المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر منبع المثل



nb1961
17-03-2008, 08:27 PM
مَنْبَعُ المُثـُـلِ

شعر سامر هشام سكيك - فلسطين





ماذا يُخَـطُّ لذِكْـرى مَنْبَـعِ المُثُلِ وهلْ هُنـاكَ ثَنَـاءٌ بعـدُ لـم يُقَـلِ

وهل مَضَى شُعَـراءُ المَـدْحِ قاطِبَـةًإلا تَبَـارَوا بِذِكْـرَى خَاتَـمِ الرُّسـلِ

يا مَوْلِدَ النورِ في دَيْجُـورِ غَفْوَتِنَـاما زلتَ شمسَ الهُدى في لُجَّةِ النِّحَلِ

أدرَكْتَ تِيهَ الـوَرَى إذْ قُـدْتَ أفئـدةً نحوَ السَّماءِ ببُشْرى أعْظَـمِ المِلَـلِ

فانداحَ سَيْلٌ من التَّوحيدِ فـي مُـدُنٍفعُوفِيتْ شِيَـعٌ ضاقَـتَ مـن العِلَـلِ

لـولاكَ مـا شَغَـلَ العُبَّـادَ بارئُهـموما اسْتَوَى في العُلا دِينٌ مِنَ المُثُـلِ

صلَّى عليكَ الأُلى من نورِكَ اعْتَمَرُواومِنْ شَمَائِلِـكَ ازْدَانُـوا بـلا كَحَـلِ

علَّمتَهُـمْ أَنَّ كِبْـرَ النَّفْـسِ غائِلُهَـالَكِنَّ عِزَّتهـا تَسْمُـو عـنِ الجَبَـلِ

ما بينَ وَجْهِ الرَّدَى أو وَعْدِ جنَّتِهِـم كانَتْ بَصَائِرُهُم تَصْبُـو بـلا وَجَـلِ

أعداؤُهُ بُهِتُوا مـن بـأْسِ صُحبَتـهِعندَ الوَغَى فارتَمَوْا من شِدَّةِ الوَهَـلِ

وإذْ عَفَا عنهُـمُ فـي فَتْـحِ مَكَّتِـهِفي الحَالِ قالُوا تَبِعْنا دِيْنَ ذا الرَّجُـلِ

أنتَ الفَقِيرُ الـذِّي أَغْنـى مَدَائِنَنَـابالطُّهرِ والمجْدِ والفُرقَـانِ والأَمَـلِ

أنتَ اليَتِيمُ الذي أَجْـرَى لنـا أدَبـاًوالنَّشْءُ يَنْهَلُهُ فـي سَائِـرِ الـدُّوَلِ

أَلَّفْتَ بيـن قُلُـوبٍ كـانَ ينزَغُهـاجَفْوٌ وبَغْضَـاءُ تُذكي ثَورةَ الغِيَــلِ

مهْما مَضَى زَمَـنٌ فالنُّـورُ سُنَّتُـهُنَقْفُوهُ كَيْ نَحْتَمِي من سَـوْأَةِ الزلـل

وكيفَ تُلْتَمَسُ التَّقْـوَى بِـلا قَبَـسٍتَتْـرَى لآلِئُـهُ فـي حُلْكَـةِ السُّبُـلِ

ما أسْـدَلَ الَّلـهُ مـن آلاءَ أَكرَمُهـامُحمَّـدٌ سَيِّـدُ الأَكْـوانِ والـرُّسُـلِ

مُحَمَّدٌ مَنْ دَنَا مـن عـرْشِ خَالقِـهِفي سِدْرَةِ المُنْتَهى في أرْفَـعِ النُّـزُلِ

مِعْراجُهُ هِبَـةٌ لـم يُـؤتَ حَظْوتَهـا أيٌّ مِـنَ الأنْبِيَـاءِ الـشُـمِّ و الأُوَلِ

قد شقَّ بدرَ الدُّجَى والقَوْمُ في عَجَبٍ والمَاءُ مِنْ يَـدِهِ يَنْسَـابُ كالهَطِـلِ

أَكْرِمْ بما في خِصَالِ النُّورِ مِـنْ دُرَرٍ فَهْوَ الأَمِينُ و فِيهِ مَضْـرِبُ المَثَـلِ

الصَّادِقُ العَاقِبُ المعْصُومُ مـن زَلَـلٍ المُصْطَفى الحَاشِرُ الماحِي قَذَى الدَّغَلِ

أَدْلـى بمنهجِـهِ فـي بحْـرِ أُمَّتِـهِ ففاضَ بحرُ الوَرَى مسكاً على عَسَلِ

و أَقْبَلَ الجِـنُّ فـي تَـوْقٍ لِدَعْوَتِـهِ يُعَاهِدُونَ الهُدَى كَفَّـاً عَـنِ الدَّجَـلِ

صلَّى عَلَيْكَ الضُّحى واللَّيْـلُ أَنْسُمُـهُ والبدْرُ و البيدُ والأَغْصَانُ في الأَسَلِ

وكُلُّ ذِي نَفَسٍ في الأَرْضِ مُرْتَهَـنٌ صَلَّى لذِكْـرِكَ فـي حِـلٍّ ومُرْتَحَـلِ

فالوجدُ يا مَوْئِلي يَهْمِي على مُدُنـي وقلبيَ الصَّبُّ عن نَجْواكَ لـم يَمِـلِ

والحبُّ للمُصْطَفَى لا الشِّعـرُ يدرِكُـهُ ولا دُهورٌ مـن الإنشَـادِ و الزَّجـلِ

ولو جَمَعْتَ فُحولَ القوْلِ كي يَصِفُـوا أفضالَهُ لَمَضَوْا في مَوْكِـبِ الفَشَـلِ

صلَّى عليكَ رَجَائِي يـا فَـدَاكَ دَمِـي وسلَّمَتْ في رِضـا إيمَـاءةُ الرُّسُـلِ

منقول:نور الدين بليغ