رحّال بأشعاري
28-12-2007, 10:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعزاء إليكم الفصل الثاني من رواتي الأولي
وأتمنى أن يحوز هذا الفصل إعجابكم حيث بدأت الأحداث في التطور والاتجاه نحو الاشتعال
الفصل الثاني
المشهد الأول
مضى على وفاة الوالد سنة يملؤها الحزن والخوف ، والترقب لمستقبل الله وحده يدري ماذا يحمل للجميع ، فحسان ازداد طغيانه وامتدت يداه لتؤذي كثير من الأبرياء وغير الأبرياء ، بالسب تارة وبالضرب تارة ، وأصبح يرافق غيره من المجرمين ومطاريد الجبل ، واتخذ من مهنة والده سبيلا للرزق السريع والمربح ، فكان يدا للمطاريد يصنع لهم السلاح ، ويساهم معهم أحيانا في عمليات السطو المسلح على البلدان المجاورة ، وقطع الطريق على المسافرين ، ولم يكن يستطيع أن يقف أحد من الفلاحين في وجهه ، ولا يستطيع أحد أن يشكوه إلى عمدة القرية أو المركز ....
في نفس الوقت بدأت أحوال الأسرة المادية تسوء بعد وفاة الأب ورفضت آمنة أن تمتد يدها لما يجنيه حسان من مال ، فلم يعد هناك ما يسد الرمق أو يحميهم من الجوع ، وعدنان الولد الأكبر انشغل بأسرته وأعماله عن أمه وإخوته ولم يكن يساعدهم إلا بالقليل الذي لا يكفي فردا واحدا ليعيش حياة كريمة ، وأما نعمان فقد رحل عن القرية إلى القاهرة وقرر أن يبدأ حياته هناك بعيدا عن مشاكل القرية والفقر المسيطر على الناس هناك ، ومعروف ليس بيده حيلة ولا يعرف مهنة يتكسب منها ؛ فطلب من أخيه نعمان أن يأخذه معه إلى القاهرة ربما استطاع أن يجد لقمة عيشه هناك أو أن يجد عملا مناسبا له يعينه على الحياة القاسية ....
ولم يبق هناك إلا آمنة وابنها الصغير سالم الذي بلغ من العمر خمسة عشر عاما .. ماذا يستطيع المسكين أن يفعل ليوفر الطعام له ولأمه ؟؟.... نعم كان عليه أن يفعل شيئا ... خرج سالم إلى الحقول يعمل أجيرا لدى الفلاحين تارة ، وفي أرض العمدة تارة أخرى حتى يعود آخر اليوم بالطعام له ولأمه المسكينة
( في منزل الأسرة آمنة تجلس واضعة يدها على خدها ويبدو عليها أنها غارقة في التفكير ، تترقرق في عينيها قطرات من الدموع تحكي مابها من ألم وحزن لما وصل إليه حالهم ، بينما يدخل سالم من الباب حاملا معه قفة متوسطة الحجم بها كمية لا بأس بها من الدقيق المطحون )
سالم : السلام عليكم يامّي ، جبتلك الدقيق من الطاحونة
آمنة : جدع يا سالم ربنا يبارك فيك يا ولدي ، أمال اتأخرت ليه كده ؟
سالم : أعمل ايه عم (أحمد) قالي أستنى شوية عشان الغلة اللي معايا ملخبطة ، مابين قمح وذرة عويجة وشعير والناس مش هاتحب تطحن غلتها ورايا ( تلوح في عينيه دموع الانكسار والإحساس بمرارة الفقر )
آمنة (والدموع تترقرق في عينيها ) : معلش يا ولدي ما تزعلش نفسك بكره ربنا يعدلها ويفرجها إن شاء الله .
سالم : الحمد لله يامّي ( يحاول مسح الدموع من عينيه ) أنا مش زعلان ولا حاجة يالا بقى قومي اخبزيلنا رغيفين ناكلهم ، أنا جعان قوي .
آمنة : من عيني يا حبيبي بس كده .
سالم : ما تنسيش يامّي تصحيني بكره بدري عشان أنزل غيط أبو عبدالله أصله جمع غلة الأرض النهارده ، وعايز أروح أنقي الغلة اللي واقعة في الأرض وراهم ، ولا ألم القصلة مطرح الدريس عشان نلحق نخزن شوية غلة في أيام الحصاد دي.
آمنة : صعبان عليا يا ولدي بعد العز اللي كنا فيه ، يوصلبنا الحال إنّك تبقى أجير عند فلان وعلان ، وتسرح في الغيطان تلم بواقي الغلة من الأرض بعد ما كانت الغلة متخزنة في البيت ومرصوصة في الزكايب .
( يطرق سالم مفكرا ، بينما تقوم الأم لعجن الدقيق وعمل الخبز ، ثم يتوج إلى أمه بالحديث مرة أخرى )
سالم : إلا انت مش راضية ليه تخليني آخد فلوس من حسان ؟ ماهو عنده فلوس كتير الوقت
آمنة ( بحدة وحزم ) : وبعدين يا سالم أنا مش قلتلك ما تتكلمش في الموضوع ده تاني ؟؟ ! أخوك حسان خلاص ماعدش ياكل حلال ، وسارح طول النهار والليل مع الحرامية وقطاع الطرق ، عايزنا ناكل من حرام ولا إيه ؟
سالم : لا يامّي مش عايز آكل من حرام عشان ربنا ينجينا م اللي احنا فيه .
آمنة : أيوه يا ولدي ربنا يهديك يا رب ، ويحميك من ولاد الحرام .... تعالى بقه يا سالم احميلي الفرن عشان نخبز العيش .
( ينهض سالم ليساعد أمه في صنع الخبز .. وبعد الانتهاء من طهو الخبز جلسا سويا ليتناولا الغداء الذي تأخر موعده حتى العشاء ن وبعد أن صلت آمنة صلاة العشاء ، أوى كل منهما إلى فراشه ليستريح من عناء اليوم ... وفجأة يسمع طرق على الباب )
سالم : مين اللي بره ؟؟
الطارق : افتح يا سالم أنا حسان .
آمنة : حسان ؟!! عايز ايه حسان منا ... افتح يا سالم شوف الخبر ايه.
( يفتح سالم الباب لأخيه مرحبا به ، ويدخل حسان المنزل ناظرا إلى أمه بعين غاضبة حاقدة )
حسان : يعني مش كان أحسن لو سمعتي الكلام وأخدتي الفلوس اللي اديتهالك وبلاش الفشخرة بتاعتك دي .
آمنة : فلوسك ما تلزمنيش يا حسان .
حسان : ليه يعني ، ما نشبهش ولا فلوسي معفصة ، ولا عاجبة المرمطة اللي انتو فيها ، ولف الواد سالم على غيطان الناس يلم القصلة م الأرض زي ولاد الشحاتين .
آمنة : المرمطة اللي أما تقول عليها أهون من أكل المال الحرام يا حسان .
حسان (غاضبا ) : أنا فلوسي مش حرام
آمنة : أمال تسميها ايه ؟؟ لما تسرقها من الخلق والناس الغلابة ؟؟ ولا تقتل القتيل وتاخد تمن قتله .... دا تسميه ايه ؟؟؟
حسان : أنا مش أما أقتل حد ولا أماأسرق ... أنا أما آخد حق حماية الناس والمصالح بدل ما الحرامية وقطاع الطرق يهددوا أموالهم وبيوتهم .
آمنة : ويا ترى قطاع الطرق والحرامية دول يبقوا مين ؟؟ مش هما برضه صحابك المطاريد و ولاد الليل اللي بقيت منهم يا حسان .
حسان : انت هاتحاسبيني يا وليّه ولا ايه ... وانت مالك اصحابي ولا ما صحابيش ايه اللي يخصك انت محدش ليه عندي حاجة .
آمنة : صون لسانك يا حسان واحترم نفسك واتكلم معايا زين ، واتكل على الله وامشي لحالك مالكش صالح بينا . وسيبنا في حالنا ، احنا عايشين وراضيين باللي احنا فيه .
حسان : انت حرة عنكم ماأخدتوا ، بس لما تجوعوا كمان محدش يقول الحقنا يا حسان .
آمنة : ربنا يغنينا عنك
( وبينما يحتد الموقف بهذا الشكل إذا بطرق شديد على الباب )
الطارق : سي حسان .. سي حسان .. الحق ياسي حسان ...
حسان : ايه .... خبر ايه يا عنتر ؟؟ مالك مزغوف كده ليه ؟؟
عنتر : الحكومة قبضت على فنجري ورجالته ، وزمانهم اعترفوا عليك إنك كنت معاهم في العملية الأخرانية ، وإن السلاح من عندك .
حسان : يا خبر أسود ... يالا نروح قوام نخفي حتتين السلاح اللي في المطرح ؛ نخبيهم هنا ولا هنا قبل الحكومة ماتفتش البيت وتجيب لنا مصيبة .
عنتر : حاضر يا سيد الرجالة .. يالا بينا ..
(يخرج حسان مع عنتر مسرعا إلى بيته ليطهره من أدلة الجريمة وخروجه على القانون .. )
يتبع
الإخوة الأعزاء إليكم الفصل الثاني من رواتي الأولي
وأتمنى أن يحوز هذا الفصل إعجابكم حيث بدأت الأحداث في التطور والاتجاه نحو الاشتعال
الفصل الثاني
المشهد الأول
مضى على وفاة الوالد سنة يملؤها الحزن والخوف ، والترقب لمستقبل الله وحده يدري ماذا يحمل للجميع ، فحسان ازداد طغيانه وامتدت يداه لتؤذي كثير من الأبرياء وغير الأبرياء ، بالسب تارة وبالضرب تارة ، وأصبح يرافق غيره من المجرمين ومطاريد الجبل ، واتخذ من مهنة والده سبيلا للرزق السريع والمربح ، فكان يدا للمطاريد يصنع لهم السلاح ، ويساهم معهم أحيانا في عمليات السطو المسلح على البلدان المجاورة ، وقطع الطريق على المسافرين ، ولم يكن يستطيع أن يقف أحد من الفلاحين في وجهه ، ولا يستطيع أحد أن يشكوه إلى عمدة القرية أو المركز ....
في نفس الوقت بدأت أحوال الأسرة المادية تسوء بعد وفاة الأب ورفضت آمنة أن تمتد يدها لما يجنيه حسان من مال ، فلم يعد هناك ما يسد الرمق أو يحميهم من الجوع ، وعدنان الولد الأكبر انشغل بأسرته وأعماله عن أمه وإخوته ولم يكن يساعدهم إلا بالقليل الذي لا يكفي فردا واحدا ليعيش حياة كريمة ، وأما نعمان فقد رحل عن القرية إلى القاهرة وقرر أن يبدأ حياته هناك بعيدا عن مشاكل القرية والفقر المسيطر على الناس هناك ، ومعروف ليس بيده حيلة ولا يعرف مهنة يتكسب منها ؛ فطلب من أخيه نعمان أن يأخذه معه إلى القاهرة ربما استطاع أن يجد لقمة عيشه هناك أو أن يجد عملا مناسبا له يعينه على الحياة القاسية ....
ولم يبق هناك إلا آمنة وابنها الصغير سالم الذي بلغ من العمر خمسة عشر عاما .. ماذا يستطيع المسكين أن يفعل ليوفر الطعام له ولأمه ؟؟.... نعم كان عليه أن يفعل شيئا ... خرج سالم إلى الحقول يعمل أجيرا لدى الفلاحين تارة ، وفي أرض العمدة تارة أخرى حتى يعود آخر اليوم بالطعام له ولأمه المسكينة
( في منزل الأسرة آمنة تجلس واضعة يدها على خدها ويبدو عليها أنها غارقة في التفكير ، تترقرق في عينيها قطرات من الدموع تحكي مابها من ألم وحزن لما وصل إليه حالهم ، بينما يدخل سالم من الباب حاملا معه قفة متوسطة الحجم بها كمية لا بأس بها من الدقيق المطحون )
سالم : السلام عليكم يامّي ، جبتلك الدقيق من الطاحونة
آمنة : جدع يا سالم ربنا يبارك فيك يا ولدي ، أمال اتأخرت ليه كده ؟
سالم : أعمل ايه عم (أحمد) قالي أستنى شوية عشان الغلة اللي معايا ملخبطة ، مابين قمح وذرة عويجة وشعير والناس مش هاتحب تطحن غلتها ورايا ( تلوح في عينيه دموع الانكسار والإحساس بمرارة الفقر )
آمنة (والدموع تترقرق في عينيها ) : معلش يا ولدي ما تزعلش نفسك بكره ربنا يعدلها ويفرجها إن شاء الله .
سالم : الحمد لله يامّي ( يحاول مسح الدموع من عينيه ) أنا مش زعلان ولا حاجة يالا بقى قومي اخبزيلنا رغيفين ناكلهم ، أنا جعان قوي .
آمنة : من عيني يا حبيبي بس كده .
سالم : ما تنسيش يامّي تصحيني بكره بدري عشان أنزل غيط أبو عبدالله أصله جمع غلة الأرض النهارده ، وعايز أروح أنقي الغلة اللي واقعة في الأرض وراهم ، ولا ألم القصلة مطرح الدريس عشان نلحق نخزن شوية غلة في أيام الحصاد دي.
آمنة : صعبان عليا يا ولدي بعد العز اللي كنا فيه ، يوصلبنا الحال إنّك تبقى أجير عند فلان وعلان ، وتسرح في الغيطان تلم بواقي الغلة من الأرض بعد ما كانت الغلة متخزنة في البيت ومرصوصة في الزكايب .
( يطرق سالم مفكرا ، بينما تقوم الأم لعجن الدقيق وعمل الخبز ، ثم يتوج إلى أمه بالحديث مرة أخرى )
سالم : إلا انت مش راضية ليه تخليني آخد فلوس من حسان ؟ ماهو عنده فلوس كتير الوقت
آمنة ( بحدة وحزم ) : وبعدين يا سالم أنا مش قلتلك ما تتكلمش في الموضوع ده تاني ؟؟ ! أخوك حسان خلاص ماعدش ياكل حلال ، وسارح طول النهار والليل مع الحرامية وقطاع الطرق ، عايزنا ناكل من حرام ولا إيه ؟
سالم : لا يامّي مش عايز آكل من حرام عشان ربنا ينجينا م اللي احنا فيه .
آمنة : أيوه يا ولدي ربنا يهديك يا رب ، ويحميك من ولاد الحرام .... تعالى بقه يا سالم احميلي الفرن عشان نخبز العيش .
( ينهض سالم ليساعد أمه في صنع الخبز .. وبعد الانتهاء من طهو الخبز جلسا سويا ليتناولا الغداء الذي تأخر موعده حتى العشاء ن وبعد أن صلت آمنة صلاة العشاء ، أوى كل منهما إلى فراشه ليستريح من عناء اليوم ... وفجأة يسمع طرق على الباب )
سالم : مين اللي بره ؟؟
الطارق : افتح يا سالم أنا حسان .
آمنة : حسان ؟!! عايز ايه حسان منا ... افتح يا سالم شوف الخبر ايه.
( يفتح سالم الباب لأخيه مرحبا به ، ويدخل حسان المنزل ناظرا إلى أمه بعين غاضبة حاقدة )
حسان : يعني مش كان أحسن لو سمعتي الكلام وأخدتي الفلوس اللي اديتهالك وبلاش الفشخرة بتاعتك دي .
آمنة : فلوسك ما تلزمنيش يا حسان .
حسان : ليه يعني ، ما نشبهش ولا فلوسي معفصة ، ولا عاجبة المرمطة اللي انتو فيها ، ولف الواد سالم على غيطان الناس يلم القصلة م الأرض زي ولاد الشحاتين .
آمنة : المرمطة اللي أما تقول عليها أهون من أكل المال الحرام يا حسان .
حسان (غاضبا ) : أنا فلوسي مش حرام
آمنة : أمال تسميها ايه ؟؟ لما تسرقها من الخلق والناس الغلابة ؟؟ ولا تقتل القتيل وتاخد تمن قتله .... دا تسميه ايه ؟؟؟
حسان : أنا مش أما أقتل حد ولا أماأسرق ... أنا أما آخد حق حماية الناس والمصالح بدل ما الحرامية وقطاع الطرق يهددوا أموالهم وبيوتهم .
آمنة : ويا ترى قطاع الطرق والحرامية دول يبقوا مين ؟؟ مش هما برضه صحابك المطاريد و ولاد الليل اللي بقيت منهم يا حسان .
حسان : انت هاتحاسبيني يا وليّه ولا ايه ... وانت مالك اصحابي ولا ما صحابيش ايه اللي يخصك انت محدش ليه عندي حاجة .
آمنة : صون لسانك يا حسان واحترم نفسك واتكلم معايا زين ، واتكل على الله وامشي لحالك مالكش صالح بينا . وسيبنا في حالنا ، احنا عايشين وراضيين باللي احنا فيه .
حسان : انت حرة عنكم ماأخدتوا ، بس لما تجوعوا كمان محدش يقول الحقنا يا حسان .
آمنة : ربنا يغنينا عنك
( وبينما يحتد الموقف بهذا الشكل إذا بطرق شديد على الباب )
الطارق : سي حسان .. سي حسان .. الحق ياسي حسان ...
حسان : ايه .... خبر ايه يا عنتر ؟؟ مالك مزغوف كده ليه ؟؟
عنتر : الحكومة قبضت على فنجري ورجالته ، وزمانهم اعترفوا عليك إنك كنت معاهم في العملية الأخرانية ، وإن السلاح من عندك .
حسان : يا خبر أسود ... يالا نروح قوام نخفي حتتين السلاح اللي في المطرح ؛ نخبيهم هنا ولا هنا قبل الحكومة ماتفتش البيت وتجيب لنا مصيبة .
عنتر : حاضر يا سيد الرجالة .. يالا بينا ..
(يخرج حسان مع عنتر مسرعا إلى بيته ليطهره من أدلة الجريمة وخروجه على القانون .. )
يتبع