المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر ذكريات من زمن المستقبل



Vortex TheSaint
16-01-2008, 12:05 AM
هذه محاولة يائسة للعودة من النقطة التي وصلت اليها......نقطة اللاعودة
رواية ............... لا أدري
خاطرة ....................ربما
نثر...........شعر................. فيلم وثائقي
محاولة يائسة لتحديد فلسفتي في الحياة هنا ستجدون الكثير مما أفكر.............وأحس.....وأرى هنا سأحاول أن أجد ذاتي
هنا ستجدون الكثير من الذكريات
لن أتكلم عن شخصياتي فهي ستوضح نفسها
سأتحدث فقط عن المدينة
سايرن سيتي مدينتي المستقبلية التي ربما يوما ما سأقدم صورة عنها بنظرة مجسمة ببرنامج الماكس
هذه المحاولة لتحديد المدينة ستروي القصة نفسها من ثلاث وجهات نظر- هذا ما أرجوه- وبعدها سنرى ماذا يحدث

أرجو ل
(((ذكريات من زمن المستقبل)))
أن ترى النور

وربما عندها سأولد من جديد

Vortex TheSaint
16-01-2008, 12:08 AM
في مكان أخر...............في زمن أخر سنلتقي
سنستعيد ذكريات زمننا ونفكر بذكريات المستقبل
سنحلم أحلامنا الوردية .......ونحولها الى اللون الأزرق
سنفكر بأسماء أولادنا
وسوف............... و سوف................ وسوف
ضاعت كلماته وأفكاره وذكرياته على صوت القطار وهو يمر
أهتز المبنى الذي وقف على سطحه ليتأمل ذكريات حاضره
وهو ينظر الى (((سايرن سيتي))) مدينته المشؤومة
وليفكر بها..هي التي رحلت منذ سنين من دون سبب
هي التي هزت حياته دوما بلون عينيها
هي التي كان يامل أن يحتفل بعيد زواجه الخمسين معها
والأن ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال هو نفسه لا يدري ما أجابته...........

***
يخرج من نفق الميترو عند محطة ((( سايبر تاون ))) وهو مستاء كعادته من الزحام الشديد
يجد نفسه في نفس الوضع الذي عانى منه منذ أربع سنوات حيث يرى وجهها في كل مكان
في لوحات الاعلانات......... في احجارالأبنية....... في واجهات المحلات.......... في خطوات المارة
في دخان العربات
ينظر الى السماء التي ضاع لونها الأزرق منذ زمن بعيد
يبحث عنها بين الغيوم الرمادية
وما زالت فكرة الانتحار تدور في رأسه
هل هو اليأس؟ أم الشوق؟أم الضجر؟؟
هل هو أدراكه أن لا معنى لحياته بدونها؟

بحق الجحيم اذا كان هو لا يدري فكيف تريدونني أنا أن أجيب على هذا السؤال؟؟؟؟؟؟

يمضي في طريقه ليصل الى المكتبة يقلب في الكتب بأشمئزاز فقد سأم القراءة منذ زمن بعيد!!!!
بعد رحيلها أقنع نفسه أنها اشارة الهية
حبس نفسه لأربع سنين في غرفته ليحاول أنهاء روايته التي كانت عبارة عن ثلاثة صفحات فقط عندما كانت في حياته
حاول أن يعود الى عادته القديمة الرسم التي كانت ملجأ له من قبل

لأربع سنين عاش حياة لم يقم فيها بأي نشاط
والان بعد خروجه أحس كأنه ارنب يخرج أذنيه من جحره ليعود فيستطلع الحياة من جديد


مشى طويلا هذا اليوم
طاف في أماكن عدة
نظر................أستكشف .....................تأمل
كان يرى المدينة بعينين جديدتين
بعيني طفل صغير
بعيني أنسان يسير في مدينته بعد زلزال ليكتشف أن كل شيء قد تغير
المعالم................الابنية...................البشر
الدكة الخشبية التي لطالما جلسا عليها أزيحت
الحدائق التي لطالما مشيا فيها محيت أيضا من واجهة التاريخ ..حلت محلها مجمعات تجارية
حلت محلها أساليب جديدة في الحياة
حاول طويلا من قبل أن يهرب من هذه المدينة
ولكنه وجد انها تتبعه أينما ذهب
تذكر كلمات الشاعر الشيخ
(((لا مدينة جديدة هناك ولا شطآن
فالمدينة ستتبعك اينما ذهبت .......
الشوارع نفسها..........والموانىء نفسه))))))))
أو شيء من هذا القبيل
لقد اكتشف ان المدينة أصبحت نفسه هو الذي كان دخيلا من زمن ليس ببعيد


بعد أربع سنوات خرج من عزلته ليجد نفسه أين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمام هذا ................................الشيء!!!!!!!!!!!
أطياف ذكرياته فردت أجنحتها أمام عينيه
ورفرت بعيدا.....................
جميع ما يذكره محي فجأة من الوجود
وحل محله هذا........................الشيء

وبقيت هناك جملة واحدة معلقة فوق رأسه :
يا الهي الى ماذا تحولنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هــمـسـة
16-01-2008, 09:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم لا أدري لماذا تقول محاولة يائسة
إنها على العكس محاولة تستحق أن يقال عنها إبداع بكل معنى الكلمة
بارك الله بك
دمت بخير

Vortex TheSaint
17-01-2008, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم لا أدري لماذا تقول محاولة يائسة
إنها على العكس محاولة تستحق أن يقال عنها إبداع بكل معنى الكلمة
بارك الله بك
دمت بخير

ألف شكر على مرورك وبالنسبة لليأس فهذا شيء سترونه هنا وأنتم ستحكمون
شرفني رأيك بمحاولتي التي أتمنى حقا أن أستطيع أتمامها

شكرا

Vortex TheSaint
17-01-2008, 11:02 PM
عاد الى غرفته حزينا
الأفكار السوداء تغمر عقله طوفانا زهريا
تنقل كثيرا بين النافذة والمطبخ
تارة يفكر بالقفز وطورا يحمل السكين بيده
حطم أشياءا و ................................................حطم أشياء
في النهاية وبعد ان ضجر بلاط الأرضية من بصمات خطواته
جلس على سريره ليحاول أن يهدأ
وضع السمفونية الخامسة لبروكاييف
أمسك عدة كتب ومن ثمة رماها جانبا لشعوره السريع...............بالملل
أمسك ريشته وحاول أن يدنس عذرية لوحته التي ظلت بيضاء لسنتين تقريبا ولكنه كعادته لم يقدر
.........................اسقط ريشته......................
نظرالى السماء التي لم تعد زرقاء منذ زمن طويل
وعندها لاحظ أنها تمطر
خرج الى الشرفة التي كانت تتسع له بصعوبة على عادة شرفات هذه الايام
وجلس ليبكي تحت المطر
لم تكن المرة الأولى التي يبكي فيها
ولن تكون طبعا .......................الأخيرة
عادت الافكار السوداوية لتهاجمه وهذه المرة كانت هجومها شرسا
شديدا
أنهكه صراعه مع ذات ملت من الحياة
وبينما تعالى صوت البرق
أخذ صوت الموسيقى خلفه يرتفع
وصوت الأبواق يزيد
ليدله أن السيمفونية شارفت على الانتهاء
وكذلك الكثير من الأشياء الأخرى........................!!!!!!!!!!!!!!

*****

وكعادته عندما دخل الى عالم النوم السرمدي
غرق في .........لا لن أقول الأحلام........بل الأحرى الهلوسات
عاد ليرى ذكريات أصبحت من مستقبل بعيد جدااااااااا
عاد ليرى نفسه وهو أصغر........وهو يشعر بأنه من الممكن له أن يعيش
من الممكن له أن يرى ويسمع ويشم .......................ويحلم
أرسلوه الى باريس لتحسين لغته الفرنسية
عينوه كسرتير للسفير هناك وهي وظيفة لم يكن يحسد عليها أبدا
ففي بحر السياسة المتلاطم سكرتير السفير أو الوزير او .................
هو أصعب عمل في الوجود
فجميع الأنظار موجهة اليه.............فهو السفير القادم في المستقبل القريب البعيد
بعد سنة ..........بعد سنتين..............أو بعد ملايين السنين
أو هكذا هي الحال في أغلب الأحيان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تعلم كثيرا هنا عن الأصناف البشرية............أقصد أصناف الخداع البشرية
فالانسان هنا في وجود السياسة ليس مخلوقا من لحم ودم وروح كما تعلمنا كتب علم الأحياء
لا بل هو شيء أبعد بكثير..............أدنى بكثير..........أرفع بكثير
هنا تعلم جميع طرق الكلام المعسول وغير المعسول
هنا تعلم جميع طرق اللعب على الحبال وحتى ...................الأسلاك
ألاعيب السياسة أنسته كل ما تعلمه في كامبريدج
سفره الى باريس أنساه كل تربيته الأنكليزية المتحفظة
هنا غرق في بحر من الأكاذيب والألعاب
ألعاب هو نفسه لم يكن قادرا على مجاراتها
ولكنه في النهاية هنا.................في وسط هذا الطوفان التقى ...........بها

غالي الساهر
18-01-2008, 02:53 PM
مرحباً بك سيدي ..

هنا نجد منك مايجول فكرك وماقد خطه قلبك قبل قلمك
ذكريات مستقبليه تدور حولها العديد من الكلمات
التي قد تجول خاطرك ، وقد تساعدك على رسم حياتك
واعتبرها ليست محاوله بل أثبات بأنك أنسان شاعري
ذو حس مميز يُريد تحقيق شيء لذاته وهذا ماميّز أسطرك

تمنياتي لك بالتوفيق واعجبني سردك الجميل للخاطرة
بخالص الاحترام ننتظر منك المزيد .

تحياتي
غالي الساهر

Vortex TheSaint
23-01-2008, 08:03 PM
مرحباً بك سيدي ..



هنا نجد منك مايجول فكرك وماقد خطه قلبك قبل قلمك
ذكريات مستقبليه تدور حولها العديد من الكلمات
التي قد تجول خاطرك ، وقد تساعدك على رسم حياتك
واعتبرها ليست محاوله بل أثبات بأنك أنسان شاعري
ذو حس مميز يُريد تحقيق شيء لذاته وهذا ماميّز أسطرك


تمنياتي لك بالتوفيق واعجبني سردك الجميل للخاطرة
بخالص الاحترام ننتظر منك المزيد .


تحياتي

غالي الساهر



أخي العزيز غالي الساهر شكرا على مرورك اللطيف الذي شرفني
وشكرا جزيل الشكر على رأيك أنت وبقية الأخوة وهو ما سيدفعني بالتأكيد نحو المتابعة
أرجو أن أرى أرائكم الجميلة :biggthumpوالناقدة أيضا :D

أما بالنسبة للذكريات فهي طبعا ستستمر في الجريان
شكرا

Vortex TheSaint
23-01-2008, 08:06 PM
في باريس عرف كل شيء ونسي كل شيء
تعلم ألعاب السياسة مع أنه كرهها..................ورغم ذلك مارسها وبتفوق لأن كل من حوله كان يمارسها
الجميع سعى الى منصبه وهو بالأصل لم يكن يريده
مهنة المحاماة التي درسها لعدد لا منته من السنين الضوئية والتي أحسها................يوما
نسي كل أصولها وفروعها
نسي كل خباياها
نسي......................نفسه
هنا نسي كل شيء
لأن كل شيء نسيه
هنا الجميع كان يسعى..........وهو معهم..................يتسلق ................وهو معهم
كسرطانات بحرية في سلة
تتصارع للوصول الى أعلى ولكنها في النهاية تعود لتنزلق
لتنزلق الى القاع من جديد
**************
في بحر السياسة المضطرب تخبط
وهنا لتخفف الضغط هناك ثلاثة أشياء يمكن ان تفعلها
الشراب أو الموت أو الانتحار
الكثير يمكن أن يظن أن لا فرق بين أخر أثنتين
ولكن في باريس.............................معصرة الحب الكبرى
يمكن لك لن تنتحر
ويمكن لك ان تموت
قد تموت من الوحدة .....................أو من كثرة البشر
قد تموت من الجوع......................أو من التخمة
هنا يمكن لك أن تخترع وسائل كثيرة للموت وأنت على قيد الحياة
يمكن لك ان تبتكر وسائل لكي تكون((( ليس على قيد الحياة )))
- وهذا الأخير هو تعبير جاك موظف السفارة السمين وصديقه غير الوحيد على الأغلب-
يمكن لك ان تتنفس ولكن أن تكون ((( ليس على قيد الحياة )))
وبما أن الانتحار كان بعيدا عن متناول اليد
والموت شيء بارد بطبيعة الحال...................وهو الذي لطالما كره أنتاركتيكا
لذا فقد لجأ الى الشيء السهل
الشراب
في باريس رسم خريطة ذهنية لجميع........................البارات
جميع الندل في المدينة كانوا يعرفونه بالاسم والوجه ورقم الهوية اذا أعتبرنا أن له هوية
جال عالم باريس السفلي ضاحية ضاحية وزقاقا زقاقا
تعرف على أشياء واشخاص لم يكن يدري أن لها وجود أو انها خلقت
دخل في متاهات يرفض العقل البشري أن يتصور وجودها
ولكن هذا التجوال الحر كالوطواط في عالم ليس عالمه كان شيئا مضرا لسكريتير السفير
جميع صحف الفضائح بدأت تتناول قصته بالشوكة والسكين
وهذا شيء غير مقبول بالنسبة للمجتمع السفاراتي الانكليزي
لذلك فقد جاءه تنبيه من الطراز الرفيع
من السفير نفسه
.
.
.
.
اذا فهذا باب جديد قد أغلق في وجهه...................وهو شيء لم يكن بالجديد.........بل كان متوقعا

******


أستيقظ على رنين الهاتف في الممر
فتح باب غرفته
ونظر حوله ليرى هل المكالمة لأحد ولكنه لم يلمح اي شخص
رفع السماعة وهو ما يزال يشعر بالنعاس يجري على أجفانه
وسمع صوت عاملة الهاتف
سيدي مكالمة من فرنسا هل تريد تلقيها
أراد أن يرفض ولكن لسانه نطق بكلمة نعم قبل أن يدري
سمع أخر صوت تصور أنه سيسمعه في هذه الايام
سمع صوت صديقه غير العزيز جاك يملأ سماعة الهاتف
سمع تلك الرنة الفرنسية المميزة وكانها تأتي من عصور قبل التاريخ
(((مرحبا يا صديقي............................... هل ما زلت لست على قيد الحياة)))
وسمع ضحكة جاك تملأ عقله الناعس بضحكة توازي قرع طبول ألف قبيلة أفريقية

مصراوية
23-01-2008, 08:55 PM
لا أدري أتقصد بالمحاولة اليائسة

الكتابة في حد ذاتها

أم محاولة هذا الشاب في أن يتواجد بين الأحياء

فأما الأولى

فأجد أنها محاولة طيبة جدا جدا في الكتابة

وأما الثانية

فهذا الشاب يحتاج الى أرض يقف عليها

فبينما أقرأ كلماتك لاتغرب عن مخيلتي

رؤية انسان يقف على لا أرض

وهو مغمض العينين يرفض أن يرى ماتحت قدميه وهو يعلم أنه واقف على هواء

بل يرفض وباصرار أن يجد أرضا يقف عليها

يتأرجح بشكل غريب

ويبدو أنه لم يتعلم كلمة اسمها

الثبات

والثبات قلم مداده الثقة بالله

يرسم أرضا صخرية

تستطيع أن تحمل على راحتيها كل المخلوقات

وليس فردا واحدا

سأحاول المتابعة

مع رجاء أن تنبت تحت قدميه غرسة أمل

غالي الساهر
27-01-2008, 01:48 PM
أهلا بك أخي العزيز

ها أنت تستمر في نفس الطريق الذي يلوح بذكرياتك
وأظن بأنني لن أمل من متابعة كتاباتك
ففي كل كلمة من خواطرك تخلق أحساس جديد وجميل

سلمت يداك بإنتظار ربيع ذكرياتك

تحياتي
غالي الساهر

Vortex TheSaint
01-02-2008, 12:08 AM
لا أدري أتقصد بالمحاولة اليائسة



الكتابة في حد ذاتها


أم محاولة هذا الشاب في أن يتواجد بين الأحياء


فأما الأولى


فأجد أنها محاولة طيبة جدا جدا في الكتابة


وأما الثانية


فهذا الشاب يحتاج الى أرض يقف عليها


فبينما أقرأ كلماتك لاتغرب عن مخيلتي


رؤية انسان يقف على لا أرض


وهو مغمض العينين يرفض أن يرى ماتحت قدميه وهو يعلم أنه واقف على هواء


بل يرفض وباصرار أن يجد أرضا يقف عليها


يتأرجح بشكل غريب


ويبدو أنه لم يتعلم كلمة اسمها


الثبات


والثبات قلم مداده الثقة بالله


يرسم أرضا صخرية


تستطيع أن تحمل على راحتيها كل المخلوقات


وليس فردا واحدا


سأحاول المتابعة


مع رجاء أن تنبت تحت قدميه غرسة أمل




الأمل هو فرصة بعيدة الأمل وطلقة رحمة لا تحتملها روايتي الأن
ربما لاحقا
شكرا على رأيك وأرجو أن تتابعي الموضوع لنرى أنا و وأنتم ماذا يمكن أن يحدث لي



اقصد له

وشكرا

Vortex TheSaint
01-02-2008, 12:11 AM
أهلا بك أخي العزيز



ها أنت تستمر في نفس الطريق الذي يلوح بذكرياتك
وأظن بأنني لن أمل من متابعة كتاباتك
ففي كل كلمة من خواطرك تخلق أحساس جديد وجميل


سلمت يداك بإنتظار ربيع ذكرياتك


تحياتي

غالي الساهر


شكرا أخي الكريم غالي السهر جزيل الشكر على رأيك

ربيع ذكرياتي يلزمه الأمل والأمل هو شيء مللت منه لأنه أضاع الكثير من الاشياء في المستقبل.........................اقصد الماضي

يسرني أن تتابع روايتي بصراحة أنا أمل أن اتابعها ايضا لأرى ماذا سيحدث :D

شكرا

Vortex TheSaint
01-02-2008, 12:15 AM
وماذا اذا بعد التحية والضحك يأتي دوما دور الاسئلة المصيرية من نوع ..........ماذا حدث معك وأين هي حياتك الأن على مقياس ريختر للزلازل!!!!!!!!!!!!!!!!!
وببساطة شديدة جاء جواب جاك مفاجئا:
"أنا في لندن في مهمة رسمية ....................
حيث يبدو أنني سأنتقل لهنا بشكل مؤقت لحوالي............. لا أعرف سنتين ربما!!!!!!!!!!!
ماذا يا صديقي العزيز لا أراك فرحا"
وهنا صحا ريتشارد من أحلامه تماما
"أيها الأخرق ولماذا لا أكون سعيدا ..................ولكني متفاجىء لأنني اليوم كنت أفكر بك
ولهذا صمتت يبدو أني بدأت أتحول الى قارئة كف ممسوسة وهو شيء قلما تجده في سايبر تاون"
ضحك جاك ضحكة خفيفة بدت لريتشارد مجرد مجاملة فرنسية غير مفهومة!!!!!!!!!!!وتابع:
"على أي حال أردت ان أخبرك فربما نلتقي قريبا لنتذكر ذكريات الزمن ......القادم
ولنرى مقدار بقائنا على قيد الحياة انا وأنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"


*****

وهذا ما حدث
عاد جاك الى الصورة ...................التي كانت وما زالت صغيرة ففي لندن هناك الكثير من الاشياء - بما فيها الاشخاص- يمكن أن تضيع مع الضباب تتبخر تختفي تنحرف عن الطريق الذي رسمه الله لها.
عاد جاك ليحرك الصورة البيروسكوبية مرة أخرى ولكنه للأسف لم يشكل فرقا كبيرا
لأن دعابته .........تلك الدعابة الفرنسية المشوبة بقدر صغير من الأنحراف لا يمكن لها بأي حال ان تعيد الحياة الى شخص أصبحت مهنته اليأس


******

كان يوما ممطرا
ذلك اليوم الذي أتفقا على اللقاء به
وعندما دخل الى البار أعمته لفحة من الحرارة ودخان السجائر وشبق لا ينتهي للدفء ....................لأناس ملوا من برد لا يرحم
ولأول وهلة لاحت له مجموعة الوجوه في الداخل ضبابية مدموجة كأنها نتاج عجيب للوحة فنية رسمها فان جوغ و غوغان وبعدها أتى دور سيزان ليشوه الجميع بمسحة من تدرج وحشي
"أن الفنان في بحثه الدائم عن فنه ينسى أحيانا أننا بشر.لأنا بالنسبة له مجرد مواد..........أشياء ..............وهو بذلك يرفعنا دوما الى مرتبة اعلى مما نستحق"
وبعد ان اعتادت عيناه على الدفء الشديد أجال بصره باحثا عن جاك
واتاه صوت بفرنسية منمقة من الزاوية خلفه "ريتشارد دارك صديقي العزيز يا ألهي كم تغيرت"

وصاد الصمت المطبق


*************************

وسرعان ما ألفت عيناه الظلام
سار وهو يحاول أن يتذكر كيف وصل الى هنا
اصطدم بالكثير من الأشياء الأخرى
أقصد اصطدم أولا بالكرسي ومن ثمة............................. بالكثير من الأشياء الأخرى
تلمس طريقه الى الباب و.......................فتحه
بالطبع ماذا يمكن أن يفعل يخلعه مثلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا لا فتربيته الراقية ما زال تتمنعه من تحطيم اشياء كان لها حياة في يوم من الأيام
وفجأة صحى
اللعنة ماذا يحدث
هل عدنا
أستغرب قليلا فهذا شيء يحدث له للمرة الأولى
نظر حوله فشاهد جاك حيث تركه قبل خمس دقائق عندما توجه الى البار ليحضر مشروبهما
جالسا الى تلك الطاولة الوحيدة بين عدد لا متناه من اشارات التعجب
ادار رأسه قليلا فلاحظ أن كل شيء يدور
ام لا!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أدري
ولكن سرعان ما استعاد توازنه وحاول العودة الى طاولته
ترنح قليلا وأحس بالدوار يزول ويختفي ومن ثم يعود وكأنه يمشي على خيط
تمالك نفسه وحاول الخروج من ذاك النفق الأسود
حاول أن يعود الى طاولته...............الى ذكريات الزمن القادم
الى ذكريات لطالما تمنى لو تضيع ..................تختفي...................تدخل في غيبوبة
غيبوبة لطالما حلم هو نفسه بالدخول فيها

ولكنه رغم كل شيء بقي حيا
وهذا شيء كان مستبعدا دوما
مستبعدا لدرجة أن جاك تقبل كوب الشراب بأنشراح تام



وشربا في صحة الأيام الماضية

Vortex TheSaint
22-02-2008, 08:32 PM
هل كان حقا مستعدا لكل هذا البريق.........لكل هذه الشهرة
هل كان دوما هكذا................هل كان مقدرا له أن يتوه في عالم من النسبية أو السببية
لا يمكن أن أحكم فكما أنه هناك دوما خط رفيع ما بين الحقيقة والخيال..........ما بين الحب والكره ..........ما بين العقل والجنون
أيضا هناك خط رفيع ما بين النسبية والسببية............حرفا الباء والنون


*****************************

لا أدري ولكن عودة جاك لم تكن شيئا حميدا ................جيدا..............
لم تكن شيء يبعث الى الارتياح
لم تكن أشارة جيدة
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لأنه أخرجه ببساطة من قوقعته
رماه هناك في ذلك المقهى
وضعه على قارعة الطريق وأجبره أن يتسول..........يتسول أصداء حياة ماضية
حياة كان يمكن أن تعاش..............ولكن لسبب من الأسباب حدث خطء في مكان ما على طول الطريق
رقم واحد في تلك المعادلة الحسابية المعقدة المؤلفة من عملية جمع واحدة لم يكن محسوبا بدقة

وطبعا فهذا أدى بكل التركيبة الى الدمار

**************

خرجا كثيرا بعد تلك الليلة
طافا في أنحاء سايرن سيتي كلها
خرجا أحيانا خارج المدينة -رغم خطورة هذا الأمر-
تحدثا كثيرا عن كل شيء تقريبا
الا تلك اليالي المشؤومة في باريس فلم تخطر أبدا على البال
ربما خطرت ولكن تم تناسيها بسرعة وصمت وسهولة ..........تامة