فتيموز
03-03-2008, 01:16 PM
لا تيأس
في غرفة بها ثلاثة أسرة بيضاء , كان يرقد على السرير الأوسط رجل في غيبوبة تامة , لا يعي ما حوله حيث تعلوه أجهزة مراقبة التنفس وجس النبض وأنابيب المحاليل الطبية .
وفي كل يوم منذ أكثر من عام ودون انقطاع كانت تزور ذلك الرجل امرأة ومعها صبي في الرابعة عشرة من عمره ينظران إليه بحنان وشفقة ويغيران ملابسه ويتفقدان أحواله ويسألان الطاقم الطبي عنه ولا جديد في الأمر .
الحالة كما هي لا تقدم ولا تأخر في صحته .
غيبوبة تامة بما يسمى ( الموت السريري ) وقبل أن تغادر المرأة والصبي يرفعان أكف الضراعة إلى الله , ثم يغادران المستشفى ويعودان مرة أخرى للزيارة الثانية في اليوم نفسه وهكذا دواليك .
المرضى وهيئة التمريض والأطباء في استغراب تام من زيارة المرأة والصبي رغم أنه لا جديد في حياة المريض .
ما هذا الإصرار العجيب على تكرار الزيارة مرتين في اليوم رغم أنه لا يعي أي شيء حوله ,لكونه في غيبوبة تامة ..
كلموها بعدم جدوى زيارتها له ودعوها للزيارة مرة في الأسبوع .
وكانت المرأة لا ترد ألا بكلمة (( الله المستعان )) .. (( الله المستعان )) .. وهكذا .
وذات يوم , وقبل موعد زيارة المرأة والصبي بوقت قصير , تحرك الرجل في سريره وتقلب من جنب إلى جنب آخر ثم فتح عينيه وأبعد جهاز الأوكسجين واعتدل في جلسته ثم نادى الممرضة وسط ذهول الحضور وطلب منها إبعاد الأجهزة الطبية المساعدة , فرفضت واستدعت الطبيب الذي كان في حالة ذهول تام , وأجرى فحوصات سريعة له , فوجد الرجل في منتهى الصحة والعافية وطلب إبعاد الأجهزة وتنظيف آثارها في جسده .
وكان موعد الزيارة قد بدأ .
ودخلت المرأة والصبي وما أن رأياه حتى اختلطت الدموع بالابتسامات , والبكاء بالدعاء والحمد والثناء لله الذي أتم نعمة العافية على زوجها .
وهنا قال الطبيب للمرأة : هل توقعت أن تجديه يوما بهذه الحالة ؟
فقالت : نعم , والله كنت أتوقع إن ادخل عليه يوما واجده جالسا بانتظارنا ..
فقال لها : إن هناك شيئا ما حصل , ليس للمستشفى أو الأطباء دور فيه .
فبالله عليك اخبريني , لماذا تأتين يوميا مرتين وماذا تفعلين ؟
قالت : بما انك سألتني بالله فأقول لك : كنت ازور زوجي الزيارة الأولى للاطمئنان عليه والدعاء له ’ ثم أذهب إنا وابني إلى الفقراء والمساكين في الأحياء الفقيرة ونقدم لهم الصدقات بغية التقرب إلى الله لشفائه .
فلم يخيب الله دعاءنا ورجاءنا , فخرجت في آخر زيارة وزوجها معها إلى البيت الذي طال انتظاره لعودة صاحبه إليه , لتعود البسمة والحبور والفرحة له والى أفراد أسرته .
وانأ بدوري اكرر لكم ما أقوله : لا تيأسوا ولكن تلمسوا الأسباب واجتهدوا في الدعاء والصبر والصلاة وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم : (( داووا مرضاكم بالصدقة )) والله المستعان .
تحياتي
اوروفوار
في غرفة بها ثلاثة أسرة بيضاء , كان يرقد على السرير الأوسط رجل في غيبوبة تامة , لا يعي ما حوله حيث تعلوه أجهزة مراقبة التنفس وجس النبض وأنابيب المحاليل الطبية .
وفي كل يوم منذ أكثر من عام ودون انقطاع كانت تزور ذلك الرجل امرأة ومعها صبي في الرابعة عشرة من عمره ينظران إليه بحنان وشفقة ويغيران ملابسه ويتفقدان أحواله ويسألان الطاقم الطبي عنه ولا جديد في الأمر .
الحالة كما هي لا تقدم ولا تأخر في صحته .
غيبوبة تامة بما يسمى ( الموت السريري ) وقبل أن تغادر المرأة والصبي يرفعان أكف الضراعة إلى الله , ثم يغادران المستشفى ويعودان مرة أخرى للزيارة الثانية في اليوم نفسه وهكذا دواليك .
المرضى وهيئة التمريض والأطباء في استغراب تام من زيارة المرأة والصبي رغم أنه لا جديد في حياة المريض .
ما هذا الإصرار العجيب على تكرار الزيارة مرتين في اليوم رغم أنه لا يعي أي شيء حوله ,لكونه في غيبوبة تامة ..
كلموها بعدم جدوى زيارتها له ودعوها للزيارة مرة في الأسبوع .
وكانت المرأة لا ترد ألا بكلمة (( الله المستعان )) .. (( الله المستعان )) .. وهكذا .
وذات يوم , وقبل موعد زيارة المرأة والصبي بوقت قصير , تحرك الرجل في سريره وتقلب من جنب إلى جنب آخر ثم فتح عينيه وأبعد جهاز الأوكسجين واعتدل في جلسته ثم نادى الممرضة وسط ذهول الحضور وطلب منها إبعاد الأجهزة الطبية المساعدة , فرفضت واستدعت الطبيب الذي كان في حالة ذهول تام , وأجرى فحوصات سريعة له , فوجد الرجل في منتهى الصحة والعافية وطلب إبعاد الأجهزة وتنظيف آثارها في جسده .
وكان موعد الزيارة قد بدأ .
ودخلت المرأة والصبي وما أن رأياه حتى اختلطت الدموع بالابتسامات , والبكاء بالدعاء والحمد والثناء لله الذي أتم نعمة العافية على زوجها .
وهنا قال الطبيب للمرأة : هل توقعت أن تجديه يوما بهذه الحالة ؟
فقالت : نعم , والله كنت أتوقع إن ادخل عليه يوما واجده جالسا بانتظارنا ..
فقال لها : إن هناك شيئا ما حصل , ليس للمستشفى أو الأطباء دور فيه .
فبالله عليك اخبريني , لماذا تأتين يوميا مرتين وماذا تفعلين ؟
قالت : بما انك سألتني بالله فأقول لك : كنت ازور زوجي الزيارة الأولى للاطمئنان عليه والدعاء له ’ ثم أذهب إنا وابني إلى الفقراء والمساكين في الأحياء الفقيرة ونقدم لهم الصدقات بغية التقرب إلى الله لشفائه .
فلم يخيب الله دعاءنا ورجاءنا , فخرجت في آخر زيارة وزوجها معها إلى البيت الذي طال انتظاره لعودة صاحبه إليه , لتعود البسمة والحبور والفرحة له والى أفراد أسرته .
وانأ بدوري اكرر لكم ما أقوله : لا تيأسوا ولكن تلمسوا الأسباب واجتهدوا في الدعاء والصبر والصلاة وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم : (( داووا مرضاكم بالصدقة )) والله المستعان .
تحياتي
اوروفوار