المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بين الأنظمة وما بين الشعوب .



alamid
25-03-2008, 04:00 AM
ما بين الأنظمة وما بين الشعوب .

بسم اللهِ الرحمن الرحيم .

معَ إقتراب موعد القمة العربيَّة ،لم يعُد خافيًا على أحد ما بلغتهُ الأوضاع العربيَّة من سوءٍ وشِقاق بينَ الحكومات أو الأنظمة ما بينَ بعضِها البعض ،ورُبما كانت علاقات أولئكَ المُتخاصمين جيدة في الماضي القريب فَإذا بهم اليوم يتناحرون ويتصارعون ،والمُخجِل في الأمر أنَّ هذهِ الأنظمة هي هي لم تتغير ،وكم نظامًا عربيَّا تغيَّر مُنذ عقود ؟.

ولا يخفى على أحد أنَّ "مصلحة" هذه الأنظمة هي التي تقاربُ ما بينها ،وتُباعِدُ ما بينها ،أمَّا الشعوب فلا ناقةَ لها ولا جمل إنَّما تُساقُ سوقًا ،وترضخ للمواقف التي تتخذها أنظمتها .

فالنصيحة توجَّه للشعوب ،إنَّ ما بينكم وبين إخوانكم ممن اختلف نظامُكم مع نظامهم ،هو أثبتُ وأرسى مِنْ أنْ يتزعزع بِصراع الأنظمة ،فعارٌ عليكم أنْ تُعادوا بعضكم البعض تبعًا لِمواقف حكوماتِكم وأنظِمتِكُم .

إنَّ مصلحتكُم أيَّتُها الشعوب ،ليستْ في "العداء" بين بعضكم البعض ،واللهُ عزَّ وجلَّ يقول : "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" .
وفي موضعٍ آخر : "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " .

إنَّ هذه الأنظمة والحكومات ،التي تحكُم اليوم ،مصيرها إمَّا أن تتغير فيأتي غيرها ،أو تُغيِّر فتُصبح مصالحها مشتركة مع من كانتْ تُعاديهم ،والأيامُ دول ولا شيء يبقى على حاله ،فهل تُعادون بعضكم البعض على مالا ثباتَ لهُ ؟،وأيُّ موقفٍ ثبتت عليه الأنظمة العربية !؟.

إنَّ واجِبَ الشعوب اليوم أن تضغط في إتجاه أن تكونَ المواقِف حسبَ مصلحةِ الأُمة جمعاء ،لا أن تكون المواقِفْ في مصلحةِ نظامٍ أوشعب دونَ الشعوب الأُخرى ،فمصلحتنا كعربْ هي مصلحة مُشتركة ،وإنْ زعمَ البعضُ غير ذلِك .

نسأل الله العليَّ القدير أن يُهيئ لِهذه الأُمة أمرَ رُشد .

[averroes]
25-03-2008, 09:13 PM
ولا يخفى على أحد أنَّ "مصلحة" هذه الأنظمة هي التي تقاربُ ما بينها ،وتُباعِدُ ما بينها ،أمَّا الشعوب فلا ناقةَ لها ولا جمل إنَّما تُساقُ سوقًا ،وترضخ للمواقف التي تتخذها أنظمتها .


اولا, جزاك الله خيرا على هذا الموضوع.
ثانيا, المصيبة ان الشعوب لا تساق سوقا, بل تسير طوعا.

يعني جرب, انتقد حاكم عربي لسبب من الاسباب, مثلا لعدم حضور القمة, وانظر الى "الصواريخ" التي ستنهال عليك.

طبعا طاعة ولي الامر لا غبار عليها....ولكن.... أعتقد انك تفهم مرادي.

alamid
27-03-2008, 04:37 AM
مرحبًا أخي [averroes] ،

عِندما قُلت أنَّ الشعوب تُساقُ سوقًا ولا ناقة لها أو جمل عنيتُ في مسألة القرارات ،فعِندما يُقرِّر مثلًا نظام عربي مُعاداة بلد عربي آخر سواءً نظام فقط ،أو نظام وشعب ،لا يكون لذلك الشعب حينها أي شراكة في القرار فالنظام هو الذي يُقرِّر لِمنْ تكونُ العداوة !.
وإلَّا فأنا أتَّفِق معَك أنَّ شريحة كُبرى من الشعوب بعد أن تتخذ الأنظمة القرارات ،تسير هذه الشعوب طوعًا مع قرارات أنظمتها ،وتُدافِع عن تِلك القرارات وتُنافِح عنها وعن أصحابها وكأنما هذه الأنظمة هي "الأوطان" بِحد ذاتها ،فمعَ الأسف الأنظمة أوجدت عُقدة في نفوس الشعوب ،فمن ينتقِد النظام الفُلاني في البلد الفُلاني كأنما ينتقِد البلد بِأكمله بِما فيه من شعب وما لهُ من حضارة وتاريخ .

شُكرًا على تواجُدك ،وأصلَحَ اللهُ الحال .

moneeeb
27-03-2008, 07:33 AM
مرحبًا أخي [averroes] ،

عِندما قُلت أنَّ الشعوب تُساقُ سوقًا ولا ناقة لها أو جمل عنيتُ في مسألة القرارات ،فعِندما يُقرِّر مثلًا نظام عربي مُعاداة بلد عربي آخر سواءً نظام فقط ،أو نظام وشعب ،لا يكون لذلك الشعب حينها أي شراكة في القرار فالنظام هو الذي يُقرِّر لِمنْ تكونُ العداوة !.
وإلَّا فأنا أتَّفِق معَك أنَّ شريحة كُبرى من الشعوب بعد أن تتخذ الأنظمة القرارات ،تسير هذه الشعوب طوعًا مع قرارات أنظمتها ،وتُدافِع عن تِلك القرارات وتُنافِح عنها وعن أصحابها وكأنما هذه الأنظمة هي "الأوطان" بِحد ذاتها ،فمعَ الأسف الأنظمة أوجدت عُقدة في نفوس الشعوب ،فمن ينتقِد النظام الفُلاني في البلد الفُلاني كأنما ينتقِد البلد بِأكمله بِما فيه من شعب وما لهُ من حضارة وتاريخ .

شُكرًا على تواجُدك ،وأصلَحَ اللهُ الحال .

هل هذا يعنى ان السياسه الدمقراطيه هى الحل , هل الحكومات يتوجب عليها ان تستأذن من شعوبها؟؟؟

ام انك تقصد بأن الشعوب حتى لو فى مؤخرة عقلها هناك معارضة... يتكاسلون او يخشو معارضة الحاكم... :sheep:

بها يساقون و يحاربون بإسم الدوله فى سبيل ارضاء حكامهم

ام ربما هى العنصريه التى انشأت بيننا بسبب التقسيم و الاستعمار

فااا.... اظن مثل المثل اللى يقول..نفطر بيهم قبل ما يتغدو بينا :biggthump


لنا رجعه...العيش بينحرق..

و احس ان عدد الشدات و الضمات قل هذة اليومين :09:

فى امان الله

-Cheetah-
27-03-2008, 11:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير أخي الفاضل على إشارتك المهمة.

لعل من أسباب هذا التوحد الموجود بين الأنظمة والأوطان في أذهان الشعوب العربية يعود لتحفزنا الدائم وتوقعنا الضربات من كل الجهات وعلى أي خد، لذلك نجد الحساسية المفرطة.
ولعل جهلنا بمعنى الوطنية وجهلنا بسلم الأولويات لنا كمسلمين حيث تأتي العقيدة أولا وقبل أي شيء، لكن كما نرى الآن حولنا فالوطنية أو "النظامية" تأتي قبل كل شيء، بل إن في بعض الدول الإسلامية نجد القبلية، وهذا منبعه الفهم الخاطئ لمعنى الوطنية، واعتبارها "ميزة على" لا "ميزة عن"، والحقيقة هي العكس، فوطنياتنا أو قبلياتنا ليست مما يميزنا على غيرنا، وهل هذا من العدل أو من العقل أن يكون؟
فكيف أمتاز على غيري بما ليس لي يد فيه؟ فقد اختار الله لي هذا الوطن وهذه القبيلة بما لا يمكنني تغييره أبدا، ولن يحاسبني الله عليه، فكيف أحاسب أنا الناس على ما كتبه الله لهم؟ وكيف أغتر بشيء قسمه الله لي فكان قسرا لا اختيارا؟
وهذا بخلاف العقيدة، التي لنا كل الحرية في اختيارها، وعلى ذلك فالمسلم عند تقييمه لمن أمامه لا يجب أن يقيس بغير مسطرة الإسلام، لأنها المقيم الحقيقي لهذا الشخص، لأنه هو من اختار الإسلام من دونه، والإلتزام من دونه، فهو المسؤول عن هذا الخيارات والتي بناء عليها يقيم.
أما أن نجري خلف القطيع ننعق مع الناعقين ونهلل مع المهللين فهذا مما لا يليق أن يكون، لأن في ذلك احتقارا لأوطاننا وتحجيما لها من كونها أوطانا إلى مجرد أندية يهتف لها الهاتفون على كل حال.

في أمان الله.

raed raed
28-03-2008, 07:01 PM
جزاك الله خيرا
الانظمه اخي الكريم ليس لها دخل بالشعوب
ما في اشي اسمه انظمه وشعوب
في انظمه
وفي شعوب
وفرق كبير بينهم

alamid
28-03-2008, 11:27 PM
مرحبًا عزيزي مُنيب ،

لا أعلم ماذا تقصِد بِالإستئذان ،لكن ما أعنيه هو المُشاركة ،يجِبْ أن تكونَ هُنالِك شراكة ما بين النظام والشعب في القرارات وفي كُل شيء ،طالما أنَّهُ من المُتعذر لدينا في العالم العربي أن يختار الشعب من يمثله ،ومن يحكمه !.
أمَّا فيما يخُص العُنصرية ،فالإستعمار لم يُنشئها ،نحنُ من انشأها كعرب وكمُسلمين فيما بيننا بشتى أنواعها سواءً العنصرية القُطرية ،أو القبلية ،أو المادية ،أو حتَّى المذهبيَّة .
فيما يخُص عدد الشدَّات والضمات ،فاعذرني يا صديقي قِلَّة الكتابة تُنسيك في بعض الأحيان أماكن "ازارير" الحَركات ،والعلامات !.
شُكرًا لك مشاركتك .

الأخ الكريم شيتا ،

وعليكَ السلام ورحمة الله وبركاته .

أتَّقِق معك فيما ذكرت ،فالبعض اليوم نقلَ الوطنية من معناها السامي وهي حب الأوطان والغيرة عليها والدِّفاع عنها بِالحق ،إلى القُطرية البغيضة التي تدعو إلى تفضيل القُطر أو من يحملون تِلك "الجنسية" على غيرهم من الناس .
أمَّا مسألة العقيدة فهي وإنْ كانتْ أساسًا يحكُم علاقات المُسلمين بين بعضهم البعض أو بينهم وبين غيرهم من الديانات الأُخرى ،إلَّا أنها أيضًا قد تتحول مع المُغالاة إلى "طائفية" تضرِب المُسلمين بعضهم ببعض ،أو تضرِب المُسلمين مع شُركائهم في الوطن من أصحاب الديانات الأُخرى ،لِذا فحريٌّ بِنا أنْ ندعو إلى الإعتدال والتوسط ،وقبل ذلِك حريٌّ بِنا أنْ نسلُك هذا السلوك في تعامُلاتِنا .
شُكرًا أخي شيتا على تواجدك ،ومشاركتك .

الأخ الكريم raed raed،

مع الأسف أنَّهُ في عالمِنا العربي "الشعوب" شيء و"الأنظمة" شيء آخر ،هذا ما ذكرناه في الموضوع ،وهذا ما نأمُل أن يزول عِندما تُشرِك هذه الأنظمة شعوبها في القرارات التي تُريد أخذها ،وإلى ذلِك الحين ،يجِبْ أن تعي الشعوب أنَّها شيء وأنظمتها شيء آخر !.
شُكرًا على تواجدك ،ومشاركتك أخي الفاضل .