Mr.alOne
14-05-2008, 10:54 PM
قَبلَ البِدايةِ
لا أنسى أبَداً تِلكَ الليلةِ و أنا في جَامع النَاصر بالرياض، وَ قد انبَعَثَ في جوِ الجَامعِ صَوتٌ غرِد رَخيم، يَشقُ سْدَفَةَ الليلِ في مثلِ رَنينِ الجَرَسِ تحتَ الأفقِ العالي وهو يُرَتِلُ آياتٍ مِن كِتابِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.
لقد كَانَ يملكُ صوتَهُ أتمَّ ما يملِكُ ذو الصوتِ المطرب؛ فَكَانَ يَتَصرف بهِ أحلى مِما يَتَصرف القمري وهو يَنُوحُ في أنغَامهِ، وَبَلغَ في التطريبِ كلَ مبلَغٍ يقدرُ عليهِ القَادر، وَمَاكانَ إِلا كابُلبلٍ هزَّتهُ الطَبيعةُ بإسلوبها، فاهتزَّ يُجَاوبها في جَمَالِ التغريد..
كَانَ صوتهُ عَلَى تَرتيلٍ عَجيبٍ في نَغَمَاتهِ؛ يجمعُ بينَ قوةِ الرقة وبينَ رِقَةِ القوةِ، ويضطَرِبُ اضطِراباً روحانياً كالحزنِ اعتَراهُ الفرح عَلَى فجأةٍ، يَصيحُ الصيحةَ تترجح في جو الجامعِ وفي النفس، وتتَرددُ في المَكَانِ والقلب، فيلمسُ الروح فيَرْفضُّ عليها بمثلِ الندى، فإذا هيَ ترفُ رَفيفا.
سَمِعتُ القرآنَ غَضَّا طَرِياً كأولِ مَانَزَلَ بهِ الوحي،فَكَانَ ذلكَ الصوتُ الجميلُ يَدورُ في النفسِ كأنهُ بغضُ السر الذي يَدورُ في نِظَامِ العَالم، وكَانَ القلبُ وهو يَتلقى الآياتِ كَقلبِ الشجرةِ يَتَنَاولُ الماء.
اهتز المكان..
وَ سَمعنا القرآن وَكَأنما مُحيت الدنيا التي في خَارجِ جَامع الناصر وَبَطَلَ بَاطِلها، فلم يبقى عَلَى الأرض إِلا الإنسانيةُ الطَاهرة والجامع..
صُورٌ مِنْ جَامِع الناصر بالرياض
http://www.al7aidan.com/apt/pic/3.jpg
http://www.al7aidan.com/apt/pic/1.jpg
وأخيراً هَذهِ أجملُ تِلاوةٍ سَمعتُها في حياتيـ للشيخِ مُحمدُ اللحيدان
من هنا (http://www.al7aidan.com/apt/download...ion=view&id=65)
اخوكم/ محمد الحريص
لا أنسى أبَداً تِلكَ الليلةِ و أنا في جَامع النَاصر بالرياض، وَ قد انبَعَثَ في جوِ الجَامعِ صَوتٌ غرِد رَخيم، يَشقُ سْدَفَةَ الليلِ في مثلِ رَنينِ الجَرَسِ تحتَ الأفقِ العالي وهو يُرَتِلُ آياتٍ مِن كِتابِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.
لقد كَانَ يملكُ صوتَهُ أتمَّ ما يملِكُ ذو الصوتِ المطرب؛ فَكَانَ يَتَصرف بهِ أحلى مِما يَتَصرف القمري وهو يَنُوحُ في أنغَامهِ، وَبَلغَ في التطريبِ كلَ مبلَغٍ يقدرُ عليهِ القَادر، وَمَاكانَ إِلا كابُلبلٍ هزَّتهُ الطَبيعةُ بإسلوبها، فاهتزَّ يُجَاوبها في جَمَالِ التغريد..
كَانَ صوتهُ عَلَى تَرتيلٍ عَجيبٍ في نَغَمَاتهِ؛ يجمعُ بينَ قوةِ الرقة وبينَ رِقَةِ القوةِ، ويضطَرِبُ اضطِراباً روحانياً كالحزنِ اعتَراهُ الفرح عَلَى فجأةٍ، يَصيحُ الصيحةَ تترجح في جو الجامعِ وفي النفس، وتتَرددُ في المَكَانِ والقلب، فيلمسُ الروح فيَرْفضُّ عليها بمثلِ الندى، فإذا هيَ ترفُ رَفيفا.
سَمِعتُ القرآنَ غَضَّا طَرِياً كأولِ مَانَزَلَ بهِ الوحي،فَكَانَ ذلكَ الصوتُ الجميلُ يَدورُ في النفسِ كأنهُ بغضُ السر الذي يَدورُ في نِظَامِ العَالم، وكَانَ القلبُ وهو يَتلقى الآياتِ كَقلبِ الشجرةِ يَتَنَاولُ الماء.
اهتز المكان..
وَ سَمعنا القرآن وَكَأنما مُحيت الدنيا التي في خَارجِ جَامع الناصر وَبَطَلَ بَاطِلها، فلم يبقى عَلَى الأرض إِلا الإنسانيةُ الطَاهرة والجامع..
صُورٌ مِنْ جَامِع الناصر بالرياض
http://www.al7aidan.com/apt/pic/3.jpg
http://www.al7aidan.com/apt/pic/1.jpg
وأخيراً هَذهِ أجملُ تِلاوةٍ سَمعتُها في حياتيـ للشيخِ مُحمدُ اللحيدان
من هنا (http://www.al7aidan.com/apt/download...ion=view&id=65)
اخوكم/ محمد الحريص