المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية عقاب الأبناء .. مهارة وفن



Danger_Scorpion
20-02-2008, 02:32 PM
تقـرير: إيناس علي

رغم أنه لم يزل في عهد الورد وبهجتها ولم يكابد بعد نصب الدنيا وقسوتها، الا أن كما هائلا من التساؤلات بدأت تطارد شقاوته غير العادية.
فلماذا يكثر سعيد ابن الأربع سنوات من الالتفاف حول نفسه؟؟ولماذا يؤذي زملاءه دون سبب يذكر؟ وما جريرة ممتلكات الصف التي يرفسها دوما دون رحمة؟


هذه الأسئلة وغيرها من السلوكيات العصبية، جعلت معلمته في الروضة تبحث عن ظروف نشأته، رغم أن ملفه الشخصي يخلو من أي ملاحظة عن وضعه الاجتماعي، فأبوه صاحب متجر كبير، هادىء ووقور ولكن الحقيقة حملت في طياتها العاصفة بعد السكون، فأبو سعيد يستنفد كل ابتساماته الرقيقة ومشاعره العطرة مع زبائنه، حتى لا يفلتون من بين يديه، ولا يبقى لسعيد الا الصفعات والضرب المبرح وفي أحسن الأحوال الصراخ والشتيمة!!

قد يبدو( أبو سعيد) أكثر قسوة منك أخي القارىء، ولكننا في كثير من الأحيان نلجأ لضرب أبنائنا بحجة تأديبهم وأن هذا الأمر يصب في صالحهم وان "ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب".

فهل يمكن أن نعتبر ضرب الأبناء وسيلة تربوية؟

وكيف ينسجم موقف الإسلام من الضرب مع الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة؟ وما هي البدائل التربوية للضرب.؟

الضرب أو الصفعات والضرب بالعصا من الوسائل المستخدمة في تربية الأطفال والتي بدورها تجرفهم الى عالم الخوف والقلق المستمر والتي تؤثر سلبا على نفسيتهم وعلى تكيفهم الذاتي والاجتماعي ويتمثل العنف التربوي بضرب وتعذيب الأطفال ضربا مبرحا واستخدام كلمات ساخرة وتهكمية للطفل مما يشعره بالحزن والألم.

وقد يلجأ الأهل لهذا وفقا لنموذج اجتماعي وأخلاقي . ويعود ضرب الأبناء من قبل آبائهم الى أسباب اجتماعية ونفسية وثقافية منها:

* الجهل التربوي: العديد من الأهل لا يدركون الآثار السلبية لأسلوب التسلط على شخصية الطفل ومستقبله.
* أسلوب التسلط: قد ينعكس هذا الأسلوب على الأهل من التربية التي عاشوها في صغرهم
* الاعتقاد بأن أسلوب العنف هو فقط المجدي من أجل ضبط النظام والهدوء في البيت وهو أسهل الأساليب للوصول الى الهدف
* قد يدرك بعض الأهل الآثار السلبية لضرب الأبناء فيمتنعون عن استخدامه ويلجأون لأسلوب التهكم والسخرية، العقوبة المعنوية والتي لا تقل تأثيرا على نفسية أبنائهم.
* الظروف الاجتماعية التي يمر بها الأهل في العمل والبيت قد يفرغها أحد الوالدين في إطار الأسرة مما ينعكس سلبا على نمو ونفسية أطفالهم.



آثار العقاب الجسدي على الأبناء

إن الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للتخويف أو للضرب يحاولون الحصول على القوة من خلال الانتقام الذي يوجهونه للآخرين لأنهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدي الى إيذاء الآخرين، فالانتقام عند طفل الثانية قد يحدث من خلال بعثرة أطباق الطعام وبعد بلوغه قد يكون الانتقام من خلال الجنوح ومقارعة القيم الاجتماعية.

ويؤكد الأخصائي النفسي سامي محاجنة المحاضر في جامعة حيفا أن تأثيرات العقاب على الفرد قد تتراوح من تأثيرات بسيطة الى تأثيرات مرضية،فمن الناحية الأولى البسيطة قد لا يتعلم الطفل شيئا بواسطة العقاب ونحن أصلا أردنا بالعقاب تعليمه أشياء مرغوبة ومنعه عن أمور غير مرغوب بها، وذلك لأن العقاب أصلا معروف على أنه وسيلة لقمع سلوك غير مرغوب به. من خلال هذا التعريف لا يمكن للطفل أن يتعلم أشياء جديدة أو ما هي الأشياء المرغوب بها، بالتالي استعمال العقاب يؤدي الى تقليل احتمالات السلوك بما أنه لا يتم تعليم الطفل أشياء جديدة وإنما فقط قمع سلوكيات غير مرغوب بها.

من الناحية الأكثر شدة ، استعمال العقاب القاسي والمتكرر قد يؤدي الى نمو نماذج سلوك مرضية أولها سلوك خنوع بمعنى أنه تنعدم اليه المبادرة والاستقلالية والتي قد تترجم بالحياة اليومية الى ما نسميه الخجل لكن بشكل مبالغ فيه حيث ينعدم استعداد الطفل التعبير عن قدراته كذلك قد ينشأ لديه شعور بالشك بقدراته وذلك لأنه عوقب على سلوكيات قام بها وذلك بالنسبة له يعني انه غير قادر على تنسيق سلوكيات ترضي والديه.

من الناحية الأخرى قد يتكون داخله تراكم لغضب وخيبات أمل كثيرة التي قد تترجم بحالات معينة الى انفجارات عنف وغضب شديدة مستقبلا هذه السلوكيات قد تصبح أشد، مما يؤدي الى رؤية شخصية سلبية تجاه الذات والأصعب كما تشدد الأبحاث أنه غالبا ما يتحول هذا الطفل المعاقب الى أم أو أب معاقب.

وقد صدرت مؤخرا من جامعة نيو هامشبر البريطانية دراسة علمية تؤكد أن التلاميذ الذين تعرضوا للضرب كثيرا في المنزل تدهورت قدراتهم في التفكير والقراءة والحساب.

ويؤكد العامل الاجتماعي أحمد سليمان أن هناك تأثيرا آخر للعقاب البدني على الطفل يتمثل في تكوين ميول واتجاهات سلبية نحو الشخص المعاقب مثل كراهية الأب والأم أو المعلم وتظل هذه الكراهية سببا يعوق تقدمه دائما في الحياة العملية وتحول دون أن يكون عضوا مؤثرا في مجتمعه، كما وأكد على ظاهرة وراثة العنف من الآباء الى الأبناء وأشار الى دراسة علمية تبين أن 96٪ من الآباء الذين يضربون أبناءهم قد تعرضوا للضرب في صغرهم.



العقاب بعيدا عن الضرب

يؤكد الأستاذ سامي محاجنة أن الفائدة من العقاب تنتهي فور انتهاء استعماله بمعنى أن الفائدة منه جارية ما دام استعماله وفي اللحظة التي يتوقف بها استعمال العقاب تتوقف أيضا الفائدة منه.

كذلك فائدة أخرى للعقاب هي مفعوليته السريعة أي أننا نصل الى النتائج بسرعة لكن من الناحية الأخرى بواسطة العقاب ونتيجة مفعوليته السريعة هذه لا تتاح أمام الفرد ( الطفل المعاقب في هذه الحالة) أن يتعلم ما هو العمل الصحيح بدل ذلك الذي عوقب من أجله.

خلاصة القول: إن الفائدة من العقاب محدودة جدا هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار هذين الأمرين.

معنى ذلك، أنه من الواجب نهج سبل أخرى تتيح لنا بنفس الوقت أن تكون مفعولية الوسيلة دائمة قدر الإمكان وكذلك يستطيع الفرد (الطفل المعاقب ) أن يتعلم ما هو السلوك الصحيح، هذه السبل أصعب ما تتطلب هي صبر طويل والا ننتظر النتائج الفورية مثلما ننتظر ذلك عندما نستعمل العقاب.

في هذه السبل أولاً نحتاج الى وضع قوانين وحدود واضحة وثابتة لا نسمح للطفل بتعديها حتى لو كلف ذلك احتجاج كبير من قبل الطفل،كل ذلك بدون حاجة للعقاب. خلال ذلك قد تتاح فرص وقد يسلك الطفل سلوكيات مرغوبة بطريق الصدفة فمن واجب الوالدين أن ينتبها لذلك وأن يشجعا الطفل على ذلك.

أخيرا: اذا أردنا أن نعلم الطفل الأمر الصحيح فيجب أن ننتبه أننا نملك فرصة من الزمن طويلة نسبيا ( الطفولة كلها) وأننا خلال كل هذه الفترة يجب أن ننتبه أن النتائج الفورية قد تؤدي الى أمور سلبية.



فن العقاب... الوسائل التربوية البديلة عن العقاب الجسدي

يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الأخطاء ولتقويم سلوكهم فما هي أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب.

الحرمان من الأشياء المحببة اليه:

يلجأ الكثير من الآباء والأمهات الى عقوبتهم بحرمانهم من الأشياء المحببة اليهم فيقول الأستاذ خالد حجاجرة إن ابنته في الصف الثالث تشعر بضيق شديد عند حرمانها من الذهاب الى بيت جدها وعليه اغتنم هذه الوسيلة كثيرا لتأديبها، وتؤكد المعلمة سامية مراد -مركزة فرع الطفولة المبكرة في مدرسة خديجة بنت خويلد- أن حرمان الطفل من شيء يحبه أو لعبة يلعبها أو سلوك مشابه يردعه عن التصرف الخاطىء الذي قام به الابن حسب تفسير الأهل فرغبة الأهل أن يتعلم ابنهم أن هذا التصرف خاطىء أو مضر لمن حوله.

لكن الحرمان يجب أن يكون لفترة محدودة فقط لساعة أو ليوم. والعقاب يجب أن يتم بعد تكرار الخطأ عدة مرات والتوجيه له عدة مرات أيضا ، فالحرمان الطويل يجلب الضرر النفسي للطفل.

النظرة الحادة والهمهمة:

يعتقد أبو فراس أن نظراته الحادة كفيلة أن تردع أطفاله عن الخطأ وفي بعض الأحيان يضطر للهمهمة والزمجرة كإشارة منه الى زيادة غضبه ويؤكد أبو فراس أن على الآباء والأمهات مراعاة أخطاء أبنائهم وأن يكون العقاب بحجم الخطأ فلا يعقل أن يكون عقاب الابن الذي تكاسل عن غسل يديه بعد الطعام مثل عقاب من سب جيرانه وشتمهم، فعلى الآباء أن يتدرجوا في ردود فعلهم وفق مستوى أخطاء أبنائهم.

الحبس المؤقت والاهمال :

يعتقد الأخصائي النفسي أيمن محمد عال أن هذا النوع من العقاب مفيد جدا رغم أن الكثيرين لا يستعملونه ويمكن تنفيذه من جيل سنتين فحينما يخطىء الطفل تطلب أمه أن ينتقل الى زاوية العقاب حيث يجلس على كرسي محدد في جانب الغرفة ويتم اهماله لفترة محدودة من الوقت وبعد انتهاء العقاب يتم الحوار مع الابن عن أسباب عقابه، وتأخذ أشكال الاهمال صورا أقسى حينما يدخل الأب أو الأم فيسلمون ولا يخصون ذلك الابن بتحية خاصة أو لا يسألون عن برامجه في ذلك اليوم أو مدح غيره من أبناء جيله أمامه على أن لا يكون ذلك الا للعقاب عند الأخطاء الكبيرة وينصح عدم الإكثار من هذا الأسلوب الا للحاجة الملحة.

التهديد :

بعد أن تستنفد كل الوسائل التربوية الأخرى تضطر أم رفيق تخويف أبنائها وتهديدهم بالضرب واذا أصر البعض على الخطأ الشديد ولم يأبهوا بتهديدها تضطر أخيرا لتنفيذ تهديداتها بالضرب غير المؤذي ولا المبرح.

آخر العلاج الضرب:

الضرب آخر الوسائل وليس أولها وللضرب شروط وآداب ولا يكون الا في الامور الكبيرة كترك الصلاة ولكن يجب ان يسبقه الخطوات التاديبية السابقة وفي مشاركة د. أحمد قعدان المحاضر في اكاديمية القاسمي ما يغنينا في هذا الجانب:

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع ، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر".( رواه ابو داود وحسنه).
* عن انس - رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مروهم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لثلاث عشرة".( رواه الدارقطني) (1/231).
* اقصى الضرب للتأديب ثلاثة وللقصاص عشرة:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يجلد فوق عشر جلدات الا في حد من حدود".( اخرجه البخاري).
* كان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- يكتب الى الأمصار: لا يقرن المعلم فوق ثلاث، فإنها مخافة للغلام.
- عن الضحاك قال : ما ضرب المعلم غلاما فوق ثلاث فهو قصاص.

مواصفات أداة الضرب:

- أن تكون معتدلة الحجم
-أن تكون معتدلة الرطوبة فلا تكون رطبة تشق الجلد لثقله، ولا شديدة اليبوسة فلا تؤلم لخفتها.
* طريقة الضرب:
- أن يكون مفرقا لا مجموعا في محل واحد
- أن يكون بين الضربتين زمن يخف به الالم الاول.
- الا يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط لأعضده حتى يرى بياض ابطه فلا يرفعه لئلا يعظم المه.
وقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول للضارب: لا ترفع ابطك اي لا تضرب بكل قوة يدك.

مكان الضرب:

ان لا يضرب الوجه او الفرج- والرأس عند الحنفية-.
- عن علي - رضي الله عنه- انه أتي برجل سكران او في حد فقال: اضرب وأعط كل عضو حقه واتق الوجه والمذاكير.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:" اذا ضرب احدكم فليتق الوجه"( رواه ابو داود).
وعند بعض السلف فإن أفضل مكان للضرب اليدين والرجلين.

لا ضرب مع الغضب:

قال ابو بكر الصديق - رضي الله عنه- :"لا يقضين بين اثنين وهو غضبان)( رواه الجماعة).
* اذا ذكر الطفل اسم الله تعالى:
يجب وقف الضرب اذا ذكر الطفل الله تعالى : عن ابي سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اذا ضرب احدكم خادمه فذكر الله فارفعوا ايديكم"(رواه الترمذي).. وفي هذا تعظيم لله في نفس الطفل.

الثواب والعقاب مطلوبان:

ان تربية الاطفال بالثواب والعقاب مطلوبة لكنها مؤطرة بشروط، ومقننة بقوانين ، فالعقاب الذي يطلب تطبيقه في تربية الابناء هو الذي لا يؤلم نفسيا ولا يهدر الكرامة.
ونؤكد ان العقاب يجب ان يكون بحكمة.

التأديب:

قال الكاساني في بدائع الصنائع:" ان الصبي يعزر تأديبا لا عقوبة، لأنه من اهل التأديب".
الا ترى الى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مروا صبيانكم بالصلاة اذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها اذا بلغوا عشرا". ويكون ذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقاب.
لا شك ان الطفل كأي كائن حي يجهل اكثر مما يعلم، فإذا علم فعل الصواب وسار سيرا محمودا. لذلك تكون مرحلة تعلمه من الصغر اولى الخطوات في تقويمه، وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح البنى الفكرية للطفل مستعملا شتى الوسائل والاساليب التي تمتاز بالرفق واللين ومنها ما ذكره ابو هريرة - رضي الله عنه- قال :" اخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" كخ كخ، ارم بها اما علمت انّا لا نأكل الصدقات".



ماذا يقول الأهل في هذا الموضوع

أم سليمان- ربة بيت-
تحدثنا بصراحة أن جيل اليوم لا ينفع معه غير أسلوب الضرب لأن ما يفعلونه يخرج الأهل عن شعورهم من شدة عنادهم فيتجه الأهل للضرب لأنه أسهل الأساليب للوصول الى غايتهم ولضغوطات الحياة الكثيرة.
أما آمال محمد- ربة بيت وأم لأربعة أبناء في مختلف الأجيال فتقول: لم أجد أصعب من تربية الأبناء فإنها مسئولية كبيرة بحاجة الى اهتمام ورعاية من الوالدين وبالنسبة لتعاملنا فإننا نحاول أن نربي أبناءنا بلا ضرب ونقيم علاقتنا على التفاهم والحوار ولكن أفقد صوابي في فترة الامتحانات ويكون البيت في حالة استنفار وتتحول حالتي النفسية الى عصبية للغاية مع أنني أحاول ضبط أعصابي ولا أخفي عليكم أنني لا أضربهم الا إذا قصروا في دروسهم.

رانية محمد -مربية وأم لثلاثة أبناء-
إذا علمت الأم أبناءها المحافظة على مبادئهم وقيمهم وحبهم بالحوار فإنها حتما لا تحتاج الى الضرب فأنا وزوجي لا نلجأ لضرب أولادنا كما يفعل بعض الأهالي، وأشد عقاب نتبعه هو توبيخهم بالكلام والحرمان من شيء يحبونه.

أم أحمد ممرضة: تقول:
بعد تجربتي مع ابني البكر استنتجت أن الضرب أسلوب غير ناجح للتربية وأحاول تجنب ضرب أولادي قدر الإمكان واستعمال أسلوب الاقناع والتفاهم. فضربي لابنتي أفقدها شخصيتها وكان ذلك نتيجة ضغط اجتماعي وخاصة من مربية صفها في المرحلة الأولى فدائما تضجر من قوة شخصيتها عندها اضطر لمعاقبتها بالضرب المبرح حتى أفقدتها شخصيتها وأصبحت تخاف من كل شيء وأنا أندم أشد الندم على ما ارتكبته بحق ابنتي التي لم تتجاوز العشر سنوات.



وللأطفال رأي ...

*هديل قاسم ثاني ابتدائي: يتعامل والداي معي حسب الموقف فإذا تيقنا أنني أخطات ينبهانني وإذا أعدت الكرة فإنهما يضربانني، أما أمي فتثور عندما ينخفض مستواي الدراسي وتنخفض درجاتي لذا أشعر أن بابا أقرب الي فإنه دائما يمازحني ويشتري لي كل ما أطلبه، وفي المستقبل سوف أعاقب أبنائي كما يعاقبني والداي لأننا فعلا مشاغبون وعنيدون.

* وجدان ابو عياش ثالث ابتدائي:أنا أحب بابا وماما كثيرا لأنهما يلبيان لي كل حاجاتي، مع أنني أغضب كثيرا عندما يحرمانني من المصروف أو من شراء لعبة وعدت بها، وأغضب أكثر عندما تضربني أمي مع أنها تنبهني دائما قبل الضرب أما عندما تواجهني مشكلة فإنني الجأ الى أبي لأنه سيحل لي المشكلة بهدوء ودون ضرب أو صراخ. وأنا شخصيا لا أؤيد العقاب بتاتا بل على الأهل التصرف بهدوء وتفاهم وهكذا سأتعامل مع أبنائي في المستقبل.

* نور ناظم-ثاني ابتدائي-: بابا وماما أغلى ما في الكون لأنهما دائما يشتريان لي أشياء جميلة أحب بابا كثيرا وكذلك أحب ماما أيضا لأنها ترعاني وتخاف علي وعندما أطلب شيئا تناقشني في شرائه وإذا كنت حقا بحاجة له ،وتناقشني أيضا إذا أخطأت مع أحد إخوتي أما إذا تكرر الخطأ فإنها تهددني فقط.

*يحيى سليمان -خامس ابتدائي-: يغضبني من بابا وماما أنهما يتأثران جدا عندما أحصل على درجة منخفضة في الامتحان لأنهما تعودا على درجات عالية، عندها تقوم أمي بضربي وفي فترة الامتحانات تحرمني من الخروج الى بيت عمي لألعب مع أبنائه الذين أحبهم ومع هذا أحب بابا وماما كثيرا لأنهما يحضران لي كل شيء أطلبه ويعاملانني بحنان ولطف ويساعدانني في دروسي.

* روان احمد -رابع ابتدائي-: بابا وماما أحلى الناس لأنني أشعر بحبهما لي ويشتريان لي الألعاب والحلويات ولكنهما يعاقبانني عندما أضرب أخي الأصغر والوحيد وهذا يؤلمني كثيرا لأنني لا أحبذ الضرب للصغار.

* أحمد راسم - أول اعدادي-:لم استوعب لماذا تعود أمي من العمل غاضبة وتملأ البيت صراخا إذا لعبنا داخل البيت وعندما يعود أبي يطلب عدم الازعاج لأنه متعب فأنا لا أشعر بهما مثل خليل ابن عمي الذي أراه دائما يركب على ظهر أبيه ويداعبه وأمه تتكلم بهدوء دون صراخ أو ضرب.

Danger_Scorpion
20-02-2008, 02:34 PM
8 خطوات.. وبلا عقاب
طفل مطيع ومتعاون

يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال أهم مهام الأم وأصعبها في الوقت نفسه فسوف يقاوم الطفل كثيراً لكي يؤكد استقلاله وأنت أيتها الأم تحتاجين للصبر، وأن تكرري حديثك مرة بعد مرة. وفي النهاية سوف يدفعه حبه لك، ورغبته في الحصول على رضاك إلى تقبل هذه القواعد. وسوف تكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة.

ولكن كيف نقنع الطفل بطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعها الوالدان؟ تجيب الاستشارية النفسية "فيرى والاس" بمجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل:

1.انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي:
ادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلاً من "كن جيدًا"، أو "أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب"، قولي: "الكتب مكانها الرف".

2.اشرحي قواعدك واتبعيها:
إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلاً من أن تقولي للطفل "اجمع ألعابك"، قولي: "يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر"، وإذا رفض الطفل فقولي: "هيا نجمعها معاً"، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة.

3.علقي على سلوكه، لا على شخصيته:
أكدي للطفل أن فعله، وليس هو، غير مقبول فقولي: "هذا فعل غير مقبول"، ولا تقولي مثلاً: "ماذا حدث لك؟"، أي لا تصفيه بالغباء، أو الكسل، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته، ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية.

4.اعترفي برغبات طفلك:
من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلاً من زجره ووصفه بالطماع قولي له: "أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة الآن، وأخرى للمرة القادمة"، أو اتفقي معه قبل الخروج "مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة"، وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به.

5.استمعي وافهمي:
عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك، فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه.

6.حاولي الوصول إلى مشاعره:
إذا تعامل طفلك بسوء أدب، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي يستجيب له الطفل بفعله هذا، هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثلاً؟ وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي: "لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب فغضبت وليس بإمكانك أن تفعل ما فعلت، ولكن يمكنك أن تقول أنا غاضب"، وبهذا تفرقين بين الفعل والشعور، وتوجهين سلوكه بطريقة إيجابية وكوني قدوة، فقولي "أنا غاضبة من أختي، ولذلك سأتصل بها، ونتحدث لحل المشكلة".

7.تجنبي التهديد والرشوة:
إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك حتى تهدديه. إن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية، ويتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك.
كما أن رشوته تعلمه أيضاً ألا يطيعك، حتى يكون السعر ملائماً، فعندما تقولين "سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك"، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه.

8.الدعم الإيجابي:
عندما يطيعك طفلك قبليه واحتضنيه أو امتدحي سلوكه "ممتاز، جزاك الله خيراً، عمل رائع"، وسوف يرغب في فعل ذلك ثانية. ويمكنك أيضاً أن تحدي من السلوكيات السلبية، عندما تقولين: "يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبكي كلما أردت شيئاً".
بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية، مثل نجمة لاصقة، عندما يريدون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن، ويقومون بوضع لوحة، وفي كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار الطفل لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا.

إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم، ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر، فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاوناً وأشد براً.

* المصدر : مجلة ابداع/عدد 779