المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن لها ابنا !!!



(The Shark)
20-05-2008, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هاذي ثاني قصة أنشرها في النت بعد قصة ظلال الماء إلي نشرتها في المنتدى , و تحكي القصة عن شخص يتابع مجموعة من الأشخاص من خلال ثقب في الباب , فمين هو هالشخص و ليش يتابع هالأشخاص و مين هم هالأشخاص ؟ راح تعرفوه من خلال هالقصة القصيرة جدا بعنوان إن لها ابنا ...

ملاحظة : فكرة القصة مو أن الي مختلقها بل أخذتها من قصة قريتها قبل أربع سنين مرة وحدة على النت , لكن للأسف ما أذكر وين و لا اذكر صاحب الفكرة , لكني أعدت التعبير عنها بأسلوبي ...


إن لها ابنا !!!
دق جرس المنزل , لكنه لم يهتم كثيرا لهذا الأمر فقد كان منهمكا فيما كان يفعله , سمع صوت النسوة و هن يدخلن المنزل لكنه لم يأبه لهذا أيضا , لماذا يأبه و هو يعيش في قوقعته في بقعة من الزمن منسية , بدأ الصخب يزداد و هو لا يكلف نفسه حتى الانصات لمعرفة ماهية الأصوات , و بينما هو منهمك بما كان يقوم به شق مسمعه صوتهم , صوت الأطفال , فتوقف عما كان يفعله , و رجع برأسه للوراء آخذا نفسا عميقا , ثم التفت نحو النافذة و أخذ ينظر إلى السماء , كان ينظر إليها و يشعر بالحزن , لكنه لم يكن يفكر في شيء في تلك اللحظة , كما لو كان دماغه واقع تحت تأثير أعتى المخدرات , و بعد بضع من الوقت توجه نحو باب غرفته بهدوء شديد حتى لا يسمع صوته أحد , و أخذ ينظر إلى النسوة و الأطفال من ثقب بابه .
أول ما لفت نظره كان منظر النسوة , فقد كن يملأن المنظر أمامه , كن يرتدين أجمل الملابس و أكثرها إبرازا لمفاتنهن كما لو كن عرائسا في يوم زفافهم , أخذ يقلب نظره بينهن , ثم تذكر أن هذا ليس ما يريده , و ليس ما يبحث عنه , أخذ يبحث عن الأطفال لكنه لم يرهم , فغير الزاوية التي ينظر بها ليراهم يلهون بعيدا بعض الشيء في آخر الصالة , نظر لهم باهتمام شديد , فقد كان يرصد جميع تحركاتهم , و يلاحظ كل ما يفعلونه .
كان الجميع يلعبون , حيث رأى إحدى البنات تجلس مغلقة عينيها في وسط بقية الأطفال , بينما يقوم أحدهم بضربها لتبدأ بملاحقته , كانت تلك هي اللعبة التي يلعبونها بمنتهى البساطة لكنه احتاج وقتا طويلا ليدرك ذلك , فهو لم يجرب شيئا كهذا من قبل , و بينما كانت الأمور تسير مع الجميع على مايرام حصل شجار بين طفلين فانقض أحدهما على الآخر و أخذ يركله بكلتا ساقيه بينما هوى الآخر على الأرض متلقيا الركلات الواحدة تلو الأخرى فقمن النسوة يركضن بشكل مضحك لا يليق بلابسهن و لا يصلح له لفك العراك , لكنه لم يضحك على منظر النسوة بل ابتعد عن الباب قليلا و أخذ يقول لنفسه "لماذا ضربه بساقيه ؟ لماذا استخدم ساقيه في الضرب ؟ هل منحها الله له ليمشي بها و يركض أم ليضرب ؟"
كانت تبدو هذه الأسئلة له شيئا مهم , و كان يود لو أن يخرج ليعظ الفتى , لكنه سرعان ما نبذ جميع هذه الأفكار من دماغه , مدركا من هو بالنسبة لهم , و عاد ليتابع ما يحدث , فرأى الطفل المضروب يئن في حجر أمه بينما كان الضارب يجلس لوحده يتغيظ من الغضب على كرسي في آخر الصالة و هو يأرجح ساقيه للأمام و الخلف .
أما بقية الأطفال كان يجلسون على الأرض و يتكلمون بصوت منخفض جدا إلا أصغرهم كان يمشي مع نفسه , توجه نحو مكتبة الصالة خلسة و أخذ يتسلقها بهدوء دون أن يلحظه أحد , فأخذ يقول لنفسه و هو يرى الصغير " ماذا تفعل يا صغير , لا تتسلق المكتبة قد تسقط " كان يقول هذا و الصغير مستمرا في الصعود حتى لاحظته إحدا النسوة فصرخت عليه فقفز بسرعة و اختبأ بجوار المكتبة و هو يضحك , ليحول نظره عندها من وراء بابه نحو جمع الأطفال الجالسين , كانوا يتسامرون في هدوء شديد ثم قام أحدهم ليقوم بعمل مجموعة من الحركات الغريبة مضحكا أصحابه , أخذ ينظر إليهم , ثم ينظر , يقلب انظاره بينهم , لتتحول نظراته الفاحصة لنظرات منكسرة , و لتتحول نظراته المنكسرة لنظرات حزينة , تحرك أصغرهم نحو الباب الذي يقف وراءه , و كان مع كل خطوة يخطوها نحوه تتحول النظرات الحزينة لنظرات عاجزة , و كان يزداد شعوره بالاختناق كما لو أن الهواء قد ضل الطريق إلى رئتيه , و سال أنفه , و فتح فمه قدرما يستطيع , و دخل مخاطه فمه بعد أن سال على شفته العليا , كل هذا حدث دون أن يصدر أي صوت أو يدري به أحد , ناء بجسمه بعيداعن الباب , بينما أخذ الصغير يدخل أصبعه بتلقائية متناهية في ثقب بابه , ليقول في نفسه و هو في ذاك الوضع المأساوي رافعا رأسه نحو السقف مصوبا عينه نحو ثقب الباب : ماذا تريد مني أيها الصغير ؟ ماذا تريد ؟ قل ماذا تريد مني أنا ؟ ماذا ؟ ماذا ؟
ازداد شعوره بالاختناق , مد يده نحو مقبض الباب لعله يقترب منه و يعود لحالته الأولى , لكن كرسيه ذا العجلات انزلق مبتعدا عن الباب ليهوي على الأرض و يده قابضة على المقبض ليفتح الباب , و ينفجر في البكاء الممزوج بصوت الشهيق العالي و الحزن الكمين , فالتفت النسوة نحو الباب أو بالأحرى نحو الصوت , بينما ركضت أمه نحوه و أخذت تمسح دموع و مخاط ابنها بكم ثوبها الأسود الفاره .
نظرت النسوة لبعضهن البعض , و قالت احداهن بدهشة شديدة : إن لها ابنا مشلولا !
وقف الأطفال مشدوهين بعضهم مدرك لما حدث و البعض لا يدري ما الخبر , لكن الجميع رمق الأم و ابنها بنظرات الشفقة .

رفعت خالد
22-05-2008, 06:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..


جميلة الفكرة و المكان و جميلة كذلك السطور الأولى التي تدفع الكاتب إلى إجابة تلك الأسئلة..
إلا أني أعيب عليك استعمالك بعض العامية في تلك السطور.


هذه سنة الحياة.. و لا أحد يعلم حكمة ذلك إلا الحكيم، العليم، الخبير سبحانه.. هو من يعلم لم اختار ذلك الطفل ليكون مشلولا،
يبدو ذلك في ظاهره (قلة حظ) و (حرمان) لكنها عقولنا البسيطة، المخلوقة، فكيف بالخالق ؟..


فدائما يجب التسليم إلى الله في السراء و الضراء.. و هو المستعان.


و السلام عليكم.