المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية والدة اسامة بن لادن: حالتنا مثل عائلة تنتظر علي باب العناية المركزة



تهاويل
26-12-2001, 04:25 PM
كثير من الحبر الذي اريق في الحديث عن بن لادن، فمنذ الهجمات علي امريكا ولا يكاد خبر لا يخلو من ذكر بن لادن وتنظيمه القاعدة، ومعركته ضد السعودية وامريكا، وقيل الكثير في محاولة لتحليل ظاهرة بن لادن، ومع ان الجميع الذين عرفوا بن لادن او تابعوا ظاهرته ساهموا في النقاش حول شخصيته الا ان الشخص الوحيد والقريب منه بقي صامتا، ونعني بذلك امه عالية الغانم، السورية المولد والتي تعيش في جدة اليوم.
ومع ان الحكومة السعودية حاولت استخدام الام لاقناع ابنها للعدول عن خطه الفكري وكفاحه الا ان الأم ظلت صامتة، لم تقل قولتها في ابنها. مع انها زارته في السودان وفي افغانستان، مرة نيابة عن السعودية والمرة الاخري لحضور حفل زفاف احد احفادها. وطوال هذه الفترة ظلت العلاقة بين الابن والام محلا للتكهنات، حيث قالت صحف غربية ان اسامة بن لادن اخبر والدته بالتلفون عن الهجمات علي الولايات المتحدة، وهذا التكهن لم يصح، ولهذا السبب فان المقابلة الصحافية التي اجراها الصحافي السعودي خالد الباطرفي رئيس تحرير صحيفة المدينة السعودية لصالح صحيفة ميل اون صاندي البريطانية تعتبر اول مرة تتحدث فيها الام عن ابنها اسامة بن لادن.
وفي هذه المقابلة تحدثت الام التي كانت الزوجة الرابعة لمحمد بن لادن، ولم تنجب له الا اسامة وعددا آخر من البنات، عن همومها ومخاوفها من المستقبل الذي ينتظر ابنها اسامة. وعلي الرغم من معارضة الام لاراء ابنها الا انها اكدت علي انه يظل ابنها ولن تتخلي يوما عنه، وقالت في المقابلة انها تصلي من اجل سلامته وهدايته الي الطريق المستقيم.
وعلي الرغم من اعلان عائلة بن لادن عن تبرئها من اسامة بن لادن الا ان الام ظلت علي صلة وثيقة معه.
وتعتقد عالية الغانم ان ابنها طيب جدا، وبار، ولطيف وان الولايات المتحدة الامريكية فبركت شريط الفيديو الذي اظهره وهو في حالة فرح حينما تحدث عن الهجمات علي الولايات المتحدة.
وقالت الام التي كانت تتحدث بصوت خفيض ومتعب من الانتظار وعشرين عاما من القلق علي ابنها ان الصوت ضعيف وغير مفهوم وفيه الكثير من الثغرات والاحاديث التي لا يمكن ان تصدر عنه .
ووصفت الأم الحالة التي اصابت العائلة والسمعة التي جلبها اسامة لها قائلة تخيل عائلة تجلس امام غرفة العناية المركزة وتنتظر اخبارا عن ابن عزيز عليها يرقد في حالة حرجة فيها.. الاطباء داخلون وخارجون منها يحكون لها اخبارا سيئة، غير مشجعة ومشوشة.. الحياة معلقة والعالم يدور في هذه الغرفة .. ليس لديك امل كثير ولكنك لا تستطيع ان تفقد الايمان.. هذه الحياة التي نعيشها كل يوم.. نجلس امام التلفزيون نقلب من محطة لاخري.. ونستمع للاذاعة في انتظار اخبار.. ونقرأ الصحف والمجلات محاولين فهم ما يحدث.. ونعيش حالة من التشوش والاحباط من الاكاذيب والمعلومات الخاطئة والتقارير المتضاربة... ومع ذلك ليس امامنا اي خيار .
وتقول السيدة عالية الغانم ان العائلة ليس امامها اي طريقة للتعرف علي ما يحدث، وتشعر بالحزن والاذي كلما تمت الاساءة الي سمعة العائلة مثل ما قيل عن ان اسامة تحدث لي قبل ايام من التفجيرات في امريكا قائلا انه لن يستطيع التحدث معي لان حدثا عظيما قريب الحدوث .
كما تشعر الأم بالمرارة من التقارير التي قالت انها تبرأت منه.. بل ان صحيفة اجرت مقابلة مع شخص ادعت انه احد احفادي، عبدالله ، وتضيف الغانم قائلة ان حياتنا معقدة وصعبة بما فيه الكفاية ولا نريد مشاكل جديدة .
وحينما سألها الصحافي عن شعورها كأم والطريقة التي تتعامل فيها مع الاحداث قالت الامهات يعانين الامر دائما، احبه (اي اسامة) واحنو عليه ولا اؤمن انه قام بالاعمال التي يدعون انه قام بها، واعتقد ان الادلة ضده غير قوية. واعتقد ان الشريط الذي عرضوه مفبرك. اسامة مسلم جيد وشخص طيب ولا يمكن ان يقول ما ظهر في نص الفيلم ، وتقول الغانم انه مع حنوها عليه الا انها لا تتفق مع كل شيء يقوله واصلي لله ان يحفظه حيا حتي تظهر الحقيقة ويتم القبض علي المجرمين الحقيقيين . وعن علاقتها معه، وعن حالته كما ظهرت من خلال المكالمات الهاتفية التي كانت تتم بينهما تقول الام كان يتصل بي بانتظام من السودان وافغانستان ومن اي مكان يوجد فيه، وكان يخبرني عن احواله واحوال عائلته وغير ذلك من الاحاديث التي تدور عادة بين الام والابن .
وتقول الام ان الاتصالات بينهما انقطعت منذ ستة اعوام حيث لم يعد يتصل عندما عرف ان الامريكيين بدأوا يتنصتون علي مكالماته من اجل معرفة مكان وجوده .. وعن طفولة اسامة تتذكر الام قائلة كان اسامة ولدا حييا، جميلا ومطيعا وكان دائما يساعدني.. وحاولت ان اغرس فيه حب الله والخوف منه، الاحترام والحب لعائلته، جيرانه واساتذته.. ولم اكن بحاجة لكل هذا .. لانه كان دائما طيبا ويحترم كل الاشخاص الذين حوله.. وكان يلعب مع اطفال الجيران في الملعب احيانا، فيما كان نشيطا في المدرسة في مجال الرياضة ويحل مشاكل زملائه التلاميذ، ولم يكن مبرزا في المدرسة، حيث كان طالبا متوسطا يحصل علي علامات معقولة، ومع ذلك كان يتمتع باحترام زملائه في المدرسة.. لا اتذكر انه اشتكي لي مرة.. ويبدو انه كان يتجنب النقاشات والجدل.. وكان طبيعيا بالنسبة له ان هادئا . وعن قلق الام بعد نضوج اسامة تقول ان وعيه السياسي بدأ مبكرا ، وكان يشعر بالاحباط مما يحدث للفلسطينيين خاصة وبشكل عام مما يحدث للعرب والمسلمين.
وكان يعتقد ان الشباب المسلمين كانوا مشغولين كثيرا باللهو واللعب اكثر من انشغالهم بنشر الاسلام واعادة امجاده. وكان يدعو لوحدة المسلمين لكي يكون بمقدورهم تحرير فلسطين. وكان دائما ملتزما بالاسلام، طوال حياته ولكن باعتدال شديد. فقد كان يهوي لعب كرة القدم وركوب الخيل، ويمارس حياته الاجتماعية، ولم يكن مدعاة للقلق في شبابه ، ولكن الكابوس بدأ حينما سافر وانضم للجهاد الافغاني كما تقول الأم، اي قبل عشرين عاما. وتقول الام ان اسامة كان قريبا بشكل كبير من اخيه الاكبر سالم الذي قتل بعد تحطم طائرته في امريكا، وكان سالم مثل الاب بالنسبة له.. وموت سالم احزن اسامة كثيرا . وتشير الام الي ان طموح ابنها في شبابه كان من اجل العمل من اخوانه وفي مصالح العائلة التجارية. ونجح بالاشراف علي عدد من المشاريع في المدينتين المقدستين، مكة والمدينة حينما كان طالبا في الجامعة ، ولكنه كان كما تقول الام يشعر بضرورة العمل اكثر من اجل خدمة المسلمين، ولهذا حينما قام الروس بغزو افغانستان شعر ان هذه فرصته للقيام بواجبه المقدس، وذهب اولا للمساعدة في مجال الاغاثة الانسانية، ومن ثم اصبح منخرطا بشكل تام بالجهاد وقاتل مع المجاهدين الافغان.
وتري الام ان ابنها اسامة وصل لهذه الدرجة نتيجة لغضبه ولاحباطه وعدم قدرته علي تحقيق اهدافه العالية: تحرير فلسطين وكشمير والشيشان وجنوب الفلبيين الاسلامي، وتوحيد المسلمين وجعل الامة الاسلامية مجيدة كما كانت من قبل في عهد النبي صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين . ولكن عالية الغانم لا تستبعد اثر ايام الجهاد القاسية وشبابه، فقد كان مجاهدا وملاحقا طوال العشرين عاما الماضية. فالجنود يتغيرون حينما يذهبون للمعارك ويواجهون الموت والدمار.. ويعيش هذا الوضع منذ مدة طويلة .
وعن كرهه للغرب تقول الام ان هذه الكراهية جاءت من شعوره ان الغرب دعم اعداء الاسلام والامة الاسلامية في فلسطين، والشيشان وكشمير وفي البوسنة والعراق، ولان العالم الاسلامي استعمر من قبل الغرب لقرون طويلة فقد شعر اسامة ان هذا الغرب تقدم بعد ان تخلف وضعف المسلمون اليوم.. وفي الفترة الاخيرة بدأ يشعر بان الامريكيين يحاولون السيطرة علي المسلمين والدول العربية من خلال التأثير السياسي والاقتصادي والوجود العسكري كما في الخليج والصومال . وعن مخاوفها علي حياة ابنها، قالت الام في تعليقها الاخير ان تفكيرها بمقتل ابنها هو من اسوأ الكوابيس..اصلي في الليل والنهار لسلامته وللنساء والاطفال الذين حاصرتهم الحرب وادعو ان يجدوا طريقا آمنا للخروج من هذا الحصار لانه ليست لهم علاقة بحروب ابائهم او زوجاتهم .
000000000000000000000000000000000000
عن موقع القلعة العربي