المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش في المنطقة مجددا.."الاحتفال"بالفشل الكبير؟!



إسلامية
19-05-2008, 10:06 AM
سلمت اليدان اللتان استقبلتا رئيس الدولة الأشد علوا وفسادا في الأرض بصواريخ مؤمنة لدى وصوله إلى شريكه وقرينه كيان التوسع والغصب والظلم والعدوان اليهودي.
صحيح أن "هدية"المقاومة الفلسطينية لم تصل إلى المكان الذي كان فيه جورج بوش يحتفل بقيام كيان الصهاينة على حساب فلسطين وأهلها،متحدثا بصفاقته المعهودة عما سماه"دولة ديموقراطية"يتحداها "الإرهاب"!!وما هي إلا أسماء سماها هو وآباؤه ما أنزل الله بها من سلطان.
لكن النقطة الجوهرية في مواقف بوش وزيارته المشؤومة الاستفزازية،تتجلى في اعترافه المتكرر بأن واشنطن وتل أبيب قرينان تامان على طريقة التوائم السيامية،وهي حقيقة يعرفها القاصي والداني على الأقل منذ عدوان عام 1967م،باستثناء زعامات عربية-ولا سيما فلسطينية-تأبى الإقرار بشعاع شمس الظهيرة،فهي تسلّم قيادها لـ"لعم سام"،زاعمةً أنه "وسيط " بينها وبين جلاد الأمة الحقود اللدود.وسواء أكانت هذه الزعامات المصنّعة تخدع الشعب أو تخدع نفسها-على طريقة أشعب الذي حرّض الأولاد على وليمة زائفة ثم هرول وراءهم بعد أن صدّق كذبته-.
لكن هؤلاء يشبهون سيدهم بوش ذاته في تصديق المفتريات التي يختلقها بنفسه أو من خلال أعوانه من غلاة المؤدلجين،الذين يرون العالم كما تشتهيه قلوبهم المريضة وليس كما هو في الواقع؛ فهذا الرجل العجيب الغريب في مستوى هوسه بأحلام يقظته، ما زال يدّعي أنه "انتصر" في العراق، بالرغم من عجزه عن إخماد جذوة المقاومة الباسلة، يدعمه في ذلك حشود وحشود من عملاء المجوس وعلمانيي الكرد، وقد بلغت خسائر الاحتلال هناك-ماديا-ما يقرب من ثلاثة ترليونات دولار!!وها هو بعد خمس سنوات يكاد يغادر البيت الأبيض متوسلا الكونجرس لإقرار ميزانيات إضافية لتغطية الاحتياجات التي يتطلبها استمرار جنوده في تمزيق العراق –وربما كانت هي نجاحه اليتيم!!-.بل إن الضغوط من الساسة والعسكريين عليه تتصاعد لإخراج جيش "أقوى"دولة في العالم من المستنقع العراقي.
ومن أكاذيب بوش العديدة والتي يصر على الترويج لها أينما حلّ،أكذوبة إقامة "دولة"فلسطينية قبل نهاية العام الميلادي الحالي،مع انتهاء ولايتيه المنحوستين.
هذا مع أنه فشل حتى الآن في "تمثيل"دولة مسخ بالشروط اليهودية التي لا تعني سوى الاستسلام الفلسطيني المطلق،وإقفال ملف القضية الفلسطينية،عبر كيان تافه مقطّع الأوصال على ربع الضفة الغربية المحتلة،ومع ذلك يتحكم الاحتلال الصهيوني بكل شيء فيه :جوّاً وبحراً وبرّاً،ولا تبقى للأدوات العميلة من صلاحيات سوى ما يتصل بالنظافة والقمع لمواطنيها،فتغدو كلب حراسة مجانياً للعدو .
حتى هذه الدويلة المسخ لم يُفْلح بوش في إقناع ربائبه اليهود بها،بالرغم من أنها نسخة طبق الأصل لشروطهم وإملاءاتهم.فهم أدركوا عزلة الأدوات التي يراهنون عليها،بل يعيّرونها ب"فشلها"في طمس حركة حماس وسائر فصائل الجهاد ضد الاحتلال.
واليهود الخبثاء أقل حماقة من حاميهم الأكبر،فهم يعلمون علم اليقين أن الخيار الواضح للأكثرية الساحقة من الشعب الفلسطيني-ولغالبية المسلمين في العالم كله-لا يقل عن تحرير أرض الإسراء والمعراج من رجس الغاصبين اليهود،بصرف النظر عن موازين القوى المادية،وعن حجم التضحيات التي يقتضيها هذا الهدف النبيل.
أجل فمشكلة الأمة الإسلامية ليست في بوش باعتبار أن الأصل في عدوك أن يكيد لك بقدر استطاعته،وإنما هي مع الأدوات المحلية،التي تُضْعف الصف-على ما تتصف به من هوان وهزال شعبيا-لأن العدو يهيئ لها وسائل الاستمرار عبر الدعم المادي والعسكري،فهي لم تستمر في سيطرتها إلى اليوم إلا بحبلٍ من الاحتلال وحبلٍ من شريكه الأمريكي،وتواطؤ بعض الحكومات العربية وفقا لحساباتها الضيقة المتصلة بسلامة كراسيها.



http://www.almoslim.net/node/93620 (http://www.almoslim.net/node/93620)