المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرُّجولَة



إسلامية
21-12-2007, 09:18 PM
الرُّجولَة


عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق




للرجولةِ قيمتُها و منزلتها عند أربابِ العقول ، و يَدَّعيْها مَن ليسَ من أهلِ الاستنانِ بها من الصغار ، و يَرنو إلى المِدحةِ بها الأكابرُ ، فيُمدَح الشخص بأنه : رجلٌ ، و من قومٍ رِجال ، و فيهِ رُجولةٌ ، و قد يَصِلُ الحالُ أن تُمْدَح المرأةُ بأنها : مُسْتَرْجلةٌ ، لنُدرَةِ الرجولة بين الناسِ.

و الرُّجولةُ صِفةٌ معنويةٌ و ليستْ شكلاً صُوريَّاً ، فليستْ الرجولةُ هي الذكورةُ ، و إنما هي صِفةٌ تَلْحَقُ مَن هو مَحلُّ الإتيانِ بِها و هم الذكور ، لأنَّها قائمةٌ على العزائمِ القوية ، و التصرُّفات المتينة ، التي تحتاجُ إلى إبداءٍ دائمٍ ، فلا يُستلانُ جانبُ ذي الرجولةِ ، و لا يُستهانُ بمشاعره ، فبتعطُّلِ محلِّ الرجولةِ عن قبولِ معانيها تُنفى عنه و تُلْحَقُ بمن يقومُ بحقائقِ تلك المعاني ، لأجلِ ذا كانتِ الصِبيانُ يُحاكون الرجالَ في رجولتهم ، يُقلِّدونَ في الصفاتِ الكبيرة ، و يتكلمون الكلماتِ المتقدمة على أسنانهم ، فرُبَّ صَغيرِ الظاهرِ غلبَ صغيرَ الباطن ، و كذلك بعضُ النساءِ يَغلِبْنَ الذكورَ فيَسْلُبْنَهم معاني الرجولةِ التي لم يكونوا أهلاً لها فيُنْعَتْنَ _ تعييباً _ بالاسترجالِ ، و استرجالُ النساءِ محمودٌ فيما كان من كمالٍ لها ، و العيبُ ما كانَ نقصاً لحقيقتها ، و الاسترجالُ المحمودُ استرجالُ الصفاتِ الباطنة لا استرجال الأشكال الظاهرة ، فأدركِ الفرْقَ ، فيُطلَقُ الاسترجالُ على غيرِ الذكرِ مدحاً في غالبِ الأحوال ، لكن التأنيثَ إن أُطلِقَ على الذكرِ فهو عَيبٌ في كلِّ حال.

الرجولةُ كاملةٌ في ذاتها ، فليستْ صِفةً ناقصةً ، تُعْوِزُها المعاني النبيلة ، و هي من أحوالِ الكمالِ في الشَّخْصِ ، لا من النقائصِ اللاحقة ، و هي دافعةٌ نحو الكمالِ و تحقيقه ، تراها تبعثُ في نفسِ الذَّكرِ الحركةَ نحوَ التحصيلاتِ الكمالية ، و تدفعه إلى نَيْلِ المكرُماتِ العالية ، و إنْ تقهقرَ أو رَجعَ أيقظتْ عليه صوتَ الذامِّ الناقِدِ ، فيُعاب تشهيراً لأن الرجولةَ لا ترْضى بمحلِّ الدُّوْنِ و الضَّعَةِ ، فمن ادِّعاها و ليسَ فيه سَعيٌ لكمالٍ فهو ذكرٌ لا رجلٌ ، فكمالُها يُكمِّلُ و لا ترتضي النقيصة .

الرجولةُ خُلُقٌ ، فما هي بالخَلْقِ الصُوْري ، و لا بالبُنيانِ الشِّكلي ، حيثُ الكمالُ يُصرَفُ حقيقةً للمعاني الخَفِيَّة ، و أما المباني الجَليَّة فليستْ إلا للكماليات لا للكمالات ، و لا مَدحَ للذكورِ بأشكالهم إلا ممن يَهوى الشكلَ ، و لا يقعُ على الأشكالِ إلا مَن أشكلتْ عليه الحقائق ، و أما مَن يقصد الحقائقُ فهو يُشكِّلُ الذواتِ بالصفاتِ و الظواهرَ بالبواطنِ و المباني بالمعاني ، فالرجلُ إن اتَّصَفَ بالرجولةِ كانَ اتِّصَافُه تَحلياً منه بالأخلاقِ التي يتخلَّقُ بِها الرجال ، و لَنْ يَحِلَّ خُلُقٌ عظيمٌ إلا في محلٍّ فيه قبولٌ للرجولةِ ، سواءً كان ذكراً أم أُنثى ، بشراً أم غيرُه ، فمُدحَ الحيوانُ بأخلاقٍ تُمُنِّيَ أن تكون في الذكور ، فكُفْرُ الذكرِ برجولته ينقلُها لمن يستحقها ، و لو كان غيرَ بشرٍ .

تلك الرجولةُ بمعانيها صِفةٌ نادرةٌ في الذكورِ ، و لا يَكاد أن يجدها الباحثُ كمالاً و تماماً في أحدٍ ، إلا في قِلَّةٍ ، لأن الكمالَ عزيزٌ نادرٌ ، و النادرُ لا يَسعى له إلا نوادرُ الكُمَّلِ .

و الرجولةُ بَعْد ذا كُلِّه قد تكون رجولةً كاملةً ، و هي التي كمُلَتْ صورةً و صِفةً ، خلْقاً و خُلُقاً ، أو كمُلَتْ خُلُقاً و صِفةً ، فكمالُ الجزءِ الأهمِّ فيها كمالٌ لها .

و قد تكونُ رجولةً ناقصةً ، تلكَ التي اعترى الذكرَ نوعُ نقصٍ في صفاتِ الرجولة ، فلم يكمُلْ لديه كلُّ أجزائها ، أو غالبُها ، فيُوْصَفُ بالرجولةِ بِقَدرِ ما فيه .



http://www.saaid.net/Doat/thomaaly/60.htm (http://www.saaid.net/Doat/thomaaly/60.htm)

حمدان الجزائري
21-12-2007, 11:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله


و الرُّجولةُ صِفةٌ معنويةٌ و ليستْ شكلاً صُوريَّاً ، فليستْ الرجولةُ هي الذكورةُ ، و إنما هي صِفةٌ تَلْحَقُ مَن هو مَحلُّ الإتيانِ بِها و هم الذكور ، لأنَّها قائمةٌ على العزائمِ القوية ، و التصرُّفات المتينة ، التي تحتاجُ إلى إبداءٍ دائمٍ ، فلا يُستلانُ جانبُ ذي الرجولةِ ، و لا يُستهانُ بمشاعره ، فبتعطُّلِ محلِّ الرجولةِ عن قبولِ معانيها تُنفى عنه و تُلْحَقُ بمن يقومُ بحقائقِ تلك المعاني ، لأجلِ ذا كانتِ الصِبيانُ يُحاكون الرجالَ في رجولتهم ، يُقلِّدونَ في الصفاتِ الكبيرة ، و يتكلمون الكلماتِ المتقدمة على أسنانهم ، فرُبَّ صَغيرِ الظاهرِ غلبَ صغيرَ الباطن ، و كذلك بعضُ النساءِ يَغلِبْنَ الذكورَ فيَسْلُبْنَهم معاني الرجولةِ التي لم يكونوا أهلاً لها فيُنْعَتْنَ _ تعييباً _ بالاسترجالِ ، و استرجالُ النساءِ محمودٌ فيما كان من كمالٍ لها ، و العيبُ ما كانَ نقصاً لحقيقتها ، و الاسترجالُ المحمودُ استرجالُ الصفاتِ الباطنة لا استرجال الأشكال الظاهرة ، فأدركِ الفرْقَ ، فيُطلَقُ الاسترجالُ على غيرِ الذكرِ مدحاً في غالبِ الأحوال ، لكن التأنيثَ إن أُطلِقَ على الذكرِ فهو عَيبٌ في كلِّ حال.
كلام جدير بنا معشر المسلمين ان ندونه بماء الذهب شكر الله لك اختي الكريمة اسلامية ونفع الله بك

تلك الرجولةُ بمعانيها صِفةٌ نادرةٌ في الذكورِ ، و لا يَكاد أن يجدها الباحثُ كمالاً و تماماً في أحدٍ ، إلا في قِلَّةٍ ، لأن الكمالَ عزيزٌ نادرٌ ، و النادرُ لا يَسعى له إلا نوادرُ الكُمَّلِ .
انا لله وانا اليه راجعون لا اجد تعليقا غير كلام كنت قد سمعته من أحد المشايخ في قوله تعالى ( من المؤمنين رجال...) وقد فسره الشيخ على انه ليس كل المؤمنين رجال بل اصطفى الله منهم رجالا واصطفاهم بالرجولية دون غيرهم فما بالنا بعامة الناس والله اعلم واحكم

خلق الله للهموم رجال ورجالا لقصعة وثريد

سيف الكلمة
22-12-2007, 01:53 PM
من بعد التحية والسلام
أشكرك أختي إسلامية على نقل هذا الموضوع الجميل .
وليس قيمة الموضوع فحسب بل أسلوب سرده من قبل الكاتب ( العتيق ) والتمكن من الالفاظ والمعاني بهذا الشكل القوي . ألا وهو فن الكلمة
تحياتي لك

إسلامية
23-12-2007, 07:59 PM
حمدان الجزائري


الرجولة غالية وهي لمن يستحق ..
ولكن نحن نعيش في زمن الرجال قليل الله المستعان

شكرا على مرورك اخي الكريم بارك الله فيك

إسلامية
23-12-2007, 08:06 PM
hot7ob


نعم الكلمة لها صدى وتأثير وخاصة اذا كانت قوية
ولكن يجب ان تكون الكلمة لها معنى لكي تكون قوية وجميلة وليست زخرفه
شكرا على تفاعلك الطيب للموضوع جزاك الله خيرا اخي الكريم

Amir Imam
24-12-2007, 12:32 AM
بسم الله
ااااه .. مسستي موضوع مهم .. ونقطة حساسة تكاد تختفي هذه الايام .. فمن بعض سمات عدم الرجولة ان اجد الذكر (ولا اقول رجل) يترك زوجته او اخته تخرج الى الشارع وهي من الكاسيات العاريات .. وهذه صورة من الاف الصور لانعدام الرجولة في هذا الزمان .. واعتقد ان هذه الامة لن تنتصر الا بعد ان تصبح نسبة الرجولة على الاقل 98% من المسلمين .. والله المستعان .. جزاكِ الله خيرا على هذا الموضوع

agent1001
24-12-2007, 01:11 AM
جزاكى الله عنا خير الجزاء

SNIPERAAAAA
24-12-2007, 01:41 AM
اللهم انصر الاسلام والمسلمين

إسلامية
24-12-2007, 06:34 PM
بسم الله
ااااه .. مسستي موضوع مهم .. ونقطة حساسة تكاد تختفي هذه الايام .. فمن بعض سمات عدم الرجولة ان اجد الذكر (ولا اقول رجل) يترك زوجته او اخته تخرج الى الشارع وهي من الكاسيات العاريات .. وهذه صورة من الاف الصور لانعدام الرجولة في هذا الزمان .. واعتقد ان هذه الامة لن تنتصر الا بعد ان تصبح نسبة الرجولة على الاقل 98% من المسلمين .. والله المستعان .. جزاكِ الله خيرا على هذا الموضوع

نعم بارك الله فيك .. من المخجل ان تترك النساء هكذا وفي بيتهم كما يقال .. المفروض رجل ..عنده غيره وخوف من الله لانه مسؤول عن البيت ومن فيه

إسلامية
24-12-2007, 06:35 PM
جزاكى الله عنا خير الجزاء

وياكم .. بارك الله فيك
شكرا على الدعاء .. وفقك الله

إسلامية
24-12-2007, 06:37 PM
اللهم انصر الاسلام والمسلمين

آمين ..
عليكم بالدعاء الكثير للاسلام والمسلمين فنحن بحاجه له كثيرا

اٍحساس حقيقي
24-12-2007, 11:51 PM
من أفضل المواضيع التي قراتها ..

الله يجزيج الخير يا أخت اسلامية ..

الرجل الحقيقي هو الرجل الذي يهتم بأسرته زوجته وأولاده ويربيهم على الاسلام الحنيف والأخلاق الحميدة ويكون بارا بوالديه ويعطف على الفقراء ويساعد المحتاجين والمساكين .. هذا هو الرجل الحقيقي وليس عبارة عن رجل ذو عضلات مفتولة !

chris
25-12-2007, 09:37 AM
ما شاء الله اينما تذهب وتحل تبقى نجمة
شكرا لكي يا اختي الغالية إسلامية

وفعلا ما احوجنا اليوم لمواقف الرجولة في ما يدور من حولنا

وقبل ان اعلق ابدا تعليقي
بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

" لعن الله المترجلات من النساء والمخنثين من الرجال "


فالرجولة كما اشارت الاخت إسلامية
هي صفة عالية رفيعة لاتقتصر على الذكور
ومن صفات الرجولة

مساعدة المحتاج ، ونصرة المظلوم ، واعانة الضعيف ، والكرم ، والشجاعة ، والرحمة والعطف على خلق الله ...... الخ
وهذه كان يطلق عليها اخلاق الفرسان في الغرب
اما لدينا فهيا اخلاق الفرسان والرجولة

كل هذه تكون من صفات الرجولة وتحققها
والمرة اذا اتصفت بهذه الصفات يطلق عليه القاب كثيرة منها

اخت رجال .
امراة بالف رجل .
رجولة النساء .

وقد كان هناك نساء صحابيات جليلات رضي الله عنهن جميعا
يجاهدنا حق جهاد مع رسول الله حتى يوم هرب المسلمين
ومنهن البطلة
المجاهدة، الفاضلة ، الانصارية الخزرجية النجارية ، صاحبة المواقف التي لا يطيقها كثير من الرجال .


انها ( ام عمارة )

كان اسلام نسيبة مبكراً، شهدت بيعة العقبة الثانية بعد الاولى واستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، تزوجت من زيد بن عاصم بن عمرو ولها منه ولدان هما عبدالله وحبيب، ولها من زوجها الثاني غزية بن عمرو ولدان هما تميم وخولة، ربت أولادها على حب الله ورسوله، وعلى الدفاع عن الاسلام ورسوله، شهدت معركة أحد وابلت بلاءً حسناً حيث هرب الناس من حول رسول الله ولم يبقى معه الا نفر لا يزيدون عن العشرة، وانكشف رسول الله امام اعدائه، وبقيت نسيبة وزوجها غزية وولداها تذب عن رسول الله والناس يمرون منهزمين، وكانت تقاتل بالسيف وليس في يدها ترس تحمي به نفسها، فيرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يركض هارباً وبيده ترس، فقال له رسول الله القي ترسك لمن يقاتل فالقاه، فقالت نسيبة، فأخذت الترس فجعلت أترُس به عن رسول الله، وقد فعل بنا الخيالة الافاعيل. ولو كانت معنا خيل لما نال منا احد من اعداء الله، وكنت اضرب عراقيل الخيل، فيسقط عنها الرجال، وكنت اعلوهم بالسيف، وجاء فارس من خلفي سريعاً يريد قتلي فنادى رسول الله ولدي ويقول يا ابن ام عمارة امك امك، فاستقبله ولدي فعاونني عليه أوردته حتى الموت، وقد جرح ولدي وكان الدم ينزف منه فاتت امي ومعها عصائب كانت تعصب بها الجرحى، فربطت جرحي وهي تقول لا عليك مانلاقيه في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، انهض يا بني فقمت كانني لم اصب، واذا بالذي ضربني،يمر، فقال رسول الله يا ام عمارة هذا ضارب ولدك. فقامت اليه امي فاعترضت له فرضبت ساقه فبرك، ثم علت هامته بالسيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحمد الله الذي نصرك عليه

وبقيت ام عمارة تزود عن رسول الله، وقد اصيبت بعدة جراح، وكانت قد اصيبت بجرح بليغ وأخذ الدم ينزف من عاتقها، فنادى رسول الله ولدها عبدالله قائلاً: يا عبدالله اعصب جرح امك، وأخذ رسول الله يقول: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ، وأخذت ام عمارة تقول: وماذا عليّ ما أصابني من الدنيا ، فقال رسول الله : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟!

وانكشفت المعركة ونجا رسول الله بعد هذا الموقف الشجاع من ام عمارة، وليست هذه هي الواقعة الاولى لام عمارة، فقد شهدت يوم الحديبية، يوم حنين، ويوم اليمامة وكانت في كل هذه المواقف تظهر بسالة منقطعة النظير، ولا غرابه ان تكون نسيبة بهذا الجلد، وهي التي تعودت حياة الصحراء القاسية، وزودها ايمانها بالله ورسوله قوة على قوة وبسالة على بسالة



واما في زمننا هذا فللاسف بعض النساء يعتقدن ان الرجولة هي بلبس لباس الرجال والصراخ بصوت عالي وقص الشعر القصير وغيرها من الامور التي تتشبهن بها بالرجال بالشكل لا بالصفة
وهنا من لعنهن الله


ويوجد رجال يعتقد ان ضرب زوجته وصراخه بالشوارع ، وضرب خلق الله ، وعدم الابتسام من الرجولة





سلام chris

إسلامية
28-12-2007, 09:07 AM
من أفضل المواضيع التي قراتها ..

الله يجزيج الخير يا أخت اسلامية ..

الرجل الحقيقي هو الرجل الذي يهتم بأسرته زوجته وأولاده ويربيهم على الاسلام الحنيف والأخلاق الحميدة ويكون بارا بوالديه ويعطف على الفقراء ويساعد المحتاجين والمساكين .. هذا هو الرجل الحقيقي وليس عبارة عن رجل ذو عضلات مفتولة !


نعم الرجل ليس بالشكل والاسم فقط
الرجولة لها مسلمين يتصفون بما يقوله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
شكرا على كلماتك الطيبة جزاك الله خيرا اخي الكريم

إسلامية
28-12-2007, 09:10 AM
ما شاء الله اينما تذهب وتحل تبقى نجمة
شكرا لكي يا اختي الغالية إسلامية

وفعلا ما احوجنا اليوم لمواقف الرجولة في ما يدور من حولنا

وقبل ان اعلق ابدا تعليقي
بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

" لعن الله المترجلات من النساء والمخنثين من الرجال "


فالرجولة كما اشارت الاخت إسلامية
هي صفة عالية رفيعة لاتقتصر على الذكور
ومن صفات الرجولة

مساعدة المحتاج ، ونصرة المظلوم ، واعانة الضعيف ، والكرم ، والشجاعة ، والرحمة والعطف على خلق الله ...... الخ
وهذه كان يطلق عليها اخلاق الفرسان في الغرب
اما لدينا فهيا اخلاق الفرسان والرجولة

كل هذه تكون من صفات الرجولة وتحققها
والمرة اذا اتصفت بهذه الصفات يطلق عليه القاب كثيرة منها

اخت رجال .
امراة بالف رجل .
رجولة النساء .

وقد كان هناك نساء صحابيات جليلات رضي الله عنهن جميعا
يجاهدنا حق جهاد مع رسول الله حتى يوم هرب المسلمين
ومنهن البطلة
المجاهدة، الفاضلة ، الانصارية الخزرجية النجارية ، صاحبة المواقف التي لا يطيقها كثير من الرجال .


انها ( ام عمارة )

كان اسلام نسيبة مبكراً، شهدت بيعة العقبة الثانية بعد الاولى واستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، تزوجت من زيد بن عاصم بن عمرو ولها منه ولدان هما عبدالله وحبيب، ولها من زوجها الثاني غزية بن عمرو ولدان هما تميم وخولة، ربت أولادها على حب الله ورسوله، وعلى الدفاع عن الاسلام ورسوله، شهدت معركة أحد وابلت بلاءً حسناً حيث هرب الناس من حول رسول الله ولم يبقى معه الا نفر لا يزيدون عن العشرة، وانكشف رسول الله امام اعدائه، وبقيت نسيبة وزوجها غزية وولداها تذب عن رسول الله والناس يمرون منهزمين، وكانت تقاتل بالسيف وليس في يدها ترس تحمي به نفسها، فيرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يركض هارباً وبيده ترس، فقال له رسول الله القي ترسك لمن يقاتل فالقاه، فقالت نسيبة، فأخذت الترس فجعلت أترُس به عن رسول الله، وقد فعل بنا الخيالة الافاعيل. ولو كانت معنا خيل لما نال منا احد من اعداء الله، وكنت اضرب عراقيل الخيل، فيسقط عنها الرجال، وكنت اعلوهم بالسيف، وجاء فارس من خلفي سريعاً يريد قتلي فنادى رسول الله ولدي ويقول يا ابن ام عمارة امك امك، فاستقبله ولدي فعاونني عليه أوردته حتى الموت، وقد جرح ولدي وكان الدم ينزف منه فاتت امي ومعها عصائب كانت تعصب بها الجرحى، فربطت جرحي وهي تقول لا عليك مانلاقيه في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، انهض يا بني فقمت كانني لم اصب، واذا بالذي ضربني،يمر، فقال رسول الله يا ام عمارة هذا ضارب ولدك. فقامت اليه امي فاعترضت له فرضبت ساقه فبرك، ثم علت هامته بالسيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحمد الله الذي نصرك عليه

وبقيت ام عمارة تزود عن رسول الله، وقد اصيبت بعدة جراح، وكانت قد اصيبت بجرح بليغ وأخذ الدم ينزف من عاتقها، فنادى رسول الله ولدها عبدالله قائلاً: يا عبدالله اعصب جرح امك، وأخذ رسول الله يقول: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ، وأخذت ام عمارة تقول: وماذا عليّ ما أصابني من الدنيا ، فقال رسول الله : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟!

وانكشفت المعركة ونجا رسول الله بعد هذا الموقف الشجاع من ام عمارة، وليست هذه هي الواقعة الاولى لام عمارة، فقد شهدت يوم الحديبية، يوم حنين، ويوم اليمامة وكانت في كل هذه المواقف تظهر بسالة منقطعة النظير، ولا غرابه ان تكون نسيبة بهذا الجلد، وهي التي تعودت حياة الصحراء القاسية، وزودها ايمانها بالله ورسوله قوة على قوة وبسالة على بسالة



واما في زمننا هذا فللاسف بعض النساء يعتقدن ان الرجولة هي بلبس لباس الرجال والصراخ بصوت عالي وقص الشعر القصير وغيرها من الامور التي تتشبهن بها بالرجال بالشكل لا بالصفة
وهنا من لعنهن الله



ويوجد رجال يعتقد ان ضرب زوجته وصراخه بالشوارع ، وضرب خلق الله ، وعدم الابتسام من الرجولة





سلام chris

حياك الله اخي الفاضل chris
ذكرتني بالصحابيات رضي الله عنهم نسأل الله ان نكون مثلهم
لك منا جزيل الشكر على تواصلك الكريم
جزاك الله خير الجزاء