المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغييب الحقيقة في اتجاهات النقل الاخباري



بنت خير أمة
19-05-2008, 10:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

نضع بين أيديكم اليوم, موضوع اتجاهات النقل الاخباري, الذي يهدف الى تعرية الاحداث وتشريحها امام المتلقي المسلم حتى يتبين مدى التواطؤ الذي يمارسه الاعلام في التغطية على اطراف التاثير الحقيقيين في ازمات وقضايا المسلمين كلها وان كان المثال المأخوذ قي هذا الموضوع هو "ازمة لبنان" .

تغييب الحقيقة في اتجاهات النقل الاخباري


تتزاحم الاحداث, و تتقاطر التقارير عن مستجدات هذه الأحداث وتطوراتها , فمنها ما يزول اللبس حوله بالإتيان على تفاصيله وتطوراته, ومنها ما تزيد هذه التطورات من تلبد السحب حوله وغموض مكوناته ...

من الاحداث ذات الوزن الثقيل المستمر , في مختلف وسائل النقل الاعلامي في منطقة الشرق الاوسط , قضية لبنان واخر تطوراتها المتعلقة بشغور منصب رئيس الدولة , وانقسام البلد الى ما يعرف بالموالاة والمعارضة , وما بين هذا و ذاك الفاظ كثيرة , الثلث المعطل, و تيار 14 اذار , وفريق المستقبل, و حركة التغيير والاصلاح بقيادة ميشيل عون ...

فقد نرى نشرات الاخبار تنقل لنا الخبر ان السنيورة ( رئيس الوزراء ) اتخذ قرارا , وان نصر الله اعلن ردة فعل , وان جنبلاط عقد مؤتمرا صحفيا , وان الحريري قبل بعرض كوشنير ( وزير خارجية فرنسا ), و ضعوا حول الاخير اول علامة استفهام علنا نفهم طبقات النقل الاخباري , أو نصرالله صفير مطران الموارنة يلتقي ميشيل عون بعد ان قابل جفري فلتمان ( السفير الامريكي في لبنان ) وهنا علامة تساؤل ثانية , اما قلب بريطانيا الحنون والحريص على مصالح لبنان متمثلا بتصريحات الساسة هناك, فيطل علينا بهذا التصريح مصحوبا بعلامة استفهام جديدة .

http://img301.imageshack.us/img301/2904/fcomu8.jpg

نلاحظ من خلال هذا المشهد, أن الأخبار تنقل لنا كل التصريحات وكل المحتويات لكن دونما توضيح وبيان لمدى تأثير أطراف الازمة, او حتى دون الإشارة إلى المتحكم الحقيقي في الازمة !!!

و ينتقل الحديث بهذا الى طبقة اخرى من الاعبين في القضية, باتت مخفية او مُخَفاة عن مسرح النقل الاخباري , حتى ليظن المتلقي العادي ان القضية هي تصريحات جنبلاط وردات فعل نصرالله وادعاءات عون و جولات الحريري وعلاقات الجميل وتوافقات الاطراف على الارض ...

في الحقيقة إن لعبة المصالح تقتضي ذلك , تقتضي ان ينوب عن الاطراف الفعليين رهط من اهل البلد يعملون لمصالح تلك الاطراف , لان هذه صورة الاستعمار الحديث وهذا حاله , لا يواجه المشاكل على الارض بنفسه ولا يقاوم نفوذ غيره على مناطق سيطرته السياسية والاقتصادية بيديه, وانما هناك ادوات و حجارة شطرنج تتحرك بامره في المنطقة و تعمل كجنود أوفياء لمصالحه و هي التي نرى تصريحاتها ومواقفها ,

هذا ليس فرضا من فرضيات الخيال ولا سباحة في فضاء نظرية المؤامرة , انما المدقق يستطيع ان يحكم وبكل وضوح على هذه المواقف , ان كل عاقل يستطيع ان يحكم ان المنطقة تتقاذفها الدول الاستعمارية بحسب وضعها ومصالحها في المنطقة... حيث ان مشكلة مثل اللتي في لبنان يمكن ان تحل في غضون ايام, لكن من يريد ان يحوز كل النفوذ وكل السلطة هم الاطراف الخاريجة التي لا تقبل بان تتقاسم النفوذ مع اي طرف اخر, سيما وان اتفاقات سابقة تمت بين الاطراف الداخلية ( دمى التحريك ), لكنها لم تدم طويلا بسبب تحريك خارجي افقد تلك الاتفاقات - على هناتها- قيمتها وفاعليتها .

فليس من المقبول في هذه اللعبة ان يكشف كل طرف عن نفسه او عن الاخرين , و لكل طرف من الابواق الاعلامية ما تناسبه في توجيه المتلقي نحو الاقتناع بوجهة نظره بحيث تُعمى عليه حقيقة ان هناك اطراف فاعلون حقيقة واطراف لاعبة في المضمار نيابة ,

هذه الحقيقة لن يذكرها لنا اعلام تابع لاي من الطرفين, لانه وبكل بساطة سيعرض نفسه لمواجهة مع مصالح الدولة التي يحمل وجهة نظرها و ينفذ سياستها ...


منقول

سلامة المصرى
20-05-2008, 02:50 PM
جميل فعلا أنك فهمت اللعبة الإعلامية ..
الخطة اسمها true lies أي أكاذيب حقيقية أو نصف الحقيقة.
فالقناة مثلا تخبرك بنصف تفاصيل الحادث وتحجب نصفا , فتص المعلومة مغلوطة كما يريدونها .

بنت خير أمة
23-05-2008, 11:36 PM
بارك الله فيك أخي الكريم :
فقد أصبح بما لا يدع مجالا للشك في هذا الواقع المرير الذي تكالب فيه الغرب علينا أن الحقيقة هي اولى ضحايا الأزمات السياسية والصراعات الطائفية .
وإن الحديث عن تغييب الحقيقة اثناء نقلها لا يمكن ان يتم بمعزل عن ممارسات الاعلاميين أو وسائل الاعلام التي تقدم نفسها كنموذج مثالي يتميز بالاستقلالية والموضوعية إذ أنها في الواقع تصبح أداة للتلاعب بها وقناة للتضليل الاعلامي وخاصة في ظل الواقع الذي نعيشه نظرا لدورها في تشكيل الرأي العام بما يخدم سياسة الدول الفاعلة و المؤثرة في العالم .
وهذا عين ما هو حاصل في الحالة اللبنانية مع ان الحدث واحد، ولكن إذا سمعته من مصادر مختلفة ستخرج بآثار مختلفة في الذهن، وإذا سمعته من خمس محطات فضائية، فستخرج بخمس انطباعات .
لهذا نجد ان وسائل الاعلام هناك لا تختلف عن مثيلاتها في العالم العربي وقد كان هذا واضحا و جليا في الاحداث الاخيرة وكيف ان شعارات وسائل الاعلام بالموضوعية والحيادية كانت تتهاوى مع كل طلقة رصاص او قذيفة .
لتطلق - وسائل اعلام الموالاة والمعارضة - بعد ذلك سهام غدرهما لتضليل الناس والرأي العام تماشيا مع النهج السياسي الذي يحرك هذه الجهة الاعلامية او تلك غير آبهين بالحقيقة أو الضحايا .

وهنا نتساءل هل دور الاعلام هو تغييب الحقيقة ؟! ليكون الرابح إعلاميا هو من يعمل بالوكالة ( الموالاة أوالمعارضة ) دون اي ذكر لمن يخطط و يعمل بالأصالة (الغرب وأمريكيا).
إن نظرة سريعة وعامة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة تُري كم هي بعيدة عن روح الإسلام وبديهيات الإسلام، بل تُري مدى تآمرها
وإنه لجريمة كبرى ان تكون وسائل اعلام عندها قابلية مدهشة لهذا التآمر... وانصياعٌ له... ودخولٌ في دائرته...وتنفيذٌ لفحواه... لدرجة سوغ فيها هذا النفر من الاعلاميين من أبنائنا المؤآمرة... وبرأ المتآمرين... وطلب من الأمة أن تقبل بما يقول هؤلاء... وإلا فإن الطوفان سيبتلعها... والظلام سيكون مستقرا لها.