المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصومال المنسيّ.. العرب لا يتفرجون بل يساعدون المعتدي!!



إسلامية
25-04-2008, 06:56 AM
الصومال المنسيّ.. العرب لا يتفرجون بل يساعدون المعتدي!!




حُقّ لأهل أوجادين-أو الصومال الغربي-التي تعاني من ضيم الاحتلال الإثيوبي منذ أكثر من نصف قرن، حق لهم أن يطلقوا على محنتهم اسم:فلسطين القرن الإفريقي!! فعُمُرُ هذه القضية المنسية يعود إلى عام 1948م، وصانع مأساتها هو صانع مأساة الشعب الفلسطيني، وهو الاستعمار البريطاني، الذي منح ما لا يملك لمن لا يستحق، فقرر بحقده وأطماعه أن يهب أوجادين بعد خروجه الاضطراري منها إلى الإمبراطور الماسوني الهالك هيلاسلاسي..





وكم تغيرت الأحوال في أديس أبابا وفي محيط الحبشة كله منذ ذلك الوقت حتى اليوم، وبقي الاحتلال الإثيوبي الصليبي هو العنصر الثابت في صورة أوجادين، التي جاهدت وقدم شعبها كثيرا من التضحيات في مواجهة الغزاة الحاقدين، وكادت العين الكليلة تقهر المخرز المدعوم من قوى البغي العالمية الكبرى، لكن ظلم ذوي القربى كان هو الطعنة الداخلية في ظَهْر المجاهدين وأحبط آمال الشعب المكافح المتشبث بدينه وهويته وتميزه الحضاري والثقافي، بالرغم من كل المعوقات والعقبات.



بل إن المحنة تفاقمت فشملت الصومال كله، باعتباره غصة في حلق التنصير العالمي الذي عجز عن ابتلاع شعوب القرن الإفريقي من خلال الاستعمار العسكري المتلاحق بألوانه المتبدلة وجوهره الراسخ:تغريب الهوية ومسخ الثقافة وتعجيم اللسان وتشويه الدين.
وها هم الإنجليز اليوم يتقدمون بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يطالب بإحلال قوات دولية محل القوات الإثيوبية الغازية، التي أهلكت الحرث والنسل وعاثت في أراضي الصومال فسادا وتقتيلا وتشريدا واغتصابا للأعراض، إلى درجة أسخطت حتى منظمات حقوق الإنسان التي لا ترى إلا بعين واحدة. وكأن لندن توهم نفسها بأن هذه الدعوة المتأخرة سنوات وسنوات، يمكن أن تدخل في نطاق التكفير عن أصل الجرائم الغربية المزمنة-والإنجليزية بخاصة- في حق الصوماليين شعبا وأرضا. وبما أن العلاقات بين الإنجليز والأمريكان علاقة انسجام وتواطؤ تامَّيْن، فلابد من أن المشروع البريطاني يحظى بقبول أمريكي، وإلا لما قدمه الإنجليز.فما الذي تغير علما بأن الغزو الإثيوبي للصومال كاملا جرى بتواطؤ غربي عام وترحيب أمريكي أكيد، باعتبار جنود الاحتلال الحبشي يصلحون للنيابة عن الغزو الأمريكي المباشر غير المرغوب فيه أمريكيا: بذكريات سابقته المريرة في الصومال نفسه قبل 17سنة، وبشبح مثيلها الأشد مرارة والمستمر في النزف في العراق..


فهل أدرك الغرب أخيرا أن أداته الإثيوبية لن تفلح في ما أخفق فيه "السادة" أنفسهم، بالرغم من الفارق الشاسع جدا جدا في الإمكانات البشرية والعسكرية والمادية؟. ألم يكن في مقدور هؤلاء الحاقدين أن يقرؤوا الواقع كما هو وليس كما يتمنونه ويشتهونه؟ وما الذي جعلهم يحاربون الشعب الصومالي مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة....؟ ألم يتعظوا من الفشل المزري الذي حصده وكلاؤهم "أمراء الحرب" الذين مزقوا البلاد وتقاسموها مع أعدائها وجعلوها أجزاء متناحرة يدمر بعضها بعضا؟
وما الذي فعلتْه لهم المحاكم الشرعية ليناصبوها كل هذا العداء؟


كل ذلك من مخازي السياسات الغربية التي أعماها الحقد الموروث عن تبصر العواقب وعن عدم تكرار الخطأ ذاته مرات ومرات، كل ذلك يهون في مقابل قصر النظر الذي تمارسه أكثر الدول العربية التي يمس الوضع الصومالي أمنها الاستراتيجي في العمق، فهي ناصرت الغزاة الأجانب الطامعين نكاية في المحاكم الشرعية الصومالية، لمجرد أن في هويتها صفة الإسلامية التي تستفز النظم المتغربة المشحونة بالعداء لكل ما يتصل بالإسلام !!


والمفارقة أن هذه النظم المهزوزة لم ولن تحصد سوى خيبات الأمل، لأن مراهناتها على القوى الأجنبية الغازية مآلها الفشل المتكرر أمس واليوم وغدا، لأنها مراهنات ضد الحق وفي اتجاه يصادم مسار التاريخ ويناقض حقائق المنطقة وطبيعة مكوناتها الأصلية.
وهي خاسرة في الحالين إلا بمقياس مصالح النظام الفئوي الضيق الذي تمثله أكثر هذه النظم المبغوضة من شعبها أولا.


http://www.almoslim.net/node/92429 (http://www.almoslim.net/node/92429)