المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعريف بأحفاد ابن باعوراء: دعاة التسوّل و علماء السّلاطين !



المهاجر الاثري
02-04-2008, 12:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين


قصة "بلعام بن باعور" الذي قال تعالى فيه: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون} وقد ذكرنا قصته في التفسير وأنه كان فيما قاله ابن عباس وغيره يعلم الاسم الأعظم وأن قومه سألوه أن يدعو على موسى وقومه فامتنع عليهم ولما الحوا عليه ركب حمارة له ثم سار نحو معسكر بني إسرائيل فلما أشرف عليهم ربضت به حمارته فضربها حتى قامت فسارت غير بعيد وربضت فضربها ضربا أشد من الأول فقامت ثم ربضت فضربها فقالت له يا بلعام أين تذهب أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم فلم ينزع عنها فضربها حتى سارت به حتى أشرف عليهم من رأس جبل حسبان ونظر إلى معسكر موسى وبني إسرائيل فأخذ يدعو عليهم فجعل لسانه لا يطيعه إلا أن يدعو لموسى وقومه ويدعو على قوم نفسه فلاموه على ذلك فاعتذر إليهم بأنه لا يجري على لسانه إلا هذا واندلع لسانه حتى وقع على صدره وقال لقومه ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة ثم أمر قومه أن يزينوا النساء ويبعثوهن بالأمتعة يبعن عليهم ويتعرضن لهم حتى لعلهم يقعون في الزنا فإنه متى زنى رجل منهم كفيتموه ففعلوا وزينوا نساءهم وبعثوهن إلى المعسكر فمرت امرأة منهم اسمها كستى برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمري بن شلوم يقال إنه كان رأس سبط بني شمعون بن يعقوب فدخل بها قبته فلما خلا بها أرسل الله الطاعون على بني إسرائيل فجعل يجوس فيهم فلما بلغ الخبر إلى فنحاص بن العزار بن هرون أخذ حربته وكانت من حديد فدخل عليهما القبة فانتظمهما جميعا فيها ثم خرج بهما على الناس والحربة في يده وقد اعتمد على خاصرته وأسندها إلى لحيته ورفعهما نحو السماء وجعل يقول اللهم هكذا تفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون فكان جملة من مات في تلك الساعة سبعين ألفا والمقلل يقول عشرين ألفا وكان فنحاص بكر أبيه العزار بن هرون فلهذا يجعل بنو إسرائيل لولد فنحاص من الذبيحة الليه والذراع واللحى ولهم البكر من كل أموالهم وأنفسهم وهذا الذي ذكره ابن اسحق من قصة بلعام صحيح قد ذكره غير واحد من علماء السلف [البداية و النهاية لابن كثير ج:1-ص:358].

و ها نحن اليوم نعيش مع أحفاد ابن باعوراء الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل،مؤثرين الحياة الدنيا على الآخرة، و خانوا العهد و الميثاق الذي أخذوه من الله تعالى بكتمهم العلم و سكوتهم عن الحق، بل و نطقهم بالباطل و الوقوف في صف الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله و صف المرتدين الموالين للكافرين المحتلين و المعادين للمؤمنين المجاهدين،كل هذا من أجل الحفاظ على المنصب و الراتب،و نيل رضا ولاة أمورهم،فنراهم يتصدرون الفضائيات و الإذاعات و يشاركون في المؤتمرات و الندوات و ينزلون في أفخم الفنادق و الاقامات و تباع أشرطتهم و تطبع كتبهم و أحيانا توزع بالمجان إذا كان فيها ما يخدم مصلحة أسيادهم في تثبيت عروشهم و إشباع كروشهم و زيادة قروشهم، متجاهلين كفرهم و فسقهم و ظلمهم،و كان الذي دفعهم إلى زيادة المكر و الحيلة (عن طريق ليّ و تأويل النصوص الشرعية و وضعها في غير محلها خدمة لمصلحة المرتدين و الصليبيين و تمويها للمسلمين) هو سحب البساط من تحت أقدامهم و سقوط أقنعتهم بعد أن تعلم الناس عقيدتهم و فقهوا دينهم متحررين من التبعية العلمية لهم و كذلك بفضل العلماء العاملين الذين طلقوا الدنيا و أقبلوا على الآخرة فكان لهم الدور الكبير في كشف شبهاتهم و إزالة تلبيساتهم مقتدين في ذلك بسير أعلام النبلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية و إمام السنة ابن حنبل و سلطان العلماء العز بن عبد السلام و العالم المجاهد عبد الله عزام و الشيخ الرباني حمود الشعيبي رحمهم الله،غير مبالين بما يتعرضون له من سجن و قهر و أذى،وهم صابرين محتسبين..

جاء في صحيفة الحياة في تاريخ 12/12/2003م ما يلي :
( أكد رئيس لجنة مجلس الأمن لمراقبة ومطاردة تنظيم القاعدة وحركة طالبان سفير تشيلي " هيرالدو مونيوز " لـ [ الحياة ] بعد عودته من السعودية ، أن السلطات في الرياض صعَّدت وعزَّزت الإجراءات في المعركة ضد الإرهاب بما فيها تجميد ممتلكات وليس فقط أموال ، للأفراد والمنظمات ذات العلاقة بـ " القاعدة " والسيطرة على المؤسسات الخيرية .. وإنشاء مراكز مخصصة للتحويل [ المالي ] أرخص وأسرع ترافقها إجراءات لمحاكمة انتهاك القوانين الجديدة للتحويل .. واتخاذ القرار الجذري بأن لا مفر من المواجهة العقائدية باعتبار رجال الدين مفتاحاً لإلحاق الهزيمة بعقيدة القاعدة وبالقاعدة .
ووصف مونيوز قرار المواجهة على أساس عقائدي بأن له ( أهمية بالغة ) تتعدى السعودية ، لافتاً إلى أن السلطات في أندونيسيا أثناء زيارة سابقة له لجاكارتا شددت على أهمية المواقف العلنية لقادة الدين السعوديين وأثرها القوي في عزل المتطرفين ، وكان مونيوز أجرى في الرياض محادثات مع مسؤولين كبار بينهم وزير المالية ووزير الخارجية بالوكالة ونائب وزير الداخلية ومسؤولين في الجهاز الأمني المكلف لمحاربة الإرهاب وقال مونيوز لـ [ الحياة ] : أن أحد الوزراء قال لي : " إنهم ( السعوديين ) توصلوا إلى اقتناع بأن لب الصراع هو في المواجهة العقائدية , وأن إلحاق الهزيمة بالقاعدة يتطلب قيام إعلان قادة رجال الدين أن المتطرفين يتصرفون ضد القرآن ، وهم يشعرون بأن هذا هو المفتاح لإلحاق الهزيمة بعقيـدة القاعدة وبالقاعدة وطالبان " .. ) الخ .

ربما ينتفع فقهاء التسول في الدنيا بالدولار بعد تقديمهم الخدمات الجليلة (إصدار الفتاوى حسب الطلب و المقاس الأمريكي) لأسياد أسيادهم واستماتتهم في الدفاع عن الطواغيت و أعداء الأمة و الترقيع لهم، و لكنهم يبقون في حياتهم مفضوحين لان صفاتهم موجودة في الكتاب و السنة، و التي سنعرض بعضها،و في موتهم لا يحضر جنازتهم إلا القليل (المنتفعين)،فما بكت عليهم السماء و الأرض و ما كانوا منظرين،ورحم الله -أحمد بن حنبل- حينما قال لأمثالهم في زمانه بأن الموعد الأول بينه و بينهم في الجنائز، أما بعد مماتهم بفترة فيرمون إلى مزبلة التاريخ و محرقة الأرشيف مع الذين خانوا الله و رسوله و المؤمنين،و لنا عبرة و تذكرة مع سوء خاتمة حياة اثنين من علماء السلطان ببلاد الحرمين،أحدهما في سكرات الموت بقي يلعن وليه الهالك فهد بن عبد العزيز و سيده المجرم نايف بن عبد العزيز حتى فاضت روحه،و الآخر مات في بيت الخلاء على برازه،و لم يسمع بموتهما أحد إلا أهليهما و أتباعهما الشرذمة حتى انتهت الجنازة !
فشتان بين جنازتهما السيئة الصيت و جنازة الشيخ حمود الشعيبي في نجد الذي تزاحم أهل العلم و الإيمان على إتباعها و حمل نعشه و جنازة الشيخ عبد اللطيف سلطاني الذي مات سجينا في الجزائر و صلى عليه خمسمائة ألف مسلم !


۩ بعض الآيات الواضحة و الصريحة للعباد ۩


يقول الله عز وجل:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175- 176].

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسيره لهذه الآية: والمشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة: إنما هو رجل من المتقدمين في زمن بني إسرائيل، كما قال ابن مسعود وغيره من السلف، وكان يعلم اسم الله الأكبر، وكان مجاب الدعوة، ولا يسال الله شيئا إلا أعطاه إياه، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: لما نزل موسى بهم يعني الجبارين ومن معه أتاه - يعني بلعم - بنو عمه وقومه فقالوا: إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة، وانه إن يظهر علينا يهلكنا، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه، قال: إني دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه الله ما كان عليه، فذلك قوله تعالى: {فانسلخ منها فاتبعه الشيطان} الآية. وقال السدي: لما انقضت الأربعون سنة التي قال الله: {فإنها محرمة عليهم أربعين سنة}، بعث (يوشع ابن نون) نبيا فدعا بني إسرائيل، فاخبرهم انه نبي، وان الله أمره أن يقاتل الجبارين، فبايعوه وصدقوه، وانطلق إلى رجل من بني إسرائيل يقال له: (بلعام) فكان عالما يعلم الاسم الأعظم المكتوم، فكفر - لعنه الله - واتى الجبارين، وقال لهم: لا ترهبوا بني إسرائيل فاني إذا خرجتم تقاتلونهم أدعو عليهم دعوة فيهلكون، وقوله تعالى: {فاتبعه الشيطان} أي استحوذ عليه وعلى أمره فمهما أمره امتثل وأطاعه، ولهذا قال: {فكان من الغاوين} أي من الهالكين الحائرين البائرين، وقد ورد في معنى هذه الآية حديث (حذيفة بن اليمان) رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القران حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان رداؤه الإسلام، اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك" قال: قلت يا نبي الله أيها أولى بالشرك المرمي أو الرامي؟ قال: "بل الرامي" (أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي قال ابن كثير: إسناده جيد).
وقوله تعالى: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض واتبع هواه}، يقول تعالى: {ولو شئنا لرفعناه بها} أي لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها، {ولكنه اخلد إلى الأرض} أي مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهرتها، واقبل على لذاتها ونعيمها، وغرته كما غرت غيره من غير أولي البصائر والنهى.
قال محمد بن إسحاق بن يسار عن سالم عن أبي النضر: انه حدث أن موسى عليه السلام لما نزل في ارض بني كنعان من ارض الشام أتى قوم بلعام إليه، فقالوا له هذا (موسى بن عمران) في بني إسرائيل، قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل، وإنا قومك، وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة، فاخرج فادع الله عليهم قال: ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون، كيف اذهب أدعو عليه وأنا اعلم من الله ما اعلم؟ قالوا له: ما لنا من منزل، فلم يزالوا به يرفقونه ويتضرعون إليه حتى فتنوه، فافتتن؛ فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل - وهو جبل حسبان - فلما سار عليها غير كثير ربضت به فنزل عنها فضربها، حتى إذا ازلقها قامت فركبها، فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها، حتى إذا ازلقها أذن لها فكلمته حجة عليه، فقالت: ويحك يا بلعم أين تذهب؟ أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا؟ تذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم، فلم ينزع عنها، فضربها، فخلى الله سبيلها، حين فعل بها ذلك، فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشر إلا صرف الله لسانه إلى قومه، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف الله لسانه إلى بني إسرائيل، فقال له قومه: أتدري يا بلعم ما تصنع؟ إنما تدعو لهم وتدعو علينا، قال: فهذا ما لا املك. هذا شيء قد غلب الله عليه، قال: واندلع لسانه فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة، ولم يبق إلا المكر والحيلة، فسأمكر لكم واحتال، جملوا النساء وأعطوهن السلع، ثم أرسولهن إلى العسكر يبعنها فيه، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها، فإنهم إن زنى رجل واحد منهم كفيتموهم، ففعلوا، فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين برجل من عظماء بني إسرائيل وهو (زمري بن شلوم) رأس سبط شمعون بن يعقوب، فلما رآها أعجبته، فقام فاخذ بيدها، واتى بها موسى وقال: إني سأظنك ستقول: هذا حرام عليك لا تقربها، قال: اجل هي حرام عليك، قال: فوالله لا أطيعك في هذا، فدخل بها قبته، فوقع عليها، وأرسل الله عز وجل الطاعون في بني إسرائيل، وكان (فنحاص) صاحب أمر موسى غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء الطاعون يجوس فيهم، فاخبر الخبر، فاخذ حربته ثم دخل القبة وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء وجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك، ورفع الطاعون، فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص، فوجدوه قد هلك منهم سبعون ألفا، والمقلل لهم يقول عشرون ألفا في ساعة من النهار، ففي بلعام بن باعوراء انزل الله: {واتل عليهم نبا الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها - إلى قوله - لعلهم يتفكرون}. (رواه محمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر وأخرجه ابن جرير بمثله وفيه أن الزنا وقع من عدد من الجند الذين كانوا مع موسى عليه السلام فسلط الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا}.وقوله تعالى: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} اختلف المفسرون في معناه، فعلى سياق ابن إسحاق عن سالم أبي النضر أن بلعاما اندلع لسانه على صدره فتشبيهه بالكلب في لهثه في كلتا حالتيه إن زجر وان ترك ظاهر، وقيل: معناه فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء،كالكلب في لهيثه في حالتيه إن حملت عليه، وان تركته هو يلهث في الحالين، فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه، كما قال تعالى: {سواء عليهم اانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم}. وقيل: معناه أن قلب الكافر والمنافق والضال ضعيف فارغ من الهدى فهو كثير الوجيب فعبر عن هذا بهذا (نقل نحو هذا عن الحسن البصري وغيره)، وقوله تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {فاقصص القصص لعلهم} أي لعل بني إسرائيل العالمين بحال بلعام، وما جرى له في إضلال الله إياه وإبعاده من رحمته، بسبب انه استعمل نعمة الله عليه في تعليمه الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، في غير طاعة ربه، بل دعا به على حزب الرحمن، وشعب الإيمان، أتباع عبده ورسوله في ذلك الزمان، كليم الله موسى بن عمران عليه السلام، ولهذا قال: {لعلهم يتفكرون} أي فيحذروا أن يكونوا مثله، فان الله قد أعطاهم علما وميزهم على من عداهم من الأعراب، وجعل بأيديهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم يعرفونها كما يعرفون أبناءهم، فهم أحق الناس وأولاهم بإتباعه ومناصرته وموازرته كما أخبرتهم أنبياؤهم بذلك وأمرتهم به، ولهذا من خالف منهم ما في كتابه وكتمه فلم يعلم به العباد، احل الله به ذلا في الدنيا موصولا بذل الآخرة، وقوله: {ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا} يقول تعالى: ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا أي ساء مثلهم أن شبهوا بالكلاب التي لا همة لها إلا في تحصيل أكلة أو شهوة، فمن خرج عن حيز العلم والهدى واقبل على شهوة نفسه، واتبع هواه صار شبيها بالكلب وبئس المثل مثله؛ ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" (هو في الصحيحين من حديث ابن عباس).
قوله: {وأنفسهم كانوا يظلمون} أي ما ظلمهم الله، ولكن هم ظلموا أنفسهم بإعراضهم عن إتباع الهدى وطاعة المولى، إلى الركون إلى دار البلى، والإقبال على تحصيل اللذات وموافقة الهوى.

قال الشيخ السعدي –رحمه الله تعالى- في تفسيره لهذه الآية: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} أي: علمناه كتاب اللّه، فصار العالم الكبير والحبر النحرير.
{فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس.
فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
{فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
وهذا لأن اللّه تعالى خذله ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.
{وَلَكِنَّه} فعل ما يقتضي الخذلان، {فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ}، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية. وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وترك طاعة مولاه،{ فَمَثَلُهُ في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
{ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على اللّه، وإتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا.
{سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء، وهذا الذي آتاه اللّه آياته، يحتمل أن المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره اللّه، فقص اللّه قصته تنبيها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه اللّه آياته فانسلخ منها.
وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نـزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن إتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان.

و يقول أيضا:
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:187].

قال ابن كثير: فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه كما قال تعالى: {وإذ اخذ الله ميثاق الذين الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا، فبئس ما يشترون} فذم الله أهل الكتاب بإعراضهم عن كتاب الله، وإقبالهم على الدنيا وجمعها.
فعلينا أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وان نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه قال تعالى: {الم يان للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}؟ الآية.
فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالدون الطفيف، والحظ الدنيوي السخيف، فبئس الصفقة صفقتهم، وبئست البيعة بيعتهم، وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم، ويسلك بهم مسلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع، الدال على العمل الصالح، ولا يكتموا منه شيئا،

قال السعدي: والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق ويعلنوا به، ويميزوا الحق من الباطل، ويظهروا الخبيث من الطيب، والحلال والحرام ، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة، ليهتدي المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين

و يقول أيضا:
{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:42].

قال ابن كثير: يقول تعالى ناهيا لليهود عما كانوا يتعمدونه من تلبيس الحق بالباطل وتمويهه به، وكتمانهم الحق وإظهارهم الباطل {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون} فنهاهم عن الشيئين معا، وأمرهم بإظهار الحق والتصريح به. ولهذا قال ابن عباس {ولا تلبسوا الحق بالباطل}: لا تخلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب، وقال أبو العالية: ولا تخلطوا الحق بالباطل، وأدوا النصيحة لعباد الله من امة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال قتادة {ولا تلبسوا الحق بالباطل}: ولا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وانتم تعلمون أن دين الله الإسلام، وان اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله. عن ابن عباس: {وتكتموا الحق وانتم تعلمون} أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وانتم تجدونه مكتوبا عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم وقال مجاهد والسدي: {وتكتموا الحق} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم . (قلت) وتكتموا يحتمل أن يكون مجزوما ويحتمل أن يكون منصوبا أي لا تجمعوا بين هذا وهذا، كما يقال: لا تأكل السمك وتشرب اللبن. قال الزمخشري: وفي مصحف ابن مسعود {وتكتموا الحق} أي في حال كتمانكم الحق، {وانتم تعلمون} حال أيضا، ومعناه وانتم تعلمون الحق ويجوز أن يكون المعنى وانتم تعلمون ما في ذلك من الضرر العظيم على الناس، من إضلالهم عن الهدى المفضي بهم إلى النار، إن سلكوا ما تبدونه لهم من الباطل المشوب بنوع من الحق لتروجوه عليهم، والبيان: الإيضاح، وعكسه الكتمان وخلط الحق بالباطل.
قال السعدي: فنهاهم عن شيئين, عن خلط الحق بالباطل, وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم, تمييز الحق, وإظهار الحق, ليهتدي بذلك المهتدون, ويرجع الضالون, وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته, ليميز الحق من الباطل, ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم, فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم.
ومن لبس الحق بالباطل, فلم يميز هذا من هذا, مع علمه بذلك, وكتم الحق الذي يعلمه, وأمر بإظهاره, فهو من دعاة جهنم, لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم, فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.

و يقول أيضا:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة:159].

قال ابن كثير: هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل، من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة، والهدى النافع للقلوب، من بعد ما بينه الله تعالى لعباده، في كتبه التي انزلها على رسله، وقد نزلت في أهل الكتاب كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: "من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار" (أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة) وروي عن أبي هريرة انه قال: لولا آية في كتاب الله ما حدثت أحدا شيئا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} الآية. قال أبو العالية: {ويلعنهم اللاعنون} يعني تلعنهم الملائكة والمؤمنون،
قال السعدي: هذه الآية وإن كانت نازلة في أهل الكتاب, وما كتموا من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته, فإن حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما أنزل الله { مِنَ الْبَيِّنَاتِ } الدالات على الحق المظهرات له، { وَالْهُدَى } وهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم, ويتبين به طريق أهل النعيم, من طريق أهل الجحيم، فإن الله أخذ الميثاق على أهل العلم, بأن يبينوا الناس ما منّ الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتموه، فمن نبذ ذلك وجمع بين المفسدتين, كتم ما أنزل الله, والغش لعباد الله، فأولئك { يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ } أي: يبعدهم ويطردهم عن قربه ورحمته.
{ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } وهم جميع الخليقة, فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة, لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم, وإبعادهم من رحمة الله, فجوزوا من جنس عملهم، كما أن معلم الناس الخير, يصلي الله عليه وملائكته, حتى الحوت في جوف الماء, لسعيه في مصلحة الخلق, وإصلاح أديانهم, وقربهم من رحمة الله, فجوزي من جنس عمله، فالكاتم لما أنزل الله, مضاد لأمر الله, مشاق لله, يبين الله الآيات للناس ويوضحها، وهذا يطمسها فهذا عليه هذا الوعيد الشديد.

و يقول أيضا:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة:174].

قال ابن كثير: يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، في كتبهم التي بأيديهم مما تشهد له بالرسالة والنبوة، فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم، وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم آباءهم، فخشوا - لعنهم الله - إن اظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم، فكتموا ذلك إبقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير، فباعوا أنفسهم بذلك، واعتاضوا عن الهدى بذلك النزر اليسر، فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فان الله اظهر لعباده صدق رسوله، بما نصبه وجعله معه من الآيات الظاهرات والدلائل القاطعات، فصدقه الذين كانوا يخافون أن يتبعوه، وصاروا عونا له على قتالهم، وباءوا بغضب على غضب، وذمهم الله في كتابه في غير موضع، فمن ذلك هذه الآية الكريمة: {إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا} وهو عرض الحياة الدنيا {أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار} أي إنما يأكلون ما يأكلونه في مقابلة كتمان الحق نارا تأجج في بطونهم يوم القيامة، كما قال تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم".
وقوله تعالى: {ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، وذلك لأنه تعالى غضبان عليهم، لأنهم كتموا وقد علموا فاستحقوا الغضب، فلا ينظر إليهم {ولا يزكيهم} أي يثني عليهم ويمدحهم بل يعذبهم عذابا أليما
قال السعدي: هذا وعيد شديد لمن كتم ما أنزل الله على رسله, من العلم الذي أخذ الله الميثاق على أهله, أن يبينوه للناس ولا يكتموه، فمن تعوض عنه بالحطام الدنيوي, ونبذ أمر الله, فأولئك: { مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ } لأن هذا الثمن الذي اكتسبوه, إنما حصل لهم بأقبح المكاسب, وأعظم المحرمات, فكان جزاؤهم من جنس عملهم، { وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } بل قد سخط عليهم وأعرض عنهم، فهذا أعظم عليهم من عذاب النار، { وَلَا يُزَكِّيهِمْ } أي: لا يطهرهم من الأخلاق الرذيلة, وليس لهم أعمال تصلح للمدح والرضا والجزاء عليها، وإنما لم يزكهم لأنهم فعلوا أسباب عدم التزكية التي أعظم أسبابها العمل بكتاب الله, والاهتداء به, والدعوة إليه، فهؤلاء نبذوا كتاب الله, وأعرضوا عنه, واختاروا الضلالة على الهدى, والعذاب على المغفرة، فهؤلاء لا يصلح لهم إلا النار, فكيف يصبرون عليها, وأنى لهم الجلد عليها؟".

و يقول أيضا:
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78].

قال ابن كثير: إن منهم فريقا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويبدلون كلام الله ويزيلونه عن المراد به، ليوهموا الجهلة أنهم في كتاب الله كذلك، وينسبونه إلى الله وهو كذب على الله، وهم يعلمون من أنفسهم أنهم قد كذبوا وافتروا في ذلك كله، ولهذا قال تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}، قال مجاهد والحسن: {يلوون ألسنتهم بالكتاب} يحرفونه، وهكذا روى البخاري عن ابن عباس أنهم يحرفون ويزيلون، وليس احد من خلق الله يزيل لفظ كتاب من كتب الله، لكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله.
قال السعدي: يخبر تعالى أن من أهل الكتاب فريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب، أي: يميلونه ويحرفونه عن المقصود به، وهذا يشمل اللي والتحريف لألفاظه ومعانيه، وذلك أن المقصود من الكتاب حفظ ألفاظه وعدم تغييرها، وفهم المراد منها وإفهامه، وهؤلاء عكسوا القضية وأفهموا غير المراد من الكتاب، إما تعريضا وإما تصريحا، فالتعريض في قوله { لتحسبوه من الكتاب } أي: يلوون ألسنتهم ويوهمونكم أنه هو المراد من كتاب الله، وليس هو المراد، والتصريح في قولهم: { ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } وهذا أعظم جرما ممن يقول على الله بلا علم، هؤلاء يقولون على الله الكذب فيجمعون بين نفي المعنى الحق، وإثبات المعنى الباطل، وتنزيل اللفظ الدال على الحق على المعنى الفاسد، مع علمهم بذلك.

و يقول أيضا:
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:79].

قال ابن كثير: وقوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا} الآية. هؤلاء صنف آخر من اليهود وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، واكل أموال الناس بالباطل، والويل: الهلاك والدمار، وهي كلمة مشهورة في اللغة. وعن ابن عباس الويل: المشقة من العذاب، وقال الخليل الويل: شدة الشر، وقال سيبويه: ويل لمن وقع في الهلكة، وويح لمن اشرف عليها، وقال الأصمعي: الويل تفجع، والويح ترحم، وقال غيره: الويل الحزن. وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: {فويل للذي يكتبون الكتاب بأيديهم} قال: هم أحبار اليهود، وقال السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم انه من عند الله ليأخذوا به ثمنا قليلا، وقال الزهري عن ابن عباس: "يا معشر المسلمين كيف تسالون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي انزله على نبيه احدث اخبار الله تقراونه غضا لم يشب، وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذي انزل عليكم" وقوله تعالى: {فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} أي فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء، وويل لهم مما أكلوا به من السحت، كما قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {فويل لهم} يقول: فالعذاب عليهم من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب {وويل لهم مما يكسبون} يقول: مما يأكلون به أولئك الناس السفلة وغيرهم.
قال السعدي: سنن توعد تعالى المحرفين للكتاب, الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون: { هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق, وإنما فعلوا ذلك مع علمهم { لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل، فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس, فظلموهم من وجهين: من جهة تلبيس دينهم عليهم, ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق, بل أبطل الباطل, وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما، ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال: { فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } أي: من التحريف والباطل { وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } من الأموال، والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد.
قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: { أَفَتَطْمَعُونَ } إلى { يَكْسِبُونَ } فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة, على ما أصله من البدع الباطلة.
وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني, وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه، ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين, وهذا معنى الكتاب والسنة, وهذا معقول السلف والأئمة, وهذا هو أصول الدين, الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية، ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة, لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.
وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة, كالرافضة, وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.

و يقول أيضا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة:34].

قال ابن كثير: قال السدي: الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى، وهو كما قال، فان الأحبار هم علماء اليهود كما قال تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت} والرهبان: عباد النصارى، والقسيسون: علماؤهم، كما قال تعالى: {ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا} والمقصود التحذير من علماء السوء وعباد الضلال، قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى، وفي الحديث الصحيح: "لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟"، وفي رواية فارس والروم؟ قال: "فمن الناس الا هؤلاء؟". والحاصل التحذير من التشبه بهم في أقوالهم وأحوالهم، ولهذا قال تعالى: {ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}، وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين، ومناصبهم ورياستهم في الناس يأكلون أموالهم بذلك، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية خراج وهدايا وضرائب تجيء إليهم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات، فاطفاها الله بنور النبوة وسلبهم إياها، وعوضهم الذل والصغار، وباؤوا بغضب من الله تعالى. وقوله تعالى: {ويصدون عن سبيل الله} أي وهم مع أكلهم الحرام، يصدون الناس عن إتباع الحق، ويلبسون الحق بالباطل، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعون إلى الخير وليسوا كما يزعمون، بل هم دعاة إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وقوله: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله} الآية، هؤلاء هم القسم الثالث من رؤوس الناس، فان الناس عالة على العلماء وعلى العباد، وعلى أرباب الأموال، فان فسدت أحوال هؤلاء فسدت أحوال الناس كما قال ابن المبارك: وهل افسد الدين إلا الملوك * وأحبار سوء ورهبانها..
قال السعدي: هذا تحذير من اللّه تعالى لعباده المؤمنين عن كثير من الأحبار والرهبان، أي: العلماء والعباد الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، أي: بغير حق، ويصدون عن سبيل اللّه، فإنهم إذا كانت لهم رواتب من أموال الناس، أو بذل الناس لهم من أموالهم فإنه لأجل علمهم وعبادتهم، ولأجل هداهم وهدايتهم، وهؤلاء يأخذونها ويصدون الناس عن سبيل اللّه، فيكون أخذهم لها على هذا الوجه سحتا وظلما، فإن الناس ما بذلوا لهم من أموالهم إلا ليدلوهم إلى الطريق المستقيم.
ومن أخذهم لأموال الناس بغير حق، أن يعطوهم ليفتوهم أو يحكموا لهم بغير ما أنزل اللّه، فهؤلاء الأحبار والرهبان، ليحذر منهم هاتان الحالتان: أخذهم لأموال الناس بغير حق، وصدهم الناس عن سبيل اللّه.


۩ بعض الأحاديث الحسنة و الصحيحة الإسناد ۩


قال النبي صلى الله عليه و سلم:
«سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض» [الترمذي 'للإمام الترمذي 'المجلد الثالث أبواب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].

و قال أيضا:
«سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك» [الجامع الصغير ' للإمام جلال الدين السيوطي 'المجلد الرابع باب: حرف السين].
(نابذهم: يعني أنكر بلسانه ما لا يوافق الشرع، نجا: من النفاق والمداهنة، ومن اعتزلهم: منكرا بقلبه، سلم: من العقوبة على ترك المنكر، ومن خالطهم: راضيا بفسقهم، هلك: يعني وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي... {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار})

و قال أيضا:
«من أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا» [مسند الإمام احمد
' للإمام احمد ابن حنبل 'المجلد الثاني مسند أبي هريرة رضي الله عنه].

و قال أيضا:
«من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة» [سنن أبي داود ' للإمام أبي داود 'الجزء الثاني كتاب العلم].

و قال أيضا:
«من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» [مسند ابن ماجه 'للإمام ابن ماجه 'الجزء الأول افتتاح الكتاب في: الإيمان، وفضائل الصحابة، والعلم].
(عرف الجنة يعني ريحها).

و قال أيضا:
«إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» [سنن الترمذي 'للإمام الترمذي 'المجلد الثالث أبواب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].

قال حذيفة بن اليمان:
كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت اسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم». قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن». قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر». قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها». قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» [صحيح البخاري 'للإمام البخاري 'الجزء الرابع كتاب الفتن].

و قال أيضا:
قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر. فجاء الله بخير. فنحن فيه. فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال «نعم» قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال «نعم» قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال «نعم» قلت: كيف؟ قال «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي. وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس» [صحيح مسلم 'للإمام مسلم 'الجزء الثالث كتاب الإمارة].
) جثمان انس يعني جسم بشر)

أقول: كما لا ننسى تهنئة العلماء و الدعاة الموجودين في رابط الصورة أدناه بتصدرهم المراتب الأولى من حيث الغنى و نيلهم الشهرة العالمية متمنيا لهم التوفيق في مشوارهم العلمي و الدعوي و منافسة كبار رجال المال و الأعمال،و نهديهم حديثا شريفا رواه احمد في مسنده و السيوطي في الجامع الصغير عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض»!!!

رابط الصورة
http://www.stop55.net/uploads/images/stop55-8c2581c181.gif
http://www.muslm.00op.com/data/visitors/2008/04/01/storm_563312633_275322553.gif

و لمن يريد معرفة المزيد عن أحفاد ابن باعوراء من أقوال السلف الصالح و كيفية تعاملهم معهم و التعليق على مقولة (لحوم العلماء مسمومة)، ما عليه إلا تحميل هذين الكتابين القيمين من إحدى الروابط أدناه

أوصاف العلماء و أصنافهم للشيخ سفيان عزلي فرّج الله كربته
http://en.upload.ps/15XVX40QT70F/awsaf_olama.rar
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=8BPRUHDAFH
http://up.3ash8.com/dldqNc11414.rar.html

المشايخ الجدد للشيخ عبد الكريم الحميد فرّج الله كربته
http://en.upload.ps/153EGDIRA57L/mshayekh_%20jded.rar
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=4EV0JEQT7M
http://up.3ash8.com/dldxMY11836.rar.html

اللهم فك أسر علمائنا الربانيين و دعاتنا المصلحين من سجون طواغيت العرب و العجم، وافضح علماء السلطان و شيوخ البلاط و فقهاء الإرجاف و دعاة الإرجاء و مفكري الاستسلام و منظري الانهزام..

اللهم آمين و الحمد لله رب العالمين

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

كتبه/المهاجر الأثري.

Mr.alOne
02-04-2008, 01:14 AM
في مقالك العديد من المغالطات، و أقول لك أن الأمة لا تقاد بالعواطف ولا ولن يقودها الدراويش، أمةُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلم لا يقودها إلا أهل العلم.
وأيضاً استدلالك غريبٌ جداً فأنتَ تنزلُ النصوص الشرعية في غير مواضعها، و أما قلته عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز _ رحمه الله وجعله قبره روضة من رياض الجنة_
فهي كذبةٌ أماراتُ الوضعِ فيها بارزة، ويبدو أنها تلفيقٌِ درويشٍ من دراويش القاعدة.
عموماً
عليك بطلب العلم على العلماء واترك المسائل الكبار لأهلِ العلم الكبار فمن أنت حتى تتكلم فيها وتكفر وتفسق كما يحلو لك.

همســـــــــــــــــــــــــة
جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد _ رحمه الله _ في نشر الاسلام يعرفها الصغير قبل الكبير والصديق قبل العدو ولا ينكرها إلا حاسد، و أنا على يقينٍ بأنك لم تقدم حتى عشر معشارها ، فإتق الله يا أخي وعليك بخاصةٍ نفسك وتفقد عيوبك و أصلح نفسك و تب إلى ربك فلا تدري لعله لم يبقى لك في هذه الدنيا إلا ساعات وتغادرنا وستجد ماعملت يداك من كل صغيرة وكبيرة وعندها و الله ستبكي بدل الدمع دماً ولا فائدة.

غفر الله لنا ولك وهدانا وإياك إلى الصراط المستقيم وثبتنا عليه

Mr.alOne
02-04-2008, 01:47 AM
هذا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز _حفظه الله _ مع أعضاء هيئة كبار العلماء، العلماء الذين ان صدرت من أحدهم فتوى بلغت الآفاق، و ما ذلك إلا للقبول الذي وضعه الله لهم في الأرض
http://taroooof.jeeran.com/photos/774053_l.jpg

وهذه صورة اخرى معبرة
http://taroooof.jeeran.com/photos/774073_l.jpg

moneeeb
02-04-2008, 06:35 AM
{فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا}



ليتك تمعّنت فى هذة الاية اكثر, فما ترمى به غيرك , ها انت تخط خطك بما تهواه نفسك.

ما تراه من تساهل تجد عكسه من تشدد

فتجنب الفريقين تسلم








و قال أيضا:
«سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك» [الجامع الصغير ' للإمام جلال الدين السيوطي 'المجلد الرابع باب: حرف السين].
(نابذهم: يعني أنكر بلسانه ما لا يوافق الشرع، نجا: من النفاق والمداهنة، ومن اعتزلهم: منكرا بقلبه، سلم: من العقوبة على ترك المنكر، ومن خالطهم: راضيا بفسقهم، هلك: يعني وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي... {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار})



و هذا الحديث الذى اقتبسته لنا تمعن فيه و ابحث عن المضمون, و خيرها اوسطها , فلا تبحث عن الفتن, و تأكد ان رأيك سوف يجمع من حولك. انظر و تمعن فى البديل و ليس وهمٌ تتمناه

شكراً على الجولة التاريخية :popcorn:
فى امان الله

المهاجر الاثري
03-04-2008, 04:34 PM
هذا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز _حفظه الله _ مع أعضاء هيئة كبار العلماء، العلماء الذين ان صدرت من أحدهم فتوى بلغت الآفاق، و ما ذلك إلا للقبول الذي وضعه الله لهم في الأرض
http://taroooof.jeeran.com/photos/774053_l.jpg

وهذه صورة اخرى معبرة
http://taroooof.jeeran.com/photos/774073_l.jpg

كنت أريد ستر شيوخ البلاط و مفتي السلطان رجاءا في توبتهم ، و لكنك كشفت عمالتهم لخائن الحرمين و خادم الصليبيين في صورتين واضحتين ، فسبحان الله الذي يأبى إلا فضح أكّالي السّحت المرتشينỊỊỊ

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "إذا رأيتم العالم بباب السلطان فاتهموا دينه، فإنهم لا يأخذون من دنياهم شيئاً أخذوا من دينهم ضعفه"ỊỊ
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه، فإنه لص"ỊỊ

Ịنرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ~~ فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّعỊ

محمدS.M
03-04-2008, 06:42 PM
المهاجر الاثري
اخي الكريم ارجوا منك عدم التعرض في مشاركاتك معنا للعلماء بهذه الطريقة
فنحن لسنا منبر للخوض فيهم و اطلاق الاحكام بحقهم فنحن نقطه من بحر بالنسبة لهم
واذا شعرت بغير ذلك فالتدعوا لهم بالهداية او لتقم بمحاجتهم بعيداً عن استخدام هذا العالم الافتراضي :)