المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقبل .... و أقرأ معي هذه الكلمات ..



لافي علي
26-12-2007, 09:18 PM
هذا المختصر من كتاب العقيدة في ضوء الكتاب والسنة / المجلد السادس - القيامة الكبرى لـ أ.د. عمر بن سليمان الأشقر
الفصل الحادي عشر / اقتصاص المظالم بين الخلق...
يقتضي الحكم العدل في يوم القيامة للمظلوم من الظالم حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة.. حتى الحيونات يقتص من بعضها لبعض .
والذي يعتدي على غيره في الغرب يقتص منه يوم القيامة .. ففي الحديث الصحيح عند البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة .
المطلب الأول : كيف يكون القصاص...
اذا كان يوم القيامة .. كانت ثروة الانسان ورأس ماله حسناته .. فاذا كانت عليه مظالم للعباد فانهم يأخذون حسناته بقدر ما ظلمهم .. فان لم يكن حسنات .. أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه .. كما جاء في حديث المفلس ..
وكذلك عن البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمه وان لم يكن له حسنات أخذ من سيئاته صاحبه فحمل عليه ..
وكذلك الدين .. فعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وعليه دينار أو درهم قضى حسناته ليس ثم دينار ولا درهم ..
...................
المطلب الثاني : عظم شأن الدماء ....
من أعظم الأمور عند الله أن يسفك العباد بعضهم دم بعض بغير حق .. فهي لعظمها تطون أول شيء يقضى به بين العباد .. فقد روى البخاري ومسلم والنسائي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة ، فالأول محمول على معاملات الخلق والثاني يتعلق بعبادة الخالق ..
.......................
المطلب الثالث : الاقتصاص للبهائم بعضها من بعض ....
يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم .. فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لتؤدن الحقوق الى أهلها يوم القيامة حتى يعاد للشاة الجلحاء في الشاة القرناء....
كيف يقتص للبهائم وهي غير مكلفة ...
فقد وضع هذا الإمام النووي على شرحه لصحيح مسلم ( قال هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدمين .. قال تعالى : وإذا الوحوش حشرت ) الأية .. وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهرة عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره.. قال العلماء وليس في شرط الحشر والاعادة يوم القيامة المجازاة والعقاب والثواب .. وأما القصاص في القرناء للجلحاء .. فليس في قصاص التكليف ..إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة .أ.هـ ....
الجلحاء بالمد هي التي لا قرن لها .. وذكر ابن الملك في مبارق الأزهار / ان قيل الشاه غير مكلفة .. فكيف يقتص منها .. قلنا إن الله فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعله والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع بل يقتص حق المظلوم من الظالم ..
..........................
المطلب الرابع : حتى يقتص للمؤمنين بعضهم من بعض .....
جاء في الصحيح عن ابي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اذا خلص المؤمنين من الناء حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا .. حتى اذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة.. فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله في الدنيا ..
هذا والله أعلم .. والحمد لله رب العالمين ..........