المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صواريخ المقاومة الفلسطينية.. الخشبية!!



إسلامية
16-05-2008, 01:23 PM
صواريخ المقاومة الفلسطينية.. الخشبية!!



لا يعرفون إلا لغة الانهزام والتراجع.. تفوق الآخرين لا يخجلهم وإنما يدفعهم إلى مزيد من النقد والتهكم والاستهزاء.. مواقفهم الخانعة تدعوهم دوماً إلى التقليل من جهود الآخرين؛ فأوراق اللعبة جميعها في أيدي أعدائهم في ملتهم.
كان المقاومون يقولون لا بأس إننا في أول الطريق، وأول الغيث قطرة، ولئن لم نفلح في إصابة أعدائنا هذه المرة؛ فإننا نعد لهم العدة، وندعو الله أن يبارك في جهد القليل.
القصة تبدأ عندما تولدت في فلسطين حركة مقاومة عصية على التدجين، ولا تؤمن بنضال الفنادق والمؤتمرات. وضعت نصب أعينها ضرورة أن نفرض الحل لا أن نتسوله مثلما قال أحد المسؤولين العرب يوماً من دون خجل.
بدأ العدو يقاتلهم ويناهضهم بكل سبيل ويقعد لهم بكل طريق؛ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا.. خذلهم كثيرون وخالفهم آخرون ممن استمرؤوا الذل وعشقوا المهانة؛ فما ضرهم.
حققوا توازن الرعب بينهم وبين عدوهم عن طريق القنابل البشرية التي تمكنت من فرض واقع جديد على الصراع، واضطرت "إسرائيل" في النهاية إلى الخروج من غزة نهائياً بعدما وضعت المناطق الفلسطينية المحتلة في العام 67 في عهدة "السلطة الفلسطينية"، ثم ضربوا الأسوار حول الضفة والقطاع آملين في وقف النضال الفلسطيني؛ فجاءتهم الصواريخ الفلسطينية من فوقهم؛ لتؤسس لمرحلة نضالية ومقاومة جديدة.
كان يهود يفرقون منها، وكان الانهزاميون يدعونها "صواريخ خشبية" و"بمب أطفال" و"صواريخ عبثية" و"مواسير"، بيد أن هذه الصواريخ الخشبية استحالت آلة رعب هائلة، تتضاعف قيمتها يوماً بعد يوم ككرة ثلج تتدحرج، حتى غدت عنواناً لمرحلة جديدة.
قبل يومين، أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخاً جديداً أصاب العشرات في مبنى تجاري بمدينة عسقلان المحتلة (عام 48) بعد سلسلة من أعمال التطوير التي طرأت على صناعة الصواريخ الفلسطينية.. الحدث بكل إحداثياته يفزع الصهاينة ويرتب أوراق اللعبة بشكل جديد، على نحو لا يجعل المقاومة في حيز السيطرة والترويض؛ إذ السلاح نامٍ تأثيره إلى الحد الذي لا يجعله يقل كفاءة عن أسلحة تقليدية ذات تأثير في حلبة الصراع وتوازنات القوى، ويجعله ورقة مهمة في التفاوض مع "إسرائيل" حول التهدئة أو غيرها.
إن على كل مستخفٍّ بجدوى هذا السلاح الرادع أن يقرأ ما كتبته هآرتس في افتتاحيتها أول من أمس، والذي جاء فيه أن "إسرائيل معنية بوقف النار مع حماس، ولا معني من التظاهر بأن الحال ليس كذلك. وكذا فك الارتباط عن غزة كان محاولة لتحقيق تهدئة في هذه الجبهة، وكذا التجلد الجزئي علي نار الصواريخ، التي باتت تصل حتى عسقلان هو بمثابة مسعى لخلق هدوء".. إنهم ببساطة يألمون، ومرد ألمهم نحو 1100 صاروخ وقذيفة أطلقت على كل من سديروت، كيبوتس يئيري، كفار سعد، كفار عزة، نحال عوز، عليت، كيسوفيم، نتيف عتسرا، معبر كارني، فيكيم، نير عام، كيرم شالوم، نتيفوت، جعلت أهالي سيديروت يفرون منها، لكن الأمر سيكون أفدح بكثير في حال عسقلان، التي هي مدينة فلسطينية (مغتصبة) كبيرة، لا تقارن بأي شكل بسيديروت، وأي خلل أمني قادم إليها ربما لا يمكن قبوله من قادة الكيان الصهيوني؛ إذ أنه سيكون مؤذناً بتفكك فلسطين 48 (أي الكيان الصهيوني ذاته وفي عمقه الجيوستراتيجي)، وحين تقول قناة BBC عن صاروخ القسام (أحد أهم صواريخ المقاومة الفلسطينية) أنه يشكل نقلة إستراتيجية تنخر في القوة العسكرية الإسرائيلية الفائقة، وتصفه شبكة CNN بأنه الورقة الشرسة في المنطقة؛ فإن واقع المتهكمين اللامزين يصبح شديد البؤس حين يجمعون بين الهزيمة النفسية وقلة الوعي في آن معاً.
فليكن خشبياً أو ورقياً لا ضير، لكنه حين يجمع ما بين إيمان صاحبه وإعداده وإخلاص نيته لله ـ هنا فحسب ولا سوى ذلك ـ يستحيل لظى يلاحق الأعداء فيلوون الأدبار ثم لا ينصرون.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".



http://www.almoslim.net/node/93496#comment-13441 (http://www.almoslim.net/node/93496#comment-13441)