DARK PAST
12-04-2008, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم .. أما بعد
سنتكلم عن ظاهرة خطيرة لم يكتف الإنسان فيها بإحداث مشكلات بيئية على سطح الأرض بل تسبب في إحداث تلوث يختلف عن الملوثات المعروفة وهو التلوث الإشعاعي الذي يعد من أخطر أنواع الملوثات البيئية.
ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن استطاع الإنسان استخدام المواد المشعة في إنتاج القنابل النووية والهيدروجينية , وقد أدرك مدى خطورتها , لذا فقد سعة إلى وضع بعض الضوابط والقوانين التشريعية للحد من ذلك التسلح ولكنه لم يفلح.
وقد استطاع مجموعة من العلماء الفرنسيون بقيادة (هنري بيكريل) من اكتشاف من اكتشاف تلك التأثيرات الضارة مما نشأ عنه علم البيولوجيا الإشعاعية .
[البيولوجيا الإشعاعية]
يمكن القول إن تفجير قنبلة نووية واحدة يمكن أن ينطلق منها حوالي ( 200 ) عنصر , كما أن الغبار الذري المتصاعد إلى طبقات الجو العليا , ثم يتساقط على التربة أو ينتشر في الهواء , ثم يترسب إلى المياه الجوفية أو يمتص بواسطة أجسام الكائنات الحية , كما قد يمتد خطره ليشمل السلسلة الغذائية للإنسان.
وقد تمكن الإنسان من اكتشاف العديد من الإشعاعات ومنها على سبيل المثال :-
أشعة ألفا – بيتا – جاما – السينية – النيترونات .
كما أمكنه تحديد خطورة تلك العناصر المشعة عن طريق ما يسمى ( عمر النصف ) فعلى سبيل المثال :-
عنصر السترونشيوم (Sr90) ويبلع عمر نصفه 28 سنة.
الكربون المشع (C14) ويبلغ نصف عمره 5600 سنة .
وعند استخدام تلك النظائر المشعة فسوف تظل مشعة فترة قد تطول أو تقصر حسب عمر النصف .
كما أمكن صنع العديد من الأجهزة المختلفة لقياس الإشعاعات الصادرة من المواد المشعة ومن أمثلتها :-
Gigr – Film badge – Pocket dosemetet – Survey meter
وأمكن تسمية العديد من الوحدات الإشعاعية لتحديد أعلى نسبة وأقل نسبة من الأشعة الممتصة بواسطة جسم الكائن الحي
وحدات التعرض الإشعاعي ومنها الرونتجن
وحدة الجرعة الممتصة وتقاس بالراد
وحدة الجرعة المكافئة وقياسها بالريم
وحدة النشاط الإشعاعي وتقاس جرعتها بالكيوري
هناك العديد من المصادر الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان وقد يكون غافلا عنها في معظم الأحيان .
الأشعة تحت الحمراء
الأشعة فوق البنفسجية
أشعة أفران الميكروويف
أشعة التلفاز
أشعة إكس ( السينية )
أشعة الليزر
وعند تعرض الإنسان لمصدر إشعاعي فإن التأثير قد يكون بصورة مباشرة مثل ظهور احمرار بالجلد أو اسوداد في العين .. كما قد يحدث ضمورا ً في خلايا النخاع العظمي وتحطم الخلايا التناسلية .
أيضا ً قد تظهر بعض التأثيرات في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة
وضعت العديد من التشريعات والأنظمة البيولوجية البيئية لمتطلبات الوقاية من الإشعاع من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية , ومنها اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاعات والوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وعلى الرغم من أن الإنسان استطاع الاستفادة من تلك المصادر والإشعاعات المختلفة في الطرق السليمة , والتي منها
الكشف عن عيوب المعادن - العلاج الكيميائي - مراقبة المباني والمنشآت والبنوك
وغيرها الكثير مما لا يصعب حصره , إلا أنه في المقابل أسهم بدرجة كبيرة في زيادة التلوث الإشعاعي عن طريق عدم الالتزام بالأنظمة والقوانين التشريعية الخاصة بالوقاية من خطر الإشعاع , فيلجأ الكثير من الأحيان إلى دفن المخلفات النووية في التربة أو التخلص منها بإلقائها في قيعان البحر والمحيطات.
أدى التطور الصناعي والتقني للاستخدام الجائر للإشعاع إلى نشوء العديد من المشكلات البيئية المختلفة , ويأتي في مقدمتها نشوء كائنات حية دقيقة ذات صفات طفرية تلائم النمو في الأوساط الإشعاعية المرتفعة مما أسهم بدرجة كبيرة في قدرة الكائنات الحية الدقيقة على امتصاص أنواع مختلفة من الإشعاع وبالتالي تركيزها في التربة أو في الوسط المائي , مما أثر بطرق مباشرة على صحة الكائن الحي .
وعند سقوط كمية من الأشعة على الكائن الحي فإن هناك العديد من الأعراض المرضية التي سوف تظهر عليه , وهذه قد تكون أعراض ذات آثار ذاتية تظهر على الكائن الحي المتعرض للأشعة .
وقد أمكن دراسة الآثار البيولوجية للأشعة المؤينة على الخلية الحية , فوجد أنها تؤدي إلى إحداث تغير في التركيب الكيميائي وفيها تتفاعل الأيونات الموجبة والإلكترونات السالبة مع جزيئات الماء داخل الخلية مما ينتج عنه نشوء مركبات جديدة ثم المرحلة البيولوجية , وهذه يتراوح زمنها بينت عدة دقائق إلى عدة سنوات , ويظهر فيها العديد من الآثار المرضية على الكائن الحي مثل:-
موت الخلية - توقف النشاط التكاثري - نقص في كريات الدم البيضاء - الالتهابات المعوية.
كما أن السبب الرئيسي في هذا هو أحد أخطر الملوثات على النظام البيئي , نظرا ً لوجود العديد من المخلفات النووية المشعة بالإضافة إلى احتوائها على بعض المصادر الإشعاعية لأشعة جاما - بيتا وتحتوي أيضا ً على بعض العناصر الثقيلة المشعة – مثل عنصر البلوتونيوم – التي تشع جسيمات ألفا .
كما لوحظ أن التلوث الإشعاعي – بالإضافة إلى كونه يحدث العديد من الأضرار المختلفة على الإنسان – يلوث النبات والأسماك والطيور , وهذا بدوره يؤدي إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي , وإلحاق أضرار ٍ بالسلسلة الغذائية .
في الخاتمة أتمنى تبرئة ذمتي في أنه ليست لدي الخبرة الكافية في هذا المجال ..
المصادر الأساسية :-
-scientific american
-The American Board of Radiology - ABR
- كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت
- جامعة دمشق
وعدة مصادر أخرى ...
في الخاتمة أتمنى أن أكون وفقت في هديتي لعشاق الكيمياء :09:
كــل الــود
الحمد لله والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم .. أما بعد
سنتكلم عن ظاهرة خطيرة لم يكتف الإنسان فيها بإحداث مشكلات بيئية على سطح الأرض بل تسبب في إحداث تلوث يختلف عن الملوثات المعروفة وهو التلوث الإشعاعي الذي يعد من أخطر أنواع الملوثات البيئية.
ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن استطاع الإنسان استخدام المواد المشعة في إنتاج القنابل النووية والهيدروجينية , وقد أدرك مدى خطورتها , لذا فقد سعة إلى وضع بعض الضوابط والقوانين التشريعية للحد من ذلك التسلح ولكنه لم يفلح.
وقد استطاع مجموعة من العلماء الفرنسيون بقيادة (هنري بيكريل) من اكتشاف من اكتشاف تلك التأثيرات الضارة مما نشأ عنه علم البيولوجيا الإشعاعية .
[البيولوجيا الإشعاعية]
يمكن القول إن تفجير قنبلة نووية واحدة يمكن أن ينطلق منها حوالي ( 200 ) عنصر , كما أن الغبار الذري المتصاعد إلى طبقات الجو العليا , ثم يتساقط على التربة أو ينتشر في الهواء , ثم يترسب إلى المياه الجوفية أو يمتص بواسطة أجسام الكائنات الحية , كما قد يمتد خطره ليشمل السلسلة الغذائية للإنسان.
وقد تمكن الإنسان من اكتشاف العديد من الإشعاعات ومنها على سبيل المثال :-
أشعة ألفا – بيتا – جاما – السينية – النيترونات .
كما أمكنه تحديد خطورة تلك العناصر المشعة عن طريق ما يسمى ( عمر النصف ) فعلى سبيل المثال :-
عنصر السترونشيوم (Sr90) ويبلع عمر نصفه 28 سنة.
الكربون المشع (C14) ويبلغ نصف عمره 5600 سنة .
وعند استخدام تلك النظائر المشعة فسوف تظل مشعة فترة قد تطول أو تقصر حسب عمر النصف .
كما أمكن صنع العديد من الأجهزة المختلفة لقياس الإشعاعات الصادرة من المواد المشعة ومن أمثلتها :-
Gigr – Film badge – Pocket dosemetet – Survey meter
وأمكن تسمية العديد من الوحدات الإشعاعية لتحديد أعلى نسبة وأقل نسبة من الأشعة الممتصة بواسطة جسم الكائن الحي
وحدات التعرض الإشعاعي ومنها الرونتجن
وحدة الجرعة الممتصة وتقاس بالراد
وحدة الجرعة المكافئة وقياسها بالريم
وحدة النشاط الإشعاعي وتقاس جرعتها بالكيوري
هناك العديد من المصادر الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان وقد يكون غافلا عنها في معظم الأحيان .
الأشعة تحت الحمراء
الأشعة فوق البنفسجية
أشعة أفران الميكروويف
أشعة التلفاز
أشعة إكس ( السينية )
أشعة الليزر
وعند تعرض الإنسان لمصدر إشعاعي فإن التأثير قد يكون بصورة مباشرة مثل ظهور احمرار بالجلد أو اسوداد في العين .. كما قد يحدث ضمورا ً في خلايا النخاع العظمي وتحطم الخلايا التناسلية .
أيضا ً قد تظهر بعض التأثيرات في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة
وضعت العديد من التشريعات والأنظمة البيولوجية البيئية لمتطلبات الوقاية من الإشعاع من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية , ومنها اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاعات والوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وعلى الرغم من أن الإنسان استطاع الاستفادة من تلك المصادر والإشعاعات المختلفة في الطرق السليمة , والتي منها
الكشف عن عيوب المعادن - العلاج الكيميائي - مراقبة المباني والمنشآت والبنوك
وغيرها الكثير مما لا يصعب حصره , إلا أنه في المقابل أسهم بدرجة كبيرة في زيادة التلوث الإشعاعي عن طريق عدم الالتزام بالأنظمة والقوانين التشريعية الخاصة بالوقاية من خطر الإشعاع , فيلجأ الكثير من الأحيان إلى دفن المخلفات النووية في التربة أو التخلص منها بإلقائها في قيعان البحر والمحيطات.
أدى التطور الصناعي والتقني للاستخدام الجائر للإشعاع إلى نشوء العديد من المشكلات البيئية المختلفة , ويأتي في مقدمتها نشوء كائنات حية دقيقة ذات صفات طفرية تلائم النمو في الأوساط الإشعاعية المرتفعة مما أسهم بدرجة كبيرة في قدرة الكائنات الحية الدقيقة على امتصاص أنواع مختلفة من الإشعاع وبالتالي تركيزها في التربة أو في الوسط المائي , مما أثر بطرق مباشرة على صحة الكائن الحي .
وعند سقوط كمية من الأشعة على الكائن الحي فإن هناك العديد من الأعراض المرضية التي سوف تظهر عليه , وهذه قد تكون أعراض ذات آثار ذاتية تظهر على الكائن الحي المتعرض للأشعة .
وقد أمكن دراسة الآثار البيولوجية للأشعة المؤينة على الخلية الحية , فوجد أنها تؤدي إلى إحداث تغير في التركيب الكيميائي وفيها تتفاعل الأيونات الموجبة والإلكترونات السالبة مع جزيئات الماء داخل الخلية مما ينتج عنه نشوء مركبات جديدة ثم المرحلة البيولوجية , وهذه يتراوح زمنها بينت عدة دقائق إلى عدة سنوات , ويظهر فيها العديد من الآثار المرضية على الكائن الحي مثل:-
موت الخلية - توقف النشاط التكاثري - نقص في كريات الدم البيضاء - الالتهابات المعوية.
كما أن السبب الرئيسي في هذا هو أحد أخطر الملوثات على النظام البيئي , نظرا ً لوجود العديد من المخلفات النووية المشعة بالإضافة إلى احتوائها على بعض المصادر الإشعاعية لأشعة جاما - بيتا وتحتوي أيضا ً على بعض العناصر الثقيلة المشعة – مثل عنصر البلوتونيوم – التي تشع جسيمات ألفا .
كما لوحظ أن التلوث الإشعاعي – بالإضافة إلى كونه يحدث العديد من الأضرار المختلفة على الإنسان – يلوث النبات والأسماك والطيور , وهذا بدوره يؤدي إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي , وإلحاق أضرار ٍ بالسلسلة الغذائية .
في الخاتمة أتمنى تبرئة ذمتي في أنه ليست لدي الخبرة الكافية في هذا المجال ..
المصادر الأساسية :-
-scientific american
-The American Board of Radiology - ABR
- كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت
- جامعة دمشق
وعدة مصادر أخرى ...
في الخاتمة أتمنى أن أكون وفقت في هديتي لعشاق الكيمياء :09:
كــل الــود