المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس الغريب غريب الشام واليمن ( قصيدة )



السندباد النارى
01-01-2008, 03:01 PM
قصيدة ليس الغريبللإمام زين العابدين علية السلامليس الغريب غريب الشام و اليمن ...... إن الـغـريب غــريب الـلـحـد و الـكفنإن الغريب لــــه حـــق لـغـربـتـــــه ...... على المقيمين في الاوطان و السكنلا تـنـهـرن غـريـبــاً حـــال غـربـتة ...... الــــدهـــر يـنـهـرة بــالــذل والـمـحـنسـفـري بعيد و زادي لـــن يبلغـني ...... و قــوتي ضـعــفـت و الـموت يطلبنيولـي بـقـايـا ذنـوب لــست أعلـمـها ...... الله يـعــلـمـهـا فــي الـسـر و الـعـلــنمــا احـلـم الله عـنـي حـيث أمهلني ...... و قـــد تـماديـت فـي ذنبي و يسترنيتـمـر سـاعـات أيــامـي بــلا نـــــدم ...... و لا بــكــاء و لا خـــوف و لا حـــزنأنــا الـذي اغـلـق الابــواب مجتهداً ...... عـلى المـعاصي و عين الله تـنـظرنييــا ذلـة كـبـتـت فـي غـفـلـة ذهبـت ...... يــا حـسـرة بـقـيت في القلب تحرقنيدعني أنــوح عـلى نفسي و أنـدبها ...... و أقــطـع الـدهـر بـالـتـذكير و الحزندع عنك عدلي يا من كــان يعدلني ...... لـــو كـنـت تعلم مــا بـي كنت تعذرنيدعني أسح دموعاـً لا أنقطاع لـهــا ...... فـهــل عـسـى عـبـرة مـنـها تخلصنيكـأنـنـي بـيـن تـلك الاهــل منطوحـاً ...... عـــلى الـفـراش و أيـديـهم تـقـلـبـنـيكـأنـنـي و حـولي مـن يـنـوح ومـن ...... يــبــكــي عـلـي و يـنعـاني و يـنـدبنيو قـد أتـوا بـطـبـيب كـي يـعـالجني ...... و لــم أر الـطـبـيـب الــيـوم يــنـفـعـنيوأشتد نزعي وصار الموت يجذبها ...... مـن كـل عـرق بــلا رفـق و لا هــونوأستخرج الروح مني في تغرغرها ...... و صار ريقي مـريراً حـين غرغرنيوغمضوني وراح الـكـل وأنـصرفوا ...... بعد الأياس و جـدوا في شراء الكفنوقام من كان أحب الناس في عجل ...... نــحـو الـمـغـسـل يـأتـيـنـي يـغـسـلنيوقـال يـا قـوم نبغي غـاسلاً حـذقـــاً ...... حـــراً أديــبــاً أريــبــاً عــارفـاً فـطـنِفـجـاءنـي رجــل مـنـهـم فـجـردنـي ...... مــن الـثـيـاب و أعــرانـي و أفــردنيو أودعوني عـلى الالواح منطوحـاً ...... و صـار فـوقـي خـرير الـماء ينظفنيو أسكب الماء من فوقي و غسلني ...... غـسـلاً ثـلاثـاً و نــادى الــقوم بالكفنو ألـبسـونـي ثـيـابـاً لا أكـمـام لـهـا ...... و صـار زادي حـنـوطي حين حنطنيو أخرجوني مــن الدنيا فـوا أسـفـا ...... عــلــى رحــيــل بــلا زاد يــبــلــغــنـيو حـمـلـونـي عـلى الاكـتاف أربعة ...... مـن الـرجـال و خـلـفي مـن يـشـيـعنيوقـدموني الى المحراب وأنصرفوا ...... خـــلـف الامـام فـصـلـى ثــم ودعـنـيصـلـوا عـلـي صلاة لا ركــوع لـهـا ...... و لا ســــجـود لــعــل الله يــرحـمـنـيو أنـزلوني الى قـبـري عــلـى مهل ...... و قــدمــوا واحــداً مــنـهـم يـلـحـدنـيوكشف الثوب عن وجهي لينظرني ...... و أسـبـل الـدمع من عينية و أغرقنيفـقام مـحـتـرمـا ًبـالـعـزم مـشـتـملا ...... و صـفـف الـلبـن من فوقي و فارقنـيوقـال هلوا علية التراب و أغتنموا ...... حسـن الـثواب من الرحمن ذي المننو فـي ظلمة الـقبر لا أم هنـاك و لا ...... أب شـــــفــيــق و لا أخ يـــــؤنـسـنـيوهالني صورة فـي العين إذ نظرت ...... مــن هولي مطلع ما قد كان أدهشنيمـن مـنـكـر و نـكير مـا أقـول لـهـم ...... قـــد هــالــنـي أمـرهــم جـداً فأفزعنيو أقـعـدوني و جـدوا في سـؤليهـم ...... مــالـي ســواك الـهي مـــن يخـلصنيفأمـنـن عـلـي بـعـفـو مـنك يـا أملي ...... فــإنـنــي مــوثــق بـالـذنـب مـرتـهــنتقاسـم الاهل مالي بعدمـا أنصرفوا ...... و صـار وزري عـلى ظـهري فأثقلنيو أستبدلت زوجتي بـعلا ً لها بدلي ...... و حـــكـمـتـة فــي الامــوال و الـسكـنو صـيـرت أبـنـي عـبـدا ً لـيخدمـة ...... و صـار مـالي لـهـم حــلا ً بــلا ثـمـنفــلا تـغـرنـك الـدنـيـا و زيـنـتـهـا ...... و أنظر الـى فعلها في الاهل و الوطنوأنظرالى من حوى الدنيا بأجمعها ...... هـل راح مـنـها بـغـير الحنط و الكفنخـذ القناعة من دنياك و أرض بها ...... لــو لــم يـكن لك فيها إلا راحـة البدنيـا زارع الـخـيـر تحصد بعدة ثمراً ...... يــا زارع الشر موقوف عـلـى الوهنيا نفس كفي عن العصيان وأكتسبي ...... فـعـلاً جـمـيـلا ً لــــعـــل الله يرحمنييا نفس ويحك توبي وأعملي حسناً ...... عـسى تـجـزين بـعــد الموت بالحسنثم الـصـلاة عـلى الـمخـتـار سيـدنا ...... مـا وصا البرق في الشام و في اليمنو الـحـمـد الله ممـسـيـنـا ومصبحنا ...... بـالخير و العفو و الاحسان و الـمـنن