nwnc
04-05-2008, 11:06 PM
►░ بسم الله الرحمن الرحيم ░◄
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الحمد لله منزل الكتاب و مجري السحاب و مسبب الأسباب و هازم الأحزاب حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
ربي لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا
*************
لماذا نجحت القاعدة وفشل الآخرون !!
۞۞۞۩۩۞۞۩۩۞۞۞
لماذا نجحت القاعدة في قيادة الأمة و في تسيير دفة الصراع ؟؟
ولماذا استطاعت في فترة قصيرة نوعا ما أن تكسب مصداقية عالمية حتى بين أعدائها ؟؟
لماذا فشلت كل الحركات الإسلامية العاملة ولماذا لم تستطع الصمود ؟؟
ولماذا تراخت قواها ووهنت حتى أصبحت حملا يثقل كاهل الأمة وهي التي كانت تقدم نفسها على أنها هي الحل و هي السبيل الوحيد نحو تحقيق النصر و المجد ؟؟
لن نبالغ إذا جزمنا أن القاعدة قد انتصرت فعلا حتى و لو أن المعركة لم تنتهي بعدو لن نجانب الصواب و الحكمة إذا قلنا أن المعركة اليوم و لأول مرة منذ عقود قد وضعت في إطارها الصحيح وفي سياقها الطبيعي
بعد قرون من الصراع و المواجهة بين أمة الإسلام و أمم الكفر قاطبة وبعد معارك كانت ساحتها ربوع الأرض قاطبة وهنت الأمة و تمكن منها الضعف و تسلل الوهن عميقا في أحشائها و استطاعت إمبراطوريات الغرب النصراني أن تفرض منطقها و حكمها على بلاد الإسلام قاطبة في شكل استعمار مباشر أو عن طريق الوصاية
و استطاعت هذه القوى العالمية المعادية للإسلام أن تحذف عنصر الحسم في تاريخ المواجهة
فقد أدركت هذه القوى أنها انهزمت وستنهزم لا محالة في أية مواجهة مباشرة مع أمة تقاتل تحت راية عقيدة مرتبطة بوحي السماء
فلم تنسى أوروبا جحافل طارق و هي تعبر البحر مكبرة و تسحق جيش لذريق
و لن تنسى أوروبا معركة الزلاقة و لا معركة حطين
فشرارة النصر التي تكمن عميقا في قلب الأمة هي شرارة الإيمان و حرمان المسلمين من هذه الشعلة يعني انهزامهم و تفرقهم و ضعفهم
وهنا بيت القصيد
لقد كانت كل ثورات التحرر التي أعقبت حقبة الاستعمار المعاصر ثورات قومية علمانية حاولت على حياء إظهار جانب من التدين السطحي أو فلنقل جانبا من العصبية القومية التي ألبست عنوة ثوب الإسلام
فكانت النتائج كارثية ووقع الحكم في بلاد الإسلام بين أيادي لا تخاف الله
لقد كانت كل الحركات التحررية في العالم العربي و الإسلامي من اندونيسيا شرقا إلى المغرب الأقصى غربا حركات علمانية يسارية ترتبط فكريا بمعسكر الشرق الشيوعي بقيادة روسيا
دخلت كل هذه الحركات في مواجهة مع الدول الغربية الاستعمارية التقليدية و نجحت في التخلص من التواجد المباشر للاحتلال و لكنها لم تنجح في القضاء على النفوذ الاستعماري داخل أراضيها و كان استقلالها صوريا لا أكثر
أما الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين في مصر فقد كانت لا تدرك خبايا اللعبة السياسية و لم تكن تنظر بعيدا فلم تستطع مجارات المؤامرة ووقعت بشكل مخيف في فخ الحكومات القومية التي استعملتها كصمام أمان و كورقة تضفي بها نوعا من الشرعية على حكمها الظالم
ولنا في العلاقة بين جمال عبد الناصر و حركة الإخوان المسلمين أحسن مثال على مدى تخبط هذه الحركة
بل الأمر يعود إلى مرحلة سبقت مرحلة النظام الناصري
فالخديوي قد استعمل الإخوان ورمى بهم في مواجهة الإنجليز في حرب القناة و استعملهم مرة أخرى لمساومة التاج البريطاني و لتهديد حكومة النقراشي
ثم قدمهم كبش فداء بعد أن انتهت مدة صلاحيتهم
وبقيت الحركة الأم في مصر و على مدى حقب تاريخية مختلفة تلعب نفس هذا الدور و بغباء لا تحسد عليه
وحين تفرعت عنها تنظيمات إخوانية في الأردن و الجزائر و باقي أنحاء العالم الإسلامي حافظت هذه التفرعات على سياسة الجماعة الأم و قبلت أن تلعب دور رجل الإطفاء الذي يحترق بعد أن يطفأ الحريق ثم تعاد صياغته مرة أخرى كلما احتاج إليه النظام ليطفأ حريقا جديدا ثم يحترق
نعم فالجينة الوراثية للإخوان المسلمين تمتلك خصائص فريدة من نوعها أنصح الباحثين في علم الوراثة بدراستها جيدا قصد فهمها
فحركة الإخوان كانت تمتلك وزنا شعبيا تستطيع من خلاله أن تطيح بكل الأنظمة العربية دفعة واحدة و لن نبالغ لو قلنا أن النظام العربي الرسمي كان يرتعد من هذه الفكرة و لكن زعماء الجماعة قدموا له كل البراهين على أنهم طلاب إهانة لا أكثر
فالحامض النووي عند هؤلاء كاليورانيوم المنضب الذي سبق استخدامه فهو مفرغ من محتواه
ولا يزال زعماء هذه الحركة التي لا يمكن تحديد هويتها بدقة مصرون على المضي في هذا الطريق رغم ما أصابهم و يصيبهم من قمع و اضطهاد
فقد سئم منهم النظام المصري و سئم الناس من أخبارهم
اعتقال مجموعة من تنظيم الإخوان
إطلاق سراح مجموعة من تنظيم الإخوان
و هكذا منذ عقود يتكرر نفس الخبر على وسائل الإعلام العربية و الدولية
و كأن السجن أصبح مكتبا من مكاتب الحركة تدخل الجماعة و تخرج منه كل يوم
لقد توقف الزمن عند جماعة الإخوان و توقفت عقول رجالها عن التفكير ولم يفهموا أو ربما لا يريدون فهم الحقيقة التي تغيرت من حولهم
نعم فرجل الشارع المسلم الذي يجلس في مقهى من مقاهي القاهرة أو دمشق قد تغيرت نظرته لهذه الجماعة لسببين
أولا
لأنه رأى أن نواب الجماعة لا فرق بينهم وبين نواب باقي الأحزاب العلمانية و القومية و حتى الليبرالية
فبمجرد دخول مبنى البرلمان يصاب الكل بالتخمة و تنتابهم نوبات قيلولة جماعية لم يجد لها العلماء تفسيرا
و بمجرد فوز هؤلاء في الانتخابات تزداد سياراتهم طولا و تتغير أرقام هواتفهم و تقصر لحاهم وقد تزول في كثير من الأحيان
فتتقلب المفاهيم في رؤوسهم و يصبح النظام الحاكم خير نظام فوق الأرض
أم المعارضة فهي الشر بعينه وهي الخطر الذي ليس بعده خطر
فتنطلق مسابقة ربطات العنق الرسمية بين كوادر الإخوان
هذه من باريس وهذه من روما
و يدوخ المواطن المغلوب على أمره حين يرى أن رجل النظام الكلاسيكي الذي يعرفه لا يختلف كثيرا عن هؤلاء
فكلهم يسكنون القصور و الأحياء الراقية المحصنة
فيلعن الجميع وهو يحتسي فنجان الشاي على مضض و يطلب من صاحب المقهى أن يغير القناة
أما المنظر الثاني الذي يشاهده المواطن المغلوب على أمره فهو مدى صدق و إصرار الإرهابي
نعم فهكذا تقول جمانة نمور في قناة الجزيرة
و هكذا يخلل المخللون ﴿ بالخاء﴾ بعد نشرات الأخبار
فكل من يعارض صاحب السمو فهو إرهابي
وكل من يقتل أمريكيا مسالما وديعا فهو بالضرورة إرهابي
فهذا الإرهابي لا يسكن القصور و لا يبذل كلامه 360 º عقب خروجه من قصر صاحب السمو
و الإرهابي يعيش إرهابيا و يموت كذلك
و الإرهابي لا يطلب من القاعد في المقهى أن يخرج للتظاهر وهو جالس بين نسائه وبطنه يكاد يوقعه أرضا من شدة ثقله
بل يكون الأول في صف المواجهة
و الإرهابي لا يحسن كثيرا الخطابات و لا ينمق المحاضرات بل يترك دماؤه تنوب عنه و تخاطب الناس بذلا منه بلغة بسيطة سهلة لا تشوهها المصطلحات الأكاديمية المعقدة التي تصيب رجل المقهى بالدوار و تسبب له الغثيان وقد تدفع زوجته المسكينة ثمن هذه الأزمات حين يرجع للبيت فتكون سببا في خرابه و ضياع عياله و الله المستعان
فأمريكا تجلس مع الإخوان وبوش يصافح طارق الهاشمي و المرشد في القاهرة يمتلك مكتبا فخما لو بيع أثاثه لأطعم جياع القاهرة
أما الإرهابيون فلا يمتلكون مكاتب رسمية ولا يجتمعون مع كاندي الشمطاء لأنهم يسببون لها الحساسية
هذه الأفكار البسيطة دخلت رأس رجل المقهى وبعد تحليل بسيط جدا أدرك هذا الرجل المغلوب على أمره حقيقة المعادلة
فالإخوان + النظام = شعب مداس ومهان شرعا و بالكتاب و السنة
و الإرهاب + الجهاد = حرية و عز بالكتاب و السنة
فمن يصدق إذا
المرشد العام الذي يتكلم و يتكلم و يتكلم منذ عقود و الأحوال تزداد سوءا
أم الإرهابي الذي ينحر و يفجر و يقطع رقاب المارينز
و أمريكا تزداد رعبا و الأمة تزداد عزا ونور الفجر بدأ يلوح في الأفق
لقد فشل تنظيم الإخوان وأفلس تاريخيا منذ أن توقفت به عجلة الزمان
لقد أصبح التنظيم مكنة أكل عليها الدهر و شرب صدئة لا تنفع لشيء
بل الأدهى و الأمر أن هذا التنظيم قد أصبح عالة على الأمة و فرامل تكبح كل محاولة للتقدم نحو الأمام و صمام أمان تستعمله الحكومات العربية للحفاظ على الهدوء و ثغرة ينفذ منها المشروع الصفوي لضرب الأمة من الداخل
وكما قال الدكتور عبد الله النفيسي
فنحن ننصح تنظيم الإخوان بحل نفسه
فسبحان الله
فتنظيم الإخوان حاد عن الطريق حين هادن الطغاة و أراد إرضاء الكفار و نسي رب السماء
لقد قبل التنطيم بقواعد اللعبة التي وضعتها قوى الكفر العالمية و قبل أن تكون رقعة سايكس بيكو الميدان المحدود الذي يلعب فوقه وفرض على كل تنظيم ينبثق من رحمه أن يلعب وفق هذا النظام
ففلسطين قضية تحرر
و فلسطين قضية وطنية
حسب فلسفة قادة حماس
و العراق قضية عراقية لا دخل للعرب فيها
فمن حق البريطاني أن يساعد الأمريكي و حرام على المصري أن يساعد العراقي
و بهذه المعادلة تم احتواء التنظيم وتقطيعه إقليميا إلى فروع هشة تتصارع مع العملاء و لا تفكر حتى مجرد التفكير في ضرب رأس الأفعى
فالصراع مع اليهود صراع عالمي و دولتهم تستمد قوتها من دعم العالم المسيحي الصليبي لها فلماذا يصر قادة حماس على التقوقع خلف أسوار غزة و لماذا يصرون على حرمان أنفسهم من طاقة مليار مسلم
فهذه هي النقطة التي انتصرت بها القاعدة و انهزمت بسببها تنظيمات إسلامية أفلست و ضاعت بين صفحات التاريخ
حسن استغلال الموارد و الطاقات
لقد كسرت القاعدة طوق سايكس بيكو وتنفست بكل حرية خارج حدود الاستعمار و فتحت المجال لكل مبدع و سخرت كل الطاقات الحية في الأمة لتنفيذ مشروعها
فالقاعدة مختبر حي نابض أسوارها مشارق الأرض و مغاربها و سقفه الكتاب و السنة
و القاعدة معهد تتخرج منه الخبرات و الطاقات الشابة المؤهلة عقائديا و علميا لدخول حلبة الصراع
و هذه الإطارات القاعدة لا تعرف غير النصر ولا تقف أمام حواجز او حدود مهما صعبت
الحامض النووي القاعدي حي ومشع جدا يقتل كل صليبي وكل مجرم و يداوي جروح كل مسلم فوق الأرض
و القاعدة لا تعرف لغة المحسوبية فلا يهم أنت ابن من ؟؟؟
ومن أية قبيلة كنت و من أي فج عميق خرجت
فالمهم أن تكون مسلما موقنا بوعد الله
و المهم أن تكون لديك الرغبة في صناعة النصر
إنه مخبر القاعدة يا بوش
الذي أخرج محمد عطا قاهر الأبراج
و رفاقه التسعة عشر
فأكاديمية القاعدة دولية لا تعرف العصبية
فمحمد يعمل جنبا إلى جنب مع كيفين
و براون يعمل جنبا إلى جنب مع إسماعيل العربي
المهم تحقيق النصر
فقد فهم التنظيم المعجزة أن عدونا يستفيد من تفرقنا الذي زرعه فينا و اليوم ها هو يحصد سنابل النصر فوق ظهورنا لأننا قلنا هذا مصري و هذا سوري
وهذا خليجي
و لأننا أردناها جاهلية منتنة
لقد وقعت الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة في هذا الفخ و انعزلت كل واحدة منها على نفسها و قبلت بالقفص الذي و ضعت داخله ورفضت أن تمد يدها لأخيها الذي يطلب المساعدة لأنه يقف خلف الحدود
وبكت على كل طاغية قتل لأنه يمتلك جواز سفر كالذي يحمله أعضاء الجماعة
و في لجة هذه الجاهلية العمياء ضاع الولاء و البراء و صار الذئب يتجول بين القطيع و يبيت ليله يحتسي القهوة في بيوتنا وقبل الفجر يختطف خروفا و ينطلق وفي الصباح نشنع نحن على هذا الخروف الذي قاوم وجرح الذئب المسكين
بهذه العقلية الانهزامية حاولت جل الحركات الإسلامية أن تقود دفة الصراع ضد عدو لا يرحم و ضد عدو ماكر يتقن فن المناورة و الخداع
فماذا كانت النتيجة ؟؟؟
بحور من الدماء
ومن الدموع
و بقيت الأمة تتخبط و تتلقى الضربات و هي لا تدري حتى مصدرها و لا تعرف الطريق للخلاص
فلا يجوز قتل الخائن لأنه يتكلم لهجتنا و يسكن قريتنا
ولا يجوز الانتقام من الكفار لأننا في عصر النت و الفضائيات و يكفي تنظيم حوار بناء معهم
و توالت الحوارات و المؤتمرات و بجنبها سارت الجنائز و علا العويل و الصراخ
لقد نجحت القاعدة و فشل الآخرون لأنها وضعت الحروف فوق النقاط و أعلنتها مدوية
الخائن يقتل
الخائن لا أمان له
فتعالت التنديدات من نفوس تشربت الذل و الهوان و لم تعد تصدق أن للنصر طريق
الغرب عدونا قالها أسامة
فرد عليه الناعقون
يجب مخاطبة مجتمعهم المدني البريء
لا ادر عن أية براءة يتحدثون
أتراهم يتحدثون على براءة تلك العجوز التي خرجت في لندن ترمي باقات الزهور أمام طائرات البي 52 المنطلقة لقصف العراق !!
لا أدري عن أي مجتمع مدني يتحدثون
هل صغار الذئب تحن ولا تنهش لحم الخروف
لقد نجحت القاعدة لأنها استغلت موارد الأمة بطريقة ذكية جدا
فأهل الإعلام لمخاطبة العقول و أهل العلم لتطوير وسائل القتال و
أهل الشجاعة للقيادة
و أهل التضحية للمواجهة
و أهل الرأي للنصيحة
و التجار بأموالهم
و النساء لتربية جيل من الأسود
لقد فشل الآخرون حين تعصبوا لجماعاتهم
و فضلوا مصالحهم الضيقة على مصلحة الجماعة
نعم فعضو جماعة الإخوان يضربك إن أنت انتقدت مرشده و يتهمك إن أنت توعدت الأمريكان بالذبح
و عضو جماعة الإخوان بارد الأعصاب مها سالت من دماء و مهما انتهكت من أعراض وهو يسمي هذا عقلانية
وهو متهور و قليل الصبر في المناقشة ولا يقبل أي انتقاد للتنظيم ولو جئته بجبال من الحجج ولو واجهته بطوام كموج البحر صادرة عن مرشده المبجل
فإتباع الناس عنده أهم من إتباع رب الناس
لذلك فشل هؤلاء كلهم و أفلست مشاريعهم لأنها ولدت ميتة قبل أن ترى النور و لأنها خرجت من رحم سايكس بيكو العقيمة
و نجحت القاعدة لأنها تعيش فوق أرض الواقع وتقتات من أحلام رجل المقهى الذي لا يزال يحتفظ بكرامة النفس و يرفض عيش الذل و الهوان
فهذا الرجل قد حمل مشروع القاعدة بكل عفوية و بساطة لأنه مشروع الفطرة و العقيدة
و هذا الرجل لفظ كل مشاريع الحركات الإسلامية التي باعت مبادئها و صارت تتلون ألف مرة في اليوم
لأنه رأى فيها أبشع صور النفاق و لأنه أيقن أنها لن تغير من واقعه المرير
فالقاعدة لن تنتهي فهي غير قابلة للإبادة
لأنها وبكل بساطة فكر أو إيديولوجية
فالقاعدة تنظيم لا يمتلك مكاتب ولا مرشد ﴿غير الله﴾
فبنيتها التحتية غير قابلة للقصف بصواريخ الكروز لأنها تضرب عميقا في نفوس المسلمين
و هيكلها التنظيمي لا يتسلسل عموديا بل يمتد أفقيا في كل شبر من الأرض وجد فيه مسلم موحد
لقد نجحت القاعدة لأنها احتضنت أحلام المسلم البسيط و لأنها فهمت أن الأمة ثائرة أصلا و لا تحتاج لشيء كثير
فبمجرد تعرية العدو و فضح حقيقته بان للأمة جمعاء أن الغرب هو العدو
وهذا بفضل عون الله ثم بفضل دهاء القادة الذين دفعوا الغرب للكشف عن وجهه الحقيقي و دخول المعركة مباشرة و دون اللجوء للوكلاء
فالغرب قد نجح لمدة طويلة في حربنا لأننا كنا لا ندرك أنه هو العدو فالحرب بالوكالة كانت السلاح الخطير الذي جعل الأمة تدور و تدور و تتلقى الضربات و هي عاجزة عن تحديد مصدرها فجاءت أحداث سبتمبر لتدفع بوش الأحمق لنزع هذا القناع و لخوض الحرب مباشرة فبانت الحقيقة كالشمس في قارعة النهار و عجز المرقعون من أحبار الدولار و اتسع عليهم الرقع وسقط سحرهم الذي سحروا به أعين الناس و لله الحمد
نعم فقد نجحت القاعدة و فشل الآخرون لأنها عرت العدو و أظهرت مدى جرمه و حقده على أمة الإسلام
و نجحت كذلك في فضح الأنظمة العربية التي دخلت خط المواجهة ضد الأمة و في صف العدو
فسقطت ورقة التوت التي كانت تخفي عورة الأنظمة
أما باقي التنظيمات فقد كانت ولا تزال تدور في دائرة مفرغة كالأعمى الذي يرفض أن يعترف ببزوغ الشمس و الناس في قارعة النهار
فهم أسوأ من الأعمى لأنهم يرفضون النظر من حولهم و الاعتراف بحقيقة الصراع
فسنوات من المذلة قد صقلت أرواحهم على الخضوع و الهوان
فقبلوا أن يداسوا بالأقدام
و الأدهى و الأمر أنهم رفضوا الاعتراف بذكاء قادة القاعدة و دفعهم حسدهم إلى الوقوف في جانب الغزاة ودخلوا فوق الدبابات الغازية فكرهم الناس وازداد حبهم لقاعدة الجهاد
آن الأوان اليوم لكل هؤلاء أن يلتحقوا بالركب لأن التاريخ لن يرحمهم لأنهم رفضوا المساهمة في بناء صرح الأمة من جديد
و لأنهم فضلوا مصالحهم الحزبية و الشخصية الضيقة على مصالح الأمة
فأبناء القاعدة فوق وجه المعمورة ومهما اختلفت لغاتهم و أجناسهم يتفقون أن القاعدة هي وسيلة و ليست غاية
وأن القاعدة ليست هدفا بحد ذاتها بل هي جسر ستعبر فوقه الأمة لتصل إلى قمم المجد و تلبس مرة أخرى تاج النصر العظيم
القاعدة فكرة
القاعدة وسيلة
القاعدة سيف قاطع غمده أمة التوحيد و حده كتاب و سنة
أما باقي الجماعات فقد رأت في مشروعها الضيق هدفا بحد ذاته لذلك ضحت بالأمة و الدين و العقيدة من أجل تحقيق هذا الهدف
أما هدف القاعدة فليس بناء مجدها ولا تحقيق مصالح أفرادها
بل هدفها هو بناء دولة الخلافة فوق الأرض من جديد حتى يحكم الناس بشرع الله من جديد
و هي مستعدة للتضحية بكل أعضائها من أجل تحقيق هذا الهدف
و ستنتهي من الوجود بمجرد إعلان دولة الخلافة من القدس الشريف
لأجل هذا كله نجحت القاعدة و فشل الآخرون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الحمد لله منزل الكتاب و مجري السحاب و مسبب الأسباب و هازم الأحزاب حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
ربي لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا
*************
لماذا نجحت القاعدة وفشل الآخرون !!
۞۞۞۩۩۞۞۩۩۞۞۞
لماذا نجحت القاعدة في قيادة الأمة و في تسيير دفة الصراع ؟؟
ولماذا استطاعت في فترة قصيرة نوعا ما أن تكسب مصداقية عالمية حتى بين أعدائها ؟؟
لماذا فشلت كل الحركات الإسلامية العاملة ولماذا لم تستطع الصمود ؟؟
ولماذا تراخت قواها ووهنت حتى أصبحت حملا يثقل كاهل الأمة وهي التي كانت تقدم نفسها على أنها هي الحل و هي السبيل الوحيد نحو تحقيق النصر و المجد ؟؟
لن نبالغ إذا جزمنا أن القاعدة قد انتصرت فعلا حتى و لو أن المعركة لم تنتهي بعدو لن نجانب الصواب و الحكمة إذا قلنا أن المعركة اليوم و لأول مرة منذ عقود قد وضعت في إطارها الصحيح وفي سياقها الطبيعي
بعد قرون من الصراع و المواجهة بين أمة الإسلام و أمم الكفر قاطبة وبعد معارك كانت ساحتها ربوع الأرض قاطبة وهنت الأمة و تمكن منها الضعف و تسلل الوهن عميقا في أحشائها و استطاعت إمبراطوريات الغرب النصراني أن تفرض منطقها و حكمها على بلاد الإسلام قاطبة في شكل استعمار مباشر أو عن طريق الوصاية
و استطاعت هذه القوى العالمية المعادية للإسلام أن تحذف عنصر الحسم في تاريخ المواجهة
فقد أدركت هذه القوى أنها انهزمت وستنهزم لا محالة في أية مواجهة مباشرة مع أمة تقاتل تحت راية عقيدة مرتبطة بوحي السماء
فلم تنسى أوروبا جحافل طارق و هي تعبر البحر مكبرة و تسحق جيش لذريق
و لن تنسى أوروبا معركة الزلاقة و لا معركة حطين
فشرارة النصر التي تكمن عميقا في قلب الأمة هي شرارة الإيمان و حرمان المسلمين من هذه الشعلة يعني انهزامهم و تفرقهم و ضعفهم
وهنا بيت القصيد
لقد كانت كل ثورات التحرر التي أعقبت حقبة الاستعمار المعاصر ثورات قومية علمانية حاولت على حياء إظهار جانب من التدين السطحي أو فلنقل جانبا من العصبية القومية التي ألبست عنوة ثوب الإسلام
فكانت النتائج كارثية ووقع الحكم في بلاد الإسلام بين أيادي لا تخاف الله
لقد كانت كل الحركات التحررية في العالم العربي و الإسلامي من اندونيسيا شرقا إلى المغرب الأقصى غربا حركات علمانية يسارية ترتبط فكريا بمعسكر الشرق الشيوعي بقيادة روسيا
دخلت كل هذه الحركات في مواجهة مع الدول الغربية الاستعمارية التقليدية و نجحت في التخلص من التواجد المباشر للاحتلال و لكنها لم تنجح في القضاء على النفوذ الاستعماري داخل أراضيها و كان استقلالها صوريا لا أكثر
أما الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين في مصر فقد كانت لا تدرك خبايا اللعبة السياسية و لم تكن تنظر بعيدا فلم تستطع مجارات المؤامرة ووقعت بشكل مخيف في فخ الحكومات القومية التي استعملتها كصمام أمان و كورقة تضفي بها نوعا من الشرعية على حكمها الظالم
ولنا في العلاقة بين جمال عبد الناصر و حركة الإخوان المسلمين أحسن مثال على مدى تخبط هذه الحركة
بل الأمر يعود إلى مرحلة سبقت مرحلة النظام الناصري
فالخديوي قد استعمل الإخوان ورمى بهم في مواجهة الإنجليز في حرب القناة و استعملهم مرة أخرى لمساومة التاج البريطاني و لتهديد حكومة النقراشي
ثم قدمهم كبش فداء بعد أن انتهت مدة صلاحيتهم
وبقيت الحركة الأم في مصر و على مدى حقب تاريخية مختلفة تلعب نفس هذا الدور و بغباء لا تحسد عليه
وحين تفرعت عنها تنظيمات إخوانية في الأردن و الجزائر و باقي أنحاء العالم الإسلامي حافظت هذه التفرعات على سياسة الجماعة الأم و قبلت أن تلعب دور رجل الإطفاء الذي يحترق بعد أن يطفأ الحريق ثم تعاد صياغته مرة أخرى كلما احتاج إليه النظام ليطفأ حريقا جديدا ثم يحترق
نعم فالجينة الوراثية للإخوان المسلمين تمتلك خصائص فريدة من نوعها أنصح الباحثين في علم الوراثة بدراستها جيدا قصد فهمها
فحركة الإخوان كانت تمتلك وزنا شعبيا تستطيع من خلاله أن تطيح بكل الأنظمة العربية دفعة واحدة و لن نبالغ لو قلنا أن النظام العربي الرسمي كان يرتعد من هذه الفكرة و لكن زعماء الجماعة قدموا له كل البراهين على أنهم طلاب إهانة لا أكثر
فالحامض النووي عند هؤلاء كاليورانيوم المنضب الذي سبق استخدامه فهو مفرغ من محتواه
ولا يزال زعماء هذه الحركة التي لا يمكن تحديد هويتها بدقة مصرون على المضي في هذا الطريق رغم ما أصابهم و يصيبهم من قمع و اضطهاد
فقد سئم منهم النظام المصري و سئم الناس من أخبارهم
اعتقال مجموعة من تنظيم الإخوان
إطلاق سراح مجموعة من تنظيم الإخوان
و هكذا منذ عقود يتكرر نفس الخبر على وسائل الإعلام العربية و الدولية
و كأن السجن أصبح مكتبا من مكاتب الحركة تدخل الجماعة و تخرج منه كل يوم
لقد توقف الزمن عند جماعة الإخوان و توقفت عقول رجالها عن التفكير ولم يفهموا أو ربما لا يريدون فهم الحقيقة التي تغيرت من حولهم
نعم فرجل الشارع المسلم الذي يجلس في مقهى من مقاهي القاهرة أو دمشق قد تغيرت نظرته لهذه الجماعة لسببين
أولا
لأنه رأى أن نواب الجماعة لا فرق بينهم وبين نواب باقي الأحزاب العلمانية و القومية و حتى الليبرالية
فبمجرد دخول مبنى البرلمان يصاب الكل بالتخمة و تنتابهم نوبات قيلولة جماعية لم يجد لها العلماء تفسيرا
و بمجرد فوز هؤلاء في الانتخابات تزداد سياراتهم طولا و تتغير أرقام هواتفهم و تقصر لحاهم وقد تزول في كثير من الأحيان
فتتقلب المفاهيم في رؤوسهم و يصبح النظام الحاكم خير نظام فوق الأرض
أم المعارضة فهي الشر بعينه وهي الخطر الذي ليس بعده خطر
فتنطلق مسابقة ربطات العنق الرسمية بين كوادر الإخوان
هذه من باريس وهذه من روما
و يدوخ المواطن المغلوب على أمره حين يرى أن رجل النظام الكلاسيكي الذي يعرفه لا يختلف كثيرا عن هؤلاء
فكلهم يسكنون القصور و الأحياء الراقية المحصنة
فيلعن الجميع وهو يحتسي فنجان الشاي على مضض و يطلب من صاحب المقهى أن يغير القناة
أما المنظر الثاني الذي يشاهده المواطن المغلوب على أمره فهو مدى صدق و إصرار الإرهابي
نعم فهكذا تقول جمانة نمور في قناة الجزيرة
و هكذا يخلل المخللون ﴿ بالخاء﴾ بعد نشرات الأخبار
فكل من يعارض صاحب السمو فهو إرهابي
وكل من يقتل أمريكيا مسالما وديعا فهو بالضرورة إرهابي
فهذا الإرهابي لا يسكن القصور و لا يبذل كلامه 360 º عقب خروجه من قصر صاحب السمو
و الإرهابي يعيش إرهابيا و يموت كذلك
و الإرهابي لا يطلب من القاعد في المقهى أن يخرج للتظاهر وهو جالس بين نسائه وبطنه يكاد يوقعه أرضا من شدة ثقله
بل يكون الأول في صف المواجهة
و الإرهابي لا يحسن كثيرا الخطابات و لا ينمق المحاضرات بل يترك دماؤه تنوب عنه و تخاطب الناس بذلا منه بلغة بسيطة سهلة لا تشوهها المصطلحات الأكاديمية المعقدة التي تصيب رجل المقهى بالدوار و تسبب له الغثيان وقد تدفع زوجته المسكينة ثمن هذه الأزمات حين يرجع للبيت فتكون سببا في خرابه و ضياع عياله و الله المستعان
فأمريكا تجلس مع الإخوان وبوش يصافح طارق الهاشمي و المرشد في القاهرة يمتلك مكتبا فخما لو بيع أثاثه لأطعم جياع القاهرة
أما الإرهابيون فلا يمتلكون مكاتب رسمية ولا يجتمعون مع كاندي الشمطاء لأنهم يسببون لها الحساسية
هذه الأفكار البسيطة دخلت رأس رجل المقهى وبعد تحليل بسيط جدا أدرك هذا الرجل المغلوب على أمره حقيقة المعادلة
فالإخوان + النظام = شعب مداس ومهان شرعا و بالكتاب و السنة
و الإرهاب + الجهاد = حرية و عز بالكتاب و السنة
فمن يصدق إذا
المرشد العام الذي يتكلم و يتكلم و يتكلم منذ عقود و الأحوال تزداد سوءا
أم الإرهابي الذي ينحر و يفجر و يقطع رقاب المارينز
و أمريكا تزداد رعبا و الأمة تزداد عزا ونور الفجر بدأ يلوح في الأفق
لقد فشل تنظيم الإخوان وأفلس تاريخيا منذ أن توقفت به عجلة الزمان
لقد أصبح التنظيم مكنة أكل عليها الدهر و شرب صدئة لا تنفع لشيء
بل الأدهى و الأمر أن هذا التنظيم قد أصبح عالة على الأمة و فرامل تكبح كل محاولة للتقدم نحو الأمام و صمام أمان تستعمله الحكومات العربية للحفاظ على الهدوء و ثغرة ينفذ منها المشروع الصفوي لضرب الأمة من الداخل
وكما قال الدكتور عبد الله النفيسي
فنحن ننصح تنظيم الإخوان بحل نفسه
فسبحان الله
فتنظيم الإخوان حاد عن الطريق حين هادن الطغاة و أراد إرضاء الكفار و نسي رب السماء
لقد قبل التنطيم بقواعد اللعبة التي وضعتها قوى الكفر العالمية و قبل أن تكون رقعة سايكس بيكو الميدان المحدود الذي يلعب فوقه وفرض على كل تنظيم ينبثق من رحمه أن يلعب وفق هذا النظام
ففلسطين قضية تحرر
و فلسطين قضية وطنية
حسب فلسفة قادة حماس
و العراق قضية عراقية لا دخل للعرب فيها
فمن حق البريطاني أن يساعد الأمريكي و حرام على المصري أن يساعد العراقي
و بهذه المعادلة تم احتواء التنظيم وتقطيعه إقليميا إلى فروع هشة تتصارع مع العملاء و لا تفكر حتى مجرد التفكير في ضرب رأس الأفعى
فالصراع مع اليهود صراع عالمي و دولتهم تستمد قوتها من دعم العالم المسيحي الصليبي لها فلماذا يصر قادة حماس على التقوقع خلف أسوار غزة و لماذا يصرون على حرمان أنفسهم من طاقة مليار مسلم
فهذه هي النقطة التي انتصرت بها القاعدة و انهزمت بسببها تنظيمات إسلامية أفلست و ضاعت بين صفحات التاريخ
حسن استغلال الموارد و الطاقات
لقد كسرت القاعدة طوق سايكس بيكو وتنفست بكل حرية خارج حدود الاستعمار و فتحت المجال لكل مبدع و سخرت كل الطاقات الحية في الأمة لتنفيذ مشروعها
فالقاعدة مختبر حي نابض أسوارها مشارق الأرض و مغاربها و سقفه الكتاب و السنة
و القاعدة معهد تتخرج منه الخبرات و الطاقات الشابة المؤهلة عقائديا و علميا لدخول حلبة الصراع
و هذه الإطارات القاعدة لا تعرف غير النصر ولا تقف أمام حواجز او حدود مهما صعبت
الحامض النووي القاعدي حي ومشع جدا يقتل كل صليبي وكل مجرم و يداوي جروح كل مسلم فوق الأرض
و القاعدة لا تعرف لغة المحسوبية فلا يهم أنت ابن من ؟؟؟
ومن أية قبيلة كنت و من أي فج عميق خرجت
فالمهم أن تكون مسلما موقنا بوعد الله
و المهم أن تكون لديك الرغبة في صناعة النصر
إنه مخبر القاعدة يا بوش
الذي أخرج محمد عطا قاهر الأبراج
و رفاقه التسعة عشر
فأكاديمية القاعدة دولية لا تعرف العصبية
فمحمد يعمل جنبا إلى جنب مع كيفين
و براون يعمل جنبا إلى جنب مع إسماعيل العربي
المهم تحقيق النصر
فقد فهم التنظيم المعجزة أن عدونا يستفيد من تفرقنا الذي زرعه فينا و اليوم ها هو يحصد سنابل النصر فوق ظهورنا لأننا قلنا هذا مصري و هذا سوري
وهذا خليجي
و لأننا أردناها جاهلية منتنة
لقد وقعت الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة في هذا الفخ و انعزلت كل واحدة منها على نفسها و قبلت بالقفص الذي و ضعت داخله ورفضت أن تمد يدها لأخيها الذي يطلب المساعدة لأنه يقف خلف الحدود
وبكت على كل طاغية قتل لأنه يمتلك جواز سفر كالذي يحمله أعضاء الجماعة
و في لجة هذه الجاهلية العمياء ضاع الولاء و البراء و صار الذئب يتجول بين القطيع و يبيت ليله يحتسي القهوة في بيوتنا وقبل الفجر يختطف خروفا و ينطلق وفي الصباح نشنع نحن على هذا الخروف الذي قاوم وجرح الذئب المسكين
بهذه العقلية الانهزامية حاولت جل الحركات الإسلامية أن تقود دفة الصراع ضد عدو لا يرحم و ضد عدو ماكر يتقن فن المناورة و الخداع
فماذا كانت النتيجة ؟؟؟
بحور من الدماء
ومن الدموع
و بقيت الأمة تتخبط و تتلقى الضربات و هي لا تدري حتى مصدرها و لا تعرف الطريق للخلاص
فلا يجوز قتل الخائن لأنه يتكلم لهجتنا و يسكن قريتنا
ولا يجوز الانتقام من الكفار لأننا في عصر النت و الفضائيات و يكفي تنظيم حوار بناء معهم
و توالت الحوارات و المؤتمرات و بجنبها سارت الجنائز و علا العويل و الصراخ
لقد نجحت القاعدة و فشل الآخرون لأنها وضعت الحروف فوق النقاط و أعلنتها مدوية
الخائن يقتل
الخائن لا أمان له
فتعالت التنديدات من نفوس تشربت الذل و الهوان و لم تعد تصدق أن للنصر طريق
الغرب عدونا قالها أسامة
فرد عليه الناعقون
يجب مخاطبة مجتمعهم المدني البريء
لا ادر عن أية براءة يتحدثون
أتراهم يتحدثون على براءة تلك العجوز التي خرجت في لندن ترمي باقات الزهور أمام طائرات البي 52 المنطلقة لقصف العراق !!
لا أدري عن أي مجتمع مدني يتحدثون
هل صغار الذئب تحن ولا تنهش لحم الخروف
لقد نجحت القاعدة لأنها استغلت موارد الأمة بطريقة ذكية جدا
فأهل الإعلام لمخاطبة العقول و أهل العلم لتطوير وسائل القتال و
أهل الشجاعة للقيادة
و أهل التضحية للمواجهة
و أهل الرأي للنصيحة
و التجار بأموالهم
و النساء لتربية جيل من الأسود
لقد فشل الآخرون حين تعصبوا لجماعاتهم
و فضلوا مصالحهم الضيقة على مصلحة الجماعة
نعم فعضو جماعة الإخوان يضربك إن أنت انتقدت مرشده و يتهمك إن أنت توعدت الأمريكان بالذبح
و عضو جماعة الإخوان بارد الأعصاب مها سالت من دماء و مهما انتهكت من أعراض وهو يسمي هذا عقلانية
وهو متهور و قليل الصبر في المناقشة ولا يقبل أي انتقاد للتنظيم ولو جئته بجبال من الحجج ولو واجهته بطوام كموج البحر صادرة عن مرشده المبجل
فإتباع الناس عنده أهم من إتباع رب الناس
لذلك فشل هؤلاء كلهم و أفلست مشاريعهم لأنها ولدت ميتة قبل أن ترى النور و لأنها خرجت من رحم سايكس بيكو العقيمة
و نجحت القاعدة لأنها تعيش فوق أرض الواقع وتقتات من أحلام رجل المقهى الذي لا يزال يحتفظ بكرامة النفس و يرفض عيش الذل و الهوان
فهذا الرجل قد حمل مشروع القاعدة بكل عفوية و بساطة لأنه مشروع الفطرة و العقيدة
و هذا الرجل لفظ كل مشاريع الحركات الإسلامية التي باعت مبادئها و صارت تتلون ألف مرة في اليوم
لأنه رأى فيها أبشع صور النفاق و لأنه أيقن أنها لن تغير من واقعه المرير
فالقاعدة لن تنتهي فهي غير قابلة للإبادة
لأنها وبكل بساطة فكر أو إيديولوجية
فالقاعدة تنظيم لا يمتلك مكاتب ولا مرشد ﴿غير الله﴾
فبنيتها التحتية غير قابلة للقصف بصواريخ الكروز لأنها تضرب عميقا في نفوس المسلمين
و هيكلها التنظيمي لا يتسلسل عموديا بل يمتد أفقيا في كل شبر من الأرض وجد فيه مسلم موحد
لقد نجحت القاعدة لأنها احتضنت أحلام المسلم البسيط و لأنها فهمت أن الأمة ثائرة أصلا و لا تحتاج لشيء كثير
فبمجرد تعرية العدو و فضح حقيقته بان للأمة جمعاء أن الغرب هو العدو
وهذا بفضل عون الله ثم بفضل دهاء القادة الذين دفعوا الغرب للكشف عن وجهه الحقيقي و دخول المعركة مباشرة و دون اللجوء للوكلاء
فالغرب قد نجح لمدة طويلة في حربنا لأننا كنا لا ندرك أنه هو العدو فالحرب بالوكالة كانت السلاح الخطير الذي جعل الأمة تدور و تدور و تتلقى الضربات و هي عاجزة عن تحديد مصدرها فجاءت أحداث سبتمبر لتدفع بوش الأحمق لنزع هذا القناع و لخوض الحرب مباشرة فبانت الحقيقة كالشمس في قارعة النهار و عجز المرقعون من أحبار الدولار و اتسع عليهم الرقع وسقط سحرهم الذي سحروا به أعين الناس و لله الحمد
نعم فقد نجحت القاعدة و فشل الآخرون لأنها عرت العدو و أظهرت مدى جرمه و حقده على أمة الإسلام
و نجحت كذلك في فضح الأنظمة العربية التي دخلت خط المواجهة ضد الأمة و في صف العدو
فسقطت ورقة التوت التي كانت تخفي عورة الأنظمة
أما باقي التنظيمات فقد كانت ولا تزال تدور في دائرة مفرغة كالأعمى الذي يرفض أن يعترف ببزوغ الشمس و الناس في قارعة النهار
فهم أسوأ من الأعمى لأنهم يرفضون النظر من حولهم و الاعتراف بحقيقة الصراع
فسنوات من المذلة قد صقلت أرواحهم على الخضوع و الهوان
فقبلوا أن يداسوا بالأقدام
و الأدهى و الأمر أنهم رفضوا الاعتراف بذكاء قادة القاعدة و دفعهم حسدهم إلى الوقوف في جانب الغزاة ودخلوا فوق الدبابات الغازية فكرهم الناس وازداد حبهم لقاعدة الجهاد
آن الأوان اليوم لكل هؤلاء أن يلتحقوا بالركب لأن التاريخ لن يرحمهم لأنهم رفضوا المساهمة في بناء صرح الأمة من جديد
و لأنهم فضلوا مصالحهم الحزبية و الشخصية الضيقة على مصالح الأمة
فأبناء القاعدة فوق وجه المعمورة ومهما اختلفت لغاتهم و أجناسهم يتفقون أن القاعدة هي وسيلة و ليست غاية
وأن القاعدة ليست هدفا بحد ذاتها بل هي جسر ستعبر فوقه الأمة لتصل إلى قمم المجد و تلبس مرة أخرى تاج النصر العظيم
القاعدة فكرة
القاعدة وسيلة
القاعدة سيف قاطع غمده أمة التوحيد و حده كتاب و سنة
أما باقي الجماعات فقد رأت في مشروعها الضيق هدفا بحد ذاته لذلك ضحت بالأمة و الدين و العقيدة من أجل تحقيق هذا الهدف
أما هدف القاعدة فليس بناء مجدها ولا تحقيق مصالح أفرادها
بل هدفها هو بناء دولة الخلافة فوق الأرض من جديد حتى يحكم الناس بشرع الله من جديد
و هي مستعدة للتضحية بكل أعضائها من أجل تحقيق هذا الهدف
و ستنتهي من الوجود بمجرد إعلان دولة الخلافة من القدس الشريف
لأجل هذا كله نجحت القاعدة و فشل الآخرون