم أشأ أن أجمل وأنمق الفكرة
وفضلت وضعها كما هي حتى نكون عمليين



كعادة المعتزله وأساس مسلكهم...تقديم العقل على النقل !
لا أرى في هذا النص أي دليل عقلي في الكتاب ولا في السنه وهذا هو أساس كل باطل


صحيح أن بعض أفكارهم مخالفة للنقل صراحة كقولهم بأنه من المستحيل رؤية الله يوم القيامة .. لكني أحب فكرهم لأساسه العقلي واعتماده على العقل كركيزة أساسية للنقاش.



يقول الله عز وجل في كتابه
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }
وعن حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً (إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته)


نقطة جميلة



فالله عز وجل خالق كل شيء خلق الحق وخلق الباطل وخلق القدره للإنسان وأعطاه إياها فإن شاء فعل الخير وإن شاء فعل الشر


هذا هو أساس السؤال .. عندما (يشاء) الفرد أن يفعل الشر وإن قام بفعل الشر.
عند حدوث هذا الشر , من فاعله وخالقه؟
هل الله أم الإنسان؟

إذا كان الإنسان .. فمعنى ذلك أن نطاق مشيئة هذا الإنسان هو خارج نطاق المشيئة الإلهية.. فالله لا يريد للإنسان أن يفعل ما حرمه عليه.
كأن تعطي ابنك مئة درهم وتعطيه حرية الشراء .. إذا اشترى به حشيشا
أو كتابا فهذا الفعل يقع في نطاق مشيئة ابنك وليس في نطاق مشيئتك.






بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ




السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



فابن مسعود الصحابي الجليل فسر هذه العبارة بما يلي:


يقول ابن مسعود -رضي الله عنه- في تفسير الحوقلة قال: «لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله تعالى»



ما معنى لا تحول عن معصية الله إلا بإذن الله ؟؟
هل تعني أن معصية الله تأتي بعصمة الله؟؟




بإيجاز شديد: الظلم معناه في لغة العرب ومعناه عند أهل السنة أيضًا: الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه




هذا التعريف يتفوق على تعريف الأشاعرة للظلم في رأيي






في المقابل أيضًا في الرد على من يقول: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير، نرد على هؤلاء: لما القاضي مثلًا القاضي الشرعي لما يحجر على السفيه أليس كذلك؟ هذا رجل سفيه ليس عنده رشد في تصريف ماله، فيرى القاضي من باب المصلحة الشرعية أن يحجر على ماله، فالآن القاضي تصرف في ملك غيره ولا ما تصرف؟ هل يعد ظالمًا؟ لا..لا.. يعد ظالمًا بل هذا هو عين الحكمة أن يحجر على السفيه، فالمقصود أن تعريف الظلم التصرف في ملك الغير ليس تعريفًا دقيقًا ولا صائبًا، هذا تعريف الظلم عند الجبرية بما فيهم الأشاعرة.





مثال رائع :D





ننتقل إلى الطرف المقابل: فإذا قلنا الظلم عند الجبرية ننتقل إلى الظلم عند القدرية، الذين هم المعتزلة ونحوهم، فهؤلاء ماذا يقولون؟ يقولون: الله -تعالى- منزه عن الظلم، لكن الظلم عندهم ماذا؟ يفسرون الظلم ويقيسون الخالق بالمخلوق قياس تمثيل، ما معنى هذا؟ يقولون: إن الله -سبحانه وتعالى- لو قدر المعصية على العبد وعاقبه لكان ظلمًا؛ ولهذا قالوا: العدل عند المعتزلة أن الإنسان يخلق فعل نفسه، وهل هذا مدح لله -سبحانه وتعالى-؟ لاحظوا الآن هم يقولون: الظلم، الظلم عندهم ماذا؟ إن الله -تعالى- يقدر على العبد المعصية ثم يعاقبه عليها، العدل عندهم ماذا؟ أن الإنسان يخلق فعل نفسه، فهم أرادوا أن ينزهوا الله -تعالى- عن الظلم لكن وقعوا في شر من ذلك، وهم أنهم أخرجوا أفعال العباد عن ملك الله -سبحانه وتعالى-، فجعلوا مشيئة العبد تغلب مشيئة الله -تعالى-




أين الرد في هذه الجزئية على المعتزلة ؟؟ كل ما فيها سرد لفكرة المعتزلة دون أي رد عليها.




ونختم هذا الموضوع بحديث ذكره الشارح، وأورد كلام ابن القيم في معناه وهو حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: (لو أن الله عَذَّبَ أهل سماواته وأهل أرضه لعذبه وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم) أخرجه أحمد وأبو داود.





حديث ذو معنى رائع .. تحس فيه بمدى عذوبة وجمال الإيمان والإستسلام لله



السلام عليكم...
كيف الحال اخى عويلة
اولاً اتمنى انك لا تتعمق فى مسائل من هذا النوع دون ان يكون معك معلم يرشدك حتى لا تغرق...:biggthump


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :biggthump
مثل هذه المواضيع بدأت تعجبني جدا في هذا الفترة .. لأنها تخاطب عقلي ولا تغيبه مثل معظم ما يقال هذه الأيام.

( plus .. I'm kinda surprised and proud that arabs used to actually think :D)

لكن أنا معاك أن الموضوع يحتاج لمعلم وموجه .. ليس خوفا من الغرق بل لأن الموضوع أصلا معقد ويحتاج لمن يفكك أفكاره ويبسطها



ثانى شئ نحن البشر لا نعرف و لا نفقة كيفية علم الغيب...
فكيف نستطيع ان نستنتج ما كتبته؟؟؟؟؟
و لماذا و كيف تستنتج انها مسالة جبرية؟؟؟
و ان كانت جبرية ...فهذة مشيئته يعذب من يشاء و يرحم من يشاء
يجب ان تعى ما معنى كلمة " عبد"....

نحن عندنا تعريف مبسط عن علم الغيب .. وهو معرفة المستقبل...فقط
لكن لا يوجد احد فى الكون يعرف كيفية علم الغيب
لانه حتى الملائكة و الرسل ..لو تراجع بعض الايات القرانية تجد انهم لا يفقهون و لا يعلمون كيفية علم الغيب
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (http://javascript<b></b>:ShowAyah('arb','27','65'))( النمل 65)

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/31/1.png
(البقرة)


و اجابة اى سؤال سوف تجدها فى كلمات بسيطة جداً
يفعل الله ما يشاء...
لذلك يجب ان تعلم انه لا توجد اى مقارنة او استنتاج لمثل هذة التسؤلات


It's not enough ..
مثل هذه الأقوال أحسها لا تقدم ولا تؤخر بل تكتفي بتطنيش الأسئلة وتمنع التفكير والنقاش.



سوف تسال نفسك بعد هذا السؤال..
لماذا خلقنا الله؟؟
الاجابة هى لعبادته..
لكن الله لا تنفعة و لا تضرة عبادتك.. بإختصار الله عز و جل لا يحتاجها.. اذا لماذا خلقنا؟؟؟


That's a very gooooood question :33:
( :DI like these kind of questions)



سوف تصبح فى دوامة كبيرة...
و النهاية لاغلب التسؤالات هى ان الله عز و جل يفعل و يشاء ما يريد
يعنى اخى عويلة لو تريد ان ترتاح ...ابتعد عن هذا المشوار...لن تجد اجابات تفصيلية....لذلك يوجد فرق بين المسلم و المؤمن

معاك حق في أن الموضوع عبارة عن دوامة من الأفكار..
لكن أرى أن مثل هذه الأسئلة يجب الرد عليها ومواجهتها بدل تطنيشها واختصارها