المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انقلاب "سيّد الفوضى".. إلى بيروت وما بعد بيروت!!



إسلامية
12-05-2008, 03:24 PM
انقلاب "سيّد الفوضى".. إلى بيروت وما بعد بيروت!!



ربما أراد نصر الله أن يتحول من "سيد المقاومة" ـ مثلما يطيب لأنصاره الطائفيين أن يطلقوا عليه وقطاعات من المخدوعين غيرهم ـ إلى "سيد الفوضى" أو "سيد الموقف"في الشأن اللبناني، بعدما أطلق صافرة البدء للانقلاب على الحكومة اللبنانية المنتخبة، وأوعز إلى ميليشياته وعصابات التمرد بالسيطرة على شوارع ومناطق بيروت الغربية ذات الأغلبية السنية؛ فالأوضاع سائرة إلى المجهول في ظل غياب قدرة للأكثرية والسنة على وجه الخصوص على ممانعة تأثير هذا الانقلاب الذي يجاوز تأثيره ضواحي بيروت على التوازن الديني والسياسي في لبنان.
وما حل اليوم ببيروت هو نتيجة غير استثنائية لمعطيات لم تصب يوماً إلا في خانة السيطرة الكاملة لمحور إيران ـ سوريا على الشأن اللبناني الداخلي في غياب تأثير عربي وإسلامي يؤسس لمقاومة حقيقية لهذا الامتداد الطائفي الذي بات يطوق الدول العربية، ويوسع من رقعة السيطرة على الحكومات في المنطقة العربية، بعدما خذل الغرب الأنظمة المتحالفة معه في وضع حد لهذه الرغبة الجموح نحو بناء إمبراطورية فارسية جديدة على أطلال النظام العربي الهش.




وإذا كان ما تقدم هو من قبيل تحصيل الحاصل في قراءة المشهد العربي الخانع لكل محتل وطامع سواء أكان من جهة الغرب أم الشرق؛ فإن ثمة ما يمكن ملاحظته الآن باهتمام من زاوية المتغير الجديد والتحقق اللحظي من أطماع قوى ظلت تأتزر بأسمال المقاومة وتصرخ في وجه كل من يعارضها متذرعة بأنها تملك حقاً مقدساً يجعلها "معصومة" عن كل طمع أو زلل أو إجحاف بالفرقاء، الذين ـ بعرفها ـ لا يعدون أكثر من حديقة خلفية للأمريكيين و"الإسرائيليين"، ويبرؤها من اللحاق بقاطرة تصطدم بالأمن العربي، وتقوض ما تبقى من سيادته.


من المهم أن نذكّر ابتداءً بضرورة التفريق بين إدانة ترويع الآمنين من السنة في لبنان ومن غيرهم، والتخندق مع سمير جعجع ووليد جنبلاط وغيرهم من المتهمين بشدة بارتكاب جرائم ضد السنة في لبنان إبان الحرب الطائفية؛ فتلك قضية يسعى البعض لوضعها كمتلازمة يقوض من خلالها كل حقوق السنة في لبنان عبر تلكم النظرة الضيقة التي توحد ما لا يمكن توحيده من مصائر قادة الطوائف الأخرى وطوائفها الآمنة لحد كبير من جهة، والمستضعفين السنة/كبش الفداء المتاح دوماً لكل مغامرة وكل مسعى لتغيير موازين القوى السياسية من جهة أخرى، إذ لا يجوز مثلاً التسوية بين قضية الاعتداء السافر والإجرامي من قبل ميليشيات الرعب التي انتشرت في الأحياء السنية على مسجد ذي النورين (عثمان بن عفان رضي الله عنه) في رأس النبع أول من أمس بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة وسط هتافات "يا حسين" بعد اقتحام المسجد و"سقوطه" في أيدي المعتدين، والتأمين الرسمي من الجيش والضمانات الأمنية لمقرات إقامة قوى الأكثرية.
ومن المناسب تالياً أن نلاحظ ما يلي:


أولاً: بمقارنة حسابية بسيطة بين عدد قتلى الفوضى الدائرة منذ يومين، وعدد القتلى المعلن في حرب يوليو 2006 من "الإسرائيليين" وفقاً لإحصاءات صهيونية رسمية يتبين لنا أن عدد القتلى (حتى كتابة هذه السطور) نتيجة العدوان الطائفي (24 قتيلاً و54 جريحاً وفقاً لإحصاءات لبنانية أولية مرشحة للزيادة) يمثل 13% من أعداد قتلى الحرب في الجانب الصهيوني، والتي بلغت 184 فقط خلال 33 يوماً، بعد إطلاق نحو 3800 صاروخاً عابراً لحدود لبنان/فلسطين
ثانياً: التهديد الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" في خطابه قبل يومين، والذي حمل الإشارة غير المشفرة لاشتعال الأحداث، بما نصه: "لو لدينا نية تنفيذ انقلاب لاستيقظوا -الأكثرية- ليجدوا أنفسهم في السجن أو ملقين في البحر"، يجاوز بمراحل التهديدات التي أطلقها إبان حرب يوليو 2006، والتي لم تجاوز حدود الفعل الصوتي فيما يخص مرحلة ما بعد حيفا التي لم تقع، حين قال نصر الله حينها: "أردتموها حربا مفتوحة ونحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها (...) إلى حيفا والى ما بعد حيفا"، وبطبيعة الحال؛ فالعنترية التي يبديها الأمين العام على القوى المناهضة له في لبنان لا تنطلق من تحدٍ عسكري يستأهل هذا التهديد، بل إدراك من الحزب أنه مستند إلى إفادة من سياسة سمحت له دون غيره بالتسلح في لبنان بدعم كامل من الحرس الثوري الإيراني والنظام السوري الذي كان يتحكم في كل دواليب الحكم في بيروت قبل وبعد الانسحاب من لبنان في العام 2005، وأنه إن كان هؤلاء هم سكرتارية ـ كما يقول ـ لدى كونداليزا رايس؛ فإن من "المروءة" الفرضية أن يتجه "السيد" إلى الأصل لا الفرع بهذا التهديد الذي يدرك قبل الآخرين إلام يرتكن.
ثالثاً: تدير الطائفة الشيعية ومن خلفها كلا من سوريا وإيران "الفوضى الخلاقة" في بيروت بواسطة سياسة تبديل الأدوار التي تجيدها أطراف القوى الشيعية في كل من لبنان والعراق؛ ففي حين مارست الميليشيات أدواراً تبادلية في المجازر التي وقعت وما زالت تقع في العراق، ما بين الظهور المباشر لبعض الميليشيات، وقيام الأخرى بالتغطية والتواطؤ وامتطاء ظهر القوى الأمنية الرسمية لإبداء نوع من الممانعة الوهمية عبر عمليات المساندة العسكرية لحملات الجيش الأمريكي في العراق، تمارس ميليشيات "حزب الله" ومنظمة "أمل" الدور ذاته؛ إذ البادي الآن أن الرصاصات تخرج حالياً من فوهات رشاشات "أمل" فيما تكتفي كثيراً ميلشيا "حزب الله" بالمساندة وأحياناً تتجنب المواجهة المباشرة، تساوقاً مع الدور القذر الذي لعبته ميليشيات "أمل" في ارتكاب المجازر بحق المسلمين في "صبرا وشاتيلا والداعوق ومخيم البرج الشمالي والمعشوق والشبريحا وبرج البراجنة والرشيدية" في العامين 1985ـ 1986، والذي حاول "حزب الله" أن يقدم نفسه كمناضل ضد "إسرائيل" ينأى بنفسه عن الدخول في الصراعات الداخلية وتوجيه سلاحه إلى صدور اللبنانيين منذ أن أقامه الحرس الثوري الإيراني في العام 82 وأعلن عنه سياسياً بعد ذلك بثلاث سنوات.
ولا بأس أن تظهر "أمل" مجدداً الآن لإدارة صراع داخلي بضوء أخضر من الدولة الراعية، وبمساندة غير ظاهرة بالقوة نفسها من "حزب الله" وإن كان من غير المستبعد أن يستعير عناصر الحزب أحياناً اسم المنظمة في الهجمات العدوانية.
رابعاً: مثلما رفضت قوى شيعية عراقية الفيدرالية في العراق بعدما كانت تطالب بها بعدما حققت إيران أكبر مما كانت تتمناه في العراق، رغبة في حكم كامل العراق بدلاً من الاكتفاء بالجنوب العراقي؛ فإن مطامع "حزب الله" تتشابه الآن في حكم كامل الدولة اللبنانية بعد الاستعانة ببعض الواجهات المسيحية والدرزية والسنية، بعدما أحكم الحزب سيطرته على الجنوب وجعله إقطاعية إيرانية، وبالتالي؛ فإن الظرف من وجهة نظر الإيرانيين اليوم يسمح بقدر من التمدد في لبنان على خلفية ضعف القوى المناوئة، وتحكم الحلف السوري ـ اللبناني في المطار والمرفأ في بيروت إضافة إلى معظم الطرق التي تربط لبنان بجيرانه.
خامساً: لا يثير الموقف الأمريكي من الفوضى اللبنانية التي تسبب به "حزب الله" وحلفاؤه الاستغراب؛ فالأمريكيون الذين صرحوا بأن الدعم الذي سيقدمونه للحكومة اللبنانية سيكون سياسياً ودبلوماسياً فقط، والذين دعوا باستحياء إيران وسوريا إلى الكف عن دعم "حزب الله" من دون إرغاء وإزباد كالذي ألفناه في التعامل مع القضايا الإسلامية والعربية المناهضة لاسيما مع العراق، والذي لم ولن يتجاوز إلى أي رد فعل عسكري كالذي يجري في الصومال بين الحين والآخر على سبيل المثال ضد المحاكم الإسلامية وغيرها من فصائل المقاومة، كل هذا ليس جديداً على السياسة الأمريكية غير البريئة في التعامل مع إيران وسوريا، غير أن الجديد هو الصمت المطبق لقوى إسلامية وقومية ويسارية لكم أزعجتنا برفضها أي انتقاد لـ"السيد" وهو يحارب "إسرائيل" ويطلق عباراته الحماسية ضدها من مخبئه في السفارة الإيرانية (الفاعل الرئيسي في الساحة اللبنانية الآن)؛ فتلك القوى ـ لاسيما الإسلامية منها ـ مدعوة الآن لأن تقول كلمتها المنصفة لله ثم للناس، وأن تسقط أي حسابات تمر من فوق مئذنة مسجد ذي النورين في رأس النبع، لأن تتبرأ من أي تحالف أو مساندة ضمنية لهؤلاء البغاة ـ على أقل تقدير ـ على أهلنا في لبنان. والدعوة لمساندة "حزب الله" بعشرة آلاف مقاتل في حرب 2006 تفرض استحقاقاً على مطلقيها بالتنديد بهذه البلطجة التي يبديها الحزب وحلفائه ضد المسلمين في مناطقهم السنية ببيروت والتي باتت أعلام "حزب الله" تعلوها على كراهة وإكراه من أصحابها، وشيوخها ومفتيها في موضع الخطر.
سادساً: بوسعنا إذ نشهد تعطيلاً للإعلام المناوئ لـ"حزب الله" في بيروت أن نلفت بقوة إلى أن ما صنعته "إسرائيل" ذاتها في تعاملها مع إعلام الحزب في حرب 2006 (وهي في حالة حرب) أقل مما صنعه "سيد الفوضى" مع إعلام الضد في حالة سلم داخلي ـ يفترض ـ؛ حيث ضاق ذرعاً بأي حديث لها يكشف قدراً من الحقيقة المستورة في أزقة بيروت ونواحيها.. لا نقول هذا الكلام مطلقاً للإشادة ـ حاشا لله ـ بالكيان الغاصب المجرم في تل أبيب، ولا للدفاع عن إعلام "سوبر ستار العرب" الذي سيكمل تصفيات البرنامج المتهتك في المنفى! كلا، بل لنعقد مقارنة ذات دلالة بين كيان غاصب لا نكن له إلا كامل العداء، وحزب يدعي الدفاع عن وطنه ومؤسساته من دون أن يتحمل حتى سماع صوت معارض.
ثم، لنذكر أحفاد أهل طليطلة والحمراء بأسباب الانهيار والتفسخ وضياع القدرة على المقاومة والصمود.
سابعاً: ثمة تساؤل ربما يدور بعقول اللبناننين وسواهم حول دور الجيش اللبناني في الأزمة، وعن مدى قدرته على التحكم في الموقف، ووظيفته في الأحداث الميدانية، وما إذا كان يقتصر على تأمين المحافظة على حياة الزعماء ومقرات أحزاب الأكثرية ومقر الحكومة، وممارسة حياد غير إيجابي لا يحول دون سيطرة المتمردين على شوارع بيروت والانتشار المسلح للميليشيات الطائفية، والاكتفاء بحماية بعض الشخصيات في الحكومة التي تدير الجيش على الورق، في ظل أنباء غير مؤكدة تردد في الوسط السني عن قيام الجيش باعتقالات في منطقة الطريق الجديدة وفقاً لقوائم زوده بها المتمردون.
ثامناً: لابد للجميع أن يتوقف عند اللحظة التي اندلعت فيها الحملة العدوانية لـ"حزب الله" ومنظمة "أمل" والحزب السوري القومي وغيرهم، وهي التي تسبق بأيام زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المنطقة والتي تسبقها عادة عمليات ترهيب إيرانية قد تحمل أكثر من مغزى، يتعلق بعضها بصفقات السلاح التي يجريها الرئيس الأمريكي في المنطقة، وبعضها بالإيحاء بقدرة الإيرانيين على الحلول مكان الولايات المتحدة كقوة عظمى إقليمية في المنطقة لاسيما منطقة الخليج، بيد أن الأهم والأعقد هو في علاقة هذه الفوضى برغبة إيران وهي تحرق الوقت بسرعة في اتجاه إجراء أول تجربة نووية إيرانية في تأمين صفقة مع الأمريكان بشأن لبنان والعراق والملف النووي والأقليات الشيعية في الخليج جملة واحدة وعلى مائدة تفاوض مباشر، لا يضير حينها أن يخرج الزعماء المحصورون في بيروت الآن ليتمتعوا بكامل حريتهم ويتجولون في شوارع بيروت، بل ويعودوا إلى تبوأ مناصبهم من جديد ويتمتعون بقدر من السيادة في لبنان.
ومثلما تنبئ أوراق حرب يوليو؛ فإن "ما بعد حيفا" لم تحدث أبداً، ولم تنطلق رصاصة تجاوزها، كما لم تطلق في جبهة الجولان المسالمة، غير أنها انطلقت هنا في بيروت، وما بعد بيروت، حيث يدرك الجميع أن الخطر يقترب من كل من يناوئ المشروع الطائفي في المنطقة، وقد بات جديراً أن ندرك أن "الفوضى الخلاقة" ليست صنعة أمريكية فقط؛ فالفوضويون يتحركون حثيثاً، ولا محل من الإعراب لمن يستجدي أي فريق، ويبحث بكل غفلة عن قناة أخرى ستذيع "سوبر ستار العرب"!



http://www.almoslim.net/node/93166 (http://www.almoslim.net/node/93166)

chris
16-05-2008, 10:17 AM
اهلا اختي الغالية أسلامية
وشكرا لكي على هذا الموضوع والتحليل الرائع

وقد لمستي النقطة الهامة في الموضوع اللبناني بشكل عميق
واصلا منذ البداية وفرق الشيعة اينما يتواجدون يفسدون وخصوصا في بلاد السنة
فهذا هدفهم منذ الازل
وسبحان الله انكشف امرهم وفضح مخططهم ومن كان يحبهم اصبح يكررهم ....

وبالتاكيد سوف يخطط حزب اللات لكي يفتعل امر او يطلق صاروخ على اسرائيل لكي يعود العرب ليمدحوه ...





سلام chris

الامير الفقير
20-05-2008, 12:53 PM
هو الوصف الدقيق بعينه ... !!!


سيد الفوضى ...


ربما جميع الفرقاء قد ساهموا في فوضى الشارع اللبناني


أو استقراره ( المهزوز ) منذ أكثر من عقد من الزمان بشكل أو بآخر ...


بل من المؤكد أنهم جميعهم اشتركوا في ذلك ...


لكن حقيقة ... فأن ( صاحبنا ) قد كان سيدهم في الفوضى


بدون منازع


؛


تقديري الكبير

إسلامية
20-05-2008, 09:44 PM
واصلا منذ البداية وفرق الشيعة اينما يتواجدون يفسدون وخصوصا في بلاد السنة
فهذا هدفهم منذ الازل



هذا لو حدث في ايران كان دخلت عليهم بالجيش مع بوعماعم



وبالتاكيد سوف يخطط حزب اللات لكي يفتعل امر او يطلق صاروخ على اسرائيل لكي يعود العرب ليمدحوه ...


امر عادي مع الاسف

حتى بعضهم الى الان يكابر لا يريد ان يقول انه على خطأ عندما كان يؤيد هذا الحزب الايراني

هل اصبح بعضنا يملك عقل صغير لكي يلعب فيه الاخرين

شكرا على مرورك اخي الكريم بارك الله فيك


.........................................................







لكن حقيقة ... فأن ( صاحبنا ) قد كان سيدهم في الفوضى


بدون منازع




نعم اخي الكريم

مومعقولة احد الاطراف يملك سلاح ويهدد الاخر وهو لا يملك سلاح

يجب على الجميع ان لا يملك سلاح يهدد به الاخر
ويدعون الناس تعيش

جزاك الله خيرا اخي الكريم
تشرفنا بمرورك شكرا لك