رنيم الجردي
18-02-2008, 01:33 PM
لأنّي كنْتُ طفلةً مدللةً يدورُ الكونُ حول إصبعي ...و تنبتُ أزهارٌ صغيرةُ العينين في ضفائري.... و لأنّ الضجرَ لسعني.. حملتُ سلّةً صغيرةً و خرجت إلى شرفتي لأقطفَ القمر و بعض النجمات ... مددتُ يدي بأناقة أحاولُ انتزاعَ القمرِ..فرمقني بحنانٍ شديدٍ و همسَ :..ألن تكبري أبداً ؟؟؟...أنا قمر و لستُ كعكةً مدوّرةً ...!!!
عبستُ و صحتُ بنزقٍ : أنتَ لستَ كعكةً أنا أعرف...!!! أنتً قمر و أنا أحتاجُ قمراً يضيءُ لي في الأماسي الشاحبة..... ضحك القمرُ و صاحَ : ومن سيضيءُ السّماءَ ؟؟ أجبتُ بغيظٍ :السماءُ لا تهمني فأنا أشعر بالوحدةِ و أريدُ صديقاً يلمع.....وأنت....َ ألا تشعرُ بالوحدةِ في هذهِ السّماءِ المقفرة..؟
ترددَ ثمَّ قالَ بشرودٍ : نعم أنا وحيد...
فقلتُ بخجلٍ :النجماتُ غبيّات ولا يحسنّ إلاّ التحديقَ ببلاهةٍ..أمّا أنا فسأحكي لك َحكايات كثير و اغنّي أغنيات رقيقة كالحبّ و الخيرِ و المطر ولن تشعرَ بالضجرِ أبداً....
أغمضتُ عينيَّ بدلالٍ و همستُ : هيّا .. تعالَ لن أفتح عينيّ حتّى تصبحَ أمامي ....
همسَ بقلقٍ : سيغرقُ العالمُ في العتمةِ....
همستُ وعينايَ مازالتا مغمضتين : لن يلحظ غيابكَ أحد ، من هذا الذي يملكُ الوقتَ لينظرَ إلى السّماءِ....
سمعتُ زفرتهُ الطويلةَ و فتحتُ عينيَّ حينَ شعرتُ بأصابعهِ تمسكُ أصابعي ، نظرتُ إليهِ وهو يقفُ بقامتهِ المديدةِ و خصلاتُ شعره ِالفضيَّ مسدلة على جبينه بفوضويّةٍ مبهرةٍ ..، وأنا كنتُ واقفةً أمامه ُمذهولةً بذلكَ العطرِ الذي يتبعثرُ حولهُ كلّما اصطدمتِ بهِ نسمةُ هواء ، و كنتُ أحدّقُ بالقمرِ الذي خلقَ مرّةً واحدةً و عاشَ عمراً في سماءٍ واحدةٍ ...لكنّهُ يقفُ الآنَ في شرفتي و أنا ألمسُ خدّيهِ الرقيقينِ و أردد : أنتَ لي و حدي...!!
وتمرّ أماسٍ طويلة وأنا أضعُ رأسي على ركبتيّ القمر .. يداعبُ بأصابعهِ شعري و أنا أثرثرُ لهُ قصصاً خرافيّةً عن الحبَّ و المطرَ و الجنونِ وهو يستمعُ إليَّ بودٍّ.. و يبتسمُ دون أن يقولَ إن أحبّ حكاياتي أم لا.... وحين فقدتُ الرّغبةَ بالثرثرةِ رحتُ أغنّي لهُ و هو ينصتُ إلى صوتي الخافتِ بإمعانٍ و يراقبُ بعينينِ صافيتينِ عينيَّ اللتينِ تضحكان لأجلهِ.... و حينَ شعرتُ بالتعبِ توقفتُ عن الغناءِ .. فلم يعترض القمرُ لكنّهُ زادَ شحوباً.. و ظلِّ صامتاَ يحدّقُ بي و يحدّقُ في السماءِ الغارقةِ في العتمةِ و يرمقُ الجدران التي تلمعُ بضوئهِ.....
وعرفتُ أنَّ القمرَ سيغادرُ لأنّهُ لا يحسنُ أن يكونَ قمراً في شرفةٍ و يضيءَ لأجلِ شخصٍ واحدٍ......
بللتُ يديهِ بدموعي و رجوتهُ أن يبقى معي وألاّ يضيءَ في سماءٍ أخرى لكنّهُ همسَ بحزنٍ : إن بقيتُ سينطفئ العالم.....
أزحتُ عينيَّ عنهُ و ركضتُ..، أغلقتُ نوافذي و أقسمتُ ألاّ أنظرَ إلى السماءِ ثانيةً ، لكنّي من حينٍ لآخر... كنتُ أفقدُ صبري فأسترقَ النظرَ من بينِ الستائرِ لأرى القمرَ بكاملِ بهائهِ يضيءَُ العالمَ كلّهُ ..لكنّهُ في لحظاتٍ خاطفةٍ يرمقُ بشرودٍ نافذتي المغلقة فأبتسمُ و أردد: ما زالَ لي ..... أنا وحدي
عبستُ و صحتُ بنزقٍ : أنتَ لستَ كعكةً أنا أعرف...!!! أنتً قمر و أنا أحتاجُ قمراً يضيءُ لي في الأماسي الشاحبة..... ضحك القمرُ و صاحَ : ومن سيضيءُ السّماءَ ؟؟ أجبتُ بغيظٍ :السماءُ لا تهمني فأنا أشعر بالوحدةِ و أريدُ صديقاً يلمع.....وأنت....َ ألا تشعرُ بالوحدةِ في هذهِ السّماءِ المقفرة..؟
ترددَ ثمَّ قالَ بشرودٍ : نعم أنا وحيد...
فقلتُ بخجلٍ :النجماتُ غبيّات ولا يحسنّ إلاّ التحديقَ ببلاهةٍ..أمّا أنا فسأحكي لك َحكايات كثير و اغنّي أغنيات رقيقة كالحبّ و الخيرِ و المطر ولن تشعرَ بالضجرِ أبداً....
أغمضتُ عينيَّ بدلالٍ و همستُ : هيّا .. تعالَ لن أفتح عينيّ حتّى تصبحَ أمامي ....
همسَ بقلقٍ : سيغرقُ العالمُ في العتمةِ....
همستُ وعينايَ مازالتا مغمضتين : لن يلحظ غيابكَ أحد ، من هذا الذي يملكُ الوقتَ لينظرَ إلى السّماءِ....
سمعتُ زفرتهُ الطويلةَ و فتحتُ عينيَّ حينَ شعرتُ بأصابعهِ تمسكُ أصابعي ، نظرتُ إليهِ وهو يقفُ بقامتهِ المديدةِ و خصلاتُ شعره ِالفضيَّ مسدلة على جبينه بفوضويّةٍ مبهرةٍ ..، وأنا كنتُ واقفةً أمامه ُمذهولةً بذلكَ العطرِ الذي يتبعثرُ حولهُ كلّما اصطدمتِ بهِ نسمةُ هواء ، و كنتُ أحدّقُ بالقمرِ الذي خلقَ مرّةً واحدةً و عاشَ عمراً في سماءٍ واحدةٍ ...لكنّهُ يقفُ الآنَ في شرفتي و أنا ألمسُ خدّيهِ الرقيقينِ و أردد : أنتَ لي و حدي...!!
وتمرّ أماسٍ طويلة وأنا أضعُ رأسي على ركبتيّ القمر .. يداعبُ بأصابعهِ شعري و أنا أثرثرُ لهُ قصصاً خرافيّةً عن الحبَّ و المطرَ و الجنونِ وهو يستمعُ إليَّ بودٍّ.. و يبتسمُ دون أن يقولَ إن أحبّ حكاياتي أم لا.... وحين فقدتُ الرّغبةَ بالثرثرةِ رحتُ أغنّي لهُ و هو ينصتُ إلى صوتي الخافتِ بإمعانٍ و يراقبُ بعينينِ صافيتينِ عينيَّ اللتينِ تضحكان لأجلهِ.... و حينَ شعرتُ بالتعبِ توقفتُ عن الغناءِ .. فلم يعترض القمرُ لكنّهُ زادَ شحوباً.. و ظلِّ صامتاَ يحدّقُ بي و يحدّقُ في السماءِ الغارقةِ في العتمةِ و يرمقُ الجدران التي تلمعُ بضوئهِ.....
وعرفتُ أنَّ القمرَ سيغادرُ لأنّهُ لا يحسنُ أن يكونَ قمراً في شرفةٍ و يضيءَ لأجلِ شخصٍ واحدٍ......
بللتُ يديهِ بدموعي و رجوتهُ أن يبقى معي وألاّ يضيءَ في سماءٍ أخرى لكنّهُ همسَ بحزنٍ : إن بقيتُ سينطفئ العالم.....
أزحتُ عينيَّ عنهُ و ركضتُ..، أغلقتُ نوافذي و أقسمتُ ألاّ أنظرَ إلى السماءِ ثانيةً ، لكنّي من حينٍ لآخر... كنتُ أفقدُ صبري فأسترقَ النظرَ من بينِ الستائرِ لأرى القمرَ بكاملِ بهائهِ يضيءَُ العالمَ كلّهُ ..لكنّهُ في لحظاتٍ خاطفةٍ يرمقُ بشرودٍ نافذتي المغلقة فأبتسمُ و أردد: ما زالَ لي ..... أنا وحدي