رفعت خالد
21-02-2008, 03:12 PM
http://up.x333x.com/uploads/d877252ae7.png
الأولى
وا حقيبتاه
بسم الله الرحمن الرحيم
مضى على تواجدي هنا، بالسنغال، أربعة أيام... عجبا !.. حسبتها عشرة.. أعوام!!
لا أحب الشكوى، لكني هنا لا أشكي على أحد.. إنما أكلم نفسي فحسب.
من قال أنني سأفتح حقيبتي السوداء الضخمة و الابتسامة لا تفارق ثغري لأجد ملابس داخلية نسائية !.. وا حقيبتاه !..
من قال أنني سأدخل إلى مدرج يحوي مئات الطلاب الزنوج الذي لن ترى وجه أحدهم حتى يتثاءب فتظهر أسنانه !.. ثم الأستاذ البنفسجي اللون و هو يرتدي (بلوزة) لا هي بيضاء و لا هي غبراء و يتكلم بفرنسية بشعة تخرج من أمعائه مباشرة, و فوق كل هذه الروعة أجدهم في الدرس الأربعون بعد الألف !..
هذا كله نزل على رأسي كالقنبلة فور أن حططت الرحال، و قد ضاع الرحال بالمناسبة، فوق هذه الأرض السعيدة.
أبي يوصيني دائما بالصبر و الاحتساب كلما هاتفته و عمي من إيطاليا يقول نفس الكلام، ثم الحاج أحمد، جزاه الله كل الخير على معاملته الطيبة لي، فهو يعتبرني كابن ثالث له، و لولا إرادة الله أن ألتقيه لفكرت جديا في صنع قارب بدائي و الإبحار إلى قارة أمريكا !..
لكن المصائب عندما تزأر في وجهك مباشرة و أنت تلهث من فرط الرعب و الهلع و التعب و الحزن ليس كحديث ناعم قبل النوم تتبادله مع أبيك حول وجود المشاكل في الحياة و مدى فائدتها !..
إنني هنا في داكار أواجه حياة من نوع آخر.. حياة لم أخبرها من قبل قط، قاسية هي و جافية.. نعم هي قاسية لما لا تعرف أين يمكن أن تجد ماء تخمد به نار عطشك الملتهبة.. هي جافية لما لا تجد سريرا تلقي عليه أضلعك المنهكة و رأسك المترنح !.. هي وغدة، الحياة، لما تجد في كل مكان تلك المطبوعات التي عليها صور أعضاء بشرية غطتها الأسهم و هي تشير إلى أشنع أسماء يمكن تصورها.. أسماء على شاكلة:
!!! La région sternocleidomastoïdienne
لكني قد نفيت بل نسفت تلك الفكرة السخيفة التي كنت أومن بها بسذاجة.. فالدراسة ليس من الضروري أن تكون في بيت منسق، تزين جدرانه صورك المفضلة و آيات من الذكر الحكيم، و ليس ضروريا أن تكون سعيدا مبتهجا تبتسم بعذوبة و تدندن من شدة الحبور !.. بل قد تجد نفسك مجبرا على الدراسة و بكثافة مخيفة و أنت في الخلاء تحت شمس شرسة و وسط غبار متطاير يخنق تنفسك ثم رائحة نتنة تأتي كلمسة ضرورية وسط كل هذا الجمال الطبيعي، أما عن نفسيتك فربما لا تبقى لك نفسية أصلا من فرط الضغوط و المشاكل العويصة التي تتحداك أن تجد لها حلا...
و لا تنسى أن كل هذا الهراء ليس بباريس و إنما... داكار.
13-12-2007
رفعت خالد
النص القادم: ظلام، صمت و خاتم !
الأولى
وا حقيبتاه
بسم الله الرحمن الرحيم
مضى على تواجدي هنا، بالسنغال، أربعة أيام... عجبا !.. حسبتها عشرة.. أعوام!!
لا أحب الشكوى، لكني هنا لا أشكي على أحد.. إنما أكلم نفسي فحسب.
من قال أنني سأفتح حقيبتي السوداء الضخمة و الابتسامة لا تفارق ثغري لأجد ملابس داخلية نسائية !.. وا حقيبتاه !..
من قال أنني سأدخل إلى مدرج يحوي مئات الطلاب الزنوج الذي لن ترى وجه أحدهم حتى يتثاءب فتظهر أسنانه !.. ثم الأستاذ البنفسجي اللون و هو يرتدي (بلوزة) لا هي بيضاء و لا هي غبراء و يتكلم بفرنسية بشعة تخرج من أمعائه مباشرة, و فوق كل هذه الروعة أجدهم في الدرس الأربعون بعد الألف !..
هذا كله نزل على رأسي كالقنبلة فور أن حططت الرحال، و قد ضاع الرحال بالمناسبة، فوق هذه الأرض السعيدة.
أبي يوصيني دائما بالصبر و الاحتساب كلما هاتفته و عمي من إيطاليا يقول نفس الكلام، ثم الحاج أحمد، جزاه الله كل الخير على معاملته الطيبة لي، فهو يعتبرني كابن ثالث له، و لولا إرادة الله أن ألتقيه لفكرت جديا في صنع قارب بدائي و الإبحار إلى قارة أمريكا !..
لكن المصائب عندما تزأر في وجهك مباشرة و أنت تلهث من فرط الرعب و الهلع و التعب و الحزن ليس كحديث ناعم قبل النوم تتبادله مع أبيك حول وجود المشاكل في الحياة و مدى فائدتها !..
إنني هنا في داكار أواجه حياة من نوع آخر.. حياة لم أخبرها من قبل قط، قاسية هي و جافية.. نعم هي قاسية لما لا تعرف أين يمكن أن تجد ماء تخمد به نار عطشك الملتهبة.. هي جافية لما لا تجد سريرا تلقي عليه أضلعك المنهكة و رأسك المترنح !.. هي وغدة، الحياة، لما تجد في كل مكان تلك المطبوعات التي عليها صور أعضاء بشرية غطتها الأسهم و هي تشير إلى أشنع أسماء يمكن تصورها.. أسماء على شاكلة:
!!! La région sternocleidomastoïdienne
لكني قد نفيت بل نسفت تلك الفكرة السخيفة التي كنت أومن بها بسذاجة.. فالدراسة ليس من الضروري أن تكون في بيت منسق، تزين جدرانه صورك المفضلة و آيات من الذكر الحكيم، و ليس ضروريا أن تكون سعيدا مبتهجا تبتسم بعذوبة و تدندن من شدة الحبور !.. بل قد تجد نفسك مجبرا على الدراسة و بكثافة مخيفة و أنت في الخلاء تحت شمس شرسة و وسط غبار متطاير يخنق تنفسك ثم رائحة نتنة تأتي كلمسة ضرورية وسط كل هذا الجمال الطبيعي، أما عن نفسيتك فربما لا تبقى لك نفسية أصلا من فرط الضغوط و المشاكل العويصة التي تتحداك أن تجد لها حلا...
و لا تنسى أن كل هذا الهراء ليس بباريس و إنما... داكار.
13-12-2007
رفعت خالد
النص القادم: ظلام، صمت و خاتم !