المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أثرياؤنا وأثرياؤهم؟!



إسلامية
14-03-2008, 10:25 PM
أثرياؤنا وأثرياؤهم؟!



في بدايات كل عام جديد-ميلادي-تعلن مجلة(فوربس)المتخصصة في الشأن الاقتصادي والمالي،قائمة بأثرى أثرياء العالم،وبالتحديد من تسميهم(أعضاء نادي المليارديرات)الذين تتجاوز ثروة كل منهم مليار دولار أمريكي في الحد الأدنى.
قائمة هذا العام تضم 1125شخصا يستحوذون على ثروة تقدر بنحو 4،5 مليار من الدولارات،الأمر الذي يفتح تساؤلات أساسية حول الرأسمالية المتوحشة-بالتسمية الغربية نفسها-حيث يزداد الأغنياء غنى ،ويزداد الفقراء فقرا،وتتركز ثروات البشر في يد قلة قليلة منهم،يتحكمون بمصائر الملايين من الناس،وباتوا-في ظل العولمة وتهاوي حدود الدول وتقلص سيادتها-باتوا يؤثرون في حاضر أكثر البلدان ومستقبلها.
هذا في نظرة عامة تتناول الأرض كلها بمنظار واحد،وتتفاقم الحالة كلما دخلنا في تفاصيل المشهد المأساوي لنقترب من واقع المجتمعات الأشد فقرا والأكثر سوءا في توزيع الثروات والأبعد عن الشفافية.فقد كثر أصحاب المليارات هذه السنة في الهند والصين والعالم العربي،في حين يقل هؤلاء في دولة تعد من دول الرفاه الأبرز كالسويد،لأن الضرائب التصاعدية ومعدلات الوضوح والعدالة الاجتماعية،تتضافر هناك لتحد من الثراء الفاحش –ناهيك عن الثراء غير المشروع!!-،بالإضافة إلى تحميل الفئات المقتدرة مسؤولية اجتماعية لحماية العناصر الأضعف والأقل دخلا.فهم يقيمون نوعا من التكافل الاجتماعي سبقناهم إليه بصورة أفضل وأشمل وأجمل وأكمل،عندما كنا نلتزم جميعا مبادئ ديننا ونطبق أحكامه بصدق.
وفي قائمة العام الحالي 36 مليارديرا عربيا،يبلغ مجمل ثرواتهم 223مليار دولار. وما من مشكلة في ذلك،لأن واقع بلداننا يجعل من محاولة التثبت من مشروعية اكتساب الأموال الطائلة ترفا لا مكان له،بل قد يودي بال"متطفل" إلى التهلكة.لكن ما يؤلم حقا،نتائج المقارنة بين تصرف أثريائنا وأثرياء الآخرين في ثرواتهم.فما دامت المقارنة في أصل الكسب متعذرة،فلنطالع كيفية الإنفاق في الحالين.
أفليس مما يعتصر الفؤاد أسى أن يخصص أثرى شخص في العالم اليوم(وارن بافيت) 85% من ثروته للأعمال الخيرية،وأن يرصد بيل غيتس-الذي تصدر قائمة فوربس في 13 سنة المنصرمة-نصف ثروته العريضة للإغاثة الكنسية،في حين تتلفت إلى أعضاء نادي الأثرياء في بلاد العرب والمسلمين،فلا تجدهم يقدمون إلا فتات الفتات؟
نحن لا نعمم فالتعميم ظلم، ولذلك لا نضع الجميع في سلة واحدة،لكننا نبني على الأكثرية والصورة العامة والوضع السائد وهي بعامة لا تسر بل تؤلم وتبكي القلوب قبل العيون.
ونحن –واقعيا-لا ننتظر من أثريائنا أن يمنحوا مجتمعاتهم نصف ثرواتهم ولا حتى عشرها،فالأمة ترضى منهم بالحد الأدنى الذي يرفع عنهم مقت الله ،بأداء فريضة الزكاة عن أموالهم الضخمة.أما التنافس في بذل المزيد في سبل البر والخير،فليس من الحكمة أن نتوقعه ممن لا يؤدي الزكاة وهي فرض رباني وركن من أركان الإسلام.

http://www.almoslim.net/node/89997 (http://www.almoslim.net/node/89997)