المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليبراليون الجدد



إسلامية
19-04-2008, 08:57 PM
استغربت من هذه المعركة الدائرة رحاها في بعض البلاد العربية حول (الليبرالية ) مابين من يلهج بذكرها أو يفتخر بأنه ليبرالي ويحاول نشرها ولو على استحياء ،وبين من يعد العدة لنقضها والرد على أصحابها بل وإنشاء المراكز المتخصصة لمناقشتها ودحضها

صحيح أن هناك ليبراليين عرب يعيشون حالة استلاب ثقافي وحالة اغتراب عن جذورهم وتاريخهم ووجه الاستغراب هو أن الغرب الذي ظهرت فيه الليبرالية وقرينتها الرأسمالية أصبح الآن يعيد النظر فيها ويبحث عن (ما بعد الحداثة ) ويحاول إيجاد الحلول للانحرافات الفكرية والسلوكية التي تسود مجتمعاته،

فالمقلدون عندنا متأخرون دائما ويلهثون وراء غرب يتغير ويبحث عن البدائل.





إن ما يجري في أوروبا وثقافتها وفكرها هو نتاج مراحل تاريخية مروا بها وانتقال هذا الشيء إلى مجتمعات ذات تاريخ مختلف وثقافة وحضارة مختلفة وذات ظروف اجتماعية خاصة لهو خداع وتضليل وتضييع لأعظم الفرص في النهضة على أساس سليم، أساس الحضارة الإسلامية.



هؤلاء المغتربون عن أوطانهم وجذورهم لو أنهم فكروا قليلا لعلموا أن لا تشابه بين المقلَّد والمقلِّد فالمجتمعات العربية مجتمعات إسلامية وإن التجربة الكمالية لهي خير مثال على الفشل الذريع، لقد أخذت عن أوروبا العادات السطحية واستبدال يوم الجمعة بيوم الأحد واستبدال الحروف العربية بحروف لاتينية، والآن نرى الشعب التركي يعود شيئا فشيئا إلى جذوره وأصالته.



إن من حق الشعوب الإسلا مية مقاومة كل المشاريع التي تبعدها عن أصالتها، هذه المشاريع التي تهيم في آمال كاذبة، فكل الأفكار التي طرحت في المراحل السابقة كالليبرالية الهجينة والماركسية والقومية العنصرية لم تستطع إيجاد طوق النجاة مما أصاب الأمة، فكيف نعيد التجارب الفاشلة ونجتر شيئا لم يعد صالحا عند أصحابه حيث وصل إلى سن اليأس، وإن أشد الحروب فتكا في المجتمعات هي الحروب الثقافية التي تريد تحويل الناس عن ثوابتهم وأخلاقهم. ولم يرو التاريخ أن أمة بلا أصالة استطاعت أن تعيش العصر.




إن هذا النوع من التقليد لا يلقي الشعوب العربية إلا في مغامرة التغرب والتلف، فالتقدم لا يأتي بأن نضع طلاء براق نخدع به أنفسنا ونخدع جماهير الأمة، ونتمنى على هؤلاء أن يتحلوا بالشجاعة الأدبية التي تتراجع عن التقليد الذي لا يأتي بخير.


إعادة صياغة الفكر القومي؟



(2)


تحت هذا العنوان كتب الأستاذ عبدالله الأشعل مقالا في مجلة (العربي) الكويتية محاولا إصلاح بعض المفاهيم التي علقت بـ(القومية العربية) و خاصة ما أثير من معارك بين القوميين والإسلاميين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. ونحن وإن كنا نعتبر العروبة هي اللغة واللغة شيء من صميم الإسلام, ولذلك فالعروبة بهذا المفهوم شيء أساسي في هوية الأمة ونرفض القومية بمعنى المفاخرات العرقية المغرورة..



وإن كنا كذلك، نتمنى من أصحاب الاتجاه القومي أن يراجعوا أنفسهم والمفاهيم التي صاحبت ما يسمى القومية العربية وقد وقع الأستاذ الأشعل في الأغلاط نفسها التي رافقت شعار القومية العربية حيث اعتبر الفترة العثمانية هي (استعمار تركي) وهذا المصطلح أنما يدل على رؤية سطحية جدا للفترة العثمانية فإذا كانت الدولة العثمانية قد استعمرت المنطقة العربية أربعة قرون ألا يدل هذا ضعف هذه الشعوب العربية, كيف لم تقاوم كما قاومت بريطانيا وفرنسا ولا أريد الاسترسال في هذه النقطة حيث كتب الكثير من الردود الجيدة حول ما يسمى بـ(الاستعمار التركي) كما أننا نتمنى من الأستاذ الأشعل وزملائه من القوميين العرب أن يطلعوا قليلا على أصول الإسلام مثل القرآن والحديث وهم يعتبرون أن العرب ارتبطوا بالسلام ارتباطا دائما،



فقد استشهد الأستاذ الأشعل في مقاله بهذه العبارة وقال أنها قولا مصيبا من تحدث العربية فهو عربي) والصحيح أن هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليست العربية منكم بأب ولا أم, من تكلم العربية فهو عربي) .



http://www.almoslim.net/node/85127 (http://www.almoslim.net/node/85127)