المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل



jannati
20-04-2008, 11:53 PM
http://salafyat.com/vb/images/extraPic/basmla.gif



ولابد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، فتعتصم به، فتقل

آفاتها، أو تذهب عنها بالكلية، بحول الله وقوته‏.‏

فنقول‏:‏ اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة‏:‏ المحبة، والخوف، والرجاء‏.‏

وأقواها الـمحبة، وهى مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد فى الدنيا والآخرة بخلاف

الخوف فإنه يزول فى الآخرة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ

هُمْ يَحْزَنُونَ}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 62‏]‏، والخوف المقصود منه‏:‏ الزجر والمنع من الخروج عن

الطريق، فالمحبة تلقى العبد فى السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها

يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب، والرجاء يقوده، فهذا

أصل عظيم، يجب على كل عبد أن ينتبه له، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه، وكل

أحد يجب أن يكون عبداً لله لا لغيره‏.‏

فإن قيل‏:‏فالعبد فى بعض الأحيان، قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه،

فأى شىء يحرك القلوب ‏؟‏ قلنا‏:‏ يحركها شيئان ‏:‏

أحدهما‏:‏ كثرة الذكر للمحبوب؛ لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل

بالذكر الكثير، فقال تعالى‏:‏ ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً

وَأَصِيلًا}‏ الآية ‏[‏الأحزاب‏:‏ 41-42‏]‏

والثانى‏:‏ مطالعة آلائه ونعمائه، قال الله تعالى‏:‏‏{فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏ ‏[‏

الأعراف‏:‏ 69‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}‏ ‏[‏النحل‏:‏53‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏

{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطِنَةً}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 20‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ

اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 34‏]‏‏.‏

فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه، من تسخير السماء والأرض، وما فيها من

الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة، من الإيمان وغيره، فلابد أن يثير

ذلك عنده باعثا، وكذلك الخوف، تحركه مطالعة آيات الوعيد، والزجر، والعرض،

والحساب ونحوه، وكذلك الرجاء، يحركه مطالعة الكرم، والحلم، والعفو‏.‏

وما ورد فى الرجاء والكلام فى التوحيد واسع‏.‏ وإنما الغرض التنبيه على تضمنه

الاستغناء بأدنى إشارة، والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم وصلى الله على محمد وآله

وصحبه وسلم ‏.

من مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

Amarantine
28-04-2008, 12:21 PM
حقيقة َ موضوعك رائع واكثر ما اعجبني فيه هو انه موضوع مختصر وواضح و لا يوجد به اي لبس , واسأل الله العلي العظيم ان يبارك فيك و يثبتك على صراطه المستقيم.


ودمتِ بخير .
في امان الله.

jannati
30-04-2008, 12:09 AM
حقيقة َ موضوعك رائع واكثر ما اعجبني فيه هو انه موضوع مختصر وواضح و لا يوجد به اي لبس , واسأل الله العلي العظيم ان يبارك فيك و يثبتك على صراطه المستقيم.




ودمتِ بخير .


في امان الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله
جزاك الله خيرا يا اخي على تلك الدعوات ولك بالمثل دمت في امان الله.

أحْـــــمَـدْ
01-05-2008, 09:22 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


كلماتٌ كالدرِّ المنثور ، أوجزَ الشيخُ رحمهُ الله ، و لكن حوت كلماته الكثير من المعاني

جزاكِ اللهُ خيرا ً على مواضيعكِ القيِّمة المفيدة

باركَ اللهُ فكِ و غفر لكِ و رفعَ قدركِ في عليين


... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...

رفعت خالد
14-05-2008, 01:59 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

بارك الله في جهدكِ أختي في الله..

و كما سمعت الشيخ حسين يعقوب يقول أن الخوف و الرجاء كجناحي الطائر، فبدونهما لن يرتفع و إنما تحريكهما برتابة هو ما يحفظ له توازنه و يرفعه إلى الأعالي.. فسبحان الخالق.

و كثرة الرجاء قد تقود إلى الاستهانة بالمحرمات و الأمان من مكر الله.. و العياذ بالله و أما المبالغة في الخوف فقد تقود إلى اليأس من رحمة الله.. لذلك فالواحدة منهما تخفف الأخرى ليحصل التوازن.

و أنا هنا أضيف و أقول أن المحبة هي رأس الطائر.. لأهميتها كما جاء في نصكِ.

و الحب هو ما يقود إلى الاستهانة بكل العوائق في سبيل عبادة المعبود الذي لا إله إلا هو فسبحانه و الحمد له.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الأمير القلق
14-05-2008, 02:07 PM
جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة ...


كلام من درر،، وأحلى مافيه أنه مختصر..:)


بورك فيكِ.. ووفقكِ الله لما يحبه ويرضاه..


وأعانكِ على نشر الخير..



دمتِ على طاعة الرحمن،،


ماجد