المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة المشاغبين



selvar
26-01-2001, 12:43 AM
ن دور الوسائل الإعلامية اولا وقبل كل شيء دور تربوي ثقافي ريادي يقوم على تبني الهدى ورعاية الحق, وعرض صور العدل والخير والجمال..
ويفترض ان هذا الدور يترجم فعليا في كل او في نسبة كبيرة مما يتم نشره او إذاعته او بثه عبر التلفاز..

وهذا الدور يسهم في صياغة شخصية الفرد في المجتمع وفق الاهداف الوطنية التي تسعى اليها كل أمة تبحث عن ترسيخ هويتها وسمات اشخاصها.

فما الذي تقوم به حاليا وسائل الإعلام في عالمنا العربي وأصبحنا نقلدها.. ما الذي يتم بثه ليلا ونهارا من مسلسلات وأفلام ومهرجانات للرقص والغناء؟؟

حاليا التلفزيونات تقوم بدور خطير في مسخ الهوية الاسلامية في نفوس المتلقين.. وما تقدمه من برامج دينية يتوقف على بث آيات من القرآن الكريم وبرامج تجيب عن اسئلة المشاهدين وهذا مطلوب.. ولكن ما هو الاهم ايضا ان تقوم البرامج الاخرى والتمثيليات والحوارات على غرس قيم دينية وثقافة إسلامية, وان تكون هناك ضوابط وانظمة تحاسب على هذا (الانفلات غير القيمي وغير الأخلاقي) الذي أصبح هو السائد..

احتجت احدى الدول عندما تعرضت قناة فضائية للحديث عن رئيسها.. ولم تعترض أي دولة عربية في اجتماعات وزراء الإعلام العرب عن هذا (السفه الإعلامي) الذي يشكل نسبة كبيرة فيما تقدمه القنوات الفضائية وللأسف يجد دعما من بعض رجال الأعمال السعوديين عبر إعلاناتهم في هذه القنوات وفي بعض هذه البرامج او دعم بعض المهرجانات الراقصة!!

ودعونا نسأل انفسنا حاليا وهي اسئلة وجهها رجال التربية والمصلحون سابقا ودائما ما القيم التي تغرسها وسائل الإعلام.. والقنوات الفضائية على وجه الخصوص؟ أليست في معظمها تعزز نداءات الغريزة وتبعث برسائل مبطنة للانفلات غير المقيد عبر الصورة والأغنية والمسلسلة؟؟ وللأسف تجد من يجتهد في تسويقها وتغليفها في إطار من افتعال الخصوصية المجتمعية.. حتى أصبحنا نكاد نصدق ان هناك "أعرافا ومواثيق ورسالة هادفة للفن الهابط تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا"!! وأصبحت المقارنة تتم بين السيء والأسوأ!! وليس بين ما ينبغي ان يكون متفقا مع الاهداف العليا لمجتمع مسلم شريعته الإسلام وغايته ترسيخ النموذج الاسلامي في الحياة في سلوك افراده وبين ما هو قائم؟ ولنسأل انفسنا ايها الأعزاء مرة اخرى وبكل وضوح ومصداقية.. وقد فتحنا "ملف الانفلات غير الاخلاقي لسلوك بعض الشباب في مجتمعنا".

ماالنموذج الذي يتسيد الواجهة الحياتية؟؟ أليس هو نموذج الفنانين والمطربين والراقصات؟ أليس هو النموذج لقاموس العبارات السفيهة والتلميحات الهابطة؟!

ما الرسالة الإعلامية التي تغشى العيون والآذان ليل نهار في ساعات بث تلفازية طويلة أجهضت ساعات النوم وهزمت جدول أيام الطلاب وأهلهم؟!

باختصار.. سأتوقف عند موقفين خطيرين جدا كان لوسائل الإعلام دور في حدوثهما.. فالتقليل من مكانة الوالدين والمعلمين والمصلحين.. كان من جراء بعض المسرحيات المصرية ابتداء من مسرحية (مدرسة المشاغبين) منذ ما يزيد على الربع قرن والتي جردت المعلم والمدير والوالدين من هيبتهم على مدى ساعات ثلاث, لتأتي لمحة صغيرة جدا في النهاية عبر دور المعلمة (الأنثى) التي أسهمت في إصلاح فتوة من المشاغبين!! إضافة الى ما جاء من عبارات وحركات في مسرحية (العيال كبرت) وما تلاهما من مسرحيات وأفلام وحوارات وبرامج هدفها الإثارة وتقليص الحياء والذوق العام بدعوى حرية الرأى!!

للأسف على الطريق غير السوي نفسه نهجت بعض مسرحياتنا الخليجية وتمثيلياتنا الكوميدية.. وأصبح هناك نوع من الاستراتيجية المدمرة للسلوك الصحيح وعلاقات الاسرة وحرمة الجوار واحترام الكبير وتقديره وكل هذا تحت ستار "الكوميديا" وأفلام العنف, والبرامج الحوارية بين مذيعات غير مهذبات تستخدمهم هذه القنوات لاستفزاز الشباب عبر العبارات او النداءات.. لمزيد من الربحية المالية مقابل التآكل الأخلاقي لقيم وهوية هذا الشاب والفتاة.

لن أتحدث عن دور الانترنت.. هذه القنبلة الموقوتة في غرف النوم وفي المقاهي والتي أسيء استخدامها من قبل هذه الفئة الشابة التي أخفق المجتمع من خلال مؤسساته التربوية المتعددة في توفير المناخ التربوي والخلاق والمبدع, والجاد لهم الذي يفترض ان يكون تحقيقا لغاية تربية النشء وإعدادهم للبناء وللمستقبل..

هذه بعض المتغيرات الهامة التي كان لها دور مهم وفعال في الوصول الى النتيجة المرعبة التي عاشها المجتمع مصدوما في سلوكيات إجرامية تمارسها فئة من الشباب.. (ما الحل المطلوب؟!)..

طرحت صحيفة "الرياض" في عددها يوم الجمعة 24/10/1421ه الموافق 19/يناير/2001م اقتراحا يراه المتخصصون في الدراسات الاجتماعية والعاملون في حقل العلاج النفسي عبر الاتجاه الوطني الى ايجاد (مراكز للإرشاد النفسي والاجتماعي) تقوم بمبادرة من الدولة والمتخصصين في الحقل النفسي والاجتماعي كمؤسسات تعمل بنظام (الهيئات والجمعيات غير الربحية). ومن أهدافها تصحيح المسار التربوي ابتداء من الاسرة التي تجهل اسلوب التربية الصحيح.. وانتهاء بتوفير المناخ الأسري والمجتمعي المطلوب عبر البرامج التعليمية التربوية للقضاء على مشكلات التربية والعلاقات الأسرية وجنوح الأحداث.. ما طرحته جريدة "الرياض" مهم وينبغي ان يكون في قائمة اولويات المجتمع تماما مثل هيئة الاستثمار في الموارد وفي السياحة.. فالمجتمع مقبل على نقلة نوعية اقتصاديا واجتماعيا تفرض تجنيد الجهود والكفاءات والاشخاص والمشاريع كي نعيد للتربية الاسرية مكانتها.. وليتحمل كل أب وام مسئوليتهما الأساسية.. ولابد ان نعيد للمدرسة دورها الأساسي في التربية والتعليم والتدريب.. وللمعلم هيبته واحترامه..

لابد من فتح ملف التصحيح التربوي لشبابنا من السطور الأولى من جذور المشكلة.. عبر قنوات الأسرة والمدرسة والمسجد .. دعونا نفتح المساجد طوال اليوم لإقامة ندوات للحوار مع الشباب وفق أسلوب تنويري ديني يصلحهم.. ويشعرهم بدورهم وأهميتهم.. دعونا نملأ فراغ ايامهم بالمفيد.. ولنهىئ لهم اماكن (الترفيه البريء) حقيقة وليس قولا (دعونا نجند بعضا منهم مع رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في جولاتهم على الزوايا المظلمة والأسواق المزدحمة.. كي يعيدوا للطريق حرمته.. ففي ظل ضعف الوازع الديني وغياب التوجيه الاسري لابد من الضبط الاجتماعي الرسمي وفق آلية تحقق الهدف التربوي التصحيحي من هذا الدور الأساسي لرجال الحسبة. دعونا نحافظ على شبابنا.. مثلما يحافظ الاثرياء وأصحاب البنوك على ممتلكاتهم بتجنيد موظفي الحراسة والأمن واستخدام اجهزة الانذار واحيانا الاسلاك الكهربائية الصاعقة لمن يتسلل للسرقة او الاعتداء..

ولكن ما نطالب به.. لا يتم فقط عبر العقوبة ولكن وفق إعادة النظر في منهج حياتنا بشكل عام.. فنضع الانسان المناسب في المكان المناسب, في كل موقع له علاقة بقضايا التعليم والتربية والإعلام والإرشاد والتوجيه والتوظيف. فالحماية الامنية في مفهومها الحديث تمتد الى توفير هذا الأمن النفسي والتربوي والاجتماعي والاقتصادي رضا وطواعية من داخل الذات وليس من خارجها.. ولن يتم هذا حاليا إلا عبر قرارات حاسمة وعاجلة.. حتى لا يستشري الخطر..

هذه آراء واقتراحات.. أثق ان هناك افضل منها لدى المهتمين والمخلصين لقضايا التربية والحفاظ على الهوية.

solid snack
26-01-2001, 06:48 PM
ياسلام ع الكلام (شعر

selvar
26-01-2001, 07:07 PM
أقول كثر الحش

solid snack
26-01-2001, 07:15 PM
وش تقصد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وضح