المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آفاق للموت تشدو ..أغنية الحياة ...!!"



هــمـسـة
15-12-2007, 08:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في الحقيقة كانت مجرد خاطرة نشرتها في منتدى النثر والخواطر إلا أن شجون القلم ..أبت إلا أن تبوح بتفاصيل الأمور ...


آفاق للموت تشدو ..أغنية الحياة ...!!"

إنها الساعة الواحدة بعد الظهر ..لقد حان الموعد..
إنه مجرد شيء صغير... ذو لون أبيض .. يتحرك بسرعة غريبة في السماء البعيدة ..
إنه يكبر شيئا فشيئا ..إنه يقترب ..
يا إلهي إن له أجنحة..
ماذا ..إنه يدور ..هل يحاول الهروب؟!..
كلمات غريبة كنت أرددها كالأطفال الصغار ..
حوار سخيف حاولت أن أديره محاولة مني لإضاعة الوقت عله يمر بسرعة دون أن أشعر ..
انظروا إنها الطائرة لقد وصلت ..الحمد لله ..
لقد مر عام كامل على سفره .. وأنا في أشد الشوق للقياه ..
لم أنم طوال ليلة البارحة وأنا أنتظر شروق الشمس ..
وهاهي الطائرة تحط رحالها على الأرض ..قد وصلت حقاً ..إلا أن خالي لم يخرج بعد ..
هل حدث له مكروه
هل هو في خير الآن
أم أن الزحام قد عرقل خروجه
لا بد كذلك
كانت أفكاري مشوشة حينها إلا أني كنت أواسي نفسي بحجة الزحام ..
طال انتظارنا كثيرا ً.. وبدأت الظنون تسيطر على أعصابي..
قواي تؤؤل نحو الضعف .. الذي يكاد أن يسقطني أرضاً..
أشعر برغبة كبيرة في البكاء ..
ونفسي تتوق إلى الصراخ ...
**********************************

لن أنسى .........



لن أنسى تلك اللحظات التي كنت فيها بفارغ الصبر لألقاك ...



حين كنتَ مسافراً ولست عنا بقريب ...



حينها .. كانت تمر الثواني كالساعات الطوال والسنين الثقال..



كان قلبي يخفق بشدة ..



وأضلعي ترتجف شوقاً للحظة اللقاء ...



**********************************
لا أصدق عيناي ...هل أنا في حلم أم حقيقة ..هل هذا خيال ..
هكذا حدثت نفسي لهنيهات قليلة
وانطلق لساني بعدها يصرخ بشدة
- أمي ..أترين كما أرى..
- نعم أرى..
- هل هو خالي حقا ..
- أظن ذلك ..
- ما هذه الكلمة "أظن" ألا تعرفين أخاك ..
- نعم أعرفه إلا أنني الآن أشك في ذلك ..
- إنه يتجه نحونا..
- ربما هو إذاً..
- إنه يتبسّم لي..
- هذا يعني أنه خالك حقاً..
- مرحباً خالي..اشتقت إليك ..
- وأنا أيضاً ..كيف الحال؟؟ ..كيف الدراسة؟؟.. كيف كان عمرتكم؟؟..
أسئلة كثيرة انهمرت كوابل المطر علينا و كأنه هو من كان ينتظر خروجنا ولسنا نحن ..
- بخير والحمد لله .. أما عن العمرة فقد كنا نفتقدك ..ألم تعدنا أنك ستلحق بنا ..
- نعم لكنها الظروف يا عزيزتي ..
- الظروف.. الظروف.. الظروف.. ما هذه الكلمة التي تعشش على ألسنة الناس !!
لقد كان ذاك الشخص هو خالي حقاً.. إلا أن الزمن قد غير بعضاً من ملامحه وشكله حتى التبست علينا معرفته .. فها هو الشيب قد غطى بعضاً رأسه .. وهاهي التجاعيد بدأت تلوح في أفق وجهه ..وتلك هي قبعته الغريبة الشكل- لم أرها من قبل - قد أخذت لنفسها مركزاً فوق رأسه ..جاثمة تغطي بعضاً من "صلعته" التي تبدو كالجزيرة الجدباء وسط شعره..
إنها نظارته الشمسية تغطي بسوادها الذي يحاكي ظلمة الليل عيناه اللامعتان .. إنها ذات طابع قديم جداً..وكما يقال بالمثل الشاميّ:"من أيام ستّي وجدّي " إلا أنه يأبى أن يغيرها و يقول دوماً :"إنها هدية من أبي لا أسمح لنفسي أن أفرط بها بسهولة" على الرغم من أن أكثر أصدقائه ينتقدونها لقدمها الذي يتنافى مع عظمة مركزه .. لكنه كان يرد عليهم بثقته المعهودة:"لن أقال من عملي أو ينسى الناس ودي إن وضعت تلك النظارة "
كان تمسكه بها عجيباً فهي من رائحة جدي - رحمه الله – أهداه إياها عند سفره الأول..
- أما زال بيتكم موجوداً؟
- وأين سيذهب ؟ هل تذكر أن له أقدام؟
- أبداً .. إلا أنني ظننتكم نسيتم أن علينا مغادرة المطار والاتجاه نحو المنزل ..
- إذا كان الأمر كذلك فأنت على حق ..
حوارٌ مضحك دار بعد اللقاء ..
سلامات حارة وعبارات الشوق والحنين تملؤ المكان ..لدرجة أننا حقاً نسينا أنفسنا ..
- من هنا ..
- إلى أين ..
- إلى السيارة ..
- ومن سيقود ؟
- أنت..
- أتمزحين !..أم تهزئين!!!
- أتكلم الحقيقة ..
- لا أعتقد..
- إذاً فاختر من تثق به ..
كان القلق بنتابه دوماً حين يستقل أي شيءٍ يندرج تحت قائمة 'سيارة' إلا أن الأمر الواقع كان يجبره دوماً على الامتثال له.......


**********************************]



لن أنسى .........



لن أنسى تلك اللحظة التي أبصرتك فيها قادماً من بعيد ...



تجر أمتعتك الثقيلة ...



ترقب الناس شخصاً تلو الآخر ...



تبحث عنا.. توقاً لرؤيتنا ..



وحين تلاقت الأعين ..... كاد قلبي يرقص من شدة الفرح ...



أحسست أني أصبحت في عالمٍ آخر ..



عالم السعادة التي لم يسبق لها مثيل ...



انطلقت نحوك لأضم يداك الدافئتان ...



وصدرك الحنون ...



نعم.... لقد كان لذلك الموقف في عمري ...أثر كبير لن أنساه مدى الحياة ...

هــمـسـة
15-12-2007, 08:42 PM
ملاحظة: القصة مازالت في بداياتها فهي لم تنته بعد

عبقري المستقبل
16-12-2007, 03:23 PM
القصة جميلة جدا جدا وأرجو أن تعلميني عندما يصدر الجزء الآخر


ترقبوا آخر أعمالي : مئة حكمة وأنواع الغيرة

هــمـسـة
20-12-2007, 01:01 PM
الشكر الجزيل لك أخي عبقري المستقبل على مرورك
دمت بخير

هــمـسـة
20-12-2007, 01:03 PM
قررنا أخيراً أن نسلم مقود السيارة إلى والدي فهو أمهرنا بها ...
كان الطريق إلى المنزل بعيداً إلا أننا لم نشعر به , بسبب الأحاديث التي كانت تتوالى وراء بعضها دون فواصل أو لحظات صمت ..القصة تلو الأخرى لا يرحم أحدنا أذن الآخر وكل منا يريد أن يكون له النصيب الأكبر في الحديث مع خالي ...


*********************
عندما وصلنا المنزل كان التعب قد سيطر عليه - فهو لم يعد شاباً وقواه السابقة قد اتخذت طابعاً يختلف عما كانت عليه من قبل على الرغم من ممارسته الدائمة للرياضة إلا أنه كما يقال "الكبر عبر " ...- لذلك قرر الخلود إلى النوم ولم يأخذ بعين الاعتبار أن اليوم مازال في منتصفه ...
انتابني شعور بالأنانية تفجر من أعماق نفسي في تلك اللحظة حيث لم أكن أتمناه أن ينام رغبة مني بقضاء القسم الأكبر من الوقت معه ...فعطلته كالعادة قصيرة جداً وغيابه بعدها ككل عام طويل جداً ..


*********************
على عكس المرات السابقة ...لم يطل انتظاري هذه المرة ...فها هو الباب يفتح بعد ثوان قليلة ... ليطل منها ذاك الوجه المشرق الذي لا تفارق الابتسامة محياه ... ولا يعرف الحزن أو الغضب إليه سبيلاً...
قلبه الحنون ..خلقه الرقيق ..لطفه المطلق ..
كل تلك الخصال... لم تكن سوى تعابير بسيطة لا تستطيع الكلمات إلا أن ترسم جزءاً صغيراً منها بين السطور ...
كل تلك الخصال ...كانت تساهم في جعل الابتسامة ملتصقة على وجهه طوال النهار ...
- لِمَ لَم تنم ؟
- لم أستطع..
- ولماذا؟
- لا أدري!!..
هكذا كان جوابه "لا أدري!!!" لكنني أنا التي تدري فهو لم يسمح لنفسه أن يضيع الوقت بالنوم لأنه يتوق للجلوس معنا مثلما وأكثر مما نتوق نحن ...



*********************

ذكريات كثيرة ومتزاحمة يصعب علي الإتيان بكافة تفاصيلها

كل لحظة تحمل ذكرى ...

وكل ذكرى تحمل معنى ...

وكل معنى يحمل درساً من دروس الحياة ..

ودروس الحياة لا تنتهي ..!

إلا أن قصتي معك كانت أعظم درس علمتنيه الحياة ..


*********************

مستر شيف
21-12-2007, 05:24 PM
انا احيكى ياا ختى على هذا العمل الرا ئع وبارك الله فيكى
وذاد حبر قلمك وارجو كل ما هوجد يد منك:biggthump

هــمـسـة
21-12-2007, 06:19 PM
انا احيكى ياا ختى على هذا العمل الرا ئع وبارك الله فيكى
وذاد حبر قلمك وارجو كل ما هوجد يد منك:biggthump
أخي الكريم يشرفني مرورك
أخجلت تواضعي بكلماتك
لا تحرمنا هذا المرور
دمت بخير
بالمناسبة قد أتأخر قليلا في كتابة الجزء التالي للقصة بسبب الامتحانات

هــمـسـة
28-12-2007, 11:32 PM
ثلاثة أيام لا رابع لهن ..

ليلتان لا ثالث لهما ...

ورجل واحد لا مثيل له ..

* * * * * * * * * *



روتين الحياة يضفي عليها الملل بعض الشيء

لذلك تلعب الذكريات الدور الأكبر في كسر هذا الروتين

والقصة نفسها تتكرر كل عام

إلا أن مفاجأة هذا العام جعلتها تتميز عن باقي الأعوام الماضية

* * * * * * * * * * * * * * * *


يأتينا وقفة عيد الفطر ..
يجر خلفه أمتعته التي يُخيَّل إلينا من كثرتها أنه سيمكث لسنة ...
يضعها في زاوية الغرفة عند وصوله ...
ويبقيها على حالها لا تحرك ساكنا طيلة أيام زيارته ...
لا أعرف لماذا يتعب نفسه بجلبها كلها لكن تفسيره الدائم لتلك الظاهرة هو...."لا يعرف المرء ما يحدث له "
كان أشد الناس حرصا ً في هكذا أمور إضافة إلى حرصه على صحته والذي من غير الممكن أن يقارن بحرص إنسان حيث لم يكن يفتأ يراسل المشافي في بلاد الغرب بحثا ً عن آخر التطورات العلمية ,و... آخر الأمراض التي تم اكتشافها , و....كيفية الوقاية منها , و.....من الجلطة القلبية , و.... مرض السكر , و.....الأمراض الأخرى و...و....و.. لدرجة أنه كان يحرم نفسه الكثير بغية عدم السماح لتلك الأمراض أن تنال من صحته التي تعادل صحة الشباب ...
كان يحرم نفسه حتى من تناول حلوى العيد معنا وهو يردد شعاره (("الحلوى تودي بي إلى مرض السكر " فلا تجبروني على ما طاقة لي به لكي لا تتوتر أعصابي فأغضب لأن "الغضب قد يسبب لي الجلطة القلبية " ولا تفعلوا كذا ...لأنه قد يتسبب لي بكذا ...ولا ...لأن... ولا ...لأن...)) والكثير من تلك النصائح الطبية التي قد يعجز أمهر الأطباء على قولها متتالية بتلك الوتيرة جملة ً واحدة و بالشكل ذاته الذي يقولها به خالي ..
ولكن ما باليد حيلة لأن ذلك الأمر شيء قد أقنع نفسه به منذ سنوات طويلة ولا يمكن لكلماتنا مهما تمتعت بالبلاغة أو ازدانت بالفصاحة أو احتوت على الحكمة أن تؤثر به ولا أن تزحزحه عن رأيه ..فمن المستحيل إقناعه أن كثرة الحلوى هي التي تؤدي إلى مرض السكر وليست الحلوى بعينها هي التي تفعل ذلك وأن قطعة واحدة منها لا يمكن أن تجلب المرض ..
"على كل حال يبقى كل امرئ ٍ حرّ ٌ بحياته الخاصة وليس لأحد الحق في التدخل بحياة الآخر .. " تلك العبارة التي طالما واسينا أنفسنا بها عندما نفقد الأمل من النقاش معه ...

* * * * * * * * * * * * * * * *