المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس مُكْلِفٌ من لبنان.. أهل السنة ..وثمن التسامح المفرط



إسلامية
09-05-2008, 11:18 PM
درس مُكْلِفٌ من لبنان.. أهل السنة ..وثمن التسامح المفرط


حرائق آيات قم تنتقل لتطويق منطقتنا من العراق إلى لبنان واليمن،وهي حرائق مدروسة بمكر شديد،في نطاق مشروع يبلغ من العمر قروناً،لكنه اليوم في عصره"الذهبي"حيث تمددت ذراع طهران إلى مواقع لم يكن إسماعيل الصفوي يحلم بها قبل 500سنة.
وها هو "حزب الله"-الذراع الطويلة لولاية الفقيه الإيراني،يشل حركة العاصمة اللبنانية تماماً،ويهاجم أحياءها السنية تحديداً،في مواجهة مفتعلة،لا تعوزها الشعارات الكاذبة،باعتبارها صناعة طالما برع بها القوم في تاريخهم الأسود.فالذريعة المباشرة هي قرار الحكومة اللبنانية الاضطراري أن تعزل مسؤول أمن مطار بيروت،الذي خان الأمانة وتواطأ مع مشروع إيران،مقدّماً ولاءه الطائفي على واجبه الوطني و"شرف"الوظيفة الرفيعة التي يشغلها.
فقد تمكن جواسيس حزب الله من تركيب أجهزة تصوير للتجسس على المطار،في ظل إغضاء أكيد ممن وثقوا بالرجل،فكرر خيانة ابن العلقمي للخليفة العباسي ولي نعمته،لمصلحة الغزاة التتار!!
وكانت حكومة فؤاد السنيورة قد اجترأت أخيراً على التنديد علانية بشبكة الاتصالات التي أسّسها الحزب فوق الأراضي اللبنانية،في خطوة يرى كثير من المراقبين أنها جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة داخل الدولة،تمهيداً للاستيلاء على الدولة كلياً.
وقد ظنت أدوات المشروع الصفوي في لبنان أنها استطاعت خداع الناس بتقديم شعارات مطلبية ومعيشية،لإخفاء غاياتها الفعلية،ولا سيما أنها تتستر وراء الهجوم على الحكومة الحالية،لطمس معالم استراتيجيتها القائمة على إخماد الوجود السني هناك،إذا كان استئصاله متعذراً في الوقت الحاضر.
أما التوقيت فيلاحظ تزامنه مع زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إلى المنطقة بعد أسبوع،وكذلك مع التوتر المتزايد في ملف إيران النووي،بعد رفضها حزمة الحوافز الغربية،وإصرارها على تخصيب اليورانيوم.فالهدف المباشر الآن يتمثل في السيطرة على مطار الدولة،وترهيب الخصوم،وفرض أمر واقع جديد يضع أهل السنة في الزاوية،تأسيساً على شراكة مفضوحة مع ميشيل عون ترمي إلى إقامة حلف للأقليات في المنطقة ضد أكثريتها السنية،ليلتقي الحلف الدنس في المحطة النهائية مع الرؤية الصهيونية،التي تبقى "رائدة"هذا المشروع الخطير،إذ نصّتْ عليه في أدبياتها،وبخاصة في مذكرات المنظّرين للمشروع اليهودي قبل مئة عام.
والحقيقة أن جذور الإشكال السني في المشرق تعود إلى إفراط الدولة العثمانية في تسامحها الكبير مع أعداء الأمة،فكان جزاؤها منهم جزاء سنّمار،إذ خانوها وتآمروا عليه مع اليهود والنصارى،ثم زوّروا تاريخها فصوّروها في صورة الدولة الظالمة الباطشة التي تستأصل مخالفيها!!ولو كان لأكذوبتهم ذرة من الصدق لما بقي في المشرق ملايين من هؤلاء الحاقدين،ولنا في التجربة الصفوية الاستئصالية دليل قاطع على إمكان بلوغ هدف كهذا في تلك الفترات،فقد كانت أكثرية أهالي إيران من أهل السنة والجماعة،لكن سيف الصفويين الهمجي أحالهم إلى أقلية في بلادهم،من خلال القتل والتشييع القسري وسلب الأموال.
وبعد نجاح الاستعمار الفرنسي في إقامة لبنان ليكون وطناً نصرانياً-بتواطؤ نصراني/درزي-،تم إضعاف أهل السنة تدريجياً،فكانوا هم الفئة الوحيدة التي لم تحمل السلاح في الحروب الأهلية،ومع ذلك دفعوا وحدهم الثمن الأكبر لتلك الحروب الوحشية.وقد أضافت الزعامات السنية السياسية إلى إهمالها حمل السلاح للدفاع المشروع عن النفس،جريمة الانتماء العلماني في بلد يصر فيه الآخرون-ممن تقبل دياناتهم العلمنة بطبعها-على تشبثهم بهوياتهم الدينية والمذهبية.
ومن الجلي أن كثيرا من ساسة أهل السنة لم يتعلموا الدرس،بدليل أطروحاتهم العلمانية المنسلخة عن أصالتها المتميزة،وهو أمرٌ يمكن ملاحظته بجلاء من خلال مقارنة أولية بين وسائل إعلام التنصير والرفض من جهة،ووسائل الإعلام التي يملكها منتمون إلى عائلات سنية!!فمتى نتعلم من أخطائنا قريبها وبعيدها؟


http://www.almoslim.net/node/93086 (http://www.almoslim.net/node/93086)