تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رواية Romance of the three kingdoms



Cao Cao
03-01-2008, 06:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،،،،

سبق وأن نشرت أجزاء من ترجمة للرواية الصينية Romance of the three kingdoms في منتدى
ملتقى الأصدقاء (الترجمة من الانجليزية طبعا لا الصينية )

وكان هذا الشئ قبل 5 سنوات تقريبا ،،،،
ولظروف قاهرة توقفت عن الترجمة ،،، ولكن والحمد لله استطيع خلال هذه الفترة معاودة ترجمة الرواية ،،،،

لأمرين:
أولا: حاولت أجد ترجمة عربية للرواية فما وجدت ،،، فحبيت أجتهد وأحاول أن اترجمها
ثانيا: حتى استغل وقت فراغي في امر يفيدني ويفيد غيري

وإن شاء الله أكون وفقت في نيتي ،،، وتعجبكم هذه الرواية ،، إلي اعتقد انها شيقة بأحداثها وشخصياتها ،،،

وكنت سابقا أنشر أجزاء وفصول قصيرة كل أسبوع تقريبا لأني اعتقد إن الإطالة تجعل النفس تمل بسرعة خاصة إننا في زمن السرعة ،،،،

لكن هذه المرة أنا أنقل لكم أجزاء الرواية التي قمت بترجمتها من البداية ولغاية ما وصلت ،،،

وعسى إن شاء الله تعجبكم،،، ونسمع آراءكم وانتقاداتكم ،،،،

وبسم الله نبدأ ،،،،


الممالك الثلاثة

البداية
سنين طويلة من الانقسام تميل إلى الوحدة، سنين طويلة من الوحدة تميل إلى الانقسام، كان هذا هو الوضع السائد منذ قديم الزمان في الصين، عندما بدأ الضعف يدب في مملكة Zhouنتج عن ذلك بزوغ وظهور سبعة ممالك متعاقبة ظلت تتصارع فيما بينها إلى أن تمكنت مملكة Qin من الانتصار والسيطرة على الإمبراطورية، ولكن هذا الاستقرار لم يدم طويلا حتى دب الخلاف بين عائلتي Chu وHan وتنازعتا على الزعامة كل يريد السلطة، وفي النهاية انتصرت عائلة Han.

وتحت حكم عائلة Han دام الاستقرار في المملكة لمئتي عام حتى حدثت ثورة بزعامة Wang Mang مما أدى إلى تمزق المملكة وتعرضها للسقوط، ولكن الامبراطور Liu Xiuاستطاع أن يقضي على الثورة ويوحد المملكة من جديد وليستمر الاستقرار إلى مئتي عام أخرى، حتى جاءت فترة حكم الامبراطور Xian، والتي بزغت فيها إمارات وعلامات الضعف والتمزق في المملكة وكانت هذه الفترة هي بداية مولد تاريخ جديد وعصر جديد يعرف بتاريخ الممالك الثلاث.

لقد أدت السياسات الخاطئة والإدارة السيئة لشؤون الحكم التي سار عليها جدا الامبراطور Xianإلى سرعة سقوط المملكة، فقد كان الامبراطور Huanغير عابه بالناس الشرفاء من بطانته، حيث صب جل اهتمامه بالعبيد (المخصيين) وأعطاهم جميع الصلاحيات حتى باتوا متحكمين بالقصر بل بالامبراطور نفسه.

توفي الامبراطور Huanوخلفه على الحكم الامبراطور Lingوكان محاطا برجلين محنكين وقائدين بارعين هما المارشال Dou Wu وقائد الحرس الامبراطور Chen Fan، لم تعجب سياسة العبيد وسيطرتهم على القصر وأهله وتدخلهم في شؤون البلاد كل من القائدين فقد انتشر الفساد في جميع ارجاء المملكة، لذلك قررا التآمر على العبيد للقضاء عليهم، ولكن قائد العبيد Cao Jieفطن للأمر واستطاع أن يفشل المؤامرة ويقضي عليها وقتل القائدين المخلصين وزاد بعد ذلك نفوذ العبيد حتى صاروا أقوى من ذي قبل.

وفي أحد الأيام كان الإمبراطور متجها إلى عرشه، ولكنه فوجئ بوجود أفعى سوداء ضخمة على كرسي العرش، فلم يتمالك الامبراطور نفسه وأغمي عليه من شدة الخوف والفزع فحمل إلى فراشه، والغريب أن حاشية الملك لم يستطيعوا العثور على الأفعى، وفي اليوم التالي تعرضت المملكة لعاصفة رعدية شديدة وتساقط البرد والمطر بكثافة ما أدى إلى تكون السيول الجارفة التي دمرت العديد من المقاطعات وخلفت الدمار من ورائها، وبعد عامين على هذه الحادثة تعرضت العاصمة Luoyang لزلزال شديد في حين أن القرى الساحلية والمواجة للبحر أبيدت عن بكرة أبيها بسبب موجة مد هائلة، وبعد عشر سنوات انهار جبل Yuanمخلفا وراءه صدعا عميقا في الأرض كما أحاطت بالقصر غمامة سوداء معتمة.

ونتيجة لتلكم الأحداث المتعاقبة والظواهر الغريبة قام الامبراطور Lingباستدعاء مستشاريه لايجاد تفسير لهذه الظواهر والحوادث، فقام أحد المستشارين ويدعى Cai Yongبالرد مغضبا "إن هذه الأحداث والظواهر الغربية حدثت نتيجة تدخل العبيد وزوجة الامبراطور في شؤون المملكة".

لقد كان رئيس العبيد Cao Jieيستمع إلى النقاش من خلف عرش الامبراطور وحينما تكلمCai Yong أصيب بالخوف والهلع فأمر معاونيه بإخراج المستشار من قاعة الاجتماع واجباره على الرحيل إلى مقاطعته.
وبعد هذا الانتصار قام عشرة من عبيد القصر الأشرار بتكوين حلف فيما بينهم أطلقوا عليه أسم(الأعضاء العشرة)وهم Zhang Rang, Zhao Zhong, Cheng Kuang, Duan Gui, Feng Xu,Guo Sheng, Hou Lan, Jian Shuo, Cao Jie, Xia Yun

أحد هؤلاء الأعضاء وهو Zhang Rangاستطاع أن يؤثر في الامبرطور ويكسب ثقته وبات المستشار المخلص له حتى أن الامبراطور نفسه كان يناديه بوالدي، وزاد الفساد الإداري واتجهت الأمور من سيء إلى أسوأ، وأصبحت البلاد أرض خصبة وملائمة لبدء الثورات.

ثورة أصحاب الشارات الصفراء
في تلك الأثناء وفي مقاطعة Julu كانت تعيش عائلة Zhang المؤلفة من ثلاثة أخوه هم: Zhang Lian, Zhang Ba, Zhang Jue وكان الأخ الأكبر Zhang Jue شغوفا بالصيدلة، وفي يوم من الأيام وبينما كان يجمع الأعشاب في الغابة التقى بشيخ كبير تبدو عليه أمارات الوقار، وقام بدعوةZhang Jue لمرافقته إلى كهف كان يقيم فيه، وهناك قام الشيخ بإعطائه ثلاثة مجلدات من الكتاب المسمىThe Book of Heaven، وقال له: "إن هذا الكتاب يعلمك أصول السلام، وبه يمكنك أن تهدي العالم وتنقذ البشرية، ولكن يجب أن تكون ذو عقل وثقتك بنفسك كبيرة لكي تنجح وإلا سوف تصاب بمكروه"، وبخضوع وإجلال قام Zhang Jue بأخذ المجلدات وسأل الشيخ عن إسمه فأجاب " Saint Hermit وأعيش في جنوب البلاد".

قامZhan Jue بدراسة المجلدات بكل جد وحماس واجتهاد طوال الأيام والليالي لكي يقوم بتطبيق قواعد المذكورة عمليا، حتى استطاع بعد فترة من استدعاء الرياح والمطر وعرف بصوفي الطريق إلى السلام.

وفي عام 184 ميلادي انتشر وباء خطير في طول البلاد وعرضها أصيب به العديد من الناس وعاشوا في عذاب وصراع مع المرض، وهنا قم Zhang Jue بصناعة عقار لمعالجة المرضى والمصابين الذين شفوا تماما من المرض وبذلك ذاع صيته في البلاد ولقب بالسيد الحكيم، فالتف الناس من حوله وأصبح له شيعة قام بتعليمهم مبادىء الفن الذي درسه وأصبحت لهم القدرة على صناعة العقاقير والوصفات الطبية وانتشروا في البلاد، وأصبحت شهرة Zhang Jue تزداد يوما بعد يوم.

قام Zhang Jue بتقسيم اتباعه إلى 36 عصبة أو فرقة أكبرها تتكون من عشرة آلاف عضو أو يزيدون وأصغرها تتكون من نصف هذا العدد الضخم، وكل عصبة لها رئيس له لقب عسكري هو الجنرال، وكانوا يتحدثون عن نهاية هذه الحقبة التي يعيشونها وبداية عهد ذهبي يجر لهم الخير ولأتباعهم، وقد أمروا الناس بوضع علامات بالطباشير على أبواب بيوتهم إيذانا ببدء العام الجديد.

وكلما زاد عدد أتباع Zhang Jue كبر معهم طموحه فقد كان السيد الحكيم كما يلقب يحلم بتكوين امبراطورية جديدة، لذلك أرسل أحد متبوعيه ويدعىMa Yuanyi إلى القصر الإمبراطوري وذلك لكي يحصل على تأييد الأعضاء العشرة.

وفي أحد الأيام اجتمع Zhang Jueبأخويه وقال لهما: "إن أصعب مرحلة في مخططنا هي الحصول على تأييد ونصرة العامة، ولكنهم في حوزتنا الآن لذلك يجب علينا أن لا نضيع هذه الفرصة"، وبسرعة تم الاستعداد للمرحلة الختامية فتمت خياطة الرايات والأعلام الصفراء وحدد اليوم الذي ستنطلق فيه الثورة، وقام Zhang Jue مرة أخرى بكتابة رسالة إلى أحد الأعضاء العشرة وهوFeng Xu وأرسلها مع أحد أتباعهTang Zhou الذي قام بخيانة سيده وأبلغ القصر بالمؤامرة المرتقبة، فقام الإمبراطور من فوره بإستدعاء أحد رجالاته المخلصين وهو المارشال He Jin ليبت في الأمر، وتم على الفور القبض على صاحب الرسالة الأولىMa Yuanyi وضربت عنقه، أما Feng Xu فقد أودع السجن.

وصلت أخبار هذه التطورات إلى الثوار، فقام الأخوة Zhang بتحريك جيشهم إلى ميدان القتال وأطلقوا على أنفسهم ألقاب فخمة، فـ Zhang Jue تلقب بأمير السماء، و Zhang Baتلقب بأمير الأرض، و Zhang Lian تلقب بأمير البشر، وأصدروا البيان التالي " إن الطالع الحسن لمملكة Han شارف على النهاية، وظهر الرجل الحكيم، أيها الناس أطيعوا نداء السماء وامشوا في طريق الصلاح والاستقامة الذي به سوف تنشرون السلام".

وبعدها قام العديد من الناس بعصب الشارات الصفراء على رؤوسهم وانخرطوا في جيش الثائر Zhang Jue فلقبوا بأصحاب الشارات الصفراء، وزاد عدد جيش الثوار حتى وصل الى نصف مليون جندي، حتى أن جيش الحكومة كان يذوب خوفا من سماع همسة عن قدومه.

المارشال وحارس العرشHe Jin قام بإصدار أوامره إلى جنرالاته للاستعداد لمواجهة أصحاب الشارات الصفراء، كما أصدر مرسوما إلى حكام المقاطعات يطلب فيه نصرتهم ومشاركتهم في الدفاع عن الإمبراطورية ودحر الثوار، فاستجاب له ثلاثة من القادة الإمبراطورين Lu Zhi ،Huangfu Song وZhu Jun ، واتجهوا بجيوشهم الجرارة لدحر الثوار في ثلاثة مناطق.

الأشقاء الثلاثة :
في غضون ذلك كان Zhang Jue يتجه بجيشه العرمرم إلى مقاطعة Youzhou في شمال شرق الإمبراطورية، وكان يحكمها من قبل الإمبراطور Liu Yan الذي يتصل بنسبه إلى العائلة الحاكمة، وعندما علم بمقدم الثوار أرسل في طلب قائدهZhou Jing لكي يشاوره بشأن هذا الأمر الجلل، والذي أجاب قائلا: " إن جيش الثوار كبير العدد ونحن قلة، يجب علينا أن نجند العديد من الناس لكي نتمكن من مواجهتم"، وافق Liu Yan على المشورة وقام من فوره بكتابة عريضة يطلب فيها من العامة التطوع والانخراط في الجيش وذلك لمواجهة خطر الثوار، إحدى هذه العرائض تم ارسالها إلى مدينة Zhuo حيث يعيش رجل ذو روح سامية.

لم يكن ذاك الرجل مولع بالكتب ولا طالب علم بل لم تكن له رغبة في الدراسة، ولكنه كان جوادا، كريما، دمث الأخلاق، رجل ذو كلمات قليلة يخبئ مشاعره وأحاسيسه خلف رداء من الهدوء والاتزان، وكان حريصا وتواقا لخدمة البشرية وفعل الخير، أما صفاته الخلقية فقد كان طويل القامة، طويل اليدين وشحمة الأذن، واسع العينين، ذو بشرة بيضاء ناعمة كبشرة العذراء.

هذا الرجل يدعى Liu Bei ويتصل نسبه بالأميرSheng حاكم مقاطعة Zhongshan والذي كان والده هو الإمبراطورJing رابع حكام مملكةHan ،حكم من سنة 141-157 ميلادي، وفي إحدى السنوات الماضية كان أحد أجداد Liu Bei حاكما على تلك المقاطعة ولكن بسبب إهماله وكسله تم إعفائه من منصبه، وعلى الرغم من ذلك بقيت هذه العائلة تعيش في تلك المقاطعة ولكنها كانت تزداد فقرا إلى فقر مع مرور السنين، كانLiu Hong والد Liu Bei رجلا فقيها، عالما، صالحا، عفيفا ولكنه توفي في سن مبكرة، مخلفا وراءه أرملة وغلاما يتيما، وبذلك غرقت العائلة في الفقر فاضطر Liu Bei لبيع أحذية القش والحصير.

كانت العائلة تعيش في منزل بالقرب من قلب العاصمةZhuo ، وبجوار المنزل كانت هناك شجرة توت ضخمة طالما كان Liu Bei وأطفال القرية يلعبون بجوارها، وكان دائما ما يرتقيها ويصيح قائلا: "أنا الملك وهذا عرشي"، ولاحظ عمه Liu Yuanqi أن هذا الطفل ليس كالأطفال العاديين وأن البؤس الذي تعيش فيه العائلة لن يطول، وعندما بلغ Liu Bei سن الخامسة عشرة أرسلته أمه لطلب العلم، فخدم كل من Zheng Xuan وLu Zhi، وأصبح صديقا حميما لـ Gongson Zan.

كانLiu Bei يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما حينما ظهرت ثورة أصحاب الشارات الصفر، وبينما هو في المدينة وقعت عيناه على العريضة التي كتبهاLiu Yan فتسمر عندها طويلا وأصيب بحزن شديد وكآبة، وكان يتنهد ويتحسر على ما آلت إليه الأمور في البلاد، وفجأة سمع صوتا خشنا شديدا من خلفه يقول: " سيدي لماذا هذا التنهد، لماذا لا تقوم بمساعدة بلادك"، فالتفت خلفه بسرعة وشاهد رجلا طويلا يقاربه في الطول، ذو رأس كروي كرأس النمر، وعينين كبيرتين، وذقن بارز مدبب، ولحية على جانبي وجنتيه كلدبة الببر، ويتكلم بصوت جهوري قوي ويبدو جريئا ومندفعا كحصان هائج، ومن الوهلة الأولى علم Liu Bei أنه يقف أمام رجل غير عادي فسأله عن أسمه، فأجاب الغريب " Zhang Fei هو اسمي، واعيش هنا حيث أملك مزرعة، وأبيع العصير وأعمل جزارا أيضا، وأنا مهتم بالرجال الأكفاء، وقد شدني منظرك وأنت تقرأ العريضة وتتنهد".

فرد Liu Bei قائلا: "أنا من الأسرة الحاكمة وLiu Bei هو اسمي، وأتمنى أن أقضي على فتنة أصحاب الشارات الصفراء وأعيد الأمن والسلام إلى البلاد ولكن للأسف أنا عديم الفائدة"، فأجابهZhang Fei "إنني أشعر بما تشعر به، ولكن هب أننا قمنا أنا وأنت بتكوين جيش وفعل ما بوسعنا فعله"، أعجب Lui Bei برد هذا الرجل وتهللت أساريره، فاتجه معه إلى حانة بالمدينة ليناقشا هذا الأمر.

وبينما كانا يشربان العصير شاهدا رجلا ضخما طويلا يجر عربة أمامه، أوقفها عند عتبة باب الحانة ودخل إليها، وطلب كوبا من العصير وصاح قائلا: "وأحضره لي بسرعة، لأنني على عجلة من أمري" وأضاف "أريد الانخراط في الجيش"، ظل Liu Bei يرمق القادم الجديد ويتفحصه جزءا جزءا، فعلم أنه رجل ضخم البنيان، طويل اللحية، وجهه مفعم بالحيوية، وعيناه كعيناء العنقاء وحواجبه كثيقة، ومظهره العام يدل على أنه رجل جليل ووقور له هيبة ومخافة في قلوب الناس، فاتجه نحوه وجلس بجانبه وسأله عن اسمه، فأجاب " Guan Yu، أنا مواطن من شرق النهر، وكنت طريدا لخمس سنوات لأنني قمت بقتل رجل شرير، متغطرس، متعجرف كان يستعبد الناس لما له من قوة ومال، وأنا هنا الآن للإنضممام للجيش".

فقام Lui Bei بإطلاعه على هدفه النبيل، عندها اتجه الثلاثة إلى مزرعة Zhang Fei للبت في هذا المشروع الضخم، وأشار عليهم Zhang Fei بمشورة قائلا: "إن أشجار الخوخ في بستاني ذاك خلف منزلي مزهرة، غدا سوف نضحي هناك ونقسم ثلاثتنا أننا سوف نكون أشقاء، غايتنا واحدة وإحساسنا واحد، وهكذا سوف نبدأ مهمتنا"، وتم الاتفاق على ذلك.

القسم :
وفي اليوم التالي اجتمع الثلاثة Zhang Fei,GuanYu,Liu Bei في المكان المحدد وأحضروا معهم الأضاحي وكانت عبارة عن ثور أسود وحصان أبيض وبعض العصير للاحتفال، وتحت أشجار الخوخ المزهرة ومع رائحة البخور التي كانت تحف المكان أقسموا قائلين: " نحن الثلاثة Zhang Fei, Guan Yu, Liu Bei على الرغم من أننا قد ولدنا من عائلات مختلفة إلا أننا نقسم على أن نكون أشقاء إلى النهاية، نساعد بعضنا البعض في المصائب، ونغيث بعضنا البعض في المخاطر، ونقسم على أننا سنخدم البلاد وننقذ الناس، لا نتمنى أن يكون ميلادنا واحدا ولكننا نتمنى أن نموت معا، وإذا ما حدث أن حدنا عن طريق الصلاح ونزعت الرحمة من قلوبنا؛ ليقتلنا الناس".

ثم إنحنى كل من Zhang Feiو Guan Yu احتراما للـLiu Bei بصفته أخاهم الأكبر، وكان Zhang Fei هو أصغرهم، وبعد أن انتهوا من احتفالهم المقدس قاموا بنحر العديد من الثيران وأعدوا وليمة كبيرة دعوا إليها الناس، فانظم إليهم ثلاثمائة رجل احتفلوا جميعا في بستان الخوخ.

وفي اليوم التالي جمعت الأسلحة وعدة القتال ولكن بقيت الأحصنة، فشعر الجميع باليأس والضيق فكيف لهم أن يحاربوا من دون الخيل، وبعد فترة قصيرة استبشروا وتهللوا بمقدم تاجري أحصنة كانا يقودان قطيعا من الخيول، فصاح Liu Bei "إنها مساعدة من السماء".

وفي الحال قام الأشقاء الثلاثة بالترحيب بالتاجرين وهما Zhang Shipingو Su Shuang من مقاطعة Zhongshan، واللذان يتجهان في كل سنة إلى الشمال للمتاجرة بالأحصنة، ولكنهما الآن في طريق عودتهما إلى مدينتهما بسبب ثورة أصحاب الشارات الصفر، وعلى الفور قام الأشقاء بدعوتهما إلى المزرعة حيث كان العصير في خدمتهم، وبعد ذلك حدثهم Liu Bei عن نيتهم في مواجهة الثوار والقضاء على فتنتهم ليعود الأمن والاستقرار إلى البلاد، فوافق التاجران على مساعدتهم لتحقيق هذا الهدف النبيل وقاما على الفور بتزويدهم بخمسين حصانا، كما أعطوهم خمسمائة أوقية من الذهب والفضة، وألف وخمسمائة باوند من الفولاذ لاستخدامه في صناعة الأسلحة، وبعد أن عبر الأشقاء عن شكرهم وامتنانهم لهذه المكرمة أكمل التاجران سيرهما متجهين إلى مقاطعة Zhongshan.

وباستخدام الفولاذ قام الحدادون بصناعة المزيد من الأسلحة، فتم صناعة زوجين من السيوف العتيقة للـLiu Bei، وأما Guan Yu فشكلوا له نصلا طويلا مقوسا محمولا على حربة أسموه التنين الأخضر والذي يبلغ وزنه حوالي مائة وعشرون باوندا، وZhang Fei حصل على رمح يبلغ طوله عشرة أقدام وينتهي برأس مدبب ملتو كالأفعى فسمي بمطرد الأفعى، كما حصل كل واحد منهم على خوذة وعدة كاملة من الدروع.

وبعد أن تم الانتهاء من صناعة الأسلحة، اتجه الأشقاء بجيشهم البالغ تعداده خمسمائة رجل إلى القائدZhou Jing الذي قام بتقديمهم إلى الحاكم الإمبراطوري Liu Yan ، فسر بهم الحاكم واحتفل بمقدمهم، وعندها أعلن Liu Bei عن صلة قرابته من الأسرة الحاكمة فأكرمه Liu Yan وبجله وعظمه تقديرا لنسبه العالي.

المواجهة :
وخلال الأيام الماضية انتشر خبر مفاده أن مجموعة من أصحاب الشارات الصفر بقيادة Cheng Yuanzhi قد دخلوا مقاطعة Youzhou واحتلوا مناطق منها، ويبلغ تعدادهم خمسون ألف رجل، فأمر Liu Yan كل من Zhou Jing والأشقاء الثلاثة بالخروج بجيشهم المكون من خمسمائة رجل والتوجه إلى ساحة المعركة لمواجهة الثوار، وبكل معاني الحماس والسرور قام Liu Bei بمباشرة هذا الأمر وتوجه بطليعة الجيش إلى تلالDaxing حيث يقبع جيش الثوار، وهناك شاهدوا مجموعة كبيرة من الجند وقد توشحوا الصفار وربطوا رؤوسهم بالخرق الصفراء.

وعندما تقابل الجيشان وجها لوجه تقدم Liu Bei إلى الأمام وكان Guan Yu عن يساره وZhang Fei عن يمينه، ولوح بسوطه في السماء وصاح موبخا "أيها الناقمون على النظام لماذا لا تترجلون وتعلنون الاستسلام والخضوع"، فاستشاط القائد Cheng Yuanzhi غيظا وأمر أحد اتباعه ويدعى Deng Mao بالتقدم للمبارزة، فاتجه إليه Zhang Fei وهو يلوح برمحه (مطرد الأفعى)، وبطعنة واحدة في القلب سقط Deng Mao عن جواده وتدحرج على الأرض، وعندها تحرك القائد Cheng Yuanzhi بنفسه للمبارزة واستل سيفه ليفتك بـ Zhang Fei، لكن Guan Yu أسرع ناحيته وهو يهز نصله الثقيل (التنين الأخضر)، والقائد المسكين لم يجد فرصة ليحمي نفسه فبضربة واحده قطعه Guan Yu إلى نصفين، وعندما شاهد الثوار قائدهم وهو يسقط على الأرض مضرجا بدمائه رموا بأسلحتهم وأخذوا بالفرار، وتمت مطاردتهم من قبل جيش الحكومة، فاستسلم الآلاف منهم وتم النصر، وقضي على الفتنة في هذا الجزء، وعند العودة قام Liu Yan بنفسه باستقبال الجيش وقام بتوزيع المكافآت على الجند.

وفي اليوم التالي وصلت رسالة إلى Liu Yan من الحاكم الإمبراطوري Gong Jing حاكم مقاطعةQingzhou يطلب فيها النجدة وبسرعة لأن المدينة محاصرة من قبل الثوار وهي آيلة للسقوط في أي لحظة، فخرج Liu Bei بجيشه مدعوما بخمسة آلاف جندي تحت إمرة القائد Zhou Jing، وصلت أنباء مقدم الجيش إلى الثوار فقاموا على الفور بهجوم ضار وعنيف لاحتلال المدينة، وعندما وصل جيش الإغاثة كان عددهم أقل بكثير من جيش الثوار بحيث لا يستطيعون التغلب عليهم بمواجهة مباشرة فتراجعوا للخلف وخيموا على بعد عشرة أميال من المدينة، واجتمع Liu Bei بشقيقيه وقال "إن عددهم كبير جدا ونحن قلة، لن نهزمهم إلا بخطة محكمة"، فاتفقوا على إعداد كمين للثوار، بحيث بتجه كل من Guan Yu وZhang Fei بمجموعة كبيرة من الجند ويختبؤوا على جانبي التلة، فإذا ما قرعت النواقيس عليهم أن يخرجوا بسرعة لمساندة الجيش الرئيسي.

وعلى الفور تم تنفيذ الخطة وقرعت الطبول فتوجه Liu Bei بمقدمة الجيش لمجابهة الثوار الذين استعدوا بدورهم لهذه المواجهة، وبسرعة تراجع Liu Bei بالجيش للخلف وظن الثوار أن هذه هي فرصتهم لسحق هذا الجيش الصغير فاندفعوا إلى الأمام حتى وصلوا إلى التلة، وكانت المفاجأة حين دقت النواقيس معلنة نجاح الكمين، فتدقفت الجيوش من جانبي التلة كسيل جارف بقيادة كل من المحاربين Guan YuوZhang Fei وتمت محاصرة الثوار من ثلاث جهات، فكثر الفتل في صفوفهم حتى اضطروا للتراجع إلى أسوار المدينة، وعندها استغل الحاكم الإمبراطوري Gong Jing هذه الفرصة ففتح أبواب المدينة وخرج بجيشه لمهاجمتهم، فأبيدوا عن بكرة أبيهم وتم النصر الكاسح وانقذت المدينة.

وبعدما تم الانتهاء من الاحتفال بهذا النصر، استعد Zhou Jing للعودة بالجيش إلى Youzhou لكن Liu Bei استوقفه قائلا: " لقد أعلمت أن القائد الإمبراطوري Lu Zhi يواجه جيش الثوار الذي يقوده Zhang Jue في منطقة Guangzong، ولقد كان Lu Zhi أستاذي، ولذلك أريد أن أساعده في محنته هذه"، وهكذا تفرق القائدان واتجه الأشقاء الثلاثة بجيشهم إلى Guangzong.

القائد Cao Cao:
في ذلك الوقت كان جيش Zhang Jue المؤلف من مائة وخمسون ألف مقاتل وجيش Lu Zhi المكون من خمسون ألف مقاتل يخوضان معارك متعددة لم يكتب فيها النصر لأي من الطرفين، وحينما وصل الأشقاء الثلاثة إلى مخيم Lu Zhi، وقاموا بالتعريف عن أنفسهم وسبب مقدمهم إلى Guangzong، فاستقبلهم Lu Zhi ورحب بهم ترحيبا حارا وسر بمقدم تلميذه Liu Bei، وبعدها اجتمعوا على طاولة المناقشات حيث بدؤوا في الإعداد لوضع خطة مناسبة لمواجهة الثوار، فابتدأ Lu Zhi الحديث قائلا: "إنني استطيع أن أحاصر الثوار هنا، ولكن الأخوان ZhangBa وZhang Lian أكثر قوة وصلابة فهما الآن يطوقان جيشا القائدين Huangfu Song وZhu Jun في منطقة Yingchuan، سوف أعطيك ألف جندي لتذهب بهم إلى هناك وتستطلع لي الأمر وبعدها نستطيع أن نحدد وقتا معينا لنهجم على الثوار هجمة جماعية ونسحقهم".

وهكذا تحرك Liu Bei بجيشه بأقصى سرعة ممكنة ليصل إلىYingchuan، في تلك الأثناء كانت قوات الإمبراطور تشن هجوما كاسحا على جيش الثوار الذين اضطروا للتراجع إلى منطقة Changshe، حيث خيموا في حقل كثيف الأعشاب، وعندما شاهد Huangfu Song ذلك قال لصاحبه "Zhu Jun الثوار، لقد خيموا في هذا الحقل، نستطيع مهاجمتهم بواسطة النار"، فأمر الجنود بجمع حزم من الأعشاب الجافة والاختباء في الحقل ريثما تعطى الإشارة لبدء الهجوم، وفي الليل أشعلت القناديل معلنة بدء الهجوم فاندفع الجنود إلى معسكر الثوار وأشعلوا فيه النار وساعدت الرياح القوية التي هبت في تلك الليلة على سرعة انتشار النار في المعسكر، وأصيب جيش الثوار بالإضطراب وعمت الفوضى صفوفهم فلم يستطيعوا إرتداء دروعهم ولا ركوب جيادهم، فلاذوا بالفرار من جميع الجهات، واستمر القتال بين الجيشين إلى الفجر، واستطاع الأخوان Zhang Ba وZhang Lian وبمجموعة من الجند الفارين؛ من ايجاد منفذ للهروب من ساحة المعركة، ولكنهم فوجئوا بجيش مقبل ناحيتهم يرفع أفراده رايات قرمزية ويقودهم رجل متوسط الطول له عينان ضيقتان ولحية طويلة، كان هذا هو قائد الفرسان Cao Cao.

Cao Cao رجل فريد من نوعه ولد في مدينة Beijuo، والده هو Cao Song من عائلةXiahou ولكنه تربى على يد عبد يدعىCao Teng فأخذ منه اسم العائلة، وكان Cao Cao منذ صغره مولعا بالصيد ويطرب لسماع الموسيقى ويحب الرقص، وكان داهية واسع الحيلة شديد المكر والذكاء، ومن القصص الطريفة الدالة على مكره أن أحد أعمامه غضب عليه يوما بسبب تصرفاته السيئة فذهب يشكوه إلى والده الذي أعترض على هذه التصرفات، فأراد Cao Cao أن ينتقم لنفسه ويرد الصاع صاعين، ففي أحد الأيام ترقب عمه وهو يتجه إلى غرفته فسقط على الأرض ومثل دور المتشنج، وعندما شاهد العم ذلك أصيب بالذعر والهلع فأسرع الخطى ليخبر والده بالأمر، وعندها كانت الصدمة حيث دخل عليهما الفتى وهو في كامل صحته وحيويته، فقال له والده: "إن عمك أخبرني أنك أصبت بالتشنج ولكنني أراك في أحسن حالاتك؟"، فرد Cao Cao"إنني لم أصب قط بالتشنج أو أي مرض غريب كهذا، ولكن عمي قد فقد حبه لي وها هو يخونك الآن"، وعندهما مهما تكلم العم وحاول أن يدافع عن نفسه لم يكن الوالد ليعيره أي اهتمام.

وقد حرض العديد من الرجال Cao Cao على الثورة فقال له رجل يدعى Qiao Xuan "إن هذا هو زمن الثورات، ورجل واحد فقط يمكلك مواهب وميزات هائلة يستطيع وبكل جدارة أن يعيد الهدوء والأمن إلى البلاد، وهذا الرجل متمثل في شخصك أنت"، وقال فيه He Yong حاكم Nanyang"إن فترة حكم عائلةHan قاربة على النهاية، وسيعيد السلام هذا الرجل لا غيره"، كما رحل Cao Cao إلى رجل حكيم يعيش في منطقة Runan يدعيXu Shao وذلك ليستعلم عن شخصيته، فسأله "أي الرجال أنا؟"، فلم يجبه الحكيم وظل صامتا فألح عليه Cao Cao مرات ومرات ليجبه عن سؤاله، فأجاب "في وقت السلم أنت رجل كفؤ وقدير، وفي وقت الأزمات أنت بطل داهية"، فطار Cao Cao فرحا بهذا الجواب وسر به أيما سرور.

انهى Cao Cao دراسته في سن العشرين، واشتهر بشدة ولائه وإخلاصه في عمله، والذي بدأه كضابط حراسة في ضاحية Dunqiu وهي تابعة للعاصمة، وكان يحرس البوابات الأربع ااضاحية ويعلق عليها جميع أنواع الهراوات ليعاقب بها كل من تسول له نفسه مخالفة القانون مهما كانت رتبته ووضعه الاجتماعي، ففي إحدى المرات كان عم Jian Shuo أحد الأعضاء العشرة يتجول في الشارع ليلا وهو يحوز سيفا فتم إلقاء القبض عليه وضرب بسبب ذلك، فليم يجرؤ بعدها أحد على ارتكاب أي ذنب، وذاع صيت Cao Cao واشتهر اسمه، حتى عين قاضيا على Dunqiu.

عندما بدأت ثورة أصحاب الشارات الصفر، كان Cao Cao يحمل رتبة جنرال، وقد سلمت له قيادة خمسة آلاف فارس وراجل لكي يساهم في التصدي للثوار في Yingchuan، وقد صادف قدومه فرارهم من ساحة المعركة بعد هزيمة منكرة على يد القائدينHuangfu Song وZhu Jun، فهجم عليهم Cao Cao بجنده وقتل الآلاف منهم وحطم راياتهم وطبولهم واستوالى على الجياد وغنم مبالغ ضخمة من الاموال، ومرة أخرى تمكن الاخوان Zhang BaوZhang Lian من الفرار، وبعد أن قابل Cao Cao القائد Huangfu Song ذهب في إثر الأخوين.

في غضون ذلك كان Liu Bei وأخويه يشدون الخطى باتجاه Yingchuan، حين سمعوا جلبة المعركة وشاهدوا لهيب النار وقد عانق السماء، ولكنهم وصلوا متأخرين جدا للمشاركة في القتال، فالتقوا بالقائدين Huangfu Song وZhu Jun اللذان قالا لهم " لقد قضينا على قوة الثوار في هذه الناحية، ولكنهم وبكل تأكيد سوف يتجهون إلى Guangzong لينظموا إلى Zhang Jue ، إن أفضل عمل تقومون به الآن هو العودة على الفور إلى هناك"، عمل الأشقاء بنصيحة القائدين وعادوا أدراجهم إلى Guangzong، وفي منتصف الطريق شاهدوا مجموعة من الجنود وهم يحرسون سجينا في عربة، ولما اقتربوا منها وجدوا أن السجين لم يكن سوىLu Zhi الذي عادوا لمساندته، وبسرعة ترجل Liu Bei عن فرسه واتجه إلى Lu Zhi ليستعلم عن هذا الأمر، فأجابه موضحا " لقد حاصرت الثوار وكنت على وشك أن أسحقهم حين قام Zhang Jue باستخدام قواه الخارقة ضدنا وقلب هزيمته إلى نصر، فأرسل القصر العبد Zhuo Feng ليستعلم عن سبب الهزيمة، وقد طالبنا برشوة، فأخبرته أننا نعاني من ضغط هائل، فكيف لي أن أجد لك هدية في مثل هذه الظروف الصعبة؟ فانصرف وهو حانق علي، وأبلغ القصر بأنني كنت أختبيء خلف حصني ولم أكن على استعداد للمشاركة في المعركة مما ثبط من معنويات الجند فكانت الهزيمة، وبذلك خلفني Dong Zhuo على قيادة الجيش، أما أنا فإنني في طريقي للعاصمة لأجيب عن هذه التهم"، غضب Zhang Fei غضبا شديدا بعد سماعه لهذه القصة وكان على وشك أن يفتك بالجنود ويخلص Lu Zhi من السجن لكن Liu Bei زجره قائلا: " إن الحكومة سوف تأتي في إثرنا يجب أن لا تتصرف برعونة"، وبعدها تفرق الجمعان واتجه كل في سبيله، لم تكن هناك أي حاجة للعودة إلى Guangzong بعد انتفاء السبب، فاقترح Guan Yu على شقيقيه الرجوع إلى Youzhuo فتم الاتفاق على ذلك.

وبعد يومين من تلك الأحداث سمع الأشقاء هدير معركة خلف بعض التلال، فأسرعوا إلى ساحة القتال حيث شاهدوا جيشا حكوميا وقد تجشم هزيمة قاسية ومن خلفه قوات الثوار وهم يحملون الرايات الصفر وقد كتب عليها Zhang Jue أمير السماء، وقال Liu Bei لشقيقيه: "سوف نهجم على هذا الـ Zhang Jue" ، فأسرعوا العدو للمشاركة في القتال، في تلك الأثناء تمكن Zhang Jue من التغلب على Dong Zhuo الذي عانى من مطاردة شرسة من قبل الثوار إلى أن تدخل االأشقاء الثلاثة والتحموا مع قوات Zhang Jue ،الذين اضطربوا نتيجة هذا الهجوم المباغت وانسحبوا إلى مسافة خمسة عشر ميلا من ساحة المعركة، وعاد الإخوة بالقائد المسعف إلى مخيمه.

وبعد أن انتهى Dong Zhuo من أعماله ذهب لمقابة الإخوة فسألهم: "إلى أي القوات تنتمون؟"، فأجابوا: "لا ننتمي لأحد"، فعاملهم عندها Dong Zhuoمعاملة سيئة ولم يحترمهم، فثار Zhang Fei وهاج وصاح قائلا " لقد أنقذنا هذا الخادم بعد معركة دامية، والآن هو يعاملنا بكل وقاحة، لن يخمد غضبي حتى أقتله"، فاتجه إلى خيمة Dong Zhuo شاهرا سيفه.

القضاء على الإخوة Zhang :
ولد Dong Zhuo في مدينة Lintao والتي تقع شمال غرب البلاد، وحكم مدينة Hedong واشتهر بشدة غطرسته وغروه وتكبره، وكان اليوم الذي أهان فيه الإخوة هو آخر أيام حياته لولا تدخلLiu Bei و Guan Yuلكبح جماح Zhang Fei الغاضب جدا حيث استوقفه Liu Bei قائلا " لا تنسى أنه مفوض من قبل الحكومة، ومن نحن حتى نحاكم ونقتل؟"، فرد عليه Zhang Fei بغضب "إنني أفضل قتله على أن أتلقى الأوامر من مثل هذا الحقير الخسيس، تستطيع البقاء هنا إن أردت لكنني سوف أرحل إلى مكان آخر"، فأجابه Liu Bei "لقد تعاهدنا أن نحيا معا ونموت معا، لن نفترق أبدا، وعليه سوف نرحل معا"، فخمد غضب Zhang Fei بعد أن ذكره Liu Bei بالقسم ورضي واقتنع، وهكذا رحل الأشقاء الثلاثة متجهين إلى معسكر القائد Zhu Jun، الذي استقبلهم بكل حفاوة وقبل مساندتهم له في قتاله ضد جيش Zhang Ba، وفي تلك الأثناء كان Cao Cao قد انضم بجيشه إلى Huangfu Song، والذان يحاولان القضاء على جيشZhang Lian في معركة كبيرة عند Quyang.

كان Zhang Ba يقود جيشا كبيرا تعداده ثمانون ألف مقاتل ويعسكر بهم في منطقة محصنة خلفمجموعة من التلال، وتم الاتفاق على الهجوم فترحك Liu Bei بطليعة الجيش باتجاه الثوار، فخرج لهم أحد جنارالات Zhang Ba ويدعىGao Sheng وقد طلب المبارزة، فأرسل لهLiu Bei شقيقه Zhang Fei ليبارزه، فاتجه إليه بسرعة وهو يهز رمحه (مطرد الأفعى) استعدادا للمواجهة، وبعد بضع ضربات تمكن Zhang Fei من جرح خصمهGao Sheng الذي كان يقاتل راجلا، فأعطى Liu Bei الإشارة للجيش بالتقدم.

تقدم Zhang Ba على فرسه، وأحل رأسه وانتزع سيفه من غمده، وأخذ يتلفظ بكلمات وتعويذات غريبة، فما هي إلا لحظات حتى بدأت الرياح بالهبوب وأبرقت السماء، وتكونت سحابة سوداء كثيفة أحاطت بساحة المعركة، وشوهد مجموعة لا حصر لها من الفرسان والجند المدججين بالسلاح يخرجون من تلك السحابة ويندفعون باتجاه قوات الحكومة، فانتشر الذعر والفزع بينهم وحاول Liu Bei عبثا أن يسيطر عليهم ولكن دون جدوى فقد عمت الفوضى صفوفهم وأخذوا بالفرار من ساحة القتال فتراجعوا منهزمين.

اجتمع Zhu Jun وLiu Bei ليتدارسا ويبحثا في هذه القضية، فقال Zhu Jun "إن Zhang Ba يستخدم السحر، وغدا سوف نعد ضربة معاكسة لسحره، سنقوم بنحر مجموعة من الماعز والخنازير، ومن ثم نقذف بدمائها على جيش الثوار من أعلى المنحدر الصخري بعد أن يرتقي إليه الجند، وبالتالي سنقضي على قوة السحر"، وتم الإعداد للخطة، فتحرك Guan YuوZhang Fei بمجموعتين تضم كل منهما ألف مقاتل، واختبأ الجند خلف التلال وقد تزودوا بكميات كبيرة من دم الماعز والخنازير ومختلف أنواع النجاسات، وفي اليوم التالي خرج الثوار براياتهم وطبولهم استعدادا للمواجهة، فتقدم إليهم Liu Bei بالجيش، وفي نفس اللحظة التي التحم فيها الجيشان بدأ Zhang Ba باستخدام قواه السحرية مرة أخرى، فعصفت الرياح، وسمع هزيم الرعد، وتطاير الحصى من فوق الأرض، وغطت السماء سحابة سوداء مصحوبة بضباب كثيف خرج منها أعداد مهولة من الفرسان والجند، فتراجع Liu Bei بالجيش وأخذ الثوار بمطاردتهم حتى دخلوا بين التلال، وعندما سمع دوي صوت الأبواق، خرج الجنود المختبئين من مكمنهم وفجروا القنابل التي ألقت ما تحويه من دماء ونجاسات على رؤوس الثوار كالمطر، فاختفي حشد الفرسان والجنود من السماء وتساقطوا على الأرض على شكل قصاصات من الورق، وانقطع هدير الرياح، وخبا صوت الرعد.

عندما شاهد Zhang Ba إن سحره قد جوبه واختفى سارع بالفرار ولكنه هوجم من الجناحين من قبل قوات Guan Yu وZhang Fei، وفي المؤخرة كانت قوات Liu Bei و Zhu Jun تطارده، فاندحر الثوار وهزموا، وأثناء القتال شهاد Liu Bei راية Zhang Ba أمير الأرض فأسرع الخطى إليها واستطاع أن يصيبZhang Ba بسهم في ذراعه الأيسر، ونتيجة لذلك Zhang Ba إلى مدينة Yangcheng وتحصن فيها فتمت محاصرتها من قبل قوات Zhu Jun.

أرسل Zhu Jun فرقة استطلاع ليأتوا له بأخبار Huangfu Song فعادوا بالتقرير التالي " كان القائد Huangfu Song ناجحا في مهامه التي أوكلت إليه، في حين أن Dong Zhuo عانا العديد من الخسائر الفادحة، لذلك قام القصر بوضع Huangfu Song في الواجهة، وقد توفي Zhang Jue قبل أن يصل إليهHuangfu Song، فقام Zhang Lian بضم جيش أخيه إلى جيشه ولكنه لم يستطع أن يرد قوات Huangfu Song الذي استطاع أن ينتصر في سبع معارك متتالية، وقتل Zhang Lian في مدينةQuyang، وتم نبش قبر Zhang Jue وأخرجت الجثة واحتز الرأس وأرسل إلى العاصمة Luoyang، واستسلم جيش الثوار، ونتيجة لتلك المعطيات تمت ترقية Huangfu Song إلى رتبةGeneral of Flying Chariots وعين حاكما امبراطوريا على إقليم Jizhou، لم ينسىHuangfu Song أصحابه وكل من عاونه في قتاله ضد الثوار، فأول عمل قام به هو إرسال مذكرة إلى القصر تتعلق بقضية Lu Zhi، الذي أطلق سراحه وأعيد إلى منصبه ورتبته لما يتمتع به من سلوك فاضل وإدارة ناجحة، كما تمت ترقية Cao Cao لجهوده المخلصة في هذه الحرب والذي استعد للرحيل إلى Jinan مركزه الجديد.

ونتيجة لهذه الأخبار قام Zhu Jun بالضغط بشدة على المدينة المحاصرةYangcheng واقترب من اسقاطها، فقام أحد الضباط في جيش Zhang Ba ويدعىYan Zheng بقتل قائده وأحضر الرأس إلى Zhu Jun معلنا بذلك الخضوع والإذعان، وبذلك تم سحق الثورة في هذه الناحية من البلاد، وأرسل Zhu Jun بتقريره وأخبار الانتاصار إلى القصر.

المنتقمون والببر :
على الرغم من القضاء على الإخوة Zhang إلا أن جمرة أصحاب الشارات الصفر مازالت تحترق، فقد قام ثلاثة من الثوارSun Zhong, Han Zhong, Zhao Hong بتجميع حوالي ثلاثين ألف مقاتل وقاموا بأعمال نهب وسرقة وإحراق في مناطق مختلفة من أرجاء البلاد وأطلقوا على أنفسهم "المنتقمون للمعلم Zhang Jue".

قام القصر بتكليف القائد الناجح Zhu Jun وجيشه المتمرس للقضاء على الثوار، فقام على الفور بالتحرك إلى مدينة Wancheng التي كانت بحوزة الثوار، وعندما اقترب منها خرج Han Zhong لمواجهته، فأمر Zhu Jun؛ Liu Bei وشقيقاه بالالتفاف والهجوم على الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، وفي الحال تحرك Han Zhong بأفضل رجاله وعاد للدفاع عن المدينة، وهنا قاد Zhu Jun ألفي فارس مدرع للهجوم على الجهة المقابلة، وعندما ظن الثوار أن المدينة قد تسقط من أيديهم تركوا مواقعهم في الجزء الجنوبي الغربي وتحركوا إلى وسط المدينة لمساندة المدافعين، فقام Liu Bei بمطاردتهم والضغط عليهم بقوة حتى دحرهم وقضى عليهم كليا، وتمت السيطرة على جميع انحاء المدينة ما عدا وسطها حيث يقبع الثوار مع مجموعة من الرهائن، فضرب عليهم الحصار حتى كادوا يهلكوا من الجوع، فأرسلوا رسولهم ليعرض الاستسلام ولكن Zhu Jun رفض هذا العرض.

فتدخل Liu Bei قائلا: " لو كان Liu Bang الجد الأكبر للأسرة الحاكمة Han ومؤسس المملكة في مثل هذا الموقف، لقبل العرض واستجاب للثوار، فلماذا ترفضه؟" فأجابه Zhu Jun "إن الظروف مختلفة، في الأزمان الغابرة كانت الفتن والفوضى منتشرة، ولم يكن هناك حاكم مستقر يخضع له الناس ويذعنون، ومن أجل ذلك كان الاستسلام مقبولا، بالإضافة إلى صرف المكافآت على الناس لاستمالتهم وكسب ودهم، أما الآن فإن الإمبراطورية موحدة، وأصحاب الشارات الصفر هم الثوار الوحيدين على الساحة، وقبول استسلامهم لا يعني تشجيعهم على الصلاح، فأن تطلق اللص بعد أن تقبض عليه يعني إعطاؤه فرصة أخرى ليسرق، وقبول استسلام الثوار حين يهزمون يعني تشجيعهم على المزيد من الثورات، إن رأيك ليس في محله"، فرد عليه Liu Bei "حسنا عدم قبول استسلام الثوار هذا أمر جيد، ولكن المدينة محاصرة بالكامل وكأنها مطوقة بأسطوانة من الحديد، فإذا ما تم رفض عرض الثوار فإنهم سيقنطون ويتسلل اليأس إلى قلوبهم وبذلك سيقاتلون حتى الموت، ولن نستطيع عندها أن نصمد أمام عشرة آلاف من هؤلاء الرجال، وأكثر من ذلك فإن المدينة تحوي ضعف هذا العدد من الناس الذين شارفوا على الهلاك، دعنا ننسحب من إحدى زوايا المدينة ونهاجم الزاوية المقابلة لها، وبدون أدنى شك سيقوم الثوار بالهرب ولن تكون لهم أي رغبة في المقاومة وعندها سنقضي عليهم".

وافق Zhu Jun على هذه المشورة وقام باتباعها، وكما كان متوقعا فقد هرب الثوار من المدينة يتزعمهم Han Zhong، وتمت مطاردتهم من قبل الجيش الإمبراطوري وقتل Han Zhong، وهزم الثوار وتشتتوا في جميع الجهات كل يريد االنجاة بنفسه، وفي تلك الأثناء وصلت النجدة بقيادة الثائرين Zhao HongوSun Zhong وكانت أعدادهم ضخمة جدا ويبدون أكثر قوة وصلابة ما دفع بالجيش الإمبراطوري إلى الانسحاب من المدينة، فوقعت في أيدي الثوار مرة أخرى.

أقام Zhu Jun مخيما يبعد ثلاثة أميال من المدينة وبدأ يستعد من جديد للهجوم حين وصل جيش من الفرسان والخيالة قادم من الشرق، وفي طليعتهم قائد عريض الوجه، له بنية جسمانية قوية كدب ضخم، ومفعم بالنشاط كالببر، اسمه Sun Jian، مواطن من مدينةFuchun والتي هي جزء من مقاطعة Wu، وهو أحد أحفاد الخبير الحربي Sun Tzu صاحب كتاب The Art of War أحد أشهر الكتب المؤلفة في فنون الحرب.

في أحد الأيام كان Sun Jian يتجول مع والده قرب ضفاف نهر Qiantang حين شاهد مجموعة من القراصنة وقد نهبوا أحد التجار ويقتسمون الغنيمة فيما بينهم، فقال لوالده: " نستطيع إلقاء القبض على هؤلاء"، فاستل سيفه من غمده وأسرع الخطى إلى ضفاف النهر وهو يصيح يمنة ويسرة وكأنه ينادي رجاله للخروج، فدب الذعر في قلوب القراصنة وظنوا أن الجند سيحيطون بهم فولوا مدبرين تاركين الغنيمة خلفهم، واستطاع Sun Jian أن يقتل أحد القراصنة، وبهذه الطريقة اشتهر اسمه وتم تعيينه ضابطا، وكان يبلغ حينها سبعة عشر عاما.

وبالتعاون مع الضباط المحليين استطاع Sun Jian أن يكون فرقة من ألف مقاتل ساعدت في قمع ثورة Xu Chang الذي كان يلقب نفسه "ابن الإمبراطور" وقد جمع حوله عشرة آلاف مقاتل، إلا أنه قتل من قبل Sun Jian وقتل معه ابنه Xu Hao، ونتيجة لهذه الخدمة الجليلة قام الحاكم الإمبراطوري Zang Min بإرسال مذكرة إلى القصر يشيد فيها بـ Sun Jian، فتمت ترقيته وعين عمدة لبلدة Yandu، ومن ثمXuy)، ومن بعدها Xiapi.

عندما بدأت ثورة أصحاب الشارات الصفراستطاع Sun Jian أن يجمع مجموعة من شباب بلدته بعضهم من طبقة التجار ويكون جيشا تعداده ألف وخمسمائة من المقاتلين الأشداء، واتجه بهم إلى ساحة المعركة، والآن استطاع أن يصل بهم إلى منطقة الصراع.

قام Zhu Jun باستقبال Sun Jian بكل طيب خاطر وأمره بالهجوم على البوابة الجنوبية لمدينة Wancheng، أما البوابتين الشمالية والغربية فستتم مداهمتهما معا من قبل Liu Bei وZhu Jun، وسيتم تجاهل البوابة الشرقية لإعطاء الثوار فرصة للهرب، كان Sun Jian هو أول المقتحمين لأسوار المدينة واستطاع بسيفه أن يقطع عشرين محاربا، وهنا اتجه إليه القائد Zhao Hong وهو يلوح برمحه من على ظهر جواده فوثب إليه Sun Jian وانتشل منه الرمح وأسقطه أرضا، وامتطى Sun Jian الحصان وجرى به شرقا وغربا يقتل كل من يعترض طريقه.

هرب الثوار إلى الشمال فكان Liu Bei لهم بالمرصاد ولكنهم تجنبوا مواجهته وأخذوا بالفرار، وعندها سحب Liu Bei قوسه وانتزع سهما من كنانته وأصاب به قائد الثوار Sun Zhong في مقتل، ودخلت القوات الرئيسية بقيادة Zhu Jun إلى المدينة وبعد مجزرة هائلة استسلم الثوار وتم النصر المؤزر لقوات الإمبراطور، وبهذا عم السلام أرجاء البلاد.

Lui Bei القاضي :
عاد Zhu Jun إلى العاصمة Luoyang وتمت ترقيته إلى رتية General of the Flying Cavalry والتي تعد ثاني أعلى رتبة في الجيش بعد رتبة Regent Marshal، وعين حاكما على Henan، ولم ينسى Zhu Jun الذين ساندوه وساعدوه لدحر ثورة أصحاب الشارات الصفراء، ولذلك قام برفع تقرير إلى العرش يمتدح فيه كل من Liu Bei و Sun Jian.

Sun Jian لما له من أصحاب ذوي نفوذ ودعم، تم تعيينه وبسرعة حاكما على Changsha، في حين أن Liu Bei وعلى الرغم من الإطراء الذي حصل عليه من Zhu Jun، إلا إنه انتظر عبثا من أجل الترقية، ولذا أصيب الأخوة الثلاثة بحزن شديد.

وفي إحدى الليالي حينما كان Liu Bei يتجول في أنحاء العاصمة، التقى بالموظف الحكومي Zhang Jun، واشتكى إليه الحال والخدمات التي قدمها من أجل الامبراطورية، فتعجب Zhang Jun من هذا التجاهل الواضح فقام من فوره بإبلاغ الإمبراطور شخصيا بهذا الموضوع، وقال له "لقد اندلعت ثورة أصحاب الشارات الصفراء لأن عبيد القصر قاموا ببيع المناصب ومقايضة المكاتب، فالوظائف مقتصرة على أصدقائهم فقط! والعقاب على أعدائهم فقط! لذا تولدت الثورة، وأرى لزاما أن يتم ذبح الأعضاء العشرة وتعليق رؤوسهم وإعلان فضائحهم في جميع أرجاء الإمبراطورية، ومن ثم مكافأة الأشخاص المستحقين، وبالتالي سيعود الهدوء والاستقرار إلى الأرض".

إلا أن الأعضاء العشرة عارضوا هذا الكلام واعتبروه إهانة للإمبراطور، الذي أمر حراسه برمي Zhang Jun خارج القصر، وعلى الفور عقد العبيد مجلسا خاصا وقال أحدهم " يبدو أن شخصا قد أبدى استياءه ويطلب مكافأة نظير خدماته في إخماد الثورة"، لذا قرروا إعداد قائمة بأسماء بعض الأشخاص غير المهمين لمكافأتهم، ومن بينهم كان Liu Bei الذي تم تعيينه رئيسا لقضاء Anxi، فتوجه إليها من دون تأخير وذلك بعد أن قام بتسريح جيشه وإرسال المحاربين إلى قراهم، وأبقى حوالي 24 مقاتلا كمرافقين له.

وصل الأشقاء الثلاثة إلى Anxi وبدؤوا يديرون شؤونها فحكموا فيها بالعدل والنزاهة لمدة شهر لم تشهد المدينة فيه أي خرق للقانون، وعاش الأشقاء في جو من الوئام والألفة فكانوا يأكلون على طاولة واحدة وينامون على نفس الأريكة، إلا أنه خلال الجلسات العلنية وأمام الناس كان كل من Guan Yu و Zhang Fei يقفان مع الحضور ولو بلغت مدة وقوفهما يوما بأكمله.

وبعد أن مكثوا أربعة أشهر في Anxi صدر أمر عام بالحد من عدد ضباط الجيش في المناصب المدنية، وخاف Lui Bei أن يشمله هذا الأمر ويكون من ضمن المخلوعين، وفي تلك الأثناء وصل المفتش الحكومي Du Biao وتم استقباله عند حدود المدينة، وانحنى له Lui Bei إلا أن Biao لم يرد الانحناءة وأخذ يشير بسوطه من على ظهر حصانه، ما جعل الأخوين Guan Yu و Zhang Fei يستشيطان من الغضب، ولكن السيناريو الأسوأ قادم لا محاله.


- - - - - - - - - - - - - -
الترجمة القادمة ستكون بعد 4 - 5 أيام حتى أعطي القراء فرصة للقراءة المتأنية

Cao Cao
04-01-2008, 06:21 AM
يقال أن الصورة تثبت في الدماغ أسرع من الكلمة ،،،،

لذا ولكثرة الشخصيات واحيانا تشابه الأسماء ،،،

أضع لكم صور للشخصيات الي ذكرت في الفصول السابقة ،،،،

حتى تسهل لكم حفظ الشخصيات ،،،

وبالتالي سهولة متابعة أحداث الرواية ،،،،

وشكرا ،،،

Cao Cao
04-01-2008, 06:26 AM
غريبة ؟؟؟؟؟

لما أتصفح بسمي الصور موجودة ؟؟؟

ولما أخرج ما فيه صور ؟؟؟؟

SkaveN
04-01-2008, 07:04 PM
مشكور حبيبي على الموضوع
و بصراحة انا كنت من اكبر المعجبين بالسلسلة خاصة العابها "Dynasty warriors , dynasty tactics , kessin"
و في انتظارك .

Cao Cao
05-01-2008, 10:51 AM
SkaveN: العفو أخي الكريم ،،،
وأنا مثلك ما كنت من المعجبين بل المدمنيين على ألعاب الحروب ،،،،
وإن شاء الله راح تتعرف أكثر على شخصيات Dynasty من خلال الرواية،،،

ملاحظة: الصور إلي اضفتها سابقا موجودة على شكل ملفات مرفقة يسار عنوان الموضوع على الصفحة الرئيسية للمنتدى.



Liu Bei الظالم ؟ ؟؟
عندما وصل المفتش Du Biao إلى البلدة، أخذ مقعده على منصة مرتفعة في حين ظل Liu Bei واقفا أسفل منه، وبعد وقت طويل من الانتظار وجه سؤالا للـ Liu Bei فقال "أيها القاضي، ما هي أصولك؟".
فرد عليه Liu Bei " أنا سليل الأمير Sheng حاكم Zhongshan، ومنذ أول لقاء لي ضد المتمردين أصحاب الشارات الصفراء، خضت حوالي ثلاثين معركة، اكتسبت فيها الخبرة والاستحقاق، لذلك تمت مكافأتي بهذا المنصب".
وهنا صاح المفتش " أنت تكذب بخصوص نسبك، والمعلومات حول الخدمات التي قدمتها كلها مغلوطة، لذا صدرت الأوامر بتخفيض درجتك إلى أدنى مستوى واعتبارك مسؤولا فاسدا".
لم ينبس Liu Bei ببنت شفه وأخذ يتمتم لنفسه بكلمات وانسحب من النقاش متوجها إلى دار القضاء حيث اجتمع بمعاونيه، وقال لهم "لا أجد تفسيرا لهذا الموقف الاستفزازي من المفتش سوى أنه يريد رشوة، وأنا لم أظلم الناس أبدا ولو بأخذ قطعة معدنية واحدة منهم، فمن أين آتي برشوة".
وكنوع من الضغط قام المفتش في اليوم التالي بجمع صغار الموظفين وأجبرهم على أن يشهدوا بأن قاضيهم قد ظلم الناس، وقد حاول Liu Bei جاهدا المرة تلو الأخرى ليلتقي بالمفتش كي يدحض هذه التهمة، إلا أن الحرس كانوا يصدون عنه الأبواب، فلم يستطع الدخول.
في تلك الأثناء بلغ الحزن بـ Zhang Fei مبلغه فأخذ يكثر من الشراب إلى أن ثمل، ثم أمر بجواده فخرج متوجها إلى مقر المفتش، وعند البوابة شاهد مجموعة صغيرة من المسنين وهم يبكون بمرارة وحرقة، فتساءل عن السبب؟
فأجابوا " لقد أرغم المفتش صغار الموظفين كي يشهدوا ضد القاضي بتهم باطلة، إنه يرغب في إيذاء Liu Bei الفاضل، فجئنا نتوسل إليه أن يرحمه ولكن لم يسمح لنا بالدخول، وعلاوة على ذلك قام الحرس بضربنا".
هذا الكلام استفز Zhang Fei الثمل، وجعل عينيه تبدوان كجمرة من نار وبرزت أسنانه، وفي دقيقه ترجل عن جواده وشق طريقه عبر البوابة ولم يستطع الحراس المرعوبين أن يوقفوه، حتى وصل إلى وسط المقر، وهناك شاهد المفتش الإمبراطوري Du Biao وقد جلس على أريكة مرتفعة وجميع الموظفين عند قدميه.
فصاح Zhang Fei " يا مضطهد الناس وسارقهم، هل تعرف من أكون؟"
وقبل أن يتمكن المفتش من الرد، جره Zhang Fei من شعره إلى الخارج وربطه إلى عمود أمام المبنى، وكسر غصن شجرة صفصاف، وأخذ يوجع المفتش ضربا ولم يتوقف إلا عندما تكسر الغصن في يده.
كان Liu Bei وقتها غارقا في أحزانه وهمومه، حين سمع صياحا أما باب مكتبه فتساءل عن السبب؟، فقيل له " قام القائد Zhang Fei بتقييد أحدهم إلى عمود، وهو يوسعه ضربا".
في الخارج شاهد Liu Bei من هو الضحية التعيس، فسأل Zhang Fei عن سبب هذه الفعلة، فأجابه مغضبا " إذا لمن نضرب مثل هذا البائس حتى الموت، فماذا نتوقع؟".
وبكل حرقة صاح المفتش "أيها الرجل النبيل أنقذني".
وكما هو معهود من رجل كريم وطيب مثل Liu Bei، سأل شقيقه أن يفك وثاق الرجل ويتركه في حال سبيله.
خرج Guan Yu من وسط الحشود وقال "أخي، بعد كل التضحيات والخدمات الجليلة التي قدمتها لم تنل سوى هذا المنصب الصغير، وحتى هنا لقد تعرضت للإهانة من قبل هذا المفتش، إن هذا العش المليء بالأشواك لا يصلح لطائر الفينيق، دعنا نذبح هذا الرجل، ثم نعود إلى مدينتنا إلى أن نحصل على شيء أكبر".
هنا قام Liu Bei بعقد الخاتم الرسمي على رقبة المفتش وقال " إذا سمعت يوما أنك قمت بأذيه الناس، فسوف أقتلك، هذه المرة سأعفو عنك وأعيد إليك الخاتم لأننا سوف نغادر".
توجه المفتش إلى حاكم Dingzhou واشتكى إليه مما صنع الأشقاء، فصدرت الأوامر بإلقاء القبض عليهم، إلا أنهم كانوا قد أفلتوا إلى Daizhou حيث التجأوا بحاكمها Liu Hu الذي قدم لهم المأوى لما يتميز به Liu Bei من نسب شريف.
- - - - - - - - - - - - - - - - -

شو رايكم بالي سواه Zhang Fei؟

Cao Cao
06-01-2008, 10:43 AM
الإمبراطور والعبيد :
في تلك الأثناء كان الأعضاء العشرة قد بسطوا سيطرتهم ونفوذهم على جميع الأمور المتعلقة بإدارة البلاد، فكان كل شيء كان تحت أيديهم، وقتلوا كل من لا يقف في صفهم، وزادوا على ذلك أن أجبروا جميع القادة الذين شاركوا في إخماد الثورة على تقديم العطايا لهم، ومن لا يستجيب يتم تنحيته من منصبه، لقد شعر كل من القائدان الإمبراطوريان Huangfu Song و Zhu Jun بأنهما ضحية للدسائس والمؤامرات حيث حرما من منصبيهما ومكافآتهما، في حين حصل العبيد على أعلى وأشرف المناصب والإمتيازات، فتمت ترقية Zhao Zhong إلى General of the Flying Cavalr ه1 أما Zhang Rang ه2 فقد تملك معظم الأراضي الزراعية المحيطة بالعاصمة، فالمملكة كانت تسير إلى الأسوأ وبات الجميع في حالة من الغضب والسخط.
ونتيجة لذلك اندلع التمر من جديد وهذه المرة في Changsha بقيادة Ou Xing، وفي Yuyang بقيادة كل من Zhang Ju و Zhang Chun، وتم إرسال العديد والعديد من المذكرات إلى القصر إلا أن الأعضاء العشرة لم يعيروها أي أهتمام، وفي أحد الأعياد حينما كان الإمبراطور يتجول في إحدى حدائقة وبرفقته الأعضاء العشرة جاءه مستشار القصر Liu Tao وقد بدت عليه علامات الكرب والشدة، فسأله الإمبراطور عن الخطب.
فقال: " سيدي، كيف يطيب لك التمتع بالعيد مع هؤلاء، في حين أن الإمبراطورية تلفظ آخر أنفاسها".
فأجاب الإمبراطور "كل شيء على ما يرام، هل هناك ما يدعو للقلق؟"
فقال Liu Tao " اللصوص عاثوا في الأرض الفساد ونهبوا المدن، وكل ذلك بسبب هؤلاء العبيد الذين باعوا الضباط وآذوا الناس، فقهروا القادة المخلصين وخدعوا المسؤولين، إن جميع الفضلاء قد تركوا الخدمة وعادوا إلى مدنهم، وأسسوا مكاتب لهم، والناس باتوا يتوجهون إليهم في حاجاتهم بدل القصر، فالسلطة المركزية باتت خارج اهتمامات العامة، الكارثة أمام أعيينا".
عندها رمى الأعضاء العشرة بأنفسهم عند قدمي الإمبراطور وأخذوا بالبكاء والعويل، وقال أحدهم " إذا تخلى الوزير Liu Tao عنا، سنكون معرضين للخطر، نطلب أن يخلى سبيلنا، ونعد بأن نعود إلى مزارعنا، ونساهم بممتلكاتنا في تغطية النفقات العسكرية".
التفت الإمبراطور إلى Liu Tao وعلامات الغضب بارزة في ملامح وجهه وقال " أنت أيضا لديك خدم، فلماذا تشغل نفسك بخدمي؟"
وأمر حراسه بإلقاء القبض على Liu Tao وضرب عنقه.
صاح Liu Tao بصوت عالي " موتي لا يهم، الذي يدعو للحسرة والشفقه أن مملكة Han وبعدة أربعة قرون من الحكم، ها هي تسقط وبسرعة"، اقتاده الحرس بسرعة لساحة الإعادم لتنفيذ حكم الإمبراطور عليه، إلا أن أحد الوزراء تدخل في الوقت المناسب وصاح بهم " لا تضربوا عنقه! انتظروا حتى اراجع الإمبراطور"، كان ذلك وزير الداخلية Chen Dan الذي توجه إلى الإمبراطور وقال له " ما هو الخطأ الذي ارتكبه المستشار Liu Tao لكي ينفذ فيه حكم الإعدام؟".
فأجاب الإمبراطور " لقد ذم خدمي وأهانني".
"كل من في الإمبراطورية سيأكل لحم أولئك العبيد لو استطاع، وعلى الرغم من ذلك فأنت يا سيدي تكن لهم كل الإحترام والتقدير وكأنهم آباؤك، ليست لديهم أية ميزة إلا أنهم نشؤوا كنبلاء، علاوة على ذلك كان Feng Xu على صلة بأصحاب الشارات الصفراء، صاحب الجلالة يجب أن تنظر في هذه المسائل وإلا ستنهار الامبراطورية".
رد عليه الإمبراطور " لا يوجد أي دليل يدين Feng Xu، وهل يوجد من بين هؤلاء العبيد من لا يستحق الثقة؟"
وضع Chen Dan جبهته على كرسي العرش ولم ينبس بأي كلمة ولو على سبيل الاحتجاج، فزاد غضب الإمبراطور وأمر بحبسه في السجن مع Liu Tao، وفي تلك الليلة تمت تصفية Chen Dan و Liu Tao.
أرسل الأعضاء العشرة مرسوما مزورا إلى Sun Jian يقضي بتعيينه حاكما على Changsha ه3،وأوامر بالتحرك لإخماد تمرد Ou Xing، وفي أقل من شهرين أرسل Sun Jian تقريراً بعودة الهدوء إلى البلاد، ولهذه الخدمة أطلق عليه لقب ملك Wucheng.
علاوة على ذلك، تمت ترقية Liu Yu إلى منصب الحامي الإمبراطوري لـYouzhou وذلك لكي يتصدى للتمرد في Yuyang بقيادة الثائرين Zhang Ju و Zhang Chun، قام Liu Hu ه4 بعرض خدمات Liu Bei على Liu Yu الذي وافق على الفور ورقى Liu Bei إلى رتبة قائد وأرسله على رأس جيش ليقضي على الثوار، فقاتلهم قتالا ضاريا وعنيفا دمر معنوياتهم.
كان Zhang Chun حاد الطباع ما أدى إلى انقلاب ضباطه عليه فقتله أحدهم وأخذ رأسه إلى معسكر القوات الإمبراطورية، عندها استسلم الثوار وأعلنوا الإذعان، وعندما أيقن Zhang Ju بالهزيمة قام بالانتحار.
بعد أن خمدت نار الثورة في Yuyang، تمت إفادة القصر بالخدمات التي قدمها Liu Bei فحصل على عفو عام عن إهانته للمفتش الإمبراطوري، وعين نائبا لقاضي Xiami، ومن ثم ضابط القيادة لـGaotang، كما أشاد Gongsun Zan بالخدمات السابقة للـLiu Bei فعين في منصب قاضي Pingyuan، كانت تلك المنطقة مزدهر جدا فشعر Liu Bei بالراحة واسترد بعض خصاله المحمودة بعد الأيام الشديدة التي مر بها، كما أن Liu Yu حصل على نصيبه من الترقيات حيث رقي إلى رتبة Grand Commander.

- - - - - - - - - - - -
1 - هذا المنصب كان من نصيب Zhu Jun
2- الذي كان قريبا جدا من الإمبراطور.
3- يبدو انه عزل مع من عزل سابقا من مناصبهم، لذلك تمت اعادته ليستفاد من خبراته القتالية ضد المتمردين.
4- الذي لجأ إليه Liu Bei

بليجرو
06-01-2008, 10:06 PM
الله يعطيك ألف عافية على مجهودك..

أكرر شكري لك..أخوي Cao Cao




الأعضاء العشرة

ممكن تعطينا معلومات أكثر عنهم؟...


شو رايكم بالي سواه Zhang Fei؟

Zhang Fei معروف بطبعه الناري..

صحيح أن فعله كان متهور بعض الشيء..

لكن أعتقد أنهم أفادهم إلى حد كبير...



ننتظر التكملة أخوي العزيز..

وعندي طلب إذا سمحت لي..

ياليت أرقام الهوامش تجعل لها لون مختلف...

أوتضعها-على الاقل- في أقواس...


أشكرك جزيل الشكر......,

Cao Cao
07-01-2008, 07:21 AM
بليجرو: الله يعافيك أخي الكريم ويبارك فيك ،،، ولا شكر على واجب ،،،

وإن شاء الله طلبك بآخذه بعين الاعتبار،،، وبجعل الهوامش بلون مختلف عن النص ،،،

Zhang Fei حاد الطباع جدا ،،،، لكن مثل ما قلت حدته تفيد في أحيان ،،،، ولكن في احيان كثيرة راح تسبب له مشاكل مثل ما راح نشوف إن شاء الله ،،،،
وعلى فكرة حدته كانت سبب في قتله :bigeyes2:

أم الأعضاء العشرة فهم عبارة عن عبيد القصر ، حيث كان الملوك الصينيون يجلبون العبيد المخصييين ليخدموا في القصور وخاصة بهدف حماية نساء القصر وتجنيدهم كجواسيس للملوك، وبدأت هذه العادة عند الملوك الصينيين حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، وعلى فكرة أيضا دأب الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين على استخدام العبيد المخصيين في القصور، وفي مملكة Han وبالتحديد في آخر مراحلها استطاع العبيد أن يبسطوا نفوذهم على شؤون القصر بكسب حب وثقة الإمبراطور وبشكل أدق الإمبراطورة، فالأعضاء العشرة كانوا مقربين جدا من الإمبراطور وكان يحبهم حب شديد ولا يشك في ولائهم وصدقهم، وعلى عكس غيرهم من العبيد الذين اكتفوا بكسب المال والأعطيات من ملوكهم، كان الأعضاء العشرة يتحكمون في شؤون إدارة المملكة ويصدروا الأوامر باسم الإمبراطور الذي كا ن لا يعلم بشيء ولا يرى إلا بعين الأعضاء العشرة، وهذا كان أمام مرأى ومسمع من كبار جنرالات القصر لكنهم كانوا يخشون العبيد لما لهم من نفوذ وحظوة عند الإمبراطور، إلا أن هذا الأمر لن يدوم كما سنتابع إن شاء الله فالفصول القادمة ستركز على الأعضاء العشرة.

عسى أكون وفقت في الجواب. :أفكر:
وشكرا ،،،

بليجرو
07-01-2008, 09:08 PM
الأعضاء العشرة فهم عبارة عن عبيد القصر ، حيث كان الملوك الصينيون يجلبون العبيد المخصييين ليخدموا في القصور وخاصة بهدف حماية نساء القصر وتجنيدهم كجواسيس للملوك، وبدأت هذه العادة عند الملوك الصينيين حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، وعلى فكرة أيضا دأب الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين على استخدام العبيد المخصيين في القصور، وفي مملكة Han وبالتحديد في آخر مراحلها استطاع العبيد أن يبسطوا نفوذهم على شؤون القصر بكسب حب وثقة الإمبراطور وبشكل أدق الإمبراطورة، فالأعضاء العشرة كانوا مقربين جدا من الإمبراطور وكان يحبهم حب شديد ولا يشك في ولائهم وصدقهم، وعلى عكس غيرهم من العبيد الذين اكتفوا بكسب المال والأعطيات من ملوكهم، كان الأعضاء العشرة يتحكمون في شؤون إدارة المملكة ويصدروا الأوامر باسم الإمبراطور الذي كا ن لا يعلم بشيء ولا يرى إلا بعين الأعضاء العشرة، وهذا كان أمام مرأى ومسمع من كبار جنرالات القصر لكنهم كانوا يخشون العبيد لما لهم من نفوذ وحظوة عند الإمبراطور، إلا أن هذا الأمر لن يدوم كما سنتابع إن شاء الله فالفصول القادمة ستركز على الأعضاء العشرة.


شكرا على التوضيح...أخي Cao Cao


وعلى فكرة حدته كانت سبب في قتله

نعم ...عندما أراد الانتقام لليوبي...


ننتظر التكملة..:)

شكرا....,

Cao Cao
09-01-2008, 09:03 AM
بليجرو: ما شاء الله عليك،،، أكيد قاري الرواية من قبل ،،، وفاهم الأحداث،،،
وأشكرك على المشاركة ،،،،

الخلاف حول الوريث الشرعي:
في فصل الصيف من عام 189م، أصيب الإمبراطور بمرض مزمن وأصبح طريح الفراش، لذا استدعى He Jin إلى القصر لوضع الترتيبات والتصورات لمستقبل المملكة، يذكر أن He Jin ينحدر من عائلة جدا متواضعة من الجزارين، إلا أن شقيقته كانت تعمل في القصر وقد ولدت للإمبراطور طفلا هو Liu Bian لذا أصبحت امبراطورة Empress He في حين أن He Jin نال منصب Regent Marshal.
كما أن الامبراطور كان يعشق فتاة جميلة أخرى هي Lady Wang والتي ولدت له طفلا هو Liu Xian، وقد قامت الإمبراطورة He بدس السم لـLady Wang بدافع الغيرة، وانتقلت رعاية الطفل إلى الإمبراطورة Dong والدة الإمبراطورLiu Ling، وقد كانت السيدة Dong زوجة لـLiu Chang ملك Jiedu، وبما أن الإمبراطور السابق Liu Huan لم يرزق بأبناء فقد قام بتبني ابن لـLiu Chang والذي أصبح فيما بعد الإمبراطور Liu Ling، وانتقلت الإمبراطورة Dong للعيش في القصر الإمبراطوري وأطلق عليها لقب Empress Dowager (الإمبراطورة الأرملة)، وكانت الإمبراطورة Dong تحاول دائما اقناع ابنها ليسمي Liu Xian وليا للعهد، وفي الحقيقة كان الإمبراطور يحب الصبي حبا جما إلا أنه متردد في هذا الأمر.
عندما اقترب دنو أجل الإمبراطور قال له Jian Shuo أحد الأعضاء العشرة " إذا كان Liu Xian سيخلفك في الحكم، أرى لزاما أن يتم قتل He Jin منعا لأية ردة فعل قد تحصل"، وافق الإمبراطور على هذه المشورة وقام بتعيين Jian Shou قائدا على ثمانية جيوش لمراقبة الحديقة الغربية حيث يقيم Liu Bian، واستدعى He Jin كما ذكرنا إلى القصر.
حينما وصل He Jin إلى بوابة "المدينة المحرمة" للقصر استوقفه القائد Pan Yin وقال له " يبدو أن هذا الاستدعاء خدعة من Jian Shuo للقضاء عليك"، وفي الحال هرع He Jin عائدا إلى مقره واستدعى جميع الوزراء الموالين له للنظر في كيفية التخلص من الأعضاء العشرة.
وفي الاجتماع قال أحدهم " إن تأثير العبيد المخصيين على القصر يعود إلى قرن ونصف، خلال عهود الأباطرة Chong و Zhi، وانتشر مثل الأعشاب الضارة في كل الاتجاهات، كيف يمكننا أن نأمل في استئصاله؟ قبل كل شيء يجب إبقاء أمر هذا الاجتماع سرا، وإلا ستتم إبادتنا جميعا"، كان ذلك المتحدث هو القائد العسكري Cao Cao، غضب He Jin من هذه الكلمة التي سمعها وصاح " ماذا عسى تابع مثلك أن يعرف في شؤون الحكم".
وفي خضم هذا التخبط، قامPan Yin ليدلو بدلوه فقال " الإمبراطور قد رحل، والأعضاء العشرة قد قررا إبقاء موته سرا، وأمروا باستدعاء القائد He Jin إلى القصر لكي يتم إقصاؤه، وتنتهي المشاكل التي قد تنجم عندما يتم طرح اسم Liu Xian خلفا للإمبراطور"، حالما أنتهى Pan Yin من كلامه وصل مرسوم استدعاء He Jin للقصر.
قال Cao Cao " المسألة المهمة الآن هي اخيتار الوريث الشرعي، أما الخونة فيمكننا التعامل معهم في وقت لاحق".
عندها تساءل He Jin قائلا " من سيقف معي في تأييد ولي العهد الشرعي الأمير Bian".
قام أحدهم وقال " أعطنى خمسة آلاف محارب صنديد، وسوف أقوم باقتحام القصر، وإجلاس الوريث الشرعي على العرش، وأذبح العبيد، وأقضي على أعضاء الحكومة، وعندها سيعم السلام جميع أرجاء الإمبراطورية"، كان ذلك المتحمس هو القائد الإمبراطوري Yuan Shao ه1 ابن وزير الداخلية السابق Yuan Feng، وقريب الحارس الإمبراطوري Yuan Wei.
أمر He Jin خمسة آلاف من الحرس الملكي للاستعداد، ولبس Yuan Shao عدة الحرب وأخذ موضعه من القيادة، وتوجه He Jin إلى القصر مؤيدا بـ He Yong، Xun You، Zheng Tai وأكثر من ثلاثين وزيرا ومسؤولا برتب عالية.

- - - - - - - - - - -
1- تذكروا هذا الإسم جيدا

--------------
ومازالت الامور تتعقد أكثر وأكثر فبعد ثورة أصحاب الشارات الصفراء جاءت مشكلة خلافة الإمبراطور، فماذا سينجم عنها؟ هل سينتصر حلف الأمير Bian بقيادة He Jin أم حلف الأمير Xian بقيادة الأعضاء العشرة؟ هذا ما سنعرفه في الفصل القادم. :scratchchin: