المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكومة إردوغان تعلن حربها على "الدولة السرية" داخل الدولة



-Cheetah-
23-03-2008, 09:13 PM
حكومة إردوغان تعلن حربها على "الدولة السرية" داخل الدولة




في الوقت الذي كانت فيه حكومة حزب العدالة والتنمية ذات الجذور الإسلامية تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون رفع الحظر عن الحجاب في الجامعات كانت هناك مؤامرة داخلية من نوع آخر يدور رحاها في مدينة "اسطنبول" حيث كانت مجموعة من الجنرالات المتقاعدة تسمى ERGENEKON تحضر لانقلاب عسكري في 2009 من خلال إحداث حالة فوضى وقتل بعض الشخصيات السياسية والقيام بتفجيرات متنقلة.

لقد انشغل الرأي العام التركي خلال الأسابيع الأخيرة بتفاصيل عملية القبض على 35 من مجموعة ERGENEKON وذلك بعدما نشرت صحيفة "يني شفق" لسان حال حزب العدالة والتنمية الحاكم جزءا كبيرا من محاضر الاستجواب الذي تم مع المتهمين الكبار من المجموعة إضافة إلى وصف الدقائق الأولى لاعتقال زعيم العصابة المذكورة الجنرال المتقاعد "والي كوشوك" الذي ارتبط اسمه ومجموعته بسلسلة من الجرائم والتخطيط لعدد كبير من التصفيات كلها تحت شعار "إنقاذ تركيا من أعداء الداخل" وتمهيد الأرضية لعملية انقلاب عسكري شامل تطيح حكومة رجب طيب إردوغان عام 2009.والأخطر من ذلك المعلومات التي وردت في الكتاب الجديد للكاتب الصحفي في صحيفة "ستار" اليومية "شامل طيار" التي أشار فيها إلى تورط عدد من قيادات الجيش التركي في هذه الشبكة.أما أخطر ما في هوية المعتقلين -عدد منهم لم يكشف عن أسمائهم بعد- الجنرال المتقاعد "والي كوشوك" وهو الذي بقي اسمه ملازما الحرب على حزب العمال الكردستاني.ووالي كوشوك هو مؤسس الوحدة السرية "جيتام" وهي فرقة متخصصة في التصفيات السرية تابعة لقيادة الشرطة التركية وحتى قبل اعتقال الرجل كان معروفا أنه هدد مرات عديدة الكاتب الأرميني الأصل هرانت دينك الذي تمت تصفيته في يناير 2007 ما دفع معظم الأوساط إلى اتهام الجنرال المتقاعد بارتكاب الجريمة وإلى جانب هذه المجموعة العسكرية شبه النظامية شكل كوشوك عددا كبيرا من العصابات تحت أسماء تنظيمات مدنية وهمية شكلت جميعها ما يسميه الأتراك الدولة داخل الدولة.وأبرز ما توقف عنده الكاتب التركي طيار كان نقطتين في غاية الأهمية والتي كانت مفتاحا للعديد من القضايا الغامضة وهي الاتصالات التي أجراها كوشوك وهو الرأس المدبر في المنظمة السرية خلال الدقائق الأولى لاعتقاله وهي اتصالات كشفت عن تورط قادة سياسيين وعسكريين كبار في دعمه وتغطيته قانونيا قبل أن يرفعوا اليد عنه عند اعتقاله،والخطة التي كان يعدها قادة الحركة اليمينية المتطرفة لتصفية الروائي المشهور أورهان باموك بالطريقة نفسها التي اغتيل دينك من خلال إغراء أحد الأشخاص بالمال ووعده بالحماية القانونية.وأكد الكاتب أنه فور وصول قوات الشرطة التركية إلى منزل الجنرال كوشوك ليلة 22 من يناير الماضي لاقتياده إلى التحقيق طلب أن ينتظروه دقائق ليجري اتصالات بـ8 من أصدقائه المؤثرين جدا في السلطتين العسكرية والسياسية طالبا مساعدتهم مكتفيا بالإشارة إلى أن تسجيل الاتصالات الـ8 أوضح أن هؤلاء المؤثرين رفضوا طلب صديقهم كوشوك.أما النقطة الأبرز والأكثر إثارة في هذه العملية تمحورت حول الخطة التي وضعتها المنظمة لقتل الروائي أورهان باموك بناء على تسجيل المكالمات التي أجريت لهذا الهدف.وأعلن الكاتب عن أسماء المخططين للعملية كانوا العقيد المتقاعد من الجيش فكري كاراداغ والضابط محمد يوسي وسليم أكورت الذي أعد لتنفيذ الاغتيال تحت إشراف كوشوك.يذكر أن هذه المنظمة العسكرية التي شكلت تحت غطاء المؤسسة العسكرية الذراع القوية للقوميين المتعصبين في البلاد نشأت منذ أوائل أيام الانقسام العالمي بين معسكري "حلف وارسو" الاشتراكي و"حلف شمال الأطلسي" بزعامة واشنطن وكان الهدف من تأسيسها القضاء على المد الشيوعي الذي لامس حدود تركيا الأوروبية والآسيوية وبعد انهيار المنظومة الشيوعية بقيت ERGENEKON والعشرات من المنظمات الإرهابية المشابهة موجودة وبقوة في الساحة التركية وحددت لنفسها أعداء جددا بعد زوال الخطر الشيوعي وهم كل الأتراك غير المتمسكين حتى الموت بالقومية التركية.هكذا بات كل من الأكراد والمثقفين اليساريين والإسلاميين غير القوميين أعداء الداخل الذين يجب القضاء عليهم.

الحرب على العصابات السرية،،
مما لاشك فيه أن حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب إردوغان يتبع إستراتيجية ذكية للغاية فهو من جهة يتابع التحركات الجارية على الساحة السياسية بدقة وحذر ومن جهة أخرى يسعى للتعامل مع القضايا الخارجية بكل هدوء بمعنى آخر أن حكومة إردوغان بدأت تهيكل القضايا الداخلية والخارجية وكافة الأوراق التي لديها بكل سلاسة وبعيدا عن المشاكل والصدامات والمواجهات لكن رغم هذه البراعة في التفكير والدقة في الفعل إلا أن ثمة سيناريوهات للإطاحة بحكومة إردوغان ظهرت على السطح مؤخرا خصوصا بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على المشهد السياسي التركي بالكامل( رئاسة الجمهورية-رئاسة البرلمان-رئاسة الوزراء) وكذلك مجلس التعليم الأعلى وأول أشارة علنية لها بدأت بعد القبض على مجموعة ERGENEKON التي كان تخطط للإطاحة بحكومة إردوغان في عام 2009.المعركة علنية بين الإسلاميين والعلمانيين.. والعلمانيون انعزلوا عن الأحداث المتلاحقة التي تعصف بالساحة ولم يعد لديهم قضية سوى ظاهرة التيار الديني داخل المؤسسة العسكرية وكيفية محاربته ومما لا شك فيه أن قادة الجيش التركي لا يكنون تجاه حكومة إردوغان سوى مشاعر الكراهية لكن ليس بوسعهم فعل شيء ضدها دون إثارة رد فعل جماهيري عارم فقد ولى ذلك الزمن الذي كان فيه الجنرالات يقيلون حكومات مثلما فعلوا بحكومة الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان خلال عقد التسعينيات. وإذا كانت حكومة إردوغان الذي سجنه الجنرالات خلال التسعينيات عندما ألقى قصيدة في جمع كبير تستثير المشاعر الجماهيرية الدينية، تتصرف بلباقة وحذر وتخفى أجندتها الإسلامية الأساسية فإنها في سعيها لنشر الحريات الأساسية باستغلال شروط عضوية الاتحاد الأوروبي تلعب لعبة في غاية الذكاء لسحب البساط من تحت أقدام الجنرالات وبالتالي إفساح المجال للأحزاب والمنظمات الإسلامية لممارسة نشاطها دون خوف أو وجل.



http://almoslim.net/node/90702

ToxicRain
10-04-2008, 03:18 AM
جيد جداً ان المجموعة ألقي القبض عليها , ذهبت الآن عقبة من طريق تركيا للأستقرار الداخلي و التوجه الديني :)

الأتراك المتعصبون للقومية مناهضين للأسلام السياسي في تركيا بشكل كبير جداً لكن للأسف هم يملئون مواقع كبيرة في الدولة , خاصة و ان آتاتورك حرص على وجود جزء علماني في تركيا تحسباً لتولي شخص مثل اردوغان الرئاسة

موضوع جميل جداًُ أخوي الفاضل و تشكر عليه :)

بليجرو
10-04-2008, 07:49 PM
لحظة واحدة...

مجموعة الجنرالات المتقاعدة التي ألقي القبض عليها..

هل كان لها دور في الانقلاب أو إقالة الحكومة الاسلامية عام1997...؟



شكراً....,

-Cheetah-
10-04-2008, 11:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بالإخوة الأفاضل وأشكر لكم تفاعلكم.


مجموعة الجنرالات المتقاعدة التي ألقي القبض عليها..

هل كان لها دور في الانقلاب أو إقالة الحكومة الاسلامية عام1997...؟


والله لا علم لي أخي الفاضل، لكن الانقلابات الأخيرة لم تكن تحتاج لهكذا خطط ومؤامرات، فكل ما كان يحتاجه الجيش هو صرخة "أعداء العلمانية".
أما اليوم فالجيش مكبل قليلا بالأحوال الدولية وبمحاولات تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإلا لكان انتهى أمر أردوجان وصحبه منذ أمد بعيد.
فقرار رفع الحظر عن الحجاب وحده من "أشنع" ما مر على العلمانيين في تركيا.