اشرف عثمان حلبي
31-05-2008, 11:21 AM
الفاشل
يرتفع صوت المؤذن ليشق ظلام الليل (الله أكبر –الله أكبر) .
منزل صغير, يشبه إلى حد بعيد منازل حي القلعة بالقاهرة القديمة , المنزل متهالك مشقق الجدران , ليبدو عليه أثر السنين...
المنزل كائن في حارة ضيقه,مكتوب علي جدرانها ...حارة الذل والهوان....
يري رجل ذو لحية بيضاء,يخرج من باب المنزل ليدلف إلي داخل الحارة ...
الرجل تجاوز السبعين من عمره ,ويرتدى جلباب أبيض,يعكس ضوء مصباح وحيد في هذه الحارة , ويمسك بيده اليمنى مسبحة,وتظهر على وجهه الأبيض علامات الورع والتقوى ,الرجل يتأنى في مشيته يبدو أنه يستند إلى عكاز من آثر الزمن , ويرتدى نظارة طبية سميكة العدسات ,تدل علي ضعف شديد في البصر.
يفاجأ الرجل بشخص يقطع عليه الطريق , انه عريض المنكبين ضخم الجثة يرتدى جلباب سوداء رثة , أشعث الشعر أغبر الوجه تطل من وجهه علامات الحقد والانتقام تجاوز الخامسة والعشرين من عمره .
_ مسير الحي يتلاقي يا درويش .
_ أنت مين ؟ (((محدثا نفسه , درويش ! بقي لي كتير ماسمعتش الاسم د ا , من حوا لي عشرين سنه من يوم .......)))
_مش عارف مين! أنا اللي يتمته , أنا اللي قتلت أبوه عشان حاول يحمى عرضه! نازل د لوقتى تصلى الفجر ! صلى ،عمر ربنا ما ها يقبل توبتك على اللي عملته في الناس .
وأشهر سلاحه في وجهه ...
_ أنا ها أضربك في وشك مش من ضهرك ياجبان
و أفرغ فيه المسدس كاملا , بدأ الرجل ذو اللحية يتهاوى ويسقط علي الأرض .
فجأة يتعالي صوت رجل تجاوز الخمسين من عمره , ذو لحية خفيفة يرتدى بدله بيضاء كاملة ويمسك بيده اليسرى غليون .
_ أستوب , مش كده , مش كده , ايه الزفت اللي انت بتعمله ده ! موش عارف تموت ؟ نازل بالبطيء , انت فاكر نفسك عمر الشريف في صراع في الوادى! انت حتة كومبارس أمال لما ها تأخد دور ها تعمل ايه !!!
وانت بتفرغ المسدس فيه ليه !! هو قتل أبوك بجد ! أنا قلت رصاصه واحده , وبعدين فين الدم أنا مش قلت بعد ماينضرب بالرصاص ينزل دم , دى سينما .. سينما .. هما فى امريكا بيضحكوا عليكو من قليل ماهو من الهبل اللى بتعملوه .
فين الزفت مساعد المخرج ؟؟ هو كل حاجه لازم أعملها بنفسى ايه القرف ده ! اتعلموها بقى .. أنا ماكانش لازم أرجع من أمريكا .
فجأة يهرول باتجاه المخرج من نهاية الأستوديو شاب فى الثلاثين من عمره يبدو عليه ملامح الارهاق يرتدى قميص مقلم وبنطلون جينز ................
_ أيوه ياأستاذ
_ أنت عمرك ماحتبقى مخرج أبدا , أنت فاشل ... فاشل هاأكررها لك مليون مره !
أنت علشان تبقى مخرج كويس لازم تنقل للناس الواقع في أفلامك بكل تفاصيله, المشاهد لازم يشوف كل التفاصيل كأنه عايش فيها , لازم مايقدرش يفرق بين الفيلم والحقيقه ,فى أمريكا لما بيعوزو يولعو في يخت بيجيبو أكبر مصمم لليخوت يصممه بكل تفاصيله وبعدين يحرقوه .
_ أيوه ياأستاذ بس هما عندهم امكانيات كبيره والأنتاج هناك بيكلف الفيلم .
_ ده كلام فارغ دى حجج واهيه للفشلة من أمثالك ... عمر السينما المصرية ماهاتتقدم طول مافيها أمثالك .
_محدثا نفسه( والله ماحاتتقدم طول مافيها أمثالك من المخرجين المتأمركين , أهي عيشه والسلام لحد مايظهر أول أفلامى الواقعيه وهو أول واحد هايحس بيه , عموما أنا بدأت فيه وأدينى بعت اللى ورايا وقدامى ......... )
_ فركش , خلاص أنا اتضايقت واتنرفزت ماعدش فيه الهام .
يبدو التأفف واضحا على وجه الجميع داخل البلاتوه من المفاجأه ... ولكن يصمت الجميع ويتعالى صوت المخرج مرة أخرى .
_ يلا ياجماعة بكره فى نفس الميعاد(يتوجه الى مساعده ) الاوامر كلها لازم تتنفذ يافاشل فاهم .
يخرج المخرج مهرولا الي خارج الاستوديو في حراسته الخاصه , ثمانية حراس تبدو علي وجوههم الشراسه الشديده يرتدى كل منهم البدله السوداء الكامله ويضعون نظارات شمسيه وفي آذانهم السماعات اللاسلكيه .
تنطلق العربة المرسيدس السوداء وبداخلها المخرج الكبير جوهر يحى وورائها عربة من النوع الهامر وأمامها عربة من نفس النوع , في طريقه الي الفيلا المقيم بها بالمقطم .
بعد فتره يفاجأ الركب بعده عربات من النصف نقل تغلق الطريق وتسير بسرعة بطيئة, , يسمع أصوات نفير عربة الحراسة الاولي , تقوم أحدي عربات النصف نقل بفتح طريق لها بين العربات بزيادة سرعتها قليلا عنهم تدلف عربة الحراسه الاولي من خلاله , تحاول العربه المرسيدس أن تلحق بها ولكن بمجرد ان تتجاوز العربه الهامر عربات النصف نقل تقوم تلك العربات باغلاق الطريق وبذلك يتم فصل عربة الحراسة الاولى عن العربتين الأخرتين وتلزم يمين الطريق,فى نفس الوقت تزيد العربات من سرعتها وتخلى يسارالطريق للعربتان , بمجرد أن تدلف العربه المرسيدس تقوم احدى العربات باغلاق الطريق على عربة الحراسة الثانية , وتفاجأ العربات بثلاثة عربات نقل تغلق الطريق ويتوقف الركب تماما .
ينزل سائقوا العربات وكل من بها ويحدث تراشق بالعبارات الحاده بينهم ,ينزل حرس المخرج من عرباتهم لمعرفة مايحدث .
_ ايه اللى بيحصل بره يامحمود
_ مش عارف ياباشا
_انزل شوف فيه ايه , أنا أتأخرت , ايه البلد دى ياربى أنا ماكانش لازم أرجع من أمريكا هو مافيش احساس بالزمن .
ينزل السائق من السياره متوجها الى الحرس ...................
تقترب احدى الفتيات من العربة المرسيدس , الفتاة ترتدي فستان احمر قصير بيضاء اللون سوداء الشعر نحيلة نوعا ما تحمل شنطة سوداءصغيره مفتوحه , تشير الى المخرج داخل السيارة , لم يفهم المخرج اى شيء من اشاراتها, يفتح نافذة السيارة فتعاجله الفتاة برش مخدر قوي على وجهه يؤدى به الى الاغماء , ثم تتركه وتنصرف ....................................
يسمع صوت سرينة عربة اسعاف من بعيد تتقدمها عربة بوليس , وخلفها عربة بوليس كبيره , وتتوقف العربات خلف الركب , وينزل منها ضابط برتبة لواء تبدو على وجهه ملامح الغضب ويتوجه ناحية الركب , ويطلق طلق ناري في الهواء , ويخرج من العربة الكبيره 100 شخص يرتدون الملابس العسكريه ويتسمر الجميع في مكانه .
_ ايه الزحمه دي ؟ فيه ايه؟
يبدأ الجميع يتحدث في نفس اللحظة.....
_ بالراحة مش قادر أسمع حد فيكم!
يتوجه بكلامه الى أحد حراس المخرج
_انت قولى ايه اللى حصل .
_يافندم احنا حرس المخرج الكبير جوهر يحي وكنا موصلين سيادته للفيلا فى المقطم وفوجئنا بأ نهم قفلوا علينا الشارع و
_ اللواء مقاطعا كلامه جوهر بيه هو فين أنا بقالى كتير ماشوفتوش
_في العربيه المرسيدس سيادتك
يتوجه اللواء صوب السياره ولكنه يفاجأ بالمخرج ملقى على كرسي السيارة الخلفى
_ انده لي ياابنى على الاسعاف اللى ورا بسرعة , جوهر بيه ده ثروة قومية
تتقدم عربة الاسعاف ويتم نقل المخرج داخل الاسعاف , يحاول أحد الحراس أن يركب عربة الاسعاف
_ انت رايح فين ياابنى ؟
_رايح مع جوهر بيه يافندم علشان لوحصل حاجه يلقانى جنبه وبعدين انا ماأعرفش هما ها يودوه فين
_ ماينفعش تسيب مكان الحادث انت أحد الشهود وده مخالف وعموما أنا هاأبعت معاه العميد صفوت علشان يطمنا وبعدين دي عربية أكبر مستشفى فى البلد , دا أحنا لسه موصلين بيها السيد اللواء مساعد أول وزير الداخلية موجها كلامه الى العميد صفوت
أبقى طمنى ياصفوت أول ما توصل المستشفى يدخل العميد صفوت الى داخل عربة الاسعاف وتأخذ طريقها الى الخلف متوجهه الى المستشفى
_ موجها حديثه للجميع حد مات اواتعور ؟ فيه اى عربيه جرى لها حاجه ؟ يجيب الجميع بالنفى
_ خلاص ياجماعه نبقى حبايب ومافيش داعى للاجراءات يشير الى عساكر الامن فيتوجه كل منهم الى العربه ويركب من كان فى عربات النقل عرباتهم ويتوجه الحرس الى عرباتهم
_ماتيجى معانا يافندم نوصل سيادتك
_ أنا ها أتمم العمليه اللى كنت فيها وهاأحصلكم على المستشفى علشان اطمئن على جوهر بيه
فجأه يرن جرس تليفون اللواء
_ أيوه ياصفوت وصلتم خلاص بالسلامه ؟ خليك هناك لحد ما الجماعه يوصلوا .. بدأ يفوق.. كويس
بلغه تحياتى
_متشكرين جدا يافندم على مجهوداتك معانا ونحب نتشرف بسيادتك
_ أنا اللواء يحيى جويش مساعد وزير الداخليه لشئون العاصمه وده الكارت بتاعى اذا احتاجتم حاجه ياولاد أنا فى الخدمه وعموما جوهر بيه عارفنى كويس بلغوه تحياتى لحد مااشوفه
ينطلق الجميع بعرباتهم ويذهب طاقم الحراسه الى المستشفى فيجدو المخرج يستند الى كتف العميد صفوت ويفتح لهما الحرس الباب ليدلفا الى داخل السيارة وتنطلق الى فيلا المقطم .
بعد اربعة ايام من الحادث
حجرة صغيرة تبدو كزنزانة فى سجن , تفترش ارضيتها بطاطين سوداء ينام فوقها ثلاثة اشخاص فى اعمار متفاوته , فى احد جنبات الحجرة توجد فتحة عالية الارتفاع مغلقة باسياخ من الحديد, على الجانب الاخر يوجد باب به فتحة مماثلة والباب مغلق من الخارج .
يستيقظ احد الافراد الثلاثة من نومه , الرجل تجاوز الخامسة والثلاثون , اسمر الوجه له حواجب كثيفة يغطى الشارب معظم وجهه تبدو عليه علامات القسوة ويرتدى ملابس المساجين الزرقاء ,ويصيح بصوت جهورى
_ قوم يا نمره انت وهو ( يوكز احد الافراد بجواره ) قوم يا عتريس النهار طلع الواحد مش عارف ها يقعد هنا ازاى دااحنا ما بقلناش اسبوعين والواحد طهق امال ها نعمل ايه فى التأبيده ربنا يسهل والعمليه تمشى ومتبوظهاش زى امبارح (يوكزه مرة اخري ) قوم بقى انت فاكرنفسك فى بيتكم
يستيقظ الجميع من نومهم
_ انا فين ؟
_(ضاحكا بسخرية) في الكلوب ياخفيف
_ انت مين؟
_ اخص عليك ياناقص نسيت اخوك درديرى دا احنا عشرة عمر , طب بلاش اننا قرايب افتكر زميل الاروانة امال لما تخرج هاتعمل ايه
_ اخرج منين ؟
_ ايه ياعويس انت جرى لك ايه دماغك دارت من عركة امبارح ولاايه؟
_ عويس مين !
فجأه يفتح الباب ويظهر أحد الاشخاص , يرتدى زى شويش فى البوليس
_يلا يامسجون منك له
_ مسجون مين أنا المخرج الكبير جوهر يحي
يضحك الجميع ويخرجو الى خارج الحجرة ويرفض عويس الخروج فيجذبه الشاويش من قفاه الى الخارج
_ انامش ممكن اتعامل المعامله دى انا ثروة قومية انا عاوز اقابل اكبر واحد هنا اتصلوا لى بوزير الداخلية اكيد فيه حاجه غلط
_ ابقى قابله انشاء الله بعد ربع قرن وعليك خير عشان شكلك كده مش هاتطلع حسن سير وسلوك
_ اسكت بقى ياعويس والا عاوزهم يرموك فى الانفرادى والعملية كلها تبوظ مش كفاية اللى عملته امبارح , معلش ياشويش الظاهر عليه دماغه مفوته من عركة امبارح
_ انا مرضتش ابلغ المأمور امبارح علشان خاطرك يادرديرى وانت عارف لكن لوفضل على جنانه اكيد هايروح الخانكه عقله احسن له
_
يرتفع صوت المؤذن ليشق ظلام الليل (الله أكبر –الله أكبر) .
منزل صغير, يشبه إلى حد بعيد منازل حي القلعة بالقاهرة القديمة , المنزل متهالك مشقق الجدران , ليبدو عليه أثر السنين...
المنزل كائن في حارة ضيقه,مكتوب علي جدرانها ...حارة الذل والهوان....
يري رجل ذو لحية بيضاء,يخرج من باب المنزل ليدلف إلي داخل الحارة ...
الرجل تجاوز السبعين من عمره ,ويرتدى جلباب أبيض,يعكس ضوء مصباح وحيد في هذه الحارة , ويمسك بيده اليمنى مسبحة,وتظهر على وجهه الأبيض علامات الورع والتقوى ,الرجل يتأنى في مشيته يبدو أنه يستند إلى عكاز من آثر الزمن , ويرتدى نظارة طبية سميكة العدسات ,تدل علي ضعف شديد في البصر.
يفاجأ الرجل بشخص يقطع عليه الطريق , انه عريض المنكبين ضخم الجثة يرتدى جلباب سوداء رثة , أشعث الشعر أغبر الوجه تطل من وجهه علامات الحقد والانتقام تجاوز الخامسة والعشرين من عمره .
_ مسير الحي يتلاقي يا درويش .
_ أنت مين ؟ (((محدثا نفسه , درويش ! بقي لي كتير ماسمعتش الاسم د ا , من حوا لي عشرين سنه من يوم .......)))
_مش عارف مين! أنا اللي يتمته , أنا اللي قتلت أبوه عشان حاول يحمى عرضه! نازل د لوقتى تصلى الفجر ! صلى ،عمر ربنا ما ها يقبل توبتك على اللي عملته في الناس .
وأشهر سلاحه في وجهه ...
_ أنا ها أضربك في وشك مش من ضهرك ياجبان
و أفرغ فيه المسدس كاملا , بدأ الرجل ذو اللحية يتهاوى ويسقط علي الأرض .
فجأة يتعالي صوت رجل تجاوز الخمسين من عمره , ذو لحية خفيفة يرتدى بدله بيضاء كاملة ويمسك بيده اليسرى غليون .
_ أستوب , مش كده , مش كده , ايه الزفت اللي انت بتعمله ده ! موش عارف تموت ؟ نازل بالبطيء , انت فاكر نفسك عمر الشريف في صراع في الوادى! انت حتة كومبارس أمال لما ها تأخد دور ها تعمل ايه !!!
وانت بتفرغ المسدس فيه ليه !! هو قتل أبوك بجد ! أنا قلت رصاصه واحده , وبعدين فين الدم أنا مش قلت بعد ماينضرب بالرصاص ينزل دم , دى سينما .. سينما .. هما فى امريكا بيضحكوا عليكو من قليل ماهو من الهبل اللى بتعملوه .
فين الزفت مساعد المخرج ؟؟ هو كل حاجه لازم أعملها بنفسى ايه القرف ده ! اتعلموها بقى .. أنا ماكانش لازم أرجع من أمريكا .
فجأة يهرول باتجاه المخرج من نهاية الأستوديو شاب فى الثلاثين من عمره يبدو عليه ملامح الارهاق يرتدى قميص مقلم وبنطلون جينز ................
_ أيوه ياأستاذ
_ أنت عمرك ماحتبقى مخرج أبدا , أنت فاشل ... فاشل هاأكررها لك مليون مره !
أنت علشان تبقى مخرج كويس لازم تنقل للناس الواقع في أفلامك بكل تفاصيله, المشاهد لازم يشوف كل التفاصيل كأنه عايش فيها , لازم مايقدرش يفرق بين الفيلم والحقيقه ,فى أمريكا لما بيعوزو يولعو في يخت بيجيبو أكبر مصمم لليخوت يصممه بكل تفاصيله وبعدين يحرقوه .
_ أيوه ياأستاذ بس هما عندهم امكانيات كبيره والأنتاج هناك بيكلف الفيلم .
_ ده كلام فارغ دى حجج واهيه للفشلة من أمثالك ... عمر السينما المصرية ماهاتتقدم طول مافيها أمثالك .
_محدثا نفسه( والله ماحاتتقدم طول مافيها أمثالك من المخرجين المتأمركين , أهي عيشه والسلام لحد مايظهر أول أفلامى الواقعيه وهو أول واحد هايحس بيه , عموما أنا بدأت فيه وأدينى بعت اللى ورايا وقدامى ......... )
_ فركش , خلاص أنا اتضايقت واتنرفزت ماعدش فيه الهام .
يبدو التأفف واضحا على وجه الجميع داخل البلاتوه من المفاجأه ... ولكن يصمت الجميع ويتعالى صوت المخرج مرة أخرى .
_ يلا ياجماعة بكره فى نفس الميعاد(يتوجه الى مساعده ) الاوامر كلها لازم تتنفذ يافاشل فاهم .
يخرج المخرج مهرولا الي خارج الاستوديو في حراسته الخاصه , ثمانية حراس تبدو علي وجوههم الشراسه الشديده يرتدى كل منهم البدله السوداء الكامله ويضعون نظارات شمسيه وفي آذانهم السماعات اللاسلكيه .
تنطلق العربة المرسيدس السوداء وبداخلها المخرج الكبير جوهر يحى وورائها عربة من النوع الهامر وأمامها عربة من نفس النوع , في طريقه الي الفيلا المقيم بها بالمقطم .
بعد فتره يفاجأ الركب بعده عربات من النصف نقل تغلق الطريق وتسير بسرعة بطيئة, , يسمع أصوات نفير عربة الحراسة الاولي , تقوم أحدي عربات النصف نقل بفتح طريق لها بين العربات بزيادة سرعتها قليلا عنهم تدلف عربة الحراسه الاولي من خلاله , تحاول العربه المرسيدس أن تلحق بها ولكن بمجرد ان تتجاوز العربه الهامر عربات النصف نقل تقوم تلك العربات باغلاق الطريق وبذلك يتم فصل عربة الحراسة الاولى عن العربتين الأخرتين وتلزم يمين الطريق,فى نفس الوقت تزيد العربات من سرعتها وتخلى يسارالطريق للعربتان , بمجرد أن تدلف العربه المرسيدس تقوم احدى العربات باغلاق الطريق على عربة الحراسة الثانية , وتفاجأ العربات بثلاثة عربات نقل تغلق الطريق ويتوقف الركب تماما .
ينزل سائقوا العربات وكل من بها ويحدث تراشق بالعبارات الحاده بينهم ,ينزل حرس المخرج من عرباتهم لمعرفة مايحدث .
_ ايه اللى بيحصل بره يامحمود
_ مش عارف ياباشا
_انزل شوف فيه ايه , أنا أتأخرت , ايه البلد دى ياربى أنا ماكانش لازم أرجع من أمريكا هو مافيش احساس بالزمن .
ينزل السائق من السياره متوجها الى الحرس ...................
تقترب احدى الفتيات من العربة المرسيدس , الفتاة ترتدي فستان احمر قصير بيضاء اللون سوداء الشعر نحيلة نوعا ما تحمل شنطة سوداءصغيره مفتوحه , تشير الى المخرج داخل السيارة , لم يفهم المخرج اى شيء من اشاراتها, يفتح نافذة السيارة فتعاجله الفتاة برش مخدر قوي على وجهه يؤدى به الى الاغماء , ثم تتركه وتنصرف ....................................
يسمع صوت سرينة عربة اسعاف من بعيد تتقدمها عربة بوليس , وخلفها عربة بوليس كبيره , وتتوقف العربات خلف الركب , وينزل منها ضابط برتبة لواء تبدو على وجهه ملامح الغضب ويتوجه ناحية الركب , ويطلق طلق ناري في الهواء , ويخرج من العربة الكبيره 100 شخص يرتدون الملابس العسكريه ويتسمر الجميع في مكانه .
_ ايه الزحمه دي ؟ فيه ايه؟
يبدأ الجميع يتحدث في نفس اللحظة.....
_ بالراحة مش قادر أسمع حد فيكم!
يتوجه بكلامه الى أحد حراس المخرج
_انت قولى ايه اللى حصل .
_يافندم احنا حرس المخرج الكبير جوهر يحي وكنا موصلين سيادته للفيلا فى المقطم وفوجئنا بأ نهم قفلوا علينا الشارع و
_ اللواء مقاطعا كلامه جوهر بيه هو فين أنا بقالى كتير ماشوفتوش
_في العربيه المرسيدس سيادتك
يتوجه اللواء صوب السياره ولكنه يفاجأ بالمخرج ملقى على كرسي السيارة الخلفى
_ انده لي ياابنى على الاسعاف اللى ورا بسرعة , جوهر بيه ده ثروة قومية
تتقدم عربة الاسعاف ويتم نقل المخرج داخل الاسعاف , يحاول أحد الحراس أن يركب عربة الاسعاف
_ انت رايح فين ياابنى ؟
_رايح مع جوهر بيه يافندم علشان لوحصل حاجه يلقانى جنبه وبعدين انا ماأعرفش هما ها يودوه فين
_ ماينفعش تسيب مكان الحادث انت أحد الشهود وده مخالف وعموما أنا هاأبعت معاه العميد صفوت علشان يطمنا وبعدين دي عربية أكبر مستشفى فى البلد , دا أحنا لسه موصلين بيها السيد اللواء مساعد أول وزير الداخلية موجها كلامه الى العميد صفوت
أبقى طمنى ياصفوت أول ما توصل المستشفى يدخل العميد صفوت الى داخل عربة الاسعاف وتأخذ طريقها الى الخلف متوجهه الى المستشفى
_ موجها حديثه للجميع حد مات اواتعور ؟ فيه اى عربيه جرى لها حاجه ؟ يجيب الجميع بالنفى
_ خلاص ياجماعه نبقى حبايب ومافيش داعى للاجراءات يشير الى عساكر الامن فيتوجه كل منهم الى العربه ويركب من كان فى عربات النقل عرباتهم ويتوجه الحرس الى عرباتهم
_ماتيجى معانا يافندم نوصل سيادتك
_ أنا ها أتمم العمليه اللى كنت فيها وهاأحصلكم على المستشفى علشان اطمئن على جوهر بيه
فجأه يرن جرس تليفون اللواء
_ أيوه ياصفوت وصلتم خلاص بالسلامه ؟ خليك هناك لحد ما الجماعه يوصلوا .. بدأ يفوق.. كويس
بلغه تحياتى
_متشكرين جدا يافندم على مجهوداتك معانا ونحب نتشرف بسيادتك
_ أنا اللواء يحيى جويش مساعد وزير الداخليه لشئون العاصمه وده الكارت بتاعى اذا احتاجتم حاجه ياولاد أنا فى الخدمه وعموما جوهر بيه عارفنى كويس بلغوه تحياتى لحد مااشوفه
ينطلق الجميع بعرباتهم ويذهب طاقم الحراسه الى المستشفى فيجدو المخرج يستند الى كتف العميد صفوت ويفتح لهما الحرس الباب ليدلفا الى داخل السيارة وتنطلق الى فيلا المقطم .
بعد اربعة ايام من الحادث
حجرة صغيرة تبدو كزنزانة فى سجن , تفترش ارضيتها بطاطين سوداء ينام فوقها ثلاثة اشخاص فى اعمار متفاوته , فى احد جنبات الحجرة توجد فتحة عالية الارتفاع مغلقة باسياخ من الحديد, على الجانب الاخر يوجد باب به فتحة مماثلة والباب مغلق من الخارج .
يستيقظ احد الافراد الثلاثة من نومه , الرجل تجاوز الخامسة والثلاثون , اسمر الوجه له حواجب كثيفة يغطى الشارب معظم وجهه تبدو عليه علامات القسوة ويرتدى ملابس المساجين الزرقاء ,ويصيح بصوت جهورى
_ قوم يا نمره انت وهو ( يوكز احد الافراد بجواره ) قوم يا عتريس النهار طلع الواحد مش عارف ها يقعد هنا ازاى دااحنا ما بقلناش اسبوعين والواحد طهق امال ها نعمل ايه فى التأبيده ربنا يسهل والعمليه تمشى ومتبوظهاش زى امبارح (يوكزه مرة اخري ) قوم بقى انت فاكرنفسك فى بيتكم
يستيقظ الجميع من نومهم
_ انا فين ؟
_(ضاحكا بسخرية) في الكلوب ياخفيف
_ انت مين؟
_ اخص عليك ياناقص نسيت اخوك درديرى دا احنا عشرة عمر , طب بلاش اننا قرايب افتكر زميل الاروانة امال لما تخرج هاتعمل ايه
_ اخرج منين ؟
_ ايه ياعويس انت جرى لك ايه دماغك دارت من عركة امبارح ولاايه؟
_ عويس مين !
فجأه يفتح الباب ويظهر أحد الاشخاص , يرتدى زى شويش فى البوليس
_يلا يامسجون منك له
_ مسجون مين أنا المخرج الكبير جوهر يحي
يضحك الجميع ويخرجو الى خارج الحجرة ويرفض عويس الخروج فيجذبه الشاويش من قفاه الى الخارج
_ انامش ممكن اتعامل المعامله دى انا ثروة قومية انا عاوز اقابل اكبر واحد هنا اتصلوا لى بوزير الداخلية اكيد فيه حاجه غلط
_ ابقى قابله انشاء الله بعد ربع قرن وعليك خير عشان شكلك كده مش هاتطلع حسن سير وسلوك
_ اسكت بقى ياعويس والا عاوزهم يرموك فى الانفرادى والعملية كلها تبوظ مش كفاية اللى عملته امبارح , معلش ياشويش الظاهر عليه دماغه مفوته من عركة امبارح
_ انا مرضتش ابلغ المأمور امبارح علشان خاطرك يادرديرى وانت عارف لكن لوفضل على جنانه اكيد هايروح الخانكه عقله احسن له
_