مصراوي أصيل
17-01-2008, 11:05 AM
لم تتوقَّف الحركة لحظة واحدة داخل أو خارج المدرسة الثانويَّة ، الواقعة داخل المنطقة الثانويَّة ... إنه موسم الانتخابات كما تعلمون .. وقد كانت هذه المدرسة ضمن المدارس المنتخبة لإتمام إجراءات الانتخاب بها ..
و بينما الحركة متواصلة داخل المدرسة – سواءً من الناخبين أو القائمين عليه – كنت أنا أنظِّم الطوابير بالخارج ..
و بينما أنا قائم بعملي ، إذّ بي أرى فتاة صغيرة السن ترمق الوجوه في مزيج عجيب من اللهفة ، و الحيرة .. و استمرت على هذا الحال لمدَّة طويلة ، حتى تملَّكها اليأس ، و قد بدى عليها الضيق و الحزن ..
و بينما تهم بالانصراف لم أملك إلا أن استوقفتها و سألتها :-
- كنت مستنيَّة حد يا شاطرة ؟
حرَّكت الفتاة رأسها الصغير في حزن و قالت في صون باكٍ :-
- بابا عبد المجيد راح هنا .
انحنيت لأقارب طولها و قلت أسألها :-
- إنت جيتي معاه هنا ؟
هزت رأسها نفياً و قالت في هدوء طفولي :-
- لأ .. هوَّه جه لواحده .
عدت أسألها متعجباً :-
- طيِّب إنتي .. مين إللي جابك ؟
أشارت الفتاه إلى عمارة قريبة و قالت :-
- أنا ساكنة هنا .
ربَّت على كتفها الصغير و قلت :-
- طيب روحي إستنِّي بابا في البيت بدل الوقفة كدة في الشمس .
حرَّكت رأسها نفياً و قالت :-
- لأ .. ماينفعش .. أصله مش حيرَّوح البيت .
سألتها في فضول لم أستطع كتمانه :-
- إيه خلاَّكي تقولي كده ؟
و هنا راحت الفتاة تشرح لي في هدوئها و براءتها الطفوليين :-
- أصل أنا سمعت ماما بتقول لخالو في التليفون إنهم بياخدوا الميِّتيين في أتوبيس من المقابر علشان ينتخبوا وبعدين يرجَّعوهم تاني ..
ثم أحنت رأسها الصغير و هي تكمل في حزن .. بينما أنا فاغر الفاه من المفاجأة :-
- و أنا بابا أصله وحشني أوي يا عمو و كان نفسي أشوفه ..
تـــــم بحمد الله
و بينما الحركة متواصلة داخل المدرسة – سواءً من الناخبين أو القائمين عليه – كنت أنا أنظِّم الطوابير بالخارج ..
و بينما أنا قائم بعملي ، إذّ بي أرى فتاة صغيرة السن ترمق الوجوه في مزيج عجيب من اللهفة ، و الحيرة .. و استمرت على هذا الحال لمدَّة طويلة ، حتى تملَّكها اليأس ، و قد بدى عليها الضيق و الحزن ..
و بينما تهم بالانصراف لم أملك إلا أن استوقفتها و سألتها :-
- كنت مستنيَّة حد يا شاطرة ؟
حرَّكت الفتاة رأسها الصغير في حزن و قالت في صون باكٍ :-
- بابا عبد المجيد راح هنا .
انحنيت لأقارب طولها و قلت أسألها :-
- إنت جيتي معاه هنا ؟
هزت رأسها نفياً و قالت في هدوء طفولي :-
- لأ .. هوَّه جه لواحده .
عدت أسألها متعجباً :-
- طيِّب إنتي .. مين إللي جابك ؟
أشارت الفتاه إلى عمارة قريبة و قالت :-
- أنا ساكنة هنا .
ربَّت على كتفها الصغير و قلت :-
- طيب روحي إستنِّي بابا في البيت بدل الوقفة كدة في الشمس .
حرَّكت رأسها نفياً و قالت :-
- لأ .. ماينفعش .. أصله مش حيرَّوح البيت .
سألتها في فضول لم أستطع كتمانه :-
- إيه خلاَّكي تقولي كده ؟
و هنا راحت الفتاة تشرح لي في هدوئها و براءتها الطفوليين :-
- أصل أنا سمعت ماما بتقول لخالو في التليفون إنهم بياخدوا الميِّتيين في أتوبيس من المقابر علشان ينتخبوا وبعدين يرجَّعوهم تاني ..
ثم أحنت رأسها الصغير و هي تكمل في حزن .. بينما أنا فاغر الفاه من المفاجأة :-
- و أنا بابا أصله وحشني أوي يا عمو و كان نفسي أشوفه ..
تـــــم بحمد الله