المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر (قنبلة فالح الظفيري في وجه من ؟) قراءه لنص خارج السرب



alnouri
25-03-2008, 03:57 PM
(قنبلة فالح الظفيري في وجه من ؟) قراءه لنص خارج السرب
(قنبلة فالح الظفيري في وجه من ؟)
يعلنها فالح الظفيري ويفجر قنبلة مدوّية
وفي وجه من هذه القنبله ( القصيده ) يافالح ؟ وما سبب كتابتها ؟ وكيف تحدثت عن قصة شاعر مع وسائل الإعلام والنشر كيف رسم لنا شاعرها حكاية الرجل الكادح ليحفظ عزته وكرامته كيف ألتحف السماء وافترش الأرض وعاش وحيداً في الصحراء كيف وصف نفسه وشعره وحاله وغربته كل ذلك جاء في نص شعري فريد يستحق الإشارة إليه
كيف اختفى عن الساحة قسراً مثل هذا الشاعر القدير والذي تجد في حرفه عمق شعري وتصوير وبناء يحلق بك في سماء الشاعرية والإبداع وغيره الكثيرين الذين نطق بلسان حالهم مع وسائل الإعلام ومسئوليه ؟
كل ذلك وأنا أسعى بقلمي المتواضع أن أحلق مع النص وشاعره محاولاً أن أستوحي من أبياته كل الصور والإسقاطات والجماليات التي طرحها باسلوبه العميق لأضعها امام القارئ كما هي وبلا رتوش .
أولاً النص

خارج السرب اصعد في سماك الفكر=كان غنت طيور الليل من وكرهـا
لك تركت الفضا كله مساحة نشـر=تيه واطلع بنفسي في كـلا قدرهـا
يانزيـه المواكـر ياعزيـز القـدر=ياوحش ياطليـق الـروح ياحرّهـا
لا تدور لنفسك عن مرامـك عـذر=النفوس العظيمه موتهـا عذرهـا
ويش معنى حياتك في ربيع العمـر=كانك بْتحسد الميته علـى قبرهـا
كنت أقدم قصيدي ورد واهل الشعر=ناقتن تقطـف الـورده وتجترّهـا
لكن اليوم حنا في زمن في عصـر=ابن زايـد محمـد واكتمـل درّهـا
غن يامن بصدري لك زمانن تجـر=هات عجز القصيده واعطني صدرها
ما هجرت الوزن والقافيه من عسر=لكن النفس ما كان الشعر خمرهـا
أشغلتنـي حيـاة الغندبـه والفقـر=في مشاويرها واغنتنـي بفقرهـا
موتري يطوي البيد ويحوم النسـر=ويتسابق معي ظلـه علـى برّهـا
يطلب الله رزقه من صـلاة الفجـر=لين ما تستريح الشمس في خدرها
كن روحي بجنحانـه عليهـا نـذر=ما توقّـع بـدار الا علـى نذرهـا
اعتزلت المدينه عن حياة الحضـر=في صحاح الفلا والعين ذا بصرهـا
خيمتي والنسايـم بالنسايـم تمـر=والثريا على جفنـي غفـى بدرهـا
يسري الليل يسريبي وضوي سمـر=تنجذب له بنات الجن من سدرهـا
كان يطحن براسي حب صوت النجر=ويتمايل بروس ابلي صدى نجرهـا
ترزم النوق من حولي بضيقة صدر=وانا مع فوحة الدله على جمرهـا
وآتقهـواه فنجالـي بحالـة سكـر=واسأل الليل هالنجمات كم عمرهـا
شفت سر الوجود بسر حب التمـر=واكتشفت اكبر الأشياء من صغرها
والنجوم القريبه في سماي شكثـر=لكـن بقلبـي الجـوزا وياحرّهـا
لي تلوح المدينه بالليـوت الصفـر=من بعيدن سفينه والدجـى بحرهـا
كنها في غياهـب ليلهـا تحتضـر=تغرق ويغرق الإنسان في قعرهـا
كل بيتن سكنته فـي ثناهـا قبـر=كل حلـون تذوقتـه بهـا مرّهـا
لجّو الناس فيهـا الهـلال النصـر=التعصب يعـل الـروس ويضرّهـا
ذاك عبد الإله وذاك عبـد الخضـر=واتّشابه عقـول ويختلـف فكرهـا
والتطرف لمذهب دون مذهب كفـر=اشهد إني بري النفس من كفرهـا
خارج اسوارها حلق سماك الفكـر=لا قيودك قيود ولا انت في أسرهـا
ثانياً
ولنحلق معاً في سماء هذه القصيدة العميقة لنحاول سبر أغوار أبياتها ونعطي إضاءات استوحيتها من القصيدة راجياً أن أكون وفقت في الوصول ولو قليلاً إلى مكامن النص وجمالياته وإسقاطاته :
- تصوير الشاعر نفسه بطائر حر فضاءه السماء الممتدة العريضة وهنا يشير بلمحه سريعة و عميقة أن طيوراً تغني في أوكارها ليلاً في إشارة إلى الإعلام الذي حصر الشعر في أسماء معينه وبعدها ينطلق ليقول أنه تركها ليلحق بعيداً بوصف توحدي رائع كا الحر المنطلق في الفضاء الرحب أي أنه لا يتملق ولا يساوم على حساب عزته ومبادئه لذلك قال يانزيه المواكر يا عزيز القدر ياوحش ياطليق الروح كل ذلك ليبرهن أنه ذا عزة وصاحب مبدأ ورأي حر لايرتمي في أحضانهم ولا يرضخ لشروطهم الإنتهازيه ولايرضى بأن تملى عليه الشروط لأجل أن يرضيهم كما رضخ غيره إذا هو صاحب تجربه أحسستها في ثنايا كلماته :

خارج السرب اصعد في سماك الفكر=كان غنت طيور الليل من وكرهـا
لك تركت الفضا كله مساحة نشـر=تيه واطلع بنفسي في كـلا قدرهـا
يانزيـه المواكـر ياعزيـز القـدر=ياوحش ياطليـق الـروح ياحرّهـا
إلتفاف جميل في هذه الثلاث الأبيات يخاطب الشاعر نفسه ليشحنها بالعزة والكبرياء ( لاتدور لنفسك عن مرامك عذر) أي أن مبادئك وعزتك مقدمه حتى على روحك التي بين جنبيك ويشير بإسقاطيه عميقة أن غيرك هم الأموات جثث مقبورة وأنت حي النفس والضمير بعزتك / هنا المزيد من التوهج في الكبرياء حتى وإن طال ليل الاستبعاد والتجاهل فأنت حر في سماءك ليقول :

لا تدور لنفسك عن مرامك عذر=النفوس العظيمه موتها عذرهـا
ويش معنى حياتك في ربيع العمر=كانك بْتحسد الميته على قبرهـا
بالرجى بالتمني بالأمل بالصبـر=الليالي إذا طالت عليـك أسرهـا
- تشبيه رائع وصوره جماليه متحركة يمرر من خلالها الشاعر قصته مع المجلات الشعبية حيث شبه قصائده بالورد لجمالها وجاذبيتها واستحقاقها للنشر لكنه يتفاجأ بأنهم كما الناقة التي تقطف الورد وتسحقها بأضراسها وتبتلعها وتجترها / أي أنها رغم جمالها تسحق كما تسحق الناقة الورد الجميلة هنا أصفق مرارا للشاعر على ابتكار هذه الصورة المعبرة بطريقه سهلة ممتنعة لا يتقن تصويرها إلا شاعر حقيقي بمعنى ألكلمه
وبعد كل هذه التجربة المريرة مع أصحاب الصحف والمجلات يذهب ليشكر الشيخ محمد بن زايد على فكرته وتبنيه الشعر عبر مسابقة وجهت كل الأعين والقلوب على شاطئ الراحة وهاهو هنا يثبت نفسه كشاعر من النخبة المميزة ليأخذ نفساً داخلياً ويقول ( غن يامن لك بصدري زمانن تجر ) وما بعدها يشير بهذا لتجربه طويلة له بالشعر وأنه متمكن الشاعرية راسخ الخطى فيه ولم يهجر الشعر رغم كل ماحصل معه من ظلم وتجاهل وأنه لم يهجر الشعر بل يعرفه تمام المعرفة :

كنت اقدم قصيدي ورد واهل الشعر=ناقتن تقطـف الـورده وتجترّهـا
لكن اليوم حنا في زمن في عصـر=ابن زايـد محمـد واكتمـل درّهـا
غن يامن بصدري لك زمانن تجـر=هات عجز القصيده واعطني صدرها
ما هجرت الوزن والقافيه من عسر=لكن النفس ما كان الشعر خمرهـا
- هنا يحكي لنا معترك الحياة التي يعانيها ذهاباً وإياباً وحلاً وترحالاً كل ذلك لطلب الرزق ومطيته سيارة متهالكة وكأنه يحمل روحه فوقها يسعى كدحاً جاعلاً من الصحراء مسكنه معتزلاً حياة المدن والحضارة ولكم أن تتصوروا معاناة العيش في الصحراء حيث تنعدم وسائل الترفيه سوى امتداد مساحات عينه وفكره بعيداً عن المدن اعتزال قسري أرغمه على مثل هذه المعيشة لكنها عيشة يرضاها رغم مشقتها لينال استقلاليته واغتناءه عن منّة الناس :

أشغلتني حيـاة الغندبـه والفقـر=في مشاويرها واغنتنـي بفقرهـا
موتري يطوي البيد ويحوم النسـر=ويتسابق معي ظله علـى برّهـا
يطلب الله رزقه من صلاة الفجـر=لين ما تستريح الشمس في خدرها
كن روحي بجنحانه عليهـا نـذر=ما توقّع بـدار الا علـى نذرهـا
اعتزلت المدينه عن حياة الحضـر=في صحاح الفلا والعين ذا بصرها
- / ويؤكد ماذهبت إليه في تفسير عزلته ماقاله بعد ذلك حيث العيش وسط صحراء عزله وغربه حقيقية تجعل الروح والعين تحلقان في سماء وارض مترامية الأطراف مما يجعل النفس أكثر صفاءً في جو رومانسي ساحر حيث الهدوء والليل والنجوم الساطعة والنار المشتعلة ودقة النجر المهيضة لكل نفس مرهفة شفافة مع رؤية النوق وخلفها ضوء القمر وكأن رؤوسها تتمايل مع دقات النجر وترزّم النوق بذلك الصوت الشجي يُشبه حزنه ويعكسه كل هذا المحيط عالم آخر يلهم النفس الشاعرية ويوقدها ليعيش أجواء أخرى عبر وكأنها حالة سكر يشربه في فنجان قهوة / وصف كامل ودقيق وصور وخيال لليال التشرد وراء لقمة العيش /ذلك التوحد والإنفراد أطلق للشاعر العنان ليرسم لوحة شعرية رائعة حتى واصفاً شجرة السدر التي يعتقد أبناء الصحراء أنها لاتخلوا من سكانها من الجن توحي له بكتابة الشعر ويشير هنا ببنات الجن إلى أبيات الشعر التي ينظمها في ذلك الجو المفعم بالشاعرية وليس الجن الحقيقي المعروف / فهو باختصار يقول لنا أنّ هذه الأجواء التي كان يكتب فيها قصائده لا كما يكتبها آخرون في جو مترف , فهو يحاول أن يبرر سبب ابتعاده وعدم تفرغه للشعر وسعيه الحثيث وراء طلب الرزق وأن من يكتب براحه بالتأكيد سيكون أكثر تفرغا وعطاء وكم تمنيت أن يكون البيت( يسري الليل يسريبي وضوي سمر) هو آخر بيت في هذا المقطع ليتواكب مع تسلسل الفكرة :

خيمتي والنسايـم بالنسايـم تمـر=والثريا على جفني غفـى بدرهـا
يسري الليل يسريبي وضوي سمر=تنجذب له بنات الجن من سدرهـا
كان يطحن براسي حب صوت النجر=ويتمايل بروس ابلي صدى نجرهـا
ترزم النوق من حولي بضيقة صدر=وانا مع فوحة الدله على جمرهـا
وآتقهواه فنجالـي بحالـة سكـر=واسأل الليل هالنجمات كم عمرهـا
-من وجهة نظري هذين البيتين التاليين مكانهما الأولى في أول القصيدة بعد البيت الذي يقول في مطلعه ( ويش معنى حياتك .. ) فهي اقرب مضموناً ووموضوعاً إلى قصته مع النشر وليس إلى وصف حالته هنا والدليل أنه لايقصد حتماً بالنجوم هنا هي نجوم السماء بل هي أقرب إلى نجوم المجلات ربما اجتهد الشاعر وغير بعض أماكن الأبيات وهذا قد يكون حسناً أحيانا وقد لايكون وأنا أرى أن هذين البيتين قطعا التسلسل ولم يوفق الشاعر في توظيفها بالشكل الصحيح من حيث المكان لا من حيث البناء :

شفت سر الوجود بسر حب التمـر=واكتشفت اكبر الأشياء من صغرها
والنجوم القريبه في سماي شكثـر=لكـن بقلبـي الجـوزا وياحرّهـا
- مشهد المدينة من بعيد يصوره الشار تصويراً متناهي الجمال وكأن تلك المدينة وأنوارها سفينة تشق غباب السماء وتبحر فيه . وهذا البيت كافي بتوفير الملايين لمنتجي فيلم تايتانيك لو وفرو المبلغ واشترو هذه الابيات ليعطي تصويرا متناغما ليحكي تقلب أهلها فيها فكراً وتعصباً وانغماساً يشبه غرق أهلها كغرق سفينة في قعر بحر سحيق عميق / فعلاً هذه صورة جاءت طبق الأصل لحياة أهل المدن لمن ينظر إليها معتزلاً وسط الصحراء الهادئه ليقول :

لي تلوح المدينه بالليوت الصفر=من بعيدن سفينه والدجى بحرها
كنها في غياهب ليلها تحتظـر=تغرق ويغرق الانسان في قعرها
-حزنه وعدم ارتياحه وسط المدينة ربما يحكي قصته في فترة مرت من سنين مره الشقيّة حتى أن حلوها كان مرّاً لتعاسة ضروفه التي أحاطت به في تلك الحقبة

كل بيتن سكنته في ثناها قبر=كل حلون تذوقته بها مرّهـا
-تعبير إيحائي عن هموم أهل المدن وتعصبهم لكل شيء حتى في مجرد تشيع الأندية نظره ناقمه على مثل هذا التحزب الغير مبرر والذي يرجع عليه وعلى عامة الناس بالألم والضرر المزمن

لجّو الناس فيها الهلال النصر=التعصب يعل الروس ويضرّها
-أيضاً تعصب مذهبي في إشارة للمذاهب الإسلامية بين مذهب وآخر فـ عبد الخضر من تسميات الصوفية أو الشيعة والآخر سنة ومع هذا عقولهم تتشابه في أمور كثيرة لكن منطلقاتهم الفكرية مختلفة المشارب

ذاك عبد الإله وذاك عبد الخضر=واتّشابه عقول ويختلف فكرها
-يعلن حكمه على مثل هذا التعصب وأنه كفر ويبرئ نفسه من هكذا حاله / مازال يصور المدينة وتقلب أهواء أهلها وأفكارهم ومعتقداتهم وهو في مكان بعيد حيث الصحراء في صفاء ذهني وتوحد وانعزال لينهي ما بدأه ويعود للمحور الأول والأصلي لسبب بناءه هذه القصيدة ألا وهو الانطلاق في سماء الإبداع والفكر والشعر بلا قيود ولا فرض شروط ولا تحكم أحد بشاعريته وفكره بل يطلق نفسه نحو الأفق البعيد باسطاً جناحيه كالنسر الطليق في رحابة السماء

والتطرف لمذهب دون مذهب كفر=اشهد اني بري النفس من كفرها
خارج اسوارها حلق سماك الفكر=لا قيودك قيود ولا انت في اسرها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيراً
هذا ما استطعت استنتاجه من وحي القصيدة وفي النهاية أنا ممتن لهذا الشاعر لأنه أتانا بقصيده منفردة من حيث الموضوعية وسبك البناء عميقة السبر صنعت باقتدار وحرفنة شاعر يستحق أن يشاد به ويلتفت لتجربته الشعرية لتكون محطّ أنظار الأقلام والرؤى لندفع بالساحة الشعرية من يستحق الإشادة ويرقى بالذائقة وأنا استسمح الشاعر والأدب بشكل عام على تطفلي ومحاولتي سبر غور هذه العصماء فإن أصبت فهو من توفيق الله وإن أخطأت فمني والشيطان / كل الشكر والتقدير لقلوبكم

منقووووووووووووووووول