The Riotous
08-04-2008, 01:01 AM
طَنِين !
طَنِين .. طَنِينْ !
يُمشِّطُ الدّروبَ الطَّنِينْ ،
مُسْتوْطِناً أسْمَاعِنَا ..
مُخْتالاً بأوْجاعنَا ،
فيَهِبُنَا – بِخَالِصِ إرَادتنا –
كالقَرابينْ .
ثم يَرْحَلُ فلا يَمْضيْ ،
ولا دَمّ فِي رؤؤسنا يَسْريْ ..
(فكأنَّه يُصِيْبنا بشَتَّى أنْواعِ الْفَالِجِ)
يَرْحَلُ فلا يَمْضيْ ،
تاركنا فريسة
اسْتِحْواذ حَمِيمْ .
مِنّا لا يَغْفل أحداً ،
لكنه حتى لا يَأْكُلنا الذِّئْبُ
يَسْكُننا أجْمعينْ ..
وإن أضْرمنا
كُلَّ أشْبَاحَ الفرارِ ..
يَتْخَبَّطُ فينا هلعُ الإبْصَارِ ،
فيَبْقَى مُغْشِياً لنا
وَمِيضُ النَّهَار !
لأنَّ الرَؤْية – وقْتها – مُتْضِحة
لكُلَّ عَيْنِ أثِيريِّة
والبَيِّنَات بازغة للناظرينْ ،
لكنه الطَّنِينْ ..
دائماً مُلاحِقنا ،
فبيْننا رِباطُ غَلِيظ
بَيْن دائِنٍ ومَدِينْ !
نَعم .. "هذا زمان السَّأمْ" !
ولكُلِّ مِنَّا هَاهُنا رَقمْ ،
دوْنه يُصْبح الإنْسانُ خُرافةَ ..
مُنَاصَفَةً
بين الوهم والعَدمْ !
فمَا دَام الرَّقم
للمرءِ يَغْدو وطنْ ،
وفِي أرْضكَ تَحْصُل
– أيُّهَا المَحْظُوظُ –
عَلَى مَوْضِعِ قدمْ !
فإن تَبرَّمتَ بِما وُهِبْتَ
– أيُّهَا الجَاحِدُ –
تَجِدُ رَفِيقَ الخَطِيئَةِ
بكُلِّ حَجَرِ رَجمْ .
فمِنْ الرَّقمِ يُتَّخذَ حِجَاباً ،
ليَسْتتر بِه الجَائِرُ ..
والظالمُ عَمَّنْ ظلمْ ،
ولمُضَاعَفة رَفَاهِيتكَ
بِه تَتجرَّع – مَا دُمْتَ حياً –
مَذاقاً مُتجدِّداً للألمْ !
يوْمُنَا مُبَالغ فِي الْقِصرْ ..
يبْدأ لينْتهي ..
وينْتهي ليبْدأ ،
يَمُرُّ بلَمْحِ الْبصرْ ،
بين مُتوقِّفين على الدُّروس
– على ما كان
وسَوَالِف الأزْمان
وإلى آخِره مِنْ الْعبرْ –
لا يُخْتبروا فيما حفظوا ،
ولا يسْعون للاخْتِبار ،
فلا يَذْكُرهم زَمانُهُم فِي مَنْ ذَكَرْ .
يُنقِّبون أسْفَل أقْدَامِهم
حيث كان سَلَفهم
قد سبق وحَفَرْ ،
فلا يَنْقلون قدماً للْتَجديدِ ؛
لانْكِبابهم بإحْصَاءِ
كَمْ مَرَّة نَفْس السَّلَف
قَدْ شَهَقَ وزَفَرْ !
وأيْضاً هُناك نُدَمَاء التَّرفْ ..
مَنْ عَنْهم الجهدُ اِنْصرَفْ ،
كُلَّما مَلَّ أحدهم
زاول رياضته ..
ومِنْ حظ غيْره اِغْترَفْ ،
فهو حقه المُكْتسَبُ ..
خطيئة لكنها لا تُحْتسَبُ ؛
فبها – في الخفاء – اِعْترَفْ .
فلا تتسارع أيها الأرعن ..
وتبادر بسوء نية ،
إنما هو مُجرَّد تَرْفِيه .. وفِيه اِحْترَفْ !
إنْ احْتَبستَ داخل صدرك
لا تستنكر اختفاء الرجال !
لا داعي لهذا السخطْ ،
هذا عَصْرُنا يا سادة ،
بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إلَيْنَا ..
ولا حلول وسطْ ،
يمين ويسار ..
شرق وغرب ..
ميزان العدل قد سقطْ ،
وبين الطوائف
على كَفَّتيه
صعد وهبطْ ،
فبين الجدِّ والهزْلِ ..
بين المجْدِ والذلِّ ..
الأمر اخْتلطْ !
تباغتني أحياناً تِلْك الأحلام ..
بوقت مُسْتَقْطَع أَيَّتُهَا الفِرْقُ ،
ربما فيه نُنْصِت بحِكْمةْ ،
لكَمْ كَرِهْنا السُّكُون !
فتشرَّبنا فِطْرتنا المَشُوبة ..
وجَحِدنا مِثْلها نِعْمةْ ،
لكن يبدو خطايانا
لنا كانت لَعْنةْ ،
فعُوقِبْنا بها ..
ولَيْسَ بِسَبَبها ،
وبيننا تَناثرتَ كُلُّ فتنةْ .
على حين غرة دَاهمتْنَا ..
فهَجرتْنَا
حَوْلنا العَراء
ودَاخِلنا خَواء ،
فنُفِيْنا مِنْ الرَّحْمةْ ،
وكالعَادة بِحَالِنَا نَقْنع ..
فلا نَقْتنِعُ بَلْ نَتْقنَّع ،
فإنَّها – ولا اعْتِرَاض – القِسْمَةْ !
فمتى – لمرة – نَصْدُق أنفسنا
لنعترف بذنبنا الأثيمْ ؟!
علَّنا عنه نَسْتَغْفِر
ومِنْه نَتْطَهَّر ..
فيخْفُت مِثْله طَنِينْ ،
فقد يَقْبَلُ منا الابْتهالْ ..
ويُصْبِح المُحَال
مُجرَّدَ اِحْتِمَالْ !
ليت الصخب يقف ..
أو فقط يهدأ ،
لست جشعاً ،
فقط لبعض دقائقْ !
صمت مُطْبِق ..
قَرَار مُؤقَّت ..
مِنْ كافة الخلائقْ ،
لبعض دقائقْ !
ولتقر أعين المتشككون ؛
فزاهد أنا
عن إجلاء الحقائقْ ،
لبعض دقائقْ !
لن تضْطرب زرقة السَّماءِ ..
ولنا ستظل – دائماً – كغطاءِ ،
فلن تُطْبِقْ على الأرضِ ..
لن تَدْوي الصَّواعِقْ ،
لبعض دقائقْ !
فقط سنرتشف نَزْرَ مِنْ راحة ..
مُخْتلَساً مِنْ هذا الجحيمْ ،
حيث نندهش كُلّ صَبَاحِ ..
بما يُرْجِفُ أوْتَادنا .. فيُلقِّننا :
"أنَّ الطُّغْيان فِينا داء مُسْتَدِيمْ ،
وأنه يَنِْحَني الخطُّ المُسْتَقِيمْ !"
لا مِساحة لنا للاعْتِرَاضِ ..
أو توخِّي الهرب ،
فالكون حَاويه الطَّنِينْ ،
هُوَ فَارِس مَعارك البَقاءِ ..
والفَناءِ ،
وتِلْكَ المَعارك
لا تَخْلِف رَحَاها سليمْ ،
إيَّاك أنْ تَجْزع !
فبالمِثْلِ لا جدوى للصراخ ..
أو لجدال سقيمْ ،
فأي حَدِيث
(سَواء اِكْتَرَثَ أو لَمْ يَكْتَرِث)
فهو يحصي لنا خُطُوبنا ..
وفينا يَخْلِفُ الأنِينْ ،
لكن مهلاً !
كم أنا ضائع ومُضيِّع !
أغْفل عما هو مُبِينْ ،
فهَلْ لحَدِيثي – معك صَدِيقي – صَدَى ؟!
وأي صَدَى
وَسَط هذا الطَّنِينْ ؟!
إهداء ..
إلى ( )!
مرحباً - متأخرة - بالجميع .. وعذراً على الغياب والتقصير .
طَنِين .. طَنِينْ !
يُمشِّطُ الدّروبَ الطَّنِينْ ،
مُسْتوْطِناً أسْمَاعِنَا ..
مُخْتالاً بأوْجاعنَا ،
فيَهِبُنَا – بِخَالِصِ إرَادتنا –
كالقَرابينْ .
ثم يَرْحَلُ فلا يَمْضيْ ،
ولا دَمّ فِي رؤؤسنا يَسْريْ ..
(فكأنَّه يُصِيْبنا بشَتَّى أنْواعِ الْفَالِجِ)
يَرْحَلُ فلا يَمْضيْ ،
تاركنا فريسة
اسْتِحْواذ حَمِيمْ .
مِنّا لا يَغْفل أحداً ،
لكنه حتى لا يَأْكُلنا الذِّئْبُ
يَسْكُننا أجْمعينْ ..
وإن أضْرمنا
كُلَّ أشْبَاحَ الفرارِ ..
يَتْخَبَّطُ فينا هلعُ الإبْصَارِ ،
فيَبْقَى مُغْشِياً لنا
وَمِيضُ النَّهَار !
لأنَّ الرَؤْية – وقْتها – مُتْضِحة
لكُلَّ عَيْنِ أثِيريِّة
والبَيِّنَات بازغة للناظرينْ ،
لكنه الطَّنِينْ ..
دائماً مُلاحِقنا ،
فبيْننا رِباطُ غَلِيظ
بَيْن دائِنٍ ومَدِينْ !
نَعم .. "هذا زمان السَّأمْ" !
ولكُلِّ مِنَّا هَاهُنا رَقمْ ،
دوْنه يُصْبح الإنْسانُ خُرافةَ ..
مُنَاصَفَةً
بين الوهم والعَدمْ !
فمَا دَام الرَّقم
للمرءِ يَغْدو وطنْ ،
وفِي أرْضكَ تَحْصُل
– أيُّهَا المَحْظُوظُ –
عَلَى مَوْضِعِ قدمْ !
فإن تَبرَّمتَ بِما وُهِبْتَ
– أيُّهَا الجَاحِدُ –
تَجِدُ رَفِيقَ الخَطِيئَةِ
بكُلِّ حَجَرِ رَجمْ .
فمِنْ الرَّقمِ يُتَّخذَ حِجَاباً ،
ليَسْتتر بِه الجَائِرُ ..
والظالمُ عَمَّنْ ظلمْ ،
ولمُضَاعَفة رَفَاهِيتكَ
بِه تَتجرَّع – مَا دُمْتَ حياً –
مَذاقاً مُتجدِّداً للألمْ !
يوْمُنَا مُبَالغ فِي الْقِصرْ ..
يبْدأ لينْتهي ..
وينْتهي ليبْدأ ،
يَمُرُّ بلَمْحِ الْبصرْ ،
بين مُتوقِّفين على الدُّروس
– على ما كان
وسَوَالِف الأزْمان
وإلى آخِره مِنْ الْعبرْ –
لا يُخْتبروا فيما حفظوا ،
ولا يسْعون للاخْتِبار ،
فلا يَذْكُرهم زَمانُهُم فِي مَنْ ذَكَرْ .
يُنقِّبون أسْفَل أقْدَامِهم
حيث كان سَلَفهم
قد سبق وحَفَرْ ،
فلا يَنْقلون قدماً للْتَجديدِ ؛
لانْكِبابهم بإحْصَاءِ
كَمْ مَرَّة نَفْس السَّلَف
قَدْ شَهَقَ وزَفَرْ !
وأيْضاً هُناك نُدَمَاء التَّرفْ ..
مَنْ عَنْهم الجهدُ اِنْصرَفْ ،
كُلَّما مَلَّ أحدهم
زاول رياضته ..
ومِنْ حظ غيْره اِغْترَفْ ،
فهو حقه المُكْتسَبُ ..
خطيئة لكنها لا تُحْتسَبُ ؛
فبها – في الخفاء – اِعْترَفْ .
فلا تتسارع أيها الأرعن ..
وتبادر بسوء نية ،
إنما هو مُجرَّد تَرْفِيه .. وفِيه اِحْترَفْ !
إنْ احْتَبستَ داخل صدرك
لا تستنكر اختفاء الرجال !
لا داعي لهذا السخطْ ،
هذا عَصْرُنا يا سادة ،
بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إلَيْنَا ..
ولا حلول وسطْ ،
يمين ويسار ..
شرق وغرب ..
ميزان العدل قد سقطْ ،
وبين الطوائف
على كَفَّتيه
صعد وهبطْ ،
فبين الجدِّ والهزْلِ ..
بين المجْدِ والذلِّ ..
الأمر اخْتلطْ !
تباغتني أحياناً تِلْك الأحلام ..
بوقت مُسْتَقْطَع أَيَّتُهَا الفِرْقُ ،
ربما فيه نُنْصِت بحِكْمةْ ،
لكَمْ كَرِهْنا السُّكُون !
فتشرَّبنا فِطْرتنا المَشُوبة ..
وجَحِدنا مِثْلها نِعْمةْ ،
لكن يبدو خطايانا
لنا كانت لَعْنةْ ،
فعُوقِبْنا بها ..
ولَيْسَ بِسَبَبها ،
وبيننا تَناثرتَ كُلُّ فتنةْ .
على حين غرة دَاهمتْنَا ..
فهَجرتْنَا
حَوْلنا العَراء
ودَاخِلنا خَواء ،
فنُفِيْنا مِنْ الرَّحْمةْ ،
وكالعَادة بِحَالِنَا نَقْنع ..
فلا نَقْتنِعُ بَلْ نَتْقنَّع ،
فإنَّها – ولا اعْتِرَاض – القِسْمَةْ !
فمتى – لمرة – نَصْدُق أنفسنا
لنعترف بذنبنا الأثيمْ ؟!
علَّنا عنه نَسْتَغْفِر
ومِنْه نَتْطَهَّر ..
فيخْفُت مِثْله طَنِينْ ،
فقد يَقْبَلُ منا الابْتهالْ ..
ويُصْبِح المُحَال
مُجرَّدَ اِحْتِمَالْ !
ليت الصخب يقف ..
أو فقط يهدأ ،
لست جشعاً ،
فقط لبعض دقائقْ !
صمت مُطْبِق ..
قَرَار مُؤقَّت ..
مِنْ كافة الخلائقْ ،
لبعض دقائقْ !
ولتقر أعين المتشككون ؛
فزاهد أنا
عن إجلاء الحقائقْ ،
لبعض دقائقْ !
لن تضْطرب زرقة السَّماءِ ..
ولنا ستظل – دائماً – كغطاءِ ،
فلن تُطْبِقْ على الأرضِ ..
لن تَدْوي الصَّواعِقْ ،
لبعض دقائقْ !
فقط سنرتشف نَزْرَ مِنْ راحة ..
مُخْتلَساً مِنْ هذا الجحيمْ ،
حيث نندهش كُلّ صَبَاحِ ..
بما يُرْجِفُ أوْتَادنا .. فيُلقِّننا :
"أنَّ الطُّغْيان فِينا داء مُسْتَدِيمْ ،
وأنه يَنِْحَني الخطُّ المُسْتَقِيمْ !"
لا مِساحة لنا للاعْتِرَاضِ ..
أو توخِّي الهرب ،
فالكون حَاويه الطَّنِينْ ،
هُوَ فَارِس مَعارك البَقاءِ ..
والفَناءِ ،
وتِلْكَ المَعارك
لا تَخْلِف رَحَاها سليمْ ،
إيَّاك أنْ تَجْزع !
فبالمِثْلِ لا جدوى للصراخ ..
أو لجدال سقيمْ ،
فأي حَدِيث
(سَواء اِكْتَرَثَ أو لَمْ يَكْتَرِث)
فهو يحصي لنا خُطُوبنا ..
وفينا يَخْلِفُ الأنِينْ ،
لكن مهلاً !
كم أنا ضائع ومُضيِّع !
أغْفل عما هو مُبِينْ ،
فهَلْ لحَدِيثي – معك صَدِيقي – صَدَى ؟!
وأي صَدَى
وَسَط هذا الطَّنِينْ ؟!
إهداء ..
إلى ( )!
مرحباً - متأخرة - بالجميع .. وعذراً على الغياب والتقصير .